10 مهارات ناعمة تساعدك على تحسين حياتك المهنية

ما سر النجاح المهني؟ يتعلق جزءٌ من النجاح المهني بإتقان النظام وجميع المهارات التقنية التي عليك توظيفها في عملك؛ ولكن يكمن الجزء الأهم في مجموعة المهارات الناعمة التي تمتلكها. قد تساعدك المهارات الصلبة في الحصول على الوظيفة، لكن ضع في الاعتبار أنَّ المهارات الناعمة تساعدك على التطور والترقية فيها؛ لذا إليك أفضل 10 مهارات ناعمةٍ تساعدك على تطوير حياتك المهنية.

Share your love

المهارات الناعمة هي مهاراتك الشخصية أو مهارات بناء العلاقات، وقدرتك على التعامل والتواصل والتعاون مع الآخرين، فضلاً عن السمات الشخصية التي تجلبها إلى الوظيفة، مثل: التفاؤل، والموقف الإيجابي من العمل، والتحفيز على العمل.

ليس من السهل دائماً الإشارة إلى هذه المهارات أو الانتباه إليها؛ لكنَّ غيابها يمكن أن يسبب مشكلاتٍ خطيرة، ويؤثر سلباً في جوّ العمل بأكمله.

قد تساعدك المهارات الصلبة في الحصول على الوظيفة، لكن ضع في الاعتبار أنَّ المهارات الناعمة تساعدك على التطور والترقية فيها؛ لذا إليك أفضل 10 مهارات ناعمةٍ تساعدك على تطوير حياتك المهنية:

1. مهارات التواصل:

إنَّ مهارات التواصل من أكثر المهارات المرغوبة من قِبل رؤساء العمل، وهي توازي وحدها العديد من المهارات مُجتمعة.

عليك للتواصل جيداً: الإصغاء بفعالية، وتفسير سياق المحادثة، والتعبير عن نفسك بوضوح، وإقناع الآخرين بوجهة نظرك، والتحقق من لغة جسدك، واستخدام أسلوب عرضٍ جذاب لا يزعج جمهورك أو يتعبه.

يمكن أن تؤثر صفات شخصيتك في الطريقة التي تتواصل بها مع الآخرين، فعلى سبيل المثال: يدخل بعض الأشخاص مباشرةً إلى لبِّ الموضوع، ويركزون في حُججهم على الحقائق والمنطق؛ بينما يكون بعضهم الآخر متعاوناً وحساساً لما يشعر به الآخرون؛ ويعدُّ كلا النهجين قَيّمَين، ولكن قد يُساء فهمك إذا كنت لا تعرف خلفية الشخص الآخر.

يمكن أن يساعدك اختبار الشخصية الشامل في فهم سبب تواصلك بهذه الطريقة، ومعرفة أين تكمن النقاط المُبهمة بالنسبة إليك؛ وقد يساعدك أيضاً في فهم أساليب التواصل الأخرى حتَّى تتمكَّن من تكييف تواصلك مع الشخص الذي تتعامل معه؛ إذ يعدُّ الارتباط مع شريك المحادثة السمة المميزة للتواصل الجيد.

2. المرونة:

إنَّ التغيير جزءٌ أساسي من أيِّ عملٍ تجاري، حيث تحتاج الشركات إلى موظفين يتمتعون بالمرونة الكافية للعمل مع المبادرات الجديدة، والانفتاح على الأفكار الجديدة، والقدرة على إيجاد الحلول عندما لا تسير الأمور على النحو المُخطَّط له.

وجد أحد الأبحاث صلةً بين الأداء الوظيفي والمرونة على المدى الطويل، إذ يتعين عليك الخروج في بعض الأحيان عن روتينك والارتقاء إلى تحديات جديدة لم تكن موجودة من قبل.

لا يعني كونَك مرناً أنَّ عليك الانتقال إلى مَهمَّة جديدة أو دورٍ وظيفيٍّ والتصرف كخبير؛ بل يتعلق الأمر بإبداء الاستعداد لقبول مسؤوليةٍ جديدة وتعلُّم أشياء مختلفة.

يبحث الرؤساء عن الأشخاص المستعدين للخروج من مناطق راحتهم، والمنفتحين على حلول بديلة عندما لا تنجح أفكارهم الأولى.

3. العمل ضمن فريق:

قد يكون العمل ضمن فريقٍ أمراً صعباً، ولكنَّ تعلُّم القيام بذلك بشكلٍ جيدٍ قد يساعدك بالتأكيد على المُضِيِّ قُدُمَاً في حياتك المهنية؛ حيث يبحث أرباب العمل عن الأشخاص الذين يمكنهم التفاوض والتعاون وإدارة النزاعات مع الآخرين بغيةَ تحقيق هدفٍ مشترك، ويشملُ هذا أيضاً القدرة على بناء علاقاتٍ دائمةٍ مع العملاء.

ما الذي يجعلك عضوَ فريقٍ جيد؟ يتعلق ذلك بشكلٍ أساسيٍّ بإدراكك للهدف ولدورك الوظيفي، حيث يبحث أرباب العمل عن إدراكك لنقاط قوتك ومسؤولياتك، واستعدادكَ للمساهمة بشكلٍ أفضل في الفريق، وتطبيق هