فارقية المساحة والفراغ في أعمال الكويتي سالم الخرجي

يتميز الفنان التشكيلي سالم الخرجي بتعبيراته الممتدة في عمق الثقافة الكويتية، حيث إن التعبير هو حتمية مصيرية للثقافة الفنية الكويتية، فالعمل الإبداعي لديه ينفذ إلى الأعماق التي يشتملها الموضوع، وهو يوفر له كل ما يجعل الرؤية تتكامل من حيث المفاهيم ومن حيث التصورات المسبقة، فتضحى أعماله الإبداعية ذات طبائع تعبيرية تمتح مضامينها ومقوماتها الفنية من الثقافة الكويتية. فالفنان سالم يبني الفضاء على أنقاض الأبعاد الأربعة للفراغ، وعلى ترانيم المساحة الشاسعة وعلى التوظيف المحاكي للواقع بطرق فنية بديعة، وأسلوب تشكيلي متفرد. وللموسيقى بعد حقيقي في تراسيمه، وهي تمتح وجودها من الهدوء والصمت الذي يعتبر أحد الأسس الفنية التي تغذي أعماله، مما يسمح بخروج المادة التشكيلية إلى حيز الوجود الحسي البصري، في صيغ هادئة بكثير من المهارة العالية والتقنيات المتميزة، وهو ما يتوفر عليه الفنان سالم، وما تسمح به تجربته المائزة في الحركة التشكيلية، التي تلامس الفن المعاصر في بعده التقني. لكن عملا بالقاعدة النقدية؛ فأعماله تتبدى في مفارقة غائرة بين الواقع العادي المتحرك والمادة التشكيلية الهادئة إلى حد الصمت والسكون.

فارقية المساحة والفراغ في أعمال الكويتي سالم الخرجي

[wpcc-script type=”f8b1eb0607844dcc455815d3-text/javascript”]

يتميز الفنان التشكيلي سالم الخرجي بتعبيراته الممتدة في عمق الثقافة الكويتية، حيث إن التعبير هو حتمية مصيرية للثقافة الفنية الكويتية، فالعمل الإبداعي لديه ينفذ إلى الأعماق التي يشتملها الموضوع، وهو يوفر له كل ما يجعل الرؤية تتكامل من حيث المفاهيم ومن حيث التصورات المسبقة، فتضحى أعماله الإبداعية ذات طبائع تعبيرية تمتح مضامينها ومقوماتها الفنية من الثقافة الكويتية. فالفنان سالم يبني الفضاء على أنقاض الأبعاد الأربعة للفراغ، وعلى ترانيم المساحة الشاسعة وعلى التوظيف المحاكي للواقع بطرق فنية بديعة، وأسلوب تشكيلي متفرد. وللموسيقى بعد حقيقي في تراسيمه، وهي تمتح وجودها من الهدوء والصمت الذي يعتبر أحد الأسس الفنية التي تغذي أعماله، مما يسمح بخروج المادة التشكيلية إلى حيز الوجود الحسي البصري، في صيغ هادئة بكثير من المهارة العالية والتقنيات المتميزة، وهو ما يتوفر عليه الفنان سالم، وما تسمح به تجربته المائزة في الحركة التشكيلية، التي تلامس الفن المعاصر في بعده التقني. لكن عملا بالقاعدة النقدية؛ فأعماله تتبدى في مفارقة غائرة بين الواقع العادي المتحرك والمادة التشكيلية الهادئة إلى حد الصمت والسكون.
وبذلك فإن الفنان سالم الخرجي لا يحسب حسابا دقيقا للمساحة لخلق دور فعال لعمله الواضح في الابتكار. ففي هذا الدور يكمن سر المعاصرة وحداثة الأسلوب. المفارقة بين واقع الحركة وواقع السكون، يضع أعماله في تباين آخر بين المساحة والفراغ، ما يطرح أكثر من علامة استفهام، لأن مغازلة الواقع بتبنّي الفن الواقعي يتطلب التفاعل مع الفراغ بصيغ تعبيرية متحركة، وهو ما يتيح للقارئ التأمل بعمق في أعماله لاكتشاف عوالم كثيرة جديدة، تساعد على فهم عالمه الإبداعي. لكنه يتواصل مع مادته الفنية بوجدانية وهدوء كبيرين، ليبلغ نتيجة فارقية تؤثر سلبا على قيمة الفضاء، وعلى توجه مسار التعبير، خاصة على مستوى التشكيل الصرف للمكان. وهو ما يتطلب الانتباه إلى دور الحركة في عملية البناء، خاصة أن الفنان سالم يتوفر على تقنيات عالية ومهارة كبيرة وقدرات فائقة، حتى يظهر بوضوح التكامل في التأليف بين مختلف العناصر والكتل والأشكال التعبيرية الواقعية، والفراغات ومكونات البناء الفضائي. وعلى الرغم من ذلك؛ فإن الفنان سالم بحنكته ومراسه القويم وعمله الجيد يتمكن من تحقيق مجموعة من الأشكال التوليفية ويستطيع من خلالها أن يمنح لأعماله الفنية توازنها وانسجامها. وبذلك، يظهر أسلوبه جليا من خلال بسط طرائق التحوير في شكلها المتكامل بعد مرورها بمختلف مراحل التطوير والتغيير، قصد إخضاعها للزوميات الرؤية الشخصية.
كما أن بعض الأشكال التراثية والاجتماعية والحضارية التي تدخل في النسيج الثقافي الكويتي أخذت بعدها الجمالي النهائي، فأدخلها في قوالب العصرنة وأضفى عليها مواد جديدة، بحيث إن كل جديد في رؤية الفنان سالم يتخذ مسارا نوعيا تنبني عليه الرؤى الجمالية، وتنبني عليه تمثلات الأشكال الواقعية المتنوعة، والأشكال المعاصرة التي ترسخت في الذهنية الكويتية، وهو ما يفسر أن الفنان سالم مقيد بعوالم محددة، ويفسر كذلك أنه مقيد بألوان معينة استجابة لضرورة استمرار شاعرية العمل وتموضعه بهدوء وسكينة، وأيضا لكي يتناغم القارئ مع كل الأشكال التي يلفها السر حينا ويكتنفها الوضوح حينا آخر، وتجلب له الراحة النفسية. إنه بعد صريح لدى فلسفة الفنان سالم، يتفاعل مع الملمس التشكيلي بهذا الأسلوب الجميل ليساهم باللون في البروز، ويدعم القوة التعبيرية. وهذا يعطي انطباعا بأن المبدع يمر في نسيج عمله من طرق مركزية، ثم يوزع العناصر المشتركة، وهو يتوخى ابتكار أشكال وعلامات جديدة، مما يبرز بعض الجماليات التي تضع القارئ في خضوع وخشوع، وتجعل من عملية التلقي معْبراً لولوج الصورة المضامينية المتكاملة بطابع تعبيري فني يلامس به روح المعاصرة وحداثة الأسلوب. بل ويجعل المادة التشكيلية أكثر تفاعلا مع الوجدان بقيمة مضافة في الساحة التشكيلية المعاصرة، وهو أمر يدعم أسلوبه الإبداعي ويثبت الهوية الوطنية والثقافية والفنية لديه.

تشكيلي مغربي

فارقية المساحة والفراغ في أعمال الكويتي سالم الخرجي

محمد البندوري

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *