10 قواعد ذهبية لبناء العلامة التجارية الشخصية

قد يكون بناء علامةٍ تجاريّةٍ شخصيّةٍ عملاً شاقّاً، ومن السهل أن تتوه في طريق بناء هذه العلامة إذا لم تكن تعرف من أين تبدأ طريقك، حتى العلامة التجاريّة الشخصيّة لأوبرا وينفري شهدَتْ العديد من التحوّلات حيث بدأَتْ من برامج محليّةٍ صغيرةِ قبل أن تصبح واحدةً من أصحاب أكثر العلامات التجاريّة الشخصيّة تأثيراً في العالم. ولأنَّ العلامة التجاريّة الشخصيّة مهمّةٌ لجميع الناس إليك 10 نصائح لبناء علامةٍ تجاريّةٍ شخصيّةٍ مثيرةٍ للانتباه، ومميّزةٍ، وجذَّابة.

Share your love

1- ركِّز اهتمامك على جانب مُحدّد:

ينعدم التركيز لدى عديد من الناس حينما يتعلّق الأمر بالتعامل مع الجمهور إذ يحاولون أن يتقمَّصوا شخصيّةً مختلفةً كلَّما قابلوا شخصاً مختلفاً. حدّد رسالتك الأساسيّة وتمسَّك بها، ودَع رسالتك تُرَكّز الاهتمام على الجمهور المستهدف، إذ يُهوِّن ذلك عليك كثيراً إنشاء محتوى يتحدث عن علامتك التجاريّة الشخصيّة ويساعد الآخرين في التعرّف إليك.

اختر لنفسك مجال عملٍ مُحَدّدٍ ثم اختر تخصُّصَاً مُعَيَّنَاً ضمن ذلك المجال، فأمْيَز العلامات التجاريّة الشخصيّة هي تلك التي يركز أصحابها الاهتمام على تخصصٍ محددٍ جدَّاً. دَع رسالتك والمحتوى الذي تقدمه يُرَكّزَان الاهتمام دائماً على موضوعٍ واحدٍ مُحَدَّدٍ حتى تبقى الرسالة محفورةً ويبقى المحتوى محفوراً في أذهان الجمهور المُستهدَف، إذ كُلّما كان النطاق المُستهدَف بالعلامة التجاريّة أضيق وكُلّما كان تركيز صاحب العلامة مُنْصَبَّاً على موضوعٍ مُحَدَّدٍ سَهُلَ على النّاس تذكُّر مَن تكون، وحينما يحين الوقت لإلقاء خطبةٍ أو تعيين موظّفٍ جديد سيتذكرون علامتك التجاريّة ذات الاهتمام المحدد.

2- كُن صادقاً:

من أسهل الطرق التي يمكن اتّباعها لبناء علامةٍ تجاريّةٍ شخصيّةٍ حقيقيةً أن تتحلّى بالصدق وأن يثق الآخرون بك. يستطيع الناس أن يميزوا أيّ تصرّفٍ مريب، وكلّما كان من الواضح أنّ صاحب العلامة التجاريّة الشخصيّة يقلُّد غيره من الناس ازداد عدد الناس الذين يُدِيْنُوْن تصرّفه. يُهوِّن التحلّي بالصدق إدارة العلامة التجاريّة الشخصيّة بشكلٍ يومي، حيث يجب على العلامة التجاريّة الشخصيّة أن تكون بمنزلة جهاز تنقية يُستعمَلَ يومياً بسهولة لإنشاء المحتوى والتواصل مع الجمهور.

قبل أن تبدأ بنشر العلامة التجاريّة الشخصيّة أتقن مهنتك، أو مهاراتك، أو عملك، ثم دَع المحتوى الذي تقدّمه يتحدّث عنك. إذا كنت ماهراً حقاً في مجالٍ ما ستساعدك السمعة وحدها فقط في بناء العلامة التجاريّة الشخصيّة التي تريدها.

3- اروِ قِصّة:

إذا لم تكن علامتك التجاريّة الشخصيّة تحكي قِصّةً ما فقد فقدْتَ بالفعل نصف جمهورك الذي كان من المُحتمَل أن تحصل عليه، يقول الخبراء إنَّ أفضل استراتيجيّةٍ مُتَّبعةٍ اليوم لبناء علامةٍ تجاريّةٍ شخصيّةٍ هي أن تروي قِصّةً حقيقيّة، إذ لا يوجد شيءٌ أكثر إثارةً للملل من حوارٍ تكون أنت الطرف الوحيد فيه، ولا أحد يريدك أن تتكلّم عن نفسك عبر فضاء التواصل الاجتماعي، لذلك ألِّف قصةً تحكي للجمهور عن علامتك التجاريّة الشخصيّة ويستطيع الجمهور التفاعل معها. التقِ بالجمهور دائماً في الأماكن العامة ودردش معهم وعزّز دفء العلامة التجاريّة الشخصيّة وطابعها الودّي بشكلٍ أكبر.

إحدى أفضل الطرق المُستخدَمة لرواية القصّة هو المحتوى المكتوب أو المرئي، إذ تَشْهَد قنوات الفيديو على موقع “لينكد إن” على سبيل المثال أعلى مستويات التفاعل عبر المنصة. تُعَدُّ الفيديوهات أكثر الطرق ذات الطابع الشخصي التي يمكن من خلالها التواصل عبر فضاء الإنترنت. يكفي أن تستعمل هاتفك الذكيّ لإرسال رسالة فيديو إلى عملائك، والتواصل بشكلٍ شخصيٍّ مع العملاء المحتملين ومع الزملاء.

4- حافظ على الثبات:

يشبه الحفاظ على الثبات إلى حدٍّ بعيد تركيز الاهتمام على تخصصٍ محدّد، إذ يُصبح التعرّف إليك أسهل إذا واظبْتَ على إنشاء محتوىً يَنشر اسم علامتك التجاريّة الشخصيّة. احرص على الحفاظ على ثبات الوعود التي تقدّمها عند الحديث عن علامتك التجاريّة الشخصيّة سواءً عبر الإنترنت أو بعيداً عنه. يجب أن يَظهَر ثباتك خلال عمليّات التواصل التي تقوم بها، وأن ينعكس هذا الثبات على تصرفاتك ومظهرك، وإيَّاك أن تستخفّ بقدرة الحالات التي يظهر فيها انعدام الثبات على تشويه العلامة التجاريّة الشخصيّة.

يجب أن يكون ثمَّة شيءٌ ثابتٌ ومميّزٌ إمَّا على المستوى البصري أو على المستوى الشخصي يستطيع الناس ربطه مع علامتك التجاريّة وأن يتذكروك حينما يروه، تستطيع على سبيل المثال عرض شعارٍ يثير إعجاب الجمهور أو جملةٍ مميزةٍ تثير إعجابهم بعد نهاية كلّ فيديو. لذلك سواءً كنت تبني علامةً تجاريةً شخصيّةً غير مألوفةٍ وفيها من المرح ما لا يوجد في غيرها من العلامات أو كان في علامتك التجاريّة الشخصيّة قدرٌ أكبر من الوقار المصاحب لصورة العلامات التجاريّة للشركات من الضروري جدَّاً أن تتحلّى بالثبات.

5- كُن مستعداً للإخفاق:

يُعَدّ الإخفاق تجربةً قاسيةً يرغب الجميع في تجنُّبها بشكلٍ عام لأنَّ الطبيعة البشرية تفرض علينا ذلك، لكن من أجل أن يكون لديك علامةٌ تجاريةٌ شخصيّةٌ مميزةٌ عن باقي العلامات لا بُدّ من أن تتعرّض للإخفاق. لقد تحدَّث “والت ديزني” عن هذا في كثيرٍ من الأحيان حينما كان يستذكر محاولته الأولى التي أخفق فيها في تأسيس شركة رسوم متحرّكة، حيث قال: “أعتقد بأنَّه من المهمّ أن تتعرّض لتجربة إخفاقٍ قاسية حينما تكون شابَّاً، لقد تعلّمْتُ الكثير من هذه التجربة. الإخفاق يلفت انتباهك إلى ما يمكن أن يحدث ويعلمك أنَّ ما يمكن أن يحدث ليس أشدّ إثارةً للخوف من الامتناع نهائياً عن المحاولة”.

لا يمكن أن تبني أفضل علامةٍ تجاريةٍ شخصيّة إلَّا إذا أخفقْتَ مرةً أو مرتين وأنت تسعى بكلّ جهدك للخروج من منطقة الراحة، إذ لم تَظْهَر أفضل العلامات التجاريّة الشخصيّة على الإطلاق إلَّا بعد أن خاض أصحابها تجارب ووقعوا في أخطاء وإخفاقاتٍ متكررة، ولم يكن طريق هؤلاء مثالياً دائماً.

6- اترك أثراً إيجابياً:

بعد أن بنيتَ علامةً تجاريةً شخصيّة ثمَّة بشكلٍ عام طريقتان للاستمرار في تطوير هذه العلامة:

  • إمَّا أن تزاحم الآخرين وتوتِّر العلاقات معهم.
  • أو أن تجذب تدريجياً مزيداً من الناس إلى علامتك التجاريّة الشخصيّة.

من أهمّ النصائح التي تُقدَّم للأشخاص الذين يسعون إلى بناء علامةٍ تجاريةٍ شخصيّة أن يتذكَّر هؤلاء أنَّهم يمثّلون هذه العلامة، إذ مهما كان عملك الحالي، أو المشروع الذي تُنفِّذه عادةً في وقتٍ معيَّن، أو الأمور الموجودة في رأس قائمة أولوياتك اليوم تذكَّر دائماً تأثيرك في الآخرين وأنَّ سمعتك هي كلّ ما تملكه وأنَّها هي علامتك التجاريّة الشخصيّة، فتصرَّف بطريقةٍ رائعةٍ مع الآخرين. يساعد التحلّي بسلوكٍ إيجابيٍّ وتقديم يد العون إلى الآخرين في تطوير العلامة التجاريّة الشخصيّة تطويراً صحيَّاً على المدى البعيد.

7- اتّخِذ شخصاً ناجحاً قدوةً لك:

يحتاج الأشخاص المهتمّون بتطوير العلامة التجاريّة الشخصيّة إلى البدء بتسويق تلك العلامات مثلما يفعل الأشخاص المشهورون والمؤثرون الذين يلفتون أنظارهم كلّ يوم. يعتمد النجاح في ترويج العلامة التجاريّة الشخصيّة في أغلب الأحيان على دراسة التوجهات السائدة والسلوك الذي يتبعه الأشخاص المشهورون المنتشرون على مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي ثمَّ محاكاة ما يفعلونه مع القيام ببعض التعديلات. قد يكون في إمكانك أيضاً دراسة إحصاءات وسائل التواصل الاجتماعي دراسةً إبداعية وتحديد الخطوة التالية التي يجب عليك أن تخطوها إذا ركزت الاهتمام على جميع منصات التواصل الاجتماعي ولم تكتفِ بتركيز اهتمامك على واحدةٍ منها فقط.

8- كرِّس حياتك لعلامتك التجاريّة الشخصيّة:

مثلما ذكرنا سابقاً، من أكثر الأمور التي يمكن أن تُصعِّب عليك بناء العلامة التجاريّة الشخصيّة فصل هذه العلامة عن الحياة الشخصيّة، إذ في الوقت الذي قد يكون فيه هذا أمراً ممكناً إلَّا أنَّ من الأهون أن تبدأ بناء علامتك التجاريّة الشخصيّة بعدم الفصل بين أسلوب حياتك الحقيقيّ والعلامة التجاريّة الشخصيّة. يجب على علامتك التجاريّة الشخصيّة أن تتبعك أينما ذهبت وأن تعكس بشكلٍ صادق شخصيتك الحقيقية وأن تبيِّن المعتقدات التي تؤمن بها. حينما تتذكّر ذلك سترى أنَّ العلامة التجاريّة الشخصيّة ليست مجرّد انعكاسٍ لسلسلةٍ من الوظائف كالتسويق، أو التمويل، أو الإبداع بل هي أيضاً مبادئ مثل ردّ الجميل، أو القيادة الواعية، أو الإشراف.

9- دع أشخاصاً آخرين يَرْوُون قصَّتك:

أفضل طريقةٍ لبناء العلاقات العامّة هي الأحاديث التي يتبادلها الناس، وبناء علامةٍ تجاريّةٍ شخصيّةٍ أمام الناس لا يُستَثنى من هذه القاعدة. يقول الخبراء إنَّ العلامة التجاريّة الشخصيّة هي قصتك التي يرويها الناس حينما لا تكون موجوداً معهم. اسمك والسمعة التي تحظى بها بين الناس هما كلّ ما تملكه في هذه الحياة.

10- اترك إرثاً:

بعد أن بنيت علامتك التجاريّة الشخصيّة وأضحت لك سمعةٌ وأضحى ثمَّة أشخاصٌ يعرفونك حان الوقت للتفكير في الإرث الذي ستتركه خلفك. ما هي الكلمات والأفعال التي تريد أن تُنْسَب إليك؟ بناء العلامة التجاريّة الشخصيّة أهَمُّ بكثيرٍ من بناء شركةٍ والطريقة الوحيدة لتفعل ذلك دون أن تتكبّد أيّ أضرارٍ هي أن تترك إرثاً من بعدك.

بناء العلامة التجاريّة الشخصيّة مشروعٌ يستغرق تنفيذه العمر كلّه ويشهد بشكلٍ مستمرٍ تطوراتٍ وتغيرات. حتى الخبراء الذين بنوا أو طوّروا أكبر العلامات التجاريّة يعلمون أنَّه لا يوجد مجموعةٌ محدّدةٌ من القواعد لبناء العلامة التجاريّة الشخصيّة، لكنَّ هذه القواعد الأساسية العامة تقدّم لك الخطوات الأولى لا سيما إذا كنت تحاول البدء في بناء علامةٍ تجاريّةٍ جديدةٍ أو إعادة بناء أخرى قديمة.

لن يساعدك بناء العلامة التجاريّة الشخصيّة المناسبة في نيل الشهرة ضمن مجال عملك والحصول على العمل الذي تريد دائماً وحسب لكنَّه يمكن أن يكون العامل الذي يُشَكّلُ الفرق بين أن تكون إنساناً مجهولاً وأن تكون شخصاً يحظى وجوده بين الآخرين بالترحيب.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!