الوحيدون… يسقطون حنينهمأرضاً أمام كاميرا العام الجديد
[wpcc-script type=”55e820b9b60957d6efd84ce6-text/javascript”]
لا تبتسم كالملدوغِ أمام كاميرا العام الجديد
فلن تُنقصَ وحدتكَ شيئاً حينما تدخلُ أعتابهُ، فالوحيد يبقى وحيداً
كفطرٍ سامٍ ينمو بأطرافِ أشجار غابةٍ مطريّةٍ بقارةٍ نائية،
ولا شيء سيغيّرُ من تفاصيل وحدتك. إذا ابتسمت ملءَ وجهك
لروزنامة العام الجديد.. فلا تكن أحمق أمام الكاميرا بابتسامتك
الوحيد يبقى وحيداً في كلّ البدايات والنهايات
وأنت على أعتابِ العام الجديد
اشتر كثيراً من الهدايا ..ألعاباً على شكل دمى ودببةٍ وقططٍ وغزلان
أسطوانات غنائيّة لفيروز وجاك بريل ولارا فابيان
اشتر مسابح فضّة بخرزات زرقاء وارسلها لأحبّتكَ في حلب
اشتر أحذيةً بلاستيكيّة متينة وارسلها لأهلكَ في المخيمات
اشتر حطباً لمدفأة بيتكَ وزجاجات بيرة قد تنسيكَ جرحاً قديماً
لكن إيّاكَ أن تبتاع َ حنيناً قديماً لتحملهُ معكَ لعامك الجديد
فأنت َ لن تكون ذلك الوحيد نفسهُ مرّتين.. فكلّ وحدةٍ لها مقاساتها .
أعزل أنتَ وتمشي برصيف العام الجديد
أعزل من الذكريات.. من الأحبّة.. من الأمنيات
من المدن التي سكنتها.. من الكتب التي قرأتها وأفسدتكَ في العام المنصرم
أعزل من الدهشة التي كنت تستقبلُ بها سنواتك الماضية
أعزل من كلّ ما يمتُّ للثقل بصلة.. انتماؤك للغبار والخفة
تلك الخفة التي لا تحتمل التي تحدّث عنها ميلان كونديرا
ورغمها وأنت على أعتاب العام الجديد.. الحُبُّ لا يترككَ أعزلَ تماماً..
الحُبُّ خفّةٌ لا تحتمل ُبثقلِ الغد ِ
تغلقُ يديك َ جيّداً
تُحكِم إغلاقهما كما لو كانتا تحملانِ أعوامك القادمة
تذهب بيدين مضمومتين للمتجر القريب من منزلك َ
توصي البائع بتعبئة رصيدك كاملاً من الوحدات الدوليّة
كم من الأحبّة ستهاتفهم وأنت على أعتاب العام الجديد..
الأحبّة الذين فرّقتهم الحرب ببلادك لكلّ أنحاء العالم
لن تتحدّث معهم عبر وسائل التواصل المجانيّة
تريدُ أن تشتري سعادة سماعكَ لأصوات الأحبّة للعام الجديد بجدارةٍ وبتعبٍ
لكنّك وأنت تعبرُ العام الجديد تُنسيك زجاجات البيرة التي تحتسيها
كلّ الأسماء تفتحُ يديك َليسقط الحنين أرضاً
الحنين يسقطُ أرضاً ببداية العام الجديد
تبتسمُ.. أنت لم تعد ذلك الوحيد..
لن تعود ذلك الوحيد الذي عرفتهُ في العام الماضي
أنت الآن ..وحيدٌ سقط حنينهُ أرضاً .
كاتبة وشاعرة سورية
وداد نبي