في أعمال التشكيلية الجزائرية سعاد عصماني: خاصية التجريد والاعتبارات الجمالية المحلية

الجزائر ـ «القدس العربي» من محمد البندوري: يشكل المجال الفني للتشكيلية سعاد عصماني أحد الارتباطات التعبيرية القوية المتصلة مباشرة بالفن التجريدي، وهي تقوم في منجزها هذا على الاختزال اللوني إلى حد ما، وعلى الرمزية والإشارة. وبذلك تشكل نسيجا فنيا يتأسس على مجموعة من المفردات الفنية الخفيفة التي تتداخل بشكل تجريدي، سواء عبر اللون أو العلامات أو الرموز لتقحمها في السياق الفني العام. وتظل المقاربة التجريدية رهينة كل سياقات المادة التشكيلية المنعشة للفضاء، وهي تتسم بوجود وشائج تشكيلية قائمة بين المادة الفنية عموما والموضوع. كما أن تلك المادة التي تنجزها الفنانة بحرفية وتقنيات عالية تخفي في عمقها مضامين ودلالات ترتبط بالاستدراجات اللونية، التي تقويها المسالك الخطابية المخفية وراء حجب الألوان والعلامات، لتظل التأويلات المختلفة والقراءات المتعددة تنبئ القارئ بتعدد الدلالات. وهذا ليس بغريب على سعاد عصماني لأن البناء التجريدي عموما يعتمد في جوهره على المادة المتصلة بالحس أولا، ثم تثبتها الفنانة في الفضاء وفق خاصيات تشكيلية تمتح من تصوراتها وأفكارها بعض القضايا وبعض المضامين التي تعالجها بطريقة جمالية، باعتماد تقنيات خاصة وإضافات فنية تراعي المقاسات، وتوزيع الألوان؛ وتأخذ بعين الاعتبار الخاصيات الجمالية المحلية، وكذلك ما تشكله الرموز والإشارات والعلامات من تعبير يفصح عن هواجس الفنانة، وهو ينبثق من شعورها بطريقة فنية خارجة عن المألوف، وبرؤية تشكيلية متعددة الدلالات، ومتعددة القراءات.

في أعمال التشكيلية الجزائرية سعاد عصماني: خاصية التجريد والاعتبارات الجمالية المحلية

[wpcc-script type=”a4b679641b63c9f15b9f268f-text/javascript”]

الجزائر ـ «القدس العربي» من محمد البندوري: يشكل المجال الفني للتشكيلية سعاد عصماني أحد الارتباطات التعبيرية القوية المتصلة مباشرة بالفن التجريدي، وهي تقوم في منجزها هذا على الاختزال اللوني إلى حد ما، وعلى الرمزية والإشارة. وبذلك تشكل نسيجا فنيا يتأسس على مجموعة من المفردات الفنية الخفيفة التي تتداخل بشكل تجريدي، سواء عبر اللون أو العلامات أو الرموز لتقحمها في السياق الفني العام. وتظل المقاربة التجريدية رهينة كل سياقات المادة التشكيلية المنعشة للفضاء، وهي تتسم بوجود وشائج تشكيلية قائمة بين المادة الفنية عموما والموضوع. كما أن تلك المادة التي تنجزها الفنانة بحرفية وتقنيات عالية تخفي في عمقها مضامين ودلالات ترتبط بالاستدراجات اللونية، التي تقويها المسالك الخطابية المخفية وراء حجب الألوان والعلامات، لتظل التأويلات المختلفة والقراءات المتعددة تنبئ القارئ بتعدد الدلالات. وهذا ليس بغريب على سعاد عصماني لأن البناء التجريدي عموما يعتمد في جوهره على المادة المتصلة بالحس أولا، ثم تثبتها الفنانة في الفضاء وفق خاصيات تشكيلية تمتح من تصوراتها وأفكارها بعض القضايا وبعض المضامين التي تعالجها بطريقة جمالية، باعتماد تقنيات خاصة وإضافات فنية تراعي المقاسات، وتوزيع الألوان؛ وتأخذ بعين الاعتبار الخاصيات الجمالية المحلية، وكذلك ما تشكله الرموز والإشارات والعلامات من تعبير يفصح عن هواجس الفنانة، وهو ينبثق من شعورها بطريقة فنية خارجة عن المألوف، وبرؤية تشكيلية متعددة الدلالات، ومتعددة القراءات.
إن أعمال الفنانة التشكيلية سعاد عصماني تتبدى فيها لمسات المنحى التجريدي الخصب، فماهية العمل الفني العلاماتي واللوني الممزوج بحزمة من الرموز والأشكال المختلفة بالمادة التجريدية ينتج بعض التضارب بين قانون المنظور والمنطق التشكيلي للفضاء الفني، وهو ما يفصح عن درجة الإنتاج الفني والحاجة النفسية للتعبير في هذه المقاربة. كما أن البناء التشكيلي التجريدي يتمظهر في صور مليئة بالطلاء اللوني، موازاة مع الأشكال الدائرية التلقائية المعبرة، باكتساح قوي للمساحات وتدرج في اللون، وهو ما ينم عن عملية الأخذ من مجال تشكيلي صرف، بإضفاءات تصورية واجتهادات تعْبُر بها المجال التجريدي نحو بؤر فنية جديدة، إضافة إلى كون جل أعمال الفنانة سعاد عصماني تبدو أحيانا مثقلة بالإيحاءات والرمزية، لثقل المضامين التي تشتغل عليها، ولكثرة الحركة التي تسري في أعمالها على نهج الترجيع الموسيقي، لذلك فإن هذا التوافر يجعل من أعمالها قوة تعبيرية تترنح في سياقات فنية متنوعة.

في أعمال التشكيلية الجزائرية سعاد عصماني: خاصية التجريد والاعتبارات الجمالية المحلية
Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *