10 طرق لرواد الأعمال لإنجاز العمل أثناء التعليم المنزلي للأطفال

لا جدلَ أنَّ معظم المدراس أُغلِقت، ويُتوَقَّع من العديد منَّا كآباءٍ عاملين أن نواظب على تعليم أولادنا في المنزل، والإشراف عليهم. وعلى الرُّغم من أنَّ أغلب دُور التعليم قد قامت بإطلاق منصَّاتٍ وبرامج تعليمية عبر الإنترنت، واطلاعنا باستمرارٍ على مقالاتٍ تتحدَّث عن كيفية تعليمهم؛ لكنَّهم لم يقوموا بذكر ما يتعلق بكيفية أداء عملٍ فعَّالٍ بينما تجلس مع أولادك في المنزل وتقوم بتدريسهم.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن تجربةٍ شخصيةٍ للمؤلفة: إيلزيت كارلسون (Elisette Carlson)، والذي تحدِّثنا فيه عن كيفية تسيير العمل وتعليم الأطفال في المنزل في ظلّ الظروف الراهنة.

لقد عَمِلْتُ من المنزل لمدة عشرين سنة، على الرغم من أنَّه كان لدينا مُربِّياتٌ على الدوام.

إليكَ فيما يلي 10 نصائحٍ تجعل من وقتك الذي تقضيه مع أولادك أكثر فعاليةً على جميع الأصعدة، وأكثر متعةً وإفادة؛ وهذا كلُّه وأنت محافظٌ على سير عملك:

1. علِّمهم الاستقلالية:

إنَّ الأطفال بحاجةٍ إلى أن يعرفوا ما هي المهمَّة، وما مدى إلزامهم بإنجازها، وأيضاً إلى أن يعلموا كيف أنَّنا كآباءٍ لدينا مسؤولياتٌ تجاه أعمالنا، وعليهم ألَّا يسبِّبوا لنا المتاعب في بعض الأوقات.

كيف يمكنك فعل ذلك؟ أعطِ أولادك مؤقِتاً وأملِ عليهم أن يقوموا بقراءة أو إنجاز مهمَّةٍ ما في وقتٍ محدَّد، وابدأ بمدةٍ قصيرةٍ لا تتجاوز 15 دقيقة، ثمَّ زِد عليها مع الوقت إلى أن تصل إلى 60 دقيقةً، وبهذه الطريقة تلزمهم ليستغرقوا في كتابٍ ويقرؤونه، أو ليتابعوا برامج تعليمية، أو ليذهبوا للعب في الخارج.

كما وينطبق ذلك على قدرتك على تعليمهم كيفية صنع السندويشات الخاصَّة بهم عندما يشعرون بالجوع، إذ لعلَّ أهمَّ جزءٍ في تعليم الاستقلالية هو الانطلاق من مهمَّاتٍ بسيطة، ومدحهم، ومن ثمَّ تعويدهم على الاعتماد على الذات كعادةٍ يمارسونها في كلِّ يوم.

2. قم بوضع جدولٍ مخصَّص، لكن كن مرناً:

لطالما تعوَّد أطفال المدارس على الجداول والتنظيم والأجراس؛ لذا انتفع من ذلك وقم بتنظيم جدولك الخاص، كي لا يمر يومك في تعليمهم فحسب، بل في تسيير عملك كذلك. بينما يستمتع طلاب الثانوية بقضاء وقت الفراغ والراحة والقراءة، يرحِّب الصغار بروتينٍ مختلف.

إنَّ وَلَدَاي متعودان على نظامٍ محدَّد، وإنَّ الالتزام بجدولٍ يوميٍّ يساعدهما في تنظيم أوقاتهما بينما يحاولان الاعتماد على نفسيهما في متابعة البرامج التعليمية، وقراءة الكتب المدرسية، والقيام ببعض النشاطات مثل: الرسم والألغاز والكتابة وألعاب البناء؛ تماماً كما ننظم وقتنا أنا وزوجي عندما نعلِّمهم أو نلعب معهم، وبعدها أخصص وقتاً في الجدول للقراءة والرياضيات عند الصباح، يتبعها وجبات طعامٍ خفيفةٌ واستراحة، ممَّا يتيح لي 3 ساعاتٍ مجديةٍ من العمل أستطيع أن أنجز فيها المطلوب، ثمَّ أنخرط في بعض التجارب مع أولادي معلِّمةً إياهم بعض دروس التاريخ، أو اللغة الإسبانية، أو نقوم ببعض التجارب العلمية؛ حيث نكون جميعنا مستمتعين في هذه الأثناء.

هنالك نشاطٌ مدرسيٌّ آخر على الأجندة، وهو “ورشة التأليف”، والذي قمت بتغيير مضمونه من مقالاتٍ إلى كتاباتٍ إبداعية، ومن ثمَّ مفاجأةً عظمى، حيث كانت تلك المفاجأة البارحة: كتابة رسالتين لصديقٍ أو معلِّمٍ أو فردٍ من العائلة، بغية أن أضيء أيامهم بالبهجة والسعادة في هذه الأوقات العصيبة التي نحياها. لعلَّ أشدَّ ما يفتقده ويهتمُّ به الكثير من الأطفال هو أصدقاؤهم، أكثر من المناديل المعقمَّة وهبوط أسعار الأسهم؛ لذا عليك أن ترتِّب لهم اتصال صوتٍ وصورةٍ مع زملائهم في نهاية اليوم كهديةٍ على الجهود التي بذلوها في الدراسة.

كُن مرناً فيما يخصُّ المواعيد في الجدول اليومي، فلا مشكلة إن بدَّلت بين المهام المنوطة ريثما تجري مكالمةً أو اجتماعاً هامَّاً عبر الفيديو.

3. علِّمهم الاقتصاد المنزلي:

نعم، إنَّ ذلك علمٌ قائم، بالإضافة إلى إعطاء الأولوية للمواد الأكاديمية في الجدول، لكن ما يزال يتخلَّله بعضٌ من الألعاب التعليمية والألغاز والموسيقى والواجبات المنزلية. إنَّ وجود الأطفال في المنزل على الدوام يعني غسيلاً أكثر، وأطباقاً متسخة، ووجباتٍ أكثر، وعملاً متراكماً. نحدِّد عادةً بعد الغداء ثلاثين دقيقةً ليقوموا فيها بالأعمال المنزلية، هل سيقل عبء قيامنا بهذه الأعمال الرتيبة؟ نعم، من المحتمل جداً، لكن حافظ على ثباتك، وامدح أطفالك دوماً، وكافئهم. يعدُّ هذا مفتاح الطريق لبناء عاداتٍ سليمةٍ وتوفير وقتٍ كافٍ للعمل.

4. أمِّن بيئة عمل مناسبة لك ولأطفالك:

نحن نمضي وقتاً جاهدين في تنظيم المكتب ومساحة العمل؛ لذا، افعل كذلك لأطفالك. تأكَّد أنَّ المكان مرتّّبٌ وخالٍ من الفوضى والألعاب، وجهِّزه بالدفاتر والأقلام والسماعات في حال قاموا باللَّعب على الحاسب والآيباد.

5. اعلم أنَّ التكنولوجيا حليفتك:

إنَّ معظم الأطفال في هذا العصر يتعلَّمون عبر الإنترنت، ويستخدمون أجهزة الآيباد الخاصَّة بهم في المدرسة، وإنَّ البرامج التعليمية المتاحة للمتابعة من المنزل ذاتُ فائدةٍ عظمى، وعلى وجه الخصوص البرامج الذكية التي تتلاءم مع قدراتهم العلمية. ترسل معظم دور التعليم رسائل إلكترونيةً بالمهام الأسبوعية الموكلة إلى كلِّ تلميذ، وهذا يعدُّ أسلوباً في غاية الروعة، لكنَّه لا يكفي بالنسبة إلى الأطفال؛ لذا سنعمل على تحسينه، حيث نلجأ إلى بعض المواقع المتخصصة في مجال الرياضيات مثل: (Zearn)، و(DreamBox)، و(Freckle)؛ أمَّا فيما يخصُّ فنون اللغة والقراءة ندخل إلى مواقع: (Raz-Kids)، و(Sora)، و(Newsela). بالطبع هنالك العديد من المواقع المفيدة، لذا حاول أن تستفسر عنها من محيطك والمعلمين، وما عليك إلَّا أن تضع أولادك على المسار الصحيح، وخذ وقتك في تدريسهم حتَّى يصلوا إلى المستوى المرجو.

6. تناوب مع الشريك أو مع من هو مَحَطّ ثقتك من أفراد العائلة:

عندما تكون مضطراً إلى إجراء مكالمةٍ هاتفية، تناوب مع شريكك؛ فبذلك يحلُّ مكانك ويشرف على الأطفال ريثما تعود. في منزلنا، يقوم زوجي بتعليم أطفالنا الرياضيات والتاريخ، وأمي -وهي فنانةٌ تعيش بالقرب منا- تساعدهم في دروس ومشاريع الفنون لساعةٍ كلَّ يوم، وفي هذه الأثناء أقوم بجدولة أعمالي، أو أتمشى مستغلةً ذلك في القيام ببعض المكالمات.

7. ابحث عن بعض الأنشطة اللاصفيَّة:

على الرغم من أنَّ صغارك قد لا يستطيعون لعب كرة القدم مع فريقهم، لكن بإمكانهم متابعة بعض الفيديوهات المساعدة في هذا الحقل كي يعزِّزوا مهاراتهم ويتدرَّبوا في المنزل. إن لم يكن لديك فسحةٌ واسعةٌ أمام منزلك تُفسِح لهم المجال في التدرُّب، فلا ريب أنَّ العديد من الشُّقق فيها صالات لعبٍ مغلقةٍ أو بهو، واللذان يُحبَّذ الاستفادة منهما بينما نعيش في ظلِّ التباعد الاجتماعي ونحترم راحة الجيران؛ وإن كان لديك مساحةٌ خارجية، فدع أولادك يذهبون للعب فيها، وأوكِل إليهم بعض التدريبات والأنشطة، مثل: ارمِ ثلاثين طوقاً، أو اعدُ 10 مراتٍ. وإن كان بإمكانك فاستفد من هذا الوقت وشاركهم اللعب مبتعداً عن تعويدهم على ذلك.

8. حدِّد موعد الإجازة:

نحتاج جميعنا إلى ذلك، وهذا أمرٌ بديهي. إن كان أطفالك يسعدون باللعب وتناول طعامهم بمفردهم، فيتيح لك ذلك أن تضاعف وقت عملك؛ لكن إن أمكنك أن تأخذ استراحة، فستندهش كم للـ 15 دقيقةً من لعب كرة الطائرة والرقص ولعبة الطاولة من تأثيرٍ على سعادتك وإنتاجيتك. إنَّ العمل من المنزل لا يستلزم الحركة والتنقل، ممَّا يخفِّف عنك الشعور بالانشغال دوماً؛ ولضمان صحتك العقلية والجسدية تحتاج إلى هذه الأنشطة، وإلى بعض الوقت من المرح والتسلية، أكثر من أيِّ وقتٍ مضى.

9. كن حازماً وجدياً كالمعلمين:

سيحاول أطفالك الإفلات منك، والتملُّص من الدرس حين لا يَلْقَى اهتمامهم ما تقدِّمه إليهم من موضوعات؛ لذا ينبغي أن تكون صارماً معهم فيما يتعلَّق بدراستهم كما تتصرَّف معهم في أمورٍ أخرى، واعمل على غرس هذه الفكرة في أذهانهم بأنَّك تمرُّ بفترةٍ عصيبة، حيث ينبغي أن تنجز أعمالك المهنية وواجباتٍ أخرى تتعلَّق بالمنزل في الوقت نفسه، مثل: إعداد الطعام، ودفع الفواتير، وما إلى ذلك؛ لكن مع هذا احرص على عدم إثارة مخاوفهم ومشاعرهم، فذلك ينعكس سلبياً عليهم أيضاً، وساعدهم في أن يدركوا أهمية العلم والعمل وإعطائهم الأولوية، وتأكَّد من إنجازاتهم من خلال الجدول، وقدِّم إليهم خياراتٍ فيما يتعلَّق ببعض الأنشطة والموضوعات؛ على سبيل المثال: “بماذا ترغب اليوم: علم الأحياء أم الكيمياء؟” ولا ضير إن اقترحت عليهم أن يقوموا بشرح درسٍ ما لك.

10. كافئ طلابك:

نشعر كبالغين بالتقدير والامتنان إن أشاد زملاؤنا أو رؤساء عملنا بأدائنا ومدحوا مشروعاً قمنا بإنجازه مثلاً. حاول أن تخصص وقتاً في نهاية كلِّ يومٍ للاجتماع بهم، والتكلُّم عن المصاعب التي اعترضتك فيه والإنجازات التي حقَّقتها.

بالنسبة إلينا لا نسمح لهم بقضاء الوقت على ألعاب الفيديو والتلفاز خلال الأسبوع، لكنَّنا نخبرهم إن اتبعوا جدولهم والتزموا به يمكنهم بذلك مشاهدة التلفاز لثلاثين دقيقةً عند المساء. ما من داعٍ لتأنيب نفسك إن كان لديك عبءٌ في العمل وأطال أطفالك المكوث أمام التلفاز لـ 60 دقيقة، لعلَّ جلَّ ما يهمُّ في هذه المرحلة هو أن تشجِّعهم وتثبت لهم أنَّ من يجتهد ينَال.

ضع كلَّ ما ذُكر في عين الاعتبار:

إنَّ الأيام التي نشهدها ليست سهلةً، ونأمل في المستقبل القريب أن نتذكَّر كيف تجاوزنا هذه الأزمة العالمية. لا يوجد خارطة طريقٍ واضحةٍ ترسم لك كيفية العمل بينما يمكث صغارك في المنزل، ومن الجيد أن تتماشى أمورك مع جميع ما تمرُّ به من تقلباتٍ في الحياة.

في بيتنا، وكما تعودنا، شعارنا في الحياة: “امشِ مع التيار”. إنَّ الحيرة والخوف قد يعترضان طريقنا كرائِدِي أعمال، لكنَّ هذا ما علينا مواجهته والتصدِّي له، حيث ينبغي أن ندرك كيف تكون ردة فعلنا، وكيف نتكيَّف مع كافة الظروف ونتخذ القرارات السديدة في كلٍّ من حياتنا المهنية واليومية.

لذا، كن مطمئناً، فلهذه الرحلة الوعرة مردوادتٌ عظيمة؛ فقد نكتسب ونتعلَّم لغةً أو رياضةً جديدة أو عملاً، أو نبتكر بعض الأفكار؛ والأهمُّ من ذلك أن نتعوَّد على أن نحيا حياةً بسيطةً بينما يزيد التحامنا بعوائلنا.

كن عطوفاً ورؤوفاً بنفسك وبمن حولك، وعلى قيد التفاؤل والإيجابية قدر الإمكان.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!