حِيلة
[wpcc-script type=”4f2cdcf878cbd9cfbfdccebb-text/javascript”]
حِيلة..
تنكَّرتُ..
فانوساً بين الفوانيس
ولم يلتقطْني فخُّ الكاميرا الخفيّة
الرّيحُ الجَذلى موَّهتني
والمطرُ جدَّلَ غرابتَهُ على جَبيني
صادَقتُ العابرينَ
اشتمَمتُ عطرَ الصّبايا
وإذِ انحنتِ الغيمةُ قليلاً عليَّ
نقَشْتُ قصيدتي وشماً على ظَهرها
في عينيَّ نامَتْ فراشاتُ الرّبيع
ودغدغني نملٌ تائه
وحينَ لفَفتُ شَعْرَ الفيء مُوسيقى على جسَدي
شارَكْتُ الحُرّيةَ في أندَرِ أنفاسِها
بوردةٍ مسروقة من بائع الأزهار
كنَسْتُ المدينةَ عن نهديكِ
استنفَرَ شوقي الحَلَمتين
فنما قمحٌ بوهجِ المُغامرات
ودونما انتباه
قاسَمَني سجّانُ الكاميرا الخفيّة
رغيفَ أحلامي
وجهي
انعكاسُ نورسٍ على مُلاء الموج
زفرةُ الملح لأعلى
واختباءُ سمكة الحُبّ
بينَ ثلاث صُخور أرجوانيّة
)كالتّقلّبات اللّونيّة للبَحر
بينَ شمس وغُيوم ما بعدَ المطَر
أنثرُ أغنيتي بذارَ هوى
قد تصلُ الهديّة
أو لا تصلُ السّفينة
إنّما تبقى الجذوةُ
ناراً يحرقُها خَفْقُ الأجنحة)
(دائماً؛ يحارُ القمَرُ بشأني
على ماذا يُراهنُ قلبي؟!
هذهِ المائدة المفتوحة
للضّباب والأغاني وعينيكِ)
تنكَّرتُ؛
وُلِدْتُ من جديد
ولم يعترضْني سجّانُ الكاميرا الخفيّة
وعندما أُنيرتِ الفوانيسُ أوّل اللّيل
فاشتعَلَ رأسي بأفكارِهِ
وعشَّشَ ضوئي
كالعصافير البردانة
في الأشجار المُجاوِرة
فضَحَتْني كاميراتُ المُراقَبة
ـ عارياً كما في الرّحم
معروفاً ومجهولاً كنايٍ يُلهِمُ فَجراً ـ
فأطبَقوا عليَّ بسُرعة
وأحضَروني مَوجوداً
غير موجود
شاعر سوري
مازن أكثم سليمان