10 دروس هامة يجب تعلمها عن الفشل

يتخذ الفشل في الحياة أشكالاً عديدة ويستهلك طاقتنا، لكنَّ الأمر المؤكَّد هو أنَّك ستفشل مرات عدة، وعندما تزداد حالات الفشل ستشعر وكأنَّ الأرض تنهار تحت دميك. وهنا 10 دروس هامة لتتذكرها عندما تكون على شفا الإخفاق، والتي تساعدك على الصعود من وديان اليأس إلى قمم الحكمة.

Share your love

يتخذ الفشل في الحياة أشكالاً عديدة ويستهلك طاقتنا، لكنَّ الأمر المؤكَّد هو أنَّك ستفشل مرات عدة، وعندما تزداد حالات الفشل ستشعر وكأنَّ الأرض تنهار تحت قدميك.

ويأتي الفشل بصور متعددة، منها:

  • الطرد من العمل.
  • الإفلاس أو المصاعب المالية.
  • عدم الحصول على الترقية.
  • التجاهل.
  • كسر الحمية الغذائية.
  • خَوض تجربة طلاق (أكثر من واحدة أحياناً).
  • التنحي جانباً بدلاً من المواجهة.
  • عدم الوصول إلى هدفك الأساسي أو حتى إكمال مَهمَّتك اليومية.
  • الخسارة حتى بعد أن تُتِمَّ كل شيء على أكمل وجه.
  • تركيز اهتمامك ووقتك على شيء ما ليتضح لاحقاً أنَّه غير صحيح.

وقد يكون شعور الفشل مماثلاً لخيبة الأمل أو الإحباط أو الانزواء أو حتى الفراغ، لكنَّه يولِّد مشاعر النمو والتغيير والتقدم داخلنا، وهنا 10 دروس هامة لتتذكرها عندما تكون على شفا الإخفاق، والتي تساعدك على الصعود من وديان اليأس إلى قمم الحكمة:

1. نَيل شَرف المحاولة:

يأخذ الخوف من الفشل منحى جدياً عند بعض الأشخاص لدرجة أنَّهم يختارون عدم المحاولة أساساً لتجنُّب احتمالية الفشل، ولكنَّ المنطقي أن تحاول في الأمر مراراً وتكراراً قبل أن تصل إلى النتيجة المرجوة.

في استطلاع أجرته شركة لينكاجول (Linkagoal)، وصلت نسبة المعاناة من رهاب الفشل عند 1083 من المشاركين إلى (31%) وهي نسبة أكبر من أولئك الذين يخشون العناكب (30%) أو ممن يخافون البقاء لوحدهم (9%) أو حتى الظواهر غير الطبيعية (15%).

إذا شعرت يوماً بالفشل فهذا يستدعي منك الشجاعة للمحاولة بجهد أكبر، وتذكَّر أنَّ الشجاعة بحد ذاتها لم تختفِ لمجرد أنَّ الأمر لم ينجح بالطريقة التي كنت تتمناها؛ لذا احتفِ بعزيمتك وحاول أن تلاحظ أنَّ هذه الروح المطلوبة لتدفعك نحو الأمام لتبدأ من جديد مرَّةً تلو الأخرى.

2. تعلُّم التواضع:

إذا منحنا إخفاقاتنا اهتماماً أكبر من الذي تستحقه، ترسخت في ذواكرنا كمؤشر يتنبَّأ بإخفاقات لا مفر منها في المستقبل، كما لو أنَّ الفشل مرة في أمر ما لن يفضي إلى نجاح في ذلك المجال مرة أخرى.

نحن نتعامل مع الفشل كما لو كان كارثة، ونعطيه أكبر من حجمه، ونجعل حدثاً وحيداً وقع في لحظةٍ من اللحظات مصيرنا المحتوم الذي لا بُدَّ من أن يتكرر، ولكن ما ينبغي علينا فعله في الحقيقة هو أن نعترف بفشلنا على وجه الدقة لا أكثر ولا أقل وبذلك نتعلَّم التواضع؛ حيث نسرد ما حدث معنا وأثره دون أحكام وجلد للذات، وبذلك نتخذها مثل قاعدة بيانات تكون منطقيَّةً نوعاً ما لنحدد ما إذا كنا سنخفق في المستقبل أم لا.

3. الزمن لا يعود إلى الخلف:

ما حدث قد حدث والرجوع إلى لحظة الفشل غير مجدٍ، وحتى استخدام عبارات التحسر مثل: “كان ينبغي فعل ذلك” أو “كان يمكن فعل ذلك بطريقة أخرى” أو “كان الأمر ليكون أفضل لو قمت بذلك” يجعلنا نفكر أنَّه لو قمنا بالأمر بطريقة مغايرة لربما اختلفت النتائج.

والحقيقة هي أنَّ الوقت الذي نقضيه في تكرار شريط التحسر يمكن أن نستغلَّه في محاولة السيطرة على مُسبِّبات الفشل التي نستطيع التحكم فيها تحكُّماً تامَّاً، وتحديد العوامل الرئيسة التي أدَّت إلى الإخفاق بصدق مطلق، فالكثيرون يبحثون عن الفرصة للوم أنفسهم عندما يعانون من الفشل، وبدلاً من الاعتراف بما يمكن تغييره، يبحثون عن جهاتٍ خارجية لإلقاء اللوم عليها أو يشوِّهون الماضي بالأعذار.

لا نستطيع السيطرة على كل حادثة فشل سيطرةً مُطلقة، ولكن في كثير من الأحيان ثمَّة جزئياتٌ نستطيع تحمُّل مسؤوليتها، والتعلُّم منها، وإنجازها بشكل أفضل في المستقبل، والأفضل أن تُركِّز فقط على الجوانب التي تحت سيطرتك؛ لأنَّ ذلك سيكون ترياقاً لمشاعر العجز والضعف المعنوي والذي سوف يحفزك على المحاولة مرة أخرى، ويقلل من فرص فشلك ويزيد احتمالية نجاحك.

4. تقاسُم المساءلة أمرٌ غير ممكن:

ليس الهدف أن نجلد ذاتنا؛ إنَّما نريد أن نتجنب اللوم، وبما أنَّ المساءلة هامة علينا تحمُّل مسؤولية الأخطاء التي أدركنا بعد التفكير بأنَّنا ارتكبناها، وأن نُعبِّر عن استعدادنا لتحمُّل المسؤولية كاملةً عند التحاور مع الأطراف الخارجية التي تأثَّرت بإخفاقاتنا.

قد يكون تقاسم المسؤولية وإسناد بعض الأدوار إلى الآخرين أمرَين ممكنَين، لكن حتى يكون لإخفاقاتنا معنى، يجب علينا استثمار هذه الفرصة لإظهار تأثيرنا مهما كانت النوايا، فالقصد هو إزالة الأعذار وذكر ما حدث ثم بيان ما يأتي بعد ذلك، حتى لو لم يكن هناك طرف معنيٌّ.

على سبيل المثال؛ عندما تشعر أنَّك فشلت في الحياة لأنَّ القائمين على العمل أهملوا ترقيتك، قد لا يستدعي الأمر محادثة مع رئيسك، ولكن يمكنك التفكير فيما إذا كان عليك محاسبة نفسك عن الأوقات التي كان يمكن أن تكون فيها أكثر جدية تجاه عملك، وتحديد هدف لكيفية تركيزك أكثر في المرات القادمة ومحاولة الدفاع عن نفسك دفاعاً علنيَّاً أكثر.

في المقابل، إذا كان الإخفاق عبارة عن حالة انفصال، وتبيَّن لك بعد التفكير وجود طرائق تستطيع من خلالها أن تكون أكثر تواصلاً وشفافيةً في أثناء العلاقة؛ تستطيع أن تحاول الاعتراف بذلك للطرف المُتأثِّر، ويجب أن يكون هذا من الخُطط التي تحاول تنفيذها قبل السعي إلى بناء العلاقة التالية.

شاهد بالفيديو: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/bPjqLVbxXuM?rel=0&hd=0″]

5. تطبيق مبدأ الاستبعاد:

فكر في آخر مرة واجهت فيها سؤالاً متعدد الخيارات في امتحان ما، بالطبع كان عليك أن تفكر منطقياً لتختار الاحتمال الأقرب للصحة وعندما يغيب يقينك بالإجابة تلجأ إلى التخمين، وكذلك الحياة فهي تتيح لنا فرصاً مماثلة طوال الوقت، ويمكن أن نرى أنَّ الفشل يوسِّع دائرة الإجابة الصحيحة.

كلُّ الطرائق التي لا ينبغي للأشياء أن تجري بها تُقرِّبنا من الطرائق الصحيحة؛ وذلك لأنَّ الفشل في الحياة يفيدنا بهذه الطريقة، وعندما نستطيع معالجة إخفاقاتنا بطريقة مثمرة واستخلاص المعلومات التي تقدِّمها لنا ونمضي قدماً ببصيرة مفتوحة؛ نقترَّب من النتائج التي نأمل في إيجادها.

6. حتى الأشخاص المميزون يحقِّقون نتائج أقل من التوقعات:

عادة ما يعد لاعبو البيسبول الذين يبلغ متوسط ضرباتهم 300 أو أكثر نجوماً أو مشاهير، ولكن ما يعنيه هذا هو أنَّه إذا كان متوسط الضربات 300، فإنَّهم يخفقون في 70% من الوقت.

قد لا يبدو هذا مثيراً للإعجاب، ولكنَّ الواقع هو أنَّنا نقع مرات عديدة قبل أن نصل للنجاح على مدى حياتنا، وحان الآن الوقت للنظر في الأمور والتفكير في إخفاقاتك.

7. اكتشاف حقيقة شخصيتك:

الفشل ليس لضعاف القلب؛ وذلك لأنَّه مؤلم وليس من السهل التغلُّب على المشقة التي تصاحبه، ومع ذلك هناك شيء نثبته لأنفسنا عندما نختار العودة إلى السكة والمحاولة من جديد.

لقد حاولنا وفشلنا من قبل، وسنحاول مرات عديدة، وعندما نتعلَّم كيفية العودة ندرك ما نحن قادرين عليه، وهناك بعض الخطوات المجازية التي نقوم بها لنعود إلى النهوض وتثبت لنا أنَّنا أكثر مرونة مما نظن؛ كأن تثق في الأشخاص بعد أن كُسر قلبك، وتطلب الترقية بعد خسارتها سابقاً، وتطلب من شخص الخروج في موعد مع أنَّك رُفضت سابقاً.

ورغم أنَّ تجربة الخروج من منطقة الراحة ليست سهلة، إلا أنَّ الثقة والارتياح الناجمَين عنها يكونان في أعلى مستوياتهما، ويطلق على هذه الحالة اسم “انتقال الإثارة”، وذلك الشعور عندما تقول لنفسك: “لقد فعلتها” هو تجربة تعلُّم؛ وذلك لأنَّ الخوف نفسه ليس جميلاً، ولكنَّ الناس لا يتذكرونه مطلقاً بل يتذكرون الارتقاء الإيجابي.

إنَّ الأطفال الصغار الذين يتعلَّمون المشي يسقطون على الأرض مئات المرات، لكنَّهم لا يقررون الزحف مدى الحياة؛ بل ينهضون مجدداً، وعندما نستفيد من شعور تعامل الطفل بأريحية مع الفشل، يمكننا أن نأخذ نهج الحياة بقلب مطمئن، ونترك وراءنا كل الكلام الذاتي السلبي الذي تعلَّمناه ونحن نكبر مثل: (إذا خذلت الناس سيحكمون علي، وإذا حاولت وفشلت ورآني الجميع سأفقد احترامهم) لأنَّ ذلك غير مهم، فالحياة صعبة.

8. المسألة كلها تتعلق بالطريقة التي نصوغ بها الموقف:

عليك أن تقرر كيف تريد أن تفكر وتتحدث عن فشلك عند المضي قدماً، فما تختار ذكره يشرح الكثير مما عناه الفشل لك، وإذا كنت تتحدث عن تبعات الفشل فإنَّك تُرسِّخ أعظم مشكلات الحياة.

9. المشاركة تعني الاهتمام:

إنَّ ترهات أنَّ كل جيل عليه أن يتعلَّم كل شيء بنفسه تحتاج للنسف، فإذا كان في إمكانك توفير التعب والمشقة على جيلٍ كامل، وألَّا تتركه يسير على غير هدى، لِمَ لا تفعل ذلك؟ إنَّنا جميعاً نتعرض للفشل وهناك بعض الدروس التي علينا أن نتعلَّمها بأنفسنا، ولكن لا ضرر أبداً من مشاركة قصتنا.

كن صريحاً وشفافاً وجريئاً في طريقة تقديم رؤيتك للعالم، سواء أكان في سياق علاقة إرشادية أم مشاركة قصتك علناً في مدونتك أم مقتطفات تشاركها عندما تصبح عضواً في مجلس الإدارة في يوم من الأيام، ولا تُقلِّل أبداً من شأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه من خلال مشاركة النتائج التي جاءت من فشلك؛ حيث سيُقدِّر الناس تواضعك ويشعرون بأنَّه لا بأس إن فشلوا أيضاً.

10. لا بأس في التخلي عن التفكير في الفشل:

إذا كنت تقسو على نفسك قسوةً ملحوظةً، فقد تشعر بأنَّك مضطر إلى التمسك بالفشل، ولكن بمجرد أن تفكر وتحاسب نفسك وتتعلَّم التفكير، يكون الفشل قد أدى غرضه؛ لذا دعه وحرر مساحة لاتخاذ خطواتك التالية، إذ يكفي ما حفرَته تلك الإخفاقات من ندوبٍ داخلك.

أفكار أخيرة:

إنَّ الحياة هي مجرد فرصة كبيرة واحدة لتحترف التعامل مع الفشل وهناك الكثير من الفرص التي تُهدَر عندما تشعر أنَّك قد أخفقت ولازال أمامك الكثير لتتعلَّمه.

فكر في كل يوم على أنَّه فرصة جديدة للتحلي بالشجاعة ويوم جديد للتعلُّم من الأخطاء وتطبيق ما تعلَّمته في خطواتك القادمة، ولا بأس إن أخفقت؛ لأنَّ هذا لا يعني أنَّك ستخفق مدى الحياة، فلم ينجح أحد دون أن يفشل أولاً بطريقة ما.

ولتتجنب الأخطاء؛ انظر ليومك على أنَّه أول يوم من سلسلة أيام ستواجه فيها الفشل وأنت واثق أنَّ هناك هدفاً في كل ما تفعله مهما كان حجم إخفاقاتك.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!