معرض «أزمنة من الفن» في القاهرة: التشكيل المصري من الواقعية إلى التجريد

القاهرة ـ «القدس العربي» محمد عبد الرحيم: في المعرض المقام حاليا في غاليري بيكاسو في القاهرة، والمعنون بـ «أزمنة من الفن» يجد المتلقي تنوعا بصريا ومعرفيا من خلال لوحات (26) فنانا، مختلفي الأساليب والرؤى. وهم حسب التنوع والانتماء الجيلي يبدون أكثر تباينا، بداية من الفنان سيد عبد الرسول ووصولا لأحدثهم سناً، وهم .. سيد عبد الرسول، علي الغزولي، إسماعيل دياب، عمر النجدي، سمير فؤاد، فريد فاضل، جرجس لطفي، مصطفى رحمة، عادل ثروت، علي حسن، عبد الخالق حسين، إبراهيم غزالة، أيمن هلال، رمضان عبد المعتمد، علاء أبو الحمد، أحمد الكت، أحمد أسامة، علاء عوض، رانيا جاد، تسنيم المشد، جهاد مصطفى، ندى محروس، شادي فرغلي، مهني ياؤد، محمد دمراوي، ومحمد اللبان. ومن خلال هذه الأسماء نستطيع أن نرى المدة الزمنية التي يغطيها المعرض، والتي يمكن أن تكون عبر هذه العينة المنتقاة من الأعمال مثالاً لتتبع واستكشاف حال التشكيل المصري، سواء في الأفكار والموضوعات والأساليب والمدارس الفنية التي اعتنقها أصحابها، وإلى أي مدى كان الذاتي أو الجمعي هو الهم الشاغل للفنان وعصره.

معرض «أزمنة من الفن» في القاهرة: التشكيل المصري من الواقعية إلى التجريد

[wpcc-script type=”17b6081b635396987cd40a9c-text/javascript”]

القاهرة ـ «القدس العربي» محمد عبد الرحيم: في المعرض المقام حاليا في غاليري بيكاسو في القاهرة، والمعنون بـ «أزمنة من الفن» يجد المتلقي تنوعا بصريا ومعرفيا من خلال لوحات (26) فنانا، مختلفي الأساليب والرؤى. وهم حسب التنوع والانتماء الجيلي يبدون أكثر تباينا، بداية من الفنان سيد عبد الرسول ووصولا لأحدثهم سناً، وهم .. سيد عبد الرسول، علي الغزولي، إسماعيل دياب، عمر النجدي، سمير فؤاد، فريد فاضل، جرجس لطفي، مصطفى رحمة، عادل ثروت، علي حسن، عبد الخالق حسين، إبراهيم غزالة، أيمن هلال، رمضان عبد المعتمد، علاء أبو الحمد، أحمد الكت، أحمد أسامة، علاء عوض، رانيا جاد، تسنيم المشد، جهاد مصطفى، ندى محروس، شادي فرغلي، مهني ياؤد، محمد دمراوي، ومحمد اللبان. ومن خلال هذه الأسماء نستطيع أن نرى المدة الزمنية التي يغطيها المعرض، والتي يمكن أن تكون عبر هذه العينة المنتقاة من الأعمال مثالاً لتتبع واستكشاف حال التشكيل المصري، سواء في الأفكار والموضوعات والأساليب والمدارس الفنية التي اعتنقها أصحابها، وإلى أي مدى كان الذاتي أو الجمعي هو الهم الشاغل للفنان وعصره.

