اليوبيل الفضي لـ«صالون الشباب» و«صالون الأهرام» الأول للفن التشكيلي

القاهرة ـ «القدس العربي»: حدثان تشكيليان بالقاهرة حالياً، أولهما الاحتفاء بمرور 25 عاما على «صالون الشباب»، الذي كان المنفذ الوحيد للتجريب واستعراض التجارب التشكيلية الشابة وقتها وحتى الآن، مع اختلاف كل دورة عن سابقتها من مستوى الأعمال وطبيعتها.

اليوبيل الفضي لـ«صالون الشباب» و«صالون الأهرام» الأول للفن التشكيلي

[wpcc-script type=”3ba50e422c430f03115cf18c-text/javascript”]

القاهرة ـ «القدس العربي»: حدثان تشكيليان بالقاهرة حالياً، أولهما الاحتفاء بمرور 25 عاما على «صالون الشباب»، الذي كان المنفذ الوحيد للتجريب واستعراض التجارب التشكيلية الشابة وقتها وحتى الآن، مع اختلاف كل دورة عن سابقتها من مستوى الأعمال وطبيعتها.
والثاني هو افتتاح «صالون الأهرام» في دورته الأولى، ليضم أكثر من 40 فناناً تشكيلياً، ويحتفي ويُكرّم كل من الفنان آدم حنين والفنان الراحل منير كنعان. وكل من المعرضين عبارة عن ساحة تضم العديد من أشكال الفن التشكيلي من الكلاسيكية حتى التجريب، مروراً بالتجارب الفنية الحداثية، كالفيديو آرت على سبيل المثال، فنجد التصوير الزيتي، النحت، أعمال الحفر، الفوتوغرافيا وأعمال الجرافيك.

اليوبيل الفضي لـ «صالون الشباب»

بدأ «صالون الشباب» أولى دوراته عام 1989 وكان الفنان حسين بيكار أول رئيس للجنة التحكيم، ما أعطى ثقلاً لظاهرة تشكيلية كانت في بداية طريقها. وطوال السنوات الماضية كان «صالون الشباب» هو المتنفس المثالي للأفكار والرؤى التشكيلية الجديدة، وصاحب الساحة الفنية والنقدية في التجريب، كمحاولة لتخليص الفن التشكيلي المصري من الركود والاعتماد على أسماء كبيرة أوشكت تجربتها الفنية على الاكتمال، ولم تكن تمتلك إلا تكرار نفسها وأعمالها، اعتماداً على شهرتها في المحيط الفني المصري أو العربي.
وقد أقيمت هذه الاحتفالية في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، واقتصرت على عرض الأعمال الفائزة طوال السنوات السابقة، بمشاركة ما يُقارب 100 فنان، وحيث تتنوع أعمالهم لتغطي جميع أشكال واتجاهات الفن التشكيلي التقليدي والحداثي.
من أعمال النحت والتصوير الزيتي والفوتوغرافي والخزف والجرافيك، وصولاً لفن الفيدو آرت، كما في أعمال الفنانة هويدا السباعي، على سبيل المثال. ويُذكر أن افتتاح الصالون الرسمي الـ25 سيكون في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

«صالون الأهرام» الأول

بالتزامن مع الاحتفالية السابقة، تحاول مؤسسة الأهرام المساهمة في إثراء الحركة التشكيلية المصرية، بأن أقامت صالونها الأول في إحدى قاعاتها، ليضم أعمالا لحوالي 40 فنانا مختلفي الاتجاهات والمدارس وتكريم الفنانين.. مكرم حنين ومنير كنعان.
ويأتي «صالون الأهرام» الأكثر تنظيماً وتحديداً في أسماء الفنانين المشاركين، ففي مجال النحت نجد أعمالا لكل من أحمد عسقلاني/أحمد مجدي/أيمن السعداوي/عمر طوسون/محمد الفيومي وآخرين. وفي التصوير السيد القماش/عز الدين نجيب/عقيلة رياض/كاترين باخوم/محمد صبري/عزة مصطفى، وآخرون. وفي الجرافيك، أسامة عبد المنعم/ياسمين حسن/هشام طه/عوض الله ومحمد الشيمي، وفؤاد شازلي. وفي الموزاييك الفنان سعد روماني.

تجارب فنية متنوعة

ما يميز كل من المعرضين، التنوع الكبير في الأعمال الفنية، والأهم الأساليب التي اتبعها كل فنان ليُعبّر عن فكرة ما، ومحاولة تجسيدها من خلال عمله الفني، سواء من خلال التركيب اللوني، ومساحات اللون المختلفة في العمل الواحد، أو أن لوناً واحداً هو المُسيطر على اللوحة ككل، كالأحمر ودرجاته في عمل الفنانة عقيلة رياض على سبيل المثال، والنور والظل كما في أعمال الفنان عز الدين نجيب الأولى، التي تمثل وتحاكي الجداريات الفرعونية في شكل رجال ونساء أكثر حداثة من حيث الملابس والاكسسوارات، بينما تحافظ على شكل حركتها القديمة.
أما الآخر نجيب فتصبح الشخوص وكأنها جزء من المكان، مصنوعة من خلاله ومن مادته ــ هكذا توحي ــ من خلال اللون وطبيعة تكوين الجسد.
أما الحِس الشعبي فنجده في أعمال كل من طه القرني وعبد الفتاح البدري، المتمثل في الأسواق وألعاب الأطفال في جنوب مصر، مع اختلاف اختيار حجم اللقطة من لقطة عامة كما في حالة الأول، وأخرى عامة متوسطة تكشف أكثر حركة الأطفال وتشكيلات أجسادهم أثناء اللعب، ثم الحالة التجريدية كما في أعمال وائل درويش وجيهان سليمان، الأول الذي يجعل من الأجساد عبارة عن لطشات لونية تكاد تتداخل وتخفي أبعاد كل جسد، مع اختفاء ملامحها بالطبع، تكوينات زرقاء اللون، ومصدر إضاءة يأتي من الخلف، وكأنها تكوينات منحوتة في الجبال أو ما شابه.
بينما الثانية تميل إلى إظهار تفاصيل الجسد في خطوط أقرب للخط الهندسي الحاد، لتجعل مسافة ما بين العمل الفني والجسد الطبيعي، إضافة إلى إخفاء وجوه الشخصيات، حتى تسقط عنها كل ما هو طبيعي أو ما شابه الحقيقي، فقط من ملابسها نستطيع تمييز البيئة التي تنتمي إليها، وهي قرى وريف مصر، لكن هذا يتباين وخلفية اللوحة ذات الألوان والتكوين الأكثر حداثة وتجريدا، ليصبح الأمر لعبة ما بينها وما يحيطها. وأخيراً في النحت نجد وجوه عمر طوسون المصمتة، وتتباين معها وجوه خالد زكي، حيث المبالغة في تفاصيل ملامح الوجه… من الأذن والشفاه، والنِسب في مساحات الوجه الإنساني.
ويأتي محمد الفيومي ليخلق عالماً من الكائنات الضخمة، التي تنحو نحو التجسيد والتداخل ما بين الحيوان والطيور والإنسان، في شكل مزج للطبيعة ومفرداتها من كائنات غرائبية، لا توحي بشكل الكائن الأصلي، كالبومة وتكوينها على سبيل المثال، والعديد من الأعمال الضخمة الأخرى، وكلها تبدو في حس متناغم مع الطبيعة ومخلوقاتها.

محمد عبد الرحيم

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *