الخَلْوة…
[wpcc-script type=”b672ec8836c24cb534746dfe-text/javascript”]
للخَلْوةِ الذّهبيّة
تشحَذُ عُنقكَ بسيف الأمير المُتيَّمِ
في آخِرِ ما قرأتَ من روايات،
مُردِّداً بحَزمٍ عنيدٍ أنّها ستأتي،
فلْيتحفَّزِ السّكونُ حِراكاً،
ولْيفضِ المَوقدُ سماحةً،
ولْيصنَعِ الكونُ المُترقِّبُ في قاعِ زُجاجات الخمرة
حانةً تتوسَّطُ طريقيْن صحراوييْن إلى أنْ تأتي..
كُلُّ شيءٍ مُعَدٌّ لتندمجَ الوَحشةُ بمِزاجٍ آخَر
المُلاءُ مُعطَّرةٌ
والسّتائرُ أرديةُ ملائكةٍ تمرّدوا على المَرارات.
…في الخَلْوةِ العسليّة
ردِّدي أغنيةً صاخِبة
وتوقّفي في وسَطها كتمثال برونز
لمسةٌ خاطفة من الكمان الجريح في كفّي
وتمشينَ من جديدٍ مَشيةَ اليُنبوع
كأنَّ الحروفَ حينَ تخونُ كلماتها
تُنجبُ من المَجاز أجنَّةً ناطقة.
في الخَلْوةِ المُستحيلة
حينما يصيرُ الكونُ أكثَر بلادةً
والظّلامُ أوسع من أُفُقٍ جَرّار
سأضَعُ هواجسَكِ في نعش
كيلا تُفكِّري بالمَقولات الكُبرى
ولا تميلي بطَرْفكِ صوبَ الحُزن
أو تطمحي بحُبٍّ مُنَزَّه
ثمّةَ من يقتلُ بذكاءٍ ومَهارة
ولُغةُ الغزَلِ الآنَ
رجُلٌ آليٌّ أعمَى
لكنِّي سأرتِّبُ المائدةَ ثانيةً وثالثة
وسأمتدِحُ طوفانَكِ الذي لم يحدث
مُكذِّباً أدقَّ تفاصيل النُّعاس.
في الخَلْوةِ المُتسرِّبة كضوء
حينما لنْ نأتلِفَ
ولنْ نختلِفَ
لا أنتِ ستأتينَ
مُوغِلةً في الوردِ،
ولا جسَدي
سيكسرُ بيضةَ الغَرابة
سأحتاجُ عبقريّةً أمضى من المُحال
كي أنأى
آخِذاً في طريقيَ الوَعِرِ
وعْداً قاطِعاً منَ الجُنون
أنْ أتعلَّقَ بإصبعيْكِ
كحَبْلَيْ أُرجوحة
مُمضياً بقيّةَ حياتي
أروي لهُما عنِ الأسفارِ والضّفافِ والمَغازي
وإلّا سآخُذُ وعداً قاطِعاً منَ المَجهول
بإصبعَيْ ديناميت
أفخِّخُ بهما
كُلّ ذكرى مُتطايرة في رأسي كريش الوسائد.
يقولونَ:
العالَمُ الآنَ قريةٌ صغيرةٌ واحدة
فهل أجِدُ في جنَباتها المُترامية
كائناً واحداً صغيراً
يُنصِتُ ليديَّ وشفَتَيَّ والدُّموع..؟
شاعر سوري
مازن أكثم سليمان