الحس الشعبي

يبدو أن العديد من الفنانين حاول أن يؤصل لأساليب غربية ولكن من خلال البيئة الشعبية المصرية، كمحاولة للتواصل والاقتراب من هذه البيئة، لأنه في البداية قد شهدت نشأة الفنان، فلم ينساها، وقد أصبحت كمخزونه البصري الأول، والذي من خلاله حاول صياغة عالمه التشكيلي، عبر ما تعلمه ودرسه، أو تماشى وفق منطقه الفني ورؤيته الجمالية، نجد ذلك في أعمال كل من الفنانين عبد الخالق حسين، محمد دمراوي وعمر النجدي. فرغم تباين أساليبهم، تبدو سمات الحارة المصرية وناسها، هذا العالم الذي اقتربوا منه تماماً وجسدوه من خلال العنصر الأساس في الحارة (النساء)، ولك أن تتواصل بمخيلتك مع هذه الأعمال، وما توحي به أكثر مما تجسده، عالم كامل من القصص والحكايات التي يعرفها المتلقي، عن حكاياتهن وثرثراتهن، وصولاً إلى حالة الوحدة التي يعشنها. من وجهة النظر هذه أيضاً يمكن إضافة لوحة الفنان مصطفى رحمة (جمهور الست)، فهو يجسد بيئات وفئات المجتمع المصري المختلفة، واجتماعها على صوت أم كلثوم، هؤلاء واختلافاتهم، يوحدهم صوت أم كلثوم، والجميع في حالة من السعادة. الحال هنا يلوذ بالماضي قدر الإمكان، ورغم تواصل الأجيال التي تجتمع حول صوت الست، إلا أن اللوحة في المُجمل تنتمي لشخوص من عالم قديم، وربما العلم المصري الأخضر ونجومه الثلاث وما يمثله من طبيعة وإيقاع مصر الملكية، خير شاهد على ذلك.

العادي واليومي

ومن اللوحات اللافتة أعمال الفنان جرجس لطفي، حيث يتبنى وجهة نظر فنية تتمثل في العمل وفق أسلوب الأيقونات القبطية المقدسة، وقد أصبح أصحابها أو عادوا إلى أصولهم. مجرد ناس عادية، يحملون قداسة مواصلة الحياة، بأن تجتمع أسرة إلى طعام، أو أن تحتضن أم ابنتها، فأصحاب الخوارق والحكايات الأسطورية عن التضحيات وما شابه ــ القصص المتواترة ــ أصبحوا لا يحملون بطولات، سوى كونهم لا يزالوا يعيشون الحياة، وفقط يجدون أنفسهم في لحظات هادئة، تجسد معنى وجودهم. فإضفاء قداسة ما على الأفعال العاية، تبدو كحالة احتفاء بهؤلاء الذين يأتون ويرحلون دونما صوت أو صخب يمجد وجودهم، وهم يستحقون.

بحيرة الغزولي

ومن اللافت أيضاً رؤية أعمال للفنان علي الغزولي، والمعروف أكثر بكونه مخرجاً وثائقياً، قام بعمل فيلمه الأشهر (صيد العصاري)، هذه البيئة الساحلية التي لم تفارقه، نطالعها في أعماله التشكيلية التي أنجزها في سبعينيات القرن الفائت، البحيرة وعالمها، والأهم شخوصها، وأن يبدو الجسد والمكان شيئاً واحداً لا يتجزأ. يبدو الأسلوب التعبيري على هذه الأعمال، ومحاولة إيصال شحنة التواصل والتفاعل مع المنظر، بداية من إحساس الفنان بحالة الشخص/الطفل، وفعل السباحة في البحيرة، أطفال البحيرة .. صغار، عرايا إلا من جرأتهم، ومحاولاتهم المستمرة في السباق وإثبات الوجود من خلال مراهنات عبور الضفة الأخرى.

الحركة والإيقاع

وتأتي أعمال سمير فؤاد، وهو يصر على اكتشاف وتجسيد الحركة من خلال الساكن، هذا الجسد الذي يبدو من خلال ضربات الفرشاة أكثر تجريداً، ولا يهمه سوى أنه في حالة من الحركة، ولك أن تتمثل الجسد وتتواصل معه عبر اللوحة وألوانها. ومن هذه الحركة وصخبها يأتي عالم رمضان عبد المعتمد، الذي يواصل تجسيد الشارع والزحام والضوضاء، لتبدو العربة الكارو التي تحتل المساحة الأكبر من اللوحة هي التي تضبط إيقاع باقي عناصرها/الشارع، من بنايات ومخاليق وعربات. هناك أيضاً بعض الأعمال، التي اعتمدت التجريد قدر الإمكان، وكذلك الخط والتشكيل من خلاله، كأعمال رانيا جاد وجهاد مصطفى. ورغم التمكن من الحِرفة إلا أن بعض الأعمال لم يزل أصحابها يعيشون عالم كروت البوستال، وينظرون إلى ما يجسدونه من لقطات على كونها كرنفالا يعيشه سائح أجنبي، هذه الرؤية التي يجسدها دوماً فريد فاضل في أعماله.

معرض «أزمنة من الفن» في القاهرة: التشكيل المصري من الواقعية إلى التجريد
Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *