حياتِي القديمةُ
[wpcc-script type=”7c6d3e0114475a0b04ead12a-text/javascript”]
حياتِي التي ككوبِ قهوةٍ في منزِلكَ
ألقيها في نهرِ «كيزيل إرماك « المطلِّ على مدينةِ كابادوكيا التركيّة
ليصنعَ منها سكانُ كابادوكيا فخاراً صالحاً للزينةِ
ألقيها في النهرِ ولا أحدَ ينقذُها
يمرُّ بالقربِ منها صائدو القواربِ الصغيرةِ
يضحكونَ على حياةٍ تشبهُ سمكةً مُلونةً بلا قلب ٍ
حتّى أنّها لا تثيرُ شهيتَهم للصيدِ
حياتِي
التي اعتقدتُ أنّها مهمةٌ جداً
لصبغ ِ شعْرِ صديقاتي مجاناً
ونفخِ دخانِ سجائر «جيتان « بوجوهِ من يُحبُّني
وكتابةِ قصائدَ بلا معنىً عن مدنٍ هجرتُها
حياتِي المُهمّةُ
لإطعامِ القطةِ
لإيقاعِ الرجالِ بالحُبِّ
للصلاةِ لأجلك َ لتبقى نائماً بحنان ٍ
كلَّ ليلةٍ .. كلِّ ليلةٍ.
حياتِي الصغيرةُ
كأثرِ الجرحِ على جبينكَ
حياتِي التي لا تُرى
كغازِ الكلورِ الذي يقصفُ بهِ الطاغيةُ الأطفالَ وهم نيام
كميكروب ٍ لا مرئي يتجولُ بدمكَ
حياتِي التي ككوبِ قهوةٍ في مطبخِكَ
كسرتهُ وأنتَ تعدُّ طعامَ الفطورِ
ورميتَ ببقايا الكوبِ لسلةِ النفاياتِ
وأغلقتَ الكيسَ بإحكام ٍ ومساءً
حينما نزلتَ ورميتَ الكيسَ في الحاوية
صرختُ بكَ.. حياتِي هُنا
لكنّك َركضتَ مُسرعاً لأعلى البناءِ
وأنتِ تُرددُ بينكَ وبينَ نفسكَ
سأقرأُ روايةِ «الحياة الجديدة « لأورهان باموق
فيما كنتُ أدفنُكَ معَ نفاياتِ الكوكا كولا وأطباقِ البيتزا والواقياتِ الذكريّة
بحاويةِ الشارعِ معَ حياتِي القديمة.
كاتبة سورية
وداد نبي