خسارات خاصة جداً!
[wpcc-script type=”cdf6e7330631861e269bde0a-text/javascript”]
سأكون خفيفاً ونظيفاً هذا المساء
خفيفاً، أهبطُ من جذع الموسيقى
إلى كلّ جهات الأرض
أقصدُ أني أقيمُ الصّلاة!
نظيفاً، مثل وباء النسيان
كنتُ أهذي بأسماء من رحلوا
تاركاً قصيدتي لصق النافذة
تتنفّس
خشية أن تصاب بالعدوى
الأمرُ بسيط جداً
ابتعدت عني رائحة البارود
ـ 2 ـ
أنا رضيعُ الشيطان
قتلتُ أمي البارحة
لأنشرَ شهوة النص على حبلِ الجريدة
أنا الطفلُ اليتيمُ في شوارعِ الله
لا دهشة في زماني ـ
أمشي على وجهي
فوق جُثثِ أهلي
وأكتب ما اســــتطعت من القصائد والأغــــاني
أنا الشابُ الملوثُ بالأمنيات
أدفعُ الحياة أمامي، كبرميلٍ فارغِ
أحاولُ أن أتبع مساره في خطوطِ الأرض
متعثّراً بقهقهاتِ الصَدَأ ـ
فيطير الغبار مستهزئا
من جثةٍ تتدحرج فارغة
وآلاف الأشياء التي بقيت على الأرض
أنا الرجلُ الخاسرُ في الحرب
دائماً أجمعُ لحظات الحبّ المتناثرة في
سوادِ الطريق
كي لا يتحول حزني لمجردِ عادةٍ سيئة
أجبرتني عليها الحياة
يتبعُ: بعد أن يتشكل غبار الفرح على جدارِ
العين
فأنا منذُ كنتُ طفلاً لم أخيب ظن حكمة
سكنت في دمي
ـ 3 ـ
مثل الشاعر
حين ينتهي من كتابة قصيدة حبّ في ساحة
المعركة
مثل الرسام
حين ينتهي ـ في الهواء الطليق ـ من رسم
عصفور في القفص
حين أنتهي من الحديث معكِ
ولا أجدُ سجائر في جيبي
أجلسُ على الكرسي، أدخنُ نفسي
مستمتعاً، بسحـــب الذكريات وهـــي تــتلاشى
ـ 4 ـ
نقاء النار في عينيكِ
يذكرني بغباء نيراننا حين يستخدمها
الطغاة
لا فرق، كلاهما سلاح
نقاء النار في عينيكِ يحرق حقول القصيدة
وغباء نيراننا بيد الطغاة يحرق أحلام
الشعوب
ـ 5 ـ
المرأةُ، في حبرِ الجريدة أو في الرّواقِ
المعتم
ما بين حبَّة الطماطم وقصص الضحك الفاسدة
المرأةُ، في سريرِ الفكرة، في شاشةِ
السريرةِ والتقوى، في ابتسامةِ الراعي
الذابلة، في كفِّ شاعرٍ يروي حكاياته في
صحةِ النص، في ظلِّ الأغنية
ومُستحضرات التجميل
تهتف:
الرجلُ في بؤبؤ القلب
الرجلُ في بؤبؤ القلب
لكنها، وبالعربية الفصحى
عندما لا تجد سجائر في حقيبتها
تعبر إلى الضفة الأخرى وتكسر عنق
القصيدة
لحظة… لحظة
القصيدةُ أنثى الشاعر وفاكهة القراء
ـ 6 ـ
(في البّلم)
أنا أكثر الركاب وزناً
منتفخاً بالأمنياتِ والأحلام
(في الباخرة) مطمئناً
أُلمعُ شامات البحر
في مرايا السماء
ـ 7 ـ
ذات يوم
خرجت قصيدة إلى الشارع
ولم تعد إلى البيت
ترى أين أختفت؟
بثوبها المبقع بغبار الحرب ـ
وهي تحمل قلبي بيديها
ـ 8 ـ
هذا ما يصيبني دائماً
أتمدد تحت ظلّ الأشجار المشانق فيما بعد
أنظر إلى جثة ـ أخي ـ الشهيد المُتدلّي بين
الأغصان
وأشتمّ الحكام!.
خوفاً على أهلي الساكنين قبور المدينة
نقطة.
ضاع نصف القصيدة!.
ـ 9 ـ
لم
أكن
حجراً
في المدينة!
كنتُ اقرأ
هديل
الحمام
وأكتب
رائحة الحليب
ـ 10 ـ
أقولُ قلبي
وأعرف أني خسرتُ الكثير من الحياة
والسنابل
في الشوارعِ المؤدية إلى قلبكِ
أقولُ الصباح
وأُلملمُ ما تناثر من حياتي
خلفَ بائعة القيمرِ
٭ شاعر سوري
حسن شاحوت