القاص والروائي المصري الراحل فؤاد قنديل… حياة حافلة بالإنجازات الأدبية والفكرية

القاهرة ـ «القدس العربي»: حياة حافلة بالإنتاج الأدبي والثقافي تميّز بها الراحل فؤاد قنديل (5 أكتوبر/تشرين الأول 1944 ــ 3 يونيو/حزيران 2015) ما بين القصة القصيرة والرواية والدراسات الأدبية، إضافة إلى المقالات التي تتناول الشأن العام، اجتماعياً وسياسياً. وهو بذلك يمثل المثقف المتفاعل دوماً مع قضايا المجتمع ومشكلاته، من دون افتعال وتضخيم لما يقوم به، كالكثيرين الذين يعتلون دوماً منصات الخطاب، ويعلنون وصاياهم المتهافتة على الجميع.

القاص والروائي المصري الراحل فؤاد قنديل… حياة حافلة بالإنجازات الأدبية والفكرية

[wpcc-script type=”5510e8dce31b123b85f06072-text/javascript”]

القاهرة ـ «القدس العربي»: حياة حافلة بالإنتاج الأدبي والثقافي تميّز بها الراحل فؤاد قنديل (5 أكتوبر/تشرين الأول 1944 ــ 3 يونيو/حزيران 2015) ما بين القصة القصيرة والرواية والدراسات الأدبية، إضافة إلى المقالات التي تتناول الشأن العام، اجتماعياً وسياسياً. وهو بذلك يمثل المثقف المتفاعل دوماً مع قضايا المجتمع ومشكلاته، من دون افتعال وتضخيم لما يقوم به، كالكثيرين الذين يعتلون دوماً منصات الخطاب، ويعلنون وصاياهم المتهافتة على الجميع.

القضايا الاجتماعية ومعالجتها المختلفة

رغم انتماء فؤاد قنديل إلى كُتاب جيل الستينيات، إلا أنه شق طريقاً مختلفاً عما كان سائداً في كتابات غالبية ذلك الجيل، واضعاً في اعتباره جماليات الفن القصصي، ومحاولة تطويره في رصانة، من دون الابتعاد عن مشكلات الواقع الاجتماعي والسياسي، لذا جاءت أغلب أعماله تنتمي لتيار الواقعية، وإن كانت تستند إلى لغة وروح الشعر في الأعم. من ناحية أخرى نجد نغمة عالية من انتقاد ذلك الواقع، وهي السمة التي استمرت وتطورت خلال رحلته الإبداعية، هذا الانتقاد الذي تحوّل إلى التفلسف والسخرية. الأسلوب الرصين هذا امتد إلى اللغة، التي لم تحد عن الفصحى إلا للضرورة، وحاولت خلق لغة عامية مناسبة للمواقف الحوارية، سواء في فن القصة أو الرواية.
أسس قنديل أيضاً المناخ العام للأحداث، سواء من خلال مكان وزمن الشخصيات، وانعكاسهما على تكوين الشخصية ونفسيتها، كيفية شعورها بالمكان، إضافة إلى التناقض ما بين الزمن الفعلي وزمن الشخصية نفسها/ الزمن النفسي، وهو ما يعمق الحالة الدرامية، ويخلق المفارقات في النص، وهو ما كان يحيكه قنديل في براعة شديدة. ناقش قنديل في أعماله الوجه الخفي للسُلطة، وهو ما يتحكم في الناس بالفعل، بخلاف السلطة السياسية، هناك سلطة أخرى تعمل كمناخ خصب للصورة المباشرة لسلطة السياسي في شكلها التقليدي، هناك سلطة المعتقدات والأفكار الخاطئة التي يتنفسها الجميع، حيث يقبعون تحت رحمتها، وبالتالي يصبحون فريسة رجل أجهل منهم، يعتلي عقولهم وأرواحهم، سواء كان زعيماً أو رئيساً، وفي أغلب الأحوال دجالاً.

عن الثقافة والإرهاب

هذا الحِس الانتقادي لم ينفصل عن آراء الرجل التي كانت تنشر في الصحف، سواء من خلال المقالات التي تناولت الشأن المصري والعربي، أو الحوارات التي كان يناقش فيها ما يدور على الساحة السياسية والثقافية. الوعي الانتقادي هذا جعله على سبيل المثال يرى أنه لا داعي من وجود وزارة الثقافة، رغم عمله فيها حوالي أربعين عاما ــ فما حققته هذه الوزارة تبعاً لإمكاناتها شيئاً محدودا للغاية، وبالتالي كان يعلق الآمال على المثقفين والمجتمع المدني ومشروعاته، التي من الممكن أن تؤسس لحياة ثقافية جادة، بخلاف الروتين والبيروقراطية، التي ساهمت في تعطيل الحركة الثقافية المصرية كثيراً. فدولة الثقافة يقيمها المثقفون. هذه الوزارة التي ينعاه رئيسها الآن بحُكم منصبه، وستقام كالعادة حفلات التأبين، في أشكالها السقيمة وكلمات روادها الأسقم.
وفي ما يتعلق بالشأن العام، يرى قنديل أن خطر الإرهاب تكمن مواجهته في القضاء على مسبباته الأساسية، من دون النظر فقط والاهتمام بمظاهره الأخيرة، أي نتائج هذه المسببات. كالبطالة والمستوى الاقتصادي المتردي، فالمشكلة اقتصادية أكثر منها تتمثل في حل أمني أو فكري، دليله في ذلك أن معظم من يقومون بالإرهاب ليس شرطاً أنهم متبنيه فكرياً أو حتى مقتنعين به، الأمر عبارة عن رد فعل لما يحدث على جميع المستويات.. التعليم، الإعلام والثقافة. كما أن القضاء المُمَنهج على الطبقة الوسطى أدى إلى نقيضين.. الإرهاب باسم الدين أو الإلحاد.

بيبلوغرافيا

ــ تخرج قنديل في كلية الآداب جامعة القاهرة، حيث حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس. عمل منذ عام 1962 في شركة مصر للتمثيل والسينما، وانتقل بعدها للعمل في الثقافة الجماهيرية عام 1977، تولى خلالها عدة مناصب إدارية كالإدارة العامة للنشر، الإدارة العامة لرعاية المواهب، والإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال. وترأس العديد من سلاسل النشر مثل … إبداعات، كتابات جديدة.
ــ المجموعات القصصية… «عقدة النساء، كلام الليل، العجز، عسل الشمس، شدو البلابل والكبرياء، الغندورة، زهرة البستان، قناديل، رائحة الوداع، سوق الجمعة، حدثني عن البنات، ميلاد في التحرير».
ــ الروايات… «الســـقـف، الناب الأزرق، شفيقة وسرها الباتع، موسم العنف الجميل، عصر واوا، بذور الغواية، حكمة العائلة المجنونة، روح محبات، رجل الغابة الوحيد، دولة العقرب، الفاتنة».
ــ الدراسات الأدبية… «شيخ النقاد محمد مندور، عاشق الحرية إحسان عبد القدوس، كاتب العربية الأول نجيب محفوظ، أدب الرحلة في التراث العربي، صناعة التقدم في مصر، فن كتابة القصة، ثقافة المصريين».
أدب الأطفال … «مغامرة في الهرم، مدينة الدخان، التوأم الرائع، الساحرة والملك، ذقن الباشا.. خط أحمر».
ــ الجوائز… جائزة نجيب محفوظ للرواية 1994، جائزة الدولة للتفوق في الآداب 2004، جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2010، جائزة الطيب صالح في القصة القصيرة 2011.

محمد عبد الرحيم

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *