10 طرق لتعزز ثقتك بنفسك

تخيل أنَّك تملك إحدى شركات التسويق الكبيرة وأنَّك ترغب في توظيف شخصٍ جديد في الشركة، وبعد أن طلبت من المرشحين أن يقدِّموا سِيَرهم الذاتية قمت باختيار شخصين يمتلكان أفضل المؤهلات من بين جميع الذين تقدموا للوظيفة ومن ثم دعوتهما لإجراء المقابلة الشخصية. وفي أثناء إجراء المقابلة لاحظت بأنَّ أحد الشخصين واثقٌ جداً بنفسه، ويتحدث بوضوح، ويجيب عن جميع أسئلتك بثقة تامَّة، بينما كان الآخر متوتراً، ويتلعثم في أثناء الكلام، وكثير الاعتذار فمن ستختار لهذه الوظيفة؟

Share your love

إنَّ إبداء الثقة بالنفس أمرٌ ضروري في جميع جوانب الحياة، فالأشخاص الذين يفتقرون للثقة يعانون من الإخفاقات وخيبات الأمل في حياتهم. فالبعض يولد في هذه الحياة ومعه قدرٌ كبيرٌ من الثقة بالنفس فيشقُّ طريقه في الحياة بسهولة مقارنةً مع أولئك الذين يفتقرون للثقة. وفي جميع الأحوال أنا لست من أولئك الذين يولدون حاملين معهم الثقة بالنفس بشكلٍ طبيعي، ولكنَّني أحاول منذ سنوات أن أتخلص من ضعف الثقة بالنفس وأن أدرك القيمة التي أحملها من خلال استحضار ما قالته “أفيريل لافين” (Avril Lavigne): “أنا مَن أنا ومَن أريد أنا أن أكون”. إلى من يبحث عن طرائق لتعزيز الحد الأدنى من ثقته بنفسه، يمكنك تجريب هذه الطرائق العشر لزيادة ثقتك بنفسك، ولكن يجب أن تنتبه إلى أنَّ عملية بناء الثقة بالنفس عمليةٌ بطيئة، وهذا يعني أنَّه يتوجب عليك بناء ثقتك بنفسك بشكلٍ تدريجي وهذه النصائح ستساعدك بكلِّ تأكيد على بلوغ هدفك:

1- الأشياء التي تُشعرك بعدم الثقة؟

عندما تكون وحيداً أغمض عينيك وفكر في نفسك. إذا طلب منك شخصٌ ما أن تتحدث ببضع أشياء عن نفسك ماذا ستقول؟ قف أمام المرآة وفكر فيما تراه، هل ترى شاباً وسيماً أم أنَّك ترى شخصاً ذو كتفين مرتخيين ووجهٍ شاحب؟ أعتقد أنَّ الأشياء التي تُفقِدنا ثقتنا بأنفسنا تنشأ عادةً من نظرتنا إلى أنفسنا، لذلك في أثناء محاولة تعزيز الثقة، يجب على الشخص أن يدرك أولاً ما هي الأشياء التي تُفقده ثقته بنفسه، أَيْ الأشياء التي يخجل منها. هذه الأشياء يمكن أن تتعلق بأيِّ شيء وليس بالمظهر فقط، فهي يمكن أن ترتبط بوضعك في هذه الحياة، أو عملك، أو وظيفتك، أو مؤهلاتك التعليمية، إلخ.

2- الاستعداد:

لقد وُجد أنّه ثمَّة ارتباطٌ وثيق بين مظهرك وبين الثقة التي تتمتع بها. تُستخدم هذه الحقيقة عادة في العديد من إعلانات مراهم العناية بالجمال، حيث تُظهر مثل هذه الإعلانات سهولة اكتسابك للثقة والجمال عند استخدامك للمُنتَج. لكنَّ هذا ليس صحيحاً بشكلٍ كامل، فلا يجب عليك تبديد جميع أموالك في شراء منتجات العناية بالجمال والاعتماد على المراهم التجميلية لتحقيق النجاح. ما أعنيه بتهيئة نفسك هو أن تتمتَّع بالحضور، فارتداءك للثياب الأنيقة والملائمة عند ذهابك إلى العمل يمكن أن يحفِّزك بشكلٍ كبير وكذلك الحفاظ على بنيتك الجسدية. لا ترخي كتفيك، واجلس وظهرك مشدود، وتوقف عن التململ بشكلٍ دائم. ابتسم دائماً، وتذكر أنَّك عندما تبتسم فإنَّ العالم سيبتسم لك. راقب طريقة مشيك، فأثناء المشي يجب عليك أن تكون مفعماً بالنشاط.

3- مرافقة الأشخاص الإيجابيين:

العالم مليءٌ بالأشخاص المتنوعين، وثمة من بينهم من نشعر أنَّ صداقتهم لنا أنسب من صداقتنا لغيرهم. وبما أنَّ الإنسان هو كائنٌ اجتماعي، فليس في إمكاننا أن نعيش في عزلة طوال الوقت. صحيح أنَّ الانعزال لبعض الوقت أمرٌ مطلوب، ولكنَّنا غالباً ما نسعى إلى الصحبة مع العائلة والأصدقاء. فالأشخاص من حولنا يؤدون دوراً هاماً جداً في الحفاظ على ثقتنا، ورأي الناس بنا مهمٌّ بالنسبة لنا جميعاً، حتى وإن لم نُظهر ذلك. فنحن دائماً ما نرغب في أن نحظى بالقبول لدى مجموعة من الأشخاص، وعندما لا ننجح في الحصول على ذلك فإنَّنا سنفقد ثقتنا بأنفسنا. من الضروري بالنسبة إلى أحدنا عندما يحاول تعزيز ثقته بنفسه أن يكون بصحبة أشخاصٍ يمتلكون نهجاً إيجابياً في هذه الحياة، وأن يكونوا ودودين، ويتفهموا حالتك. ويجب الابتعاد عن الأشخاص الذين يحاولون جعلك تشعر بشعور سيء من خلال طريقة تعاملهم الفظة معك. وإذا كان لا بد من مقابلة أشخاصٍ من هذا النوع، فلا تدعهم ينالوا منك. وإذا كانت تجمعك علاقة مع شخصٍ يعاملك بشكلٍ سيء، فقد حان الوقت على الأرجح للانفصال، تذكّر أنّ الأشخاص هم مجرد أشخاص.

4- الاختلاء بالذات:

إنَّ الأشخاص الذين يفتقرون للثقة بأنفسهم نادراً ما يقضون وقتاً خاصاً مع أنفسهم. سأقترح عليك أن تواعد نفسك، قد يبدو هذا غريباً، ولكنَّ هذا ما تحتاج إليه بالضبط لتفهم قيمتك. توقّف عن إرضاء الآخرين والاعتقاد بأنَّ احتياجات الآخرين أهم من احتياجاتك، فهذه حياتك التي تستحق أيضاً أن تحصل خلالها على قليلٍ من الرعاية. قم بالأشياء التي تدفعك إلى الاسترخاء، وتناول الأطعمة التي تجعلك تشعر بالتحسُّن، ولكن تذكر ألَّا تسرف في تناول الطعام لأنَّ زيادة الوزن لن تساعدك أبداً على زيادة الثقة. انظر إلى المرآة وابتسم لنفسك، ستشعر على الفور بدفعةٍ من الطاقة الإيجابية تسري في جسدك.

5- إظهار الثقة:

إنَّ الشيء الذي يفضح فقدانك للثقة بالنفس هو عدم قدرتك على اتخاذ القرارات والالتزام بها، فمجرد انتقادٍ بسيط سيجعلك تعود إلى المربع الأول. لكي تعزز ثقتك بنفسك يجب عليك أن تظهر الثقة. لا تسمح لأيٍّ كان بجعلك مرتبكاً، وتذكر أنَّك تملك الحق في اتخاذ قراراتك، ولا تسمح لأيِّ شخصٍ بإيقافك. تحكم بالوضع، ولا تنتظر أيَّ أحدٍ آخر ليأخذ المبادرة. حيث سيساعدك إظهار الثقة بكلِّ تأكيد على اكتسابها وعلى زيادة ثقة الآخرين بك. قف شامخاً واجعل جميع من حولك يرون الثقة في عينيك.

6- التصوّر:

هذه التقنية إيجابية جداً وستساعدك أيضاً في كثيرٍ من جوانب الحياة. فعقولنا لا يمكنها التمييز بين الواقع وبين الصور الحية التي نفكر فيه. ربما لاحظتَ ذلك عندما تكون نائماً في بعض الأحيان وتحلم بأنَّك على وشك السقوط وما يرافق ذلك من استجابةٍ آلية. سبب ذلك هو أنَّ عقولنا تستقبل هذا الحلم على أنَّه واقع وبالتالي فإنَّ أجسادنا تستجيب على هذا الأساس. كما تنطبق العملية نفسها على التفكير في الأشياء التي تثير الخوف عندنا. حاول التعامل مع هذه الحالة المخيفة بثقة تامة وانظر إلى النتائج. في المرة القادمة التي تواجه فيها حالة مشابهة سيصبح في إمكانك أن تقنع نفسك بأنَّ هذه الحالة مألوفة بالنسبة إليك وبأنُّه لا داعي للهلع.

7- التوقُّف عن المماطلة:

ربما يكون ثمَّة بعض الأشياء التي أهملتها لوقتٍ طويل ولا تجد الشجاعة الكافية للعودة إلى القيام بها. كاللقاء بصديق فقدت التواصل معه منذ زمنٍ طويل، أو القيام برحلة كنت تود القيام بها منذ مدة، أو الانضمام إلى أحد نوادي الهوايات، إلخ. كلٌّ ما أنت في حاجةٍ إليه فقط هو اتخاذ القرار، وعلى الرغم من أنَّ ذلك قد يكون صعباً، إلَّا أنَّ ذلك سيساعدك بكلِّ تأكيد على بناء ثقتك بنفسك. تذكر أنَّه ليس لديك ما تخسره بل هناك العديد من الأشياء المفيدة التي تنتظرك في نهاية المطاف.

8- الاحتفال بالإنجازات:

إنَّ لكلِّ واحدٍ منا مجالٌ يبرع فيه. ضع قائمة بالنقاط الإيجابية التي عندك وآمن بأنَّك بارع فعلاً في هذه الأشياء. فجميع الأشخاص يُظهرون بطريقةٍ أو بأخرى شكلاً من أشكال عقدة النقص إلَّا أنَّنا نحن من نتسبب بهذا النوع من المشاكل لأنفسنا. تذكَّر أنَّ كلَّ شيءٍ تقوم به في هذه الحياة هو عبارة عن إنجاز، فأنت أيضاً لديك موهبتك ولا أحد في استطاعته أن ينتزع هذه الموهبة منك. تعرَّف على نقاط قوَّتك وركِّز عليها.

9- قبول التحدّي:

نتفق جميعاً على أنَّه عندما نقبل تحدياً ما ونتمكن من إنجازه فإنَّ ذلك سيجعلنا نشعر بالسعادة وبالثقة في النفس. ما يجب عليك تذكره هو أنَّ عدم قبولك للقيام بمهمةٍ ما سيجعلك غير قادرٍ على التأكد ممَّا إذا كان في إمكانك القيام بهذه المهمة أم لا، وهذه تُعَد خسارةً لك بكلِّ تأكيد. لذا يجب عليك أن تستجمع شجاعتك من أجل أن تحاول البدء على الأقل. الإخفاقات واردة، فكل طريق لا بد من مطباتٍ تتخلله، ولكنَّ هذه المطبات لا يمكنها أن تجعلك تتراجع وتقرر عدم إكمال الرحلة.

10- الافتخار بالنفس:

كما يقول “أيكهارت تول” (Eckhart Tolle) صاحب هذه الكلمات الحكيمة: “أنت هنا للكشف عن السر الإلهي الذي يكمن خلف خلق هذا الكون. لهذا أنت مهمٌّ لهذه الدرجة”. هذه النصيحة هي الأخيرة والأكثر أهمية لتعزيز ثقتك بنفسك. أنت متميزٌ عن غيرك، وبغض النظر عن رأي الآخرين بك، فهناك سببٌ لتواجدك في هذا العالم، وإن لم تؤمن بنفسك، فلن يؤمن أحدٌ بك. ضع جميع الأصوات المتذمرة التي تحاول إخبارك بأنَّك من دون قيمة وراء ظهرك ولا تستمع إليها. ربما يحاول العالم بأسره إحباطك، ولكنَّك يجب أن تبقى كما أنت وأن تكون فخوراً بذلك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!