من هو شيخ الخطاطين في المغرب؟

تتفاجأ الأوساط الثقافية في المغرب في كل آن وحين بترديد مصطلح شيخ الخطاطين، حتى أصبح كل واحد من عامة الخطاطين يحمل كلمة شيخ الخطاطين، وفِسقُ خطّه ظاهر بائن، فأصبح تحت إمرة اللقب من يستحق ومن لا يستحق، علما بأن كلمة شيخ الخطاطين هي مرتبة علمية والتزام أخلاقي لا يستحقه إلا من بلغ مرتبة عالية من الجودة، مع مرتبة علمية في الخط.

Share your love

من هو شيخ الخطاطين في المغرب؟

[wpcc-script type=”0a3f7f4b6eefafe51b0c71b4-text/javascript”]

تتفاجأ الأوساط الثقافية في المغرب في كل آن وحين بترديد مصطلح شيخ الخطاطين، حتى أصبح كل واحد من عامة الخطاطين يحمل كلمة شيخ الخطاطين، وفِسقُ خطّه ظاهر بائن، فأصبح تحت إمرة اللقب من يستحق ومن لا يستحق، علما بأن كلمة شيخ الخطاطين هي مرتبة علمية والتزام أخلاقي لا يستحقه إلا من بلغ مرتبة عالية من الجودة، مع مرتبة علمية في الخط.
وهذا لن يتأتى إلا بمرور عقود من الزمن في الممارسة والبحث في الخط علميا، وهو ما يفيد بأن للزمن فعلا واضحا في الكلمة. فمن حيث الجانب اللغوي فكلمة شيخ تعني الرجل الكبير في السن وفي القرآن الكريم «قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ» (القصص/23). فلكي يصقل الخطاط موهبته ويتقن أنواعا من الخطوط ويضبط ويدقق ويحكم ويزمم ويقيد، فإن ذلك يتطلب كثرة الممارسة الخطية، وهو ما يتطلب بدوره مُددا زمنية، ليبلغ منزلة رفيعة، ودرجات عالية من الجودة، فضلا عن البحث المستمر في الجانب العلمي والمعرفي في ما يخص الخط وحيثياته. وهو ما لا يصله الخطاط إلا وقد ظهر عليه الشيب، فيغدو شيخا يستحق اللقب علميا وممارسة وسنا. فالميزة في المغرب بالعلم والإتقان والممارسة الحقة، وهو ما لا يتأتى إلا بحرق السنين في العمل والعلم والمعرفة.
أما إذا تشكل هذا المصطلح في هذا الزمان وفق دلالة أخرى لا سند لها، فهذا مدعاة للتدخل حتى لا تفقد الكلمة دلالتها الشرعية في المغرب. والعيب ليس في هؤلاء الشيوخ الذين لم يبلغوا مبلغهم من الممارسة والعلم، ولم يكتمل نضجهم ولم يبلغوا مرتبة المشيخة، وإنما في الذين يطلقون عليهم هذا اللقب الذي يكون سببا في تدمير مسارهم الخطي ويسيء إلى هؤلاء وإلى المنظومة الخطية عموما، بل ويُفقد الكلمة شرعيتها في المشهد الخطي المغربي. فمشيخة الخطاطين في المغرب ارتبطت أساسا بالتقدم في المادة الخطية، وبالتقدم في السن الذي يُعدُّ سببا في كثرة الممارسة والزيادة في العلم والمعرفة الخطية وتراكم التجارب والخبرات وتكوين رصيد مهم في مجال الخط، فيشتهر بالضلوع فيه والتعمق في مكنوناته فيضحى المعنى موافقا للكلمة. وبذلك يصبح للشيخ تلامذة يتعلمون الخط على يديه ويمارسون أنواعه، وينتهلون من معارفه، ويأخذون بمنهجه، ولنا إسوة في بعض المشايخ في تاريخ الخط العربي في المغرب القديم، الذين أكبروا الكلمة ومارسوها بحق وإفهام. وكذلك في العهد المعاصر، هناك قلة ممن ساروا على هذا الدرب وحققوا التفاوت عن كل ما هو مصطنع في اللقب بدون سند، وشكّلوا النهج الخاص بالمصطلح، لما له من قدسية، حتى وضعوا بالفعل الكلمة في موضعها، فأبلوا بلاء حسنا وأكدوا مشيختهم في المغرب وفي بلاد العالم الإسلامي، وأضحى أسلوبهم قاعدة يهتدي بها كل طالب يرغب التجويد والتعمق في الخط العربي.

٭ تشكيلي مغربي

من هو شيخ الخطاطين في المغرب؟

محمد البندوري

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!