تجارب فوتوغرافية يمنيّة شابة تروي «قصة إنسان»
[wpcc-script type=”1b93667367cf0e711a631482-text/javascript”]
صنعاء ـ « القدس العربي» ـ من أحمد الأغبري: التقى ستة فنانين فوتوغرافيين يمنيين في معرض مشترك نظمته مؤسسة «يمن آرت بيس» في «كافيه كورنر»، في صنعاء مؤخراً، تحت عنوان «قصة إنسان».
ضم المعرض (18) صورة عكست جميعها بعض ملامح الألم الإنساني في اليمن. وحرص المنظمون ألا تقتصر قصص الصور على معاناة فترة الحرب، بل بعضها تعامل مع الألم اليمني الممتد منذ ما قبل الحرب، وحتى مرحلة الحرب المستعرة هناك منذ 26 مارس/آذار 2015.
من أهم الأعمال المعروضة كانت تلك التي تعاملت مع الأطفال، وما يعانونه، جراء الحرب، وهي صور لم تركّز على أفكار بعينها، بل اختزلت تجربة الألم الإنساني لهذه الفئة في ملامح الوجه وحركة الجسم والملابس، وما يرشح عليهم من إرهاق وعوز وحرمان وفقر وخــوف ناتج عن قهر اجتماعي وعوز اقتصادي، بالإضافة إلى قهر وخوف وفقر فرضتها الحرب والسياسة بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة هناك.
وحسب أنور الصبري، وهو أحد الفنانين المشاركين؛ فإن اختيار الفنانين المشاركين لم يكن اعتباطياً؛ ذلك أن المؤسسة المنظمة أعلنت عن مشروع المعرض، وفتحت باب التقدم للمشاركة، وتم اختيار هؤلاء الفنانين بهدف إبراز مواهبهم في مجال التصوير الفوتوغرافي في علاقته بالقصة الإنسانية، «كان المعرض فرصة لأن تقدم هذه التجارب نفسها، ومن خلالها يقدّم الفنانون المشاركون لمحة عن واقع القصص الإنسانية في اليمن، من خلال تجاربهم الفوتوغرافية» يقول الصبري لـ«القدس العربي».
توزعت قصص الصور المشاركة بين ثلاثة موضوعات إنسانية: الأول: معاناة الطفولة والثمن الباهظ الذي يدفعه الأطفال، لاسيما خلال الحرب، باعتبارهم الفئة الأضعف في المجتمع. الموضوع الثاني: عكست مجموعة من الأعمال ملامح التعب الإنساني في وجوه كبار السن من الكهول والعجزة، وما تمثله قصص هؤلاء من معاناة إنسانية في مجتمع نال العوز والحرب من فتوته.
الموضوع الثالث: تعامل عدد من الأعمال مع صور لمرضى نفسيين من الذين استقروا في شوارع المُدن هناك، ويعكسون بملامح قصصهم مدى قسوة المجتمع في التعامل معهم؛ وهي المعاناة التي تتضاعف خلال الحرب في ظل معاناة تشمل غالبــــية المجتمع؛ وهي المعاناة التي تتزايد معها أعداد هؤلاء المنسيين اجتماعياً وحكـــومــياً؛ وكأن ثمة قسوة مركبة في العلاقة الاجتماعية والحكومية مع هذه الفئة من الناس؛ القسوة التي ذهبت بهؤلاء إلى خانة المرض، ومن ثم القسوة في تركهم لقمة سائغة للتشرد والتجاهل والإهمال بدون علاج وبدون أدنى قدر من الاهتمام بحياتهم، الحياة التي بات يعاني منها غالبية المجتمع في بلد قصي اسمه اليمن أصبح أكثر من 22 مليون منه بحاجة للمساعدات.