10 دروس من شأنها أن تجعلك قائداً أفضل

ما هي القيادة؟ وهل يمكننا النظر إلى كل مدير على أنَّه قائد؟ في حين يعتقد البعض أنَّ القادة يولدون قادة، فإنَّ الحقيقة هي أن أيَّ شخص باستطاعته أن يتعلم كيف يكون قائداً؛ وذلك من خلال فهم بعض الاستنتاجات الرئيسة، وبذل الجهود الحثيثة.

Share your love

وسواءً أكنتَ تسمي نفسك قائداً أم لا، فهذا لا يهم كثيراً؛ لأنَّه وكما قال الرئيس الأمريكي جون كوينسي آدمز: “إذا كانت تصرفاتك تلهم الآخرين كي يحلموا أكثر ويعرفوا المزيد ويقوموا بالمزيد؛ فأنت إذاً قائد”.

ومجرد كونك قائداً، يُوجِدُ قيمةٌ ومعنىً لحياتك؛ فحين تتولى زمام المبادرة من أجل تبوُّءِ منصبٍ قيادي، تزيد أيضاً من رضاك عن حياتك، وتُفِيدُ نفسك والآخرين.

وفي حين أنَّ كونك قائداً قد لا يكون عملاً ممتعاً دوماً، إلا أنَّ القادة في علم النفس الإيجابي (positive psychology) يُعرِّفون السَّعادة بأنَّها: “الشعور العام بالمتعة والمعنى”. يترتب عن ذلك أنَّ تعاظم الإحساس بالهدف يقلب مقاييس السَّعادة.

إذا لم تُفكِّر في طريقة تجعلك قائداً، نُقدِّمُ إليك 10 أمورٍ تساعدُ في القيام بذلك:

1. اعلم ما هو أسلوبك في القيادة:

إن وجدت أنَّ شغفك هو تولِّي منصبٍ قيادي، فمن المفيد أن تفهم أسلوبك في القيادة. على الرغم من وجود المزيد من الأطر الحالية لكيفية تصنيف القادة، فإنَّ البحث الذي قام به عالم النفس كورت لوين يُعدُّ مكاناً رائعاً كي تبدأ منه. إذ حدد هو وفريقه ثلاثة أساليب رئيسة:

  1. أسلوب قيادةٍ سلطوي أوتوقراطي يستند إلى إصدار الأوامر.
  2. أسلوب قيادةٍ تشاركي ديمقراطي يشجع على المشاركة والتعاون مع فرق العمل.
  3. أسلوب قيادةٍ تفويضي ينتهج نهجَ الإدارة عن بُعد.

في حين ثَبُتَت نجاعة كل نمطٍ في ظروفٍ معينة، وعدم جدواه في سواها؛ فقد أثبت أسلوب القيادة التشاركي الديمقراطي أنَّه الأكثر نجاعةً في غالبية الحالات “غيرِ الطارئة”.

2. كوِّن رؤية واضحة لنفسك:

من الضَّروري أن تمتلك رؤيةً واضحة لما تفعل؛ بغضِّ النظرِ عمَّا تفعل. لذا خصص وقتاً من أجل التَّفكر في الصورة المثالية والهدف الرئيس والوجهة النهائية. وازن بين الإمكانيات والرؤية في كل مرة تتّخذ فيها قراراً ما؛ كي تتأكّد من مدى موائمة بعضهم لبعض. إذ إنَّه لمن الصعب الوثوق في قائد لا فكرة له عن الوجهة الذي يحاول أخذ فريقه إليها؛ لذلك اشرح أولوياتك بحيث توجه نفسك إلى الاتجاه الصحيح.

3. نظِّم نفسك:

نظِّم نفسك ومجهوداتك وإجراءاتك بمجرد أن تمتلك الرؤية، يعلم القادة العظام أنَّ الأمور لا “تُنجز” من تلقاء نفسها. ونعني بقولنا أن تكون منظماً، بأن تتمهل وتولي الاهتمام اللازم إلى التفاصيل، وأن تجهز نفسك جيداً؛ كأن تحضر الاجتماعات وأنت في غاية الجهوزية، وأن تُعَلِّمَ طلابك استناداً على خُطَّةٍ دراسيَّةٍ محكمة.

أبقِ على منزلك ومكان عملك منظمين حين تكون فيه؛ فالفوضى تمهد الطريق إلى ظهور الأخطاء.

4. ثق بنفسك:

لا وجود لقائد يعلم كل شيء؛ لذا ثق بما تعلم، وحافظ على تلك الثقة حين تواجه ما لا تعلم. الجميع يريد أن يقودهم أولئك الذين يبدون أنَّهم يعلمون ماذا يفعلون. فإذا شعرت بأنَّك لا تعلم الإجابة على شيء ما، فإنَّ الإتيان بإجابةٍ واثقة من قبيل: “لا أعلم، اسمح لي أن أنظر في الأمر، وسأعطيك الجواب لاحقاً” من شأنه أن يزيد من ثقة فريقك بك.

افعل كل ما هو ضروري لكي تتعلّم مهارات القيادة والصفات القيادية اللازمة لمنصبك؛ بُغيةَ تحقيق النجاح فيه. واعمل بجد وتدرَّب كثيراً. وكُن على استعداد لكي تمتاز عن غيرك.

5. تواصل جيّداً عبر جميع المنصات:

ليس من المفاجئ أن يكون القادة خُطباء بارعين؛ بيد أنَّه يوجد في أيامنا هذه الكثير من المنصات التي يستطيع القادة التفوق فيها.

من الواضح أنَّه من المفيد أن تكون متحدثاً عاماً بليغاً؛ لكن ومع ذلك، يجب على القادة أن يكونوا قادرين أيضاً على صياغة رسالة بريد إلكتروني جيدة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإرسال الرسائل النصية بسهولة.

تذكر أنَّ التواصل يسير في كلا الاتجاهين؛ فكونك مستمعاً جيداً لا يقل أهمية عن الطريقة التي توصل بها رسالتك.

6. التزم بكلمتك وأوفِ بتعهّداتك:

يجب على القادة الالتزام بمبادئهم؛ بغية كسب الثقة وإنجاز الأمور. هل أنت ممن يقبلون بأيِّ شيءٍ ويتولون مسؤوليته ومن ثم يفشلون في إتمامه؟ أم أنَّك ممن يعلمون متى وكيف يقولون “لا” بكل وضوح وكياسة؟

يجب عليك بصفتك قائداً أن توفي بالتزاماتك. فإن أخبرت طفلك أنَّه ممنوعٌ من مشاهدة التلفاز بعد الساعة 6 مساءً، لتلين ما إن يبدأ في البكاء؛ فلن يكون لكلماتك أيُّ قيمة بعدئذٍ. وإن كنت قد أخبرت موظفيك أنَّك دائماً في خدمتهم إن احتاجوا إليك، لكنَّك تستغرق 10 أيام كي ترد على رسائلهم؛ فإنَّ نظرتهم إليك كقائد موثوق سوف تتلاشى.

كن موضع ثقة، وسوف تتحسن قيادتك بكل تأكيد.

7. آمن بفريقك وارفع من شأنهم:

يقول رائد التَّنمية البشرية جيم رون: “إنَّ الهدف من القيادة الجيدة هو مساعدة من يؤدُّون أداءً سيئاً كي يؤدوا على نحوٍ جيد، ومساعدة من يبلون بلاءً حسناً في التَّفوق على أنفسهم”.

إنَّ وظيفتك كقائد هي إلهام فريقك وتعليمه ودعمه والتواصل معه. لذا استثمر في تعليمهم وتوجيههم حين يكونون مستعدين لذلك. إذ يحاول القادة الحقيقيون رفع مستوى مرؤوسيهم، بدلاً من إبقائهم في مستواهم الراهن.

فمن خلال التواصل شخصياً مع الأشخاص الذين تعمل معهم، تتوفر لديك الفرصة اللازمة كي تفهم أهدافهم وأحلامهم. حيث يبذل القادة الجيدون قصارى جهدهم لمساعدة موظفيهم على الوصول إلى المكانة التي يحاولون الوصول إليها. لذا استَثمر بعض وقتك في علاقتك معهم، وشجعهم على أن يكونوا في أفضل حالاتهم؛ بغضِّ النَّظر عن الأخطاء أو العقبات التي قد تواجههم.

8. فوِّض المهام:

يُجيد القادة الناجحون تفويض المهام إلى مرؤوسيهم؛ إذ من الخطأ تفسير مصطلح القيادة على أنَّه “يجب عليك إنجاز كل شيء بنفسك”. لذا تجدهم واثقون بما يعلمون، منفتحون على ما يجهلون (انظر إلى الرقم 4 أعلاه). فمجرد أن تمتلك القدرة على القيام بأمرٍ ما، لا تُحتِّم عليك -بالضرورة- القيام به. فأنت يتوجب عليك بوصفك قائداً، تقييمَ المواضع الأكثر قيمة لصرف وقتك وطاقتك عليها.

فإذا كنت رائد أعمال مثلاً، سيوفر تفويض المهام في مجال المحاسبة والتسويق والوسائط الاجتماعية الكثير من وقتك ومالك؛ بحيث تستطيع صرف ذلك على منتجك.

كما سيشعر أعضاء فريقك بالامتنان تجاهك لوثوقك بهم في تولي مسؤولية تلك المهام. لذا اطلب ما تحتاج إليه، واستفد من وقتك إلى أقصى حد؛ فهذه خطوة حاسمة في سبيل أن تصبح قائداً فعالاً.

9. امتلك الفضول اللازم لأن تعرف أكثر:

احذر التفكير في أنَّك تعرف كل شيء؛ كقائد وإنسان. وانظر إلى الحياة بعين الفضول بدلاً من عين الانتقاد. فأفضل المعلمين عادة ما يكونون طلاباً طوال حياتهم، وأفضل المديرين هم الذين يحاولون تحسين مهاراتهم الإدارية باستمرار، وإيجاد طرائق جديدة لحل المشكلات الصَّعبة.

لذا اقرأ الكثير من الكتب، واقض بعض الوقت في البحث في المدونات ذات الصلة، واشترك في ندواتٍ عبر الإنترنت لتحسين مهاراتك. وكن منفتحاً تجاه التعلم من كل شخص تقابله؛ بل وعامل الجميع كما لو كانوا معلميك. أنت حينها لن تتعلم فقط؛ ولكن سيستمتع الناس بصحبتك أيضاً.

10. تحلَّ بسلوكٍ إيجابي:

اجعل من سلوكك الإيجابي أولوية في دورك كقائد. نَشَرَ موقع (هارفارد بزنس ريفيو) مقالاً يتضمن بحثاً يوضح أنَّه: “حين يعمل الناس بعقلية إيجابية، يتحسن الأداء على جميع الأصعدة تقريباً؛ الإنتاجية والإبداع والمشاركة”. لا يسري هذا على الموظفين وحدهم؛ وإنَّما على المديرين والرؤساء أيضاً.

فيما يأتي بعض الوسائل التي تمكنك من تهيئة بيئة عملٍ أكثر إيجابية:

  • أكثر من الثناء على مرؤوسيك، واحتفي بهم حين يؤدون جيداً.
  • اجعل روح الدعابة جزءاً من ثقافتك.
  • ساعد في تكوين روح الزمالة والعلاقات الاجتماعية بين أعضاء الفريق.
  • أكثر أنت وأعضاء فريقك من الاستماع إلى الخطابات الملهمة.

تعهد لنفسك بأن تكون قائداً في هذا العالم. وتحلى بالشجاعة والجسارة والجهوزية، وقاوم الرغبة في إبقاء قدراتك لنفسك. ومهد الطريق لنفسك من أجل المضي قدماً، حتى لو لم يكن بإمكانك التنبؤ بالنتيجة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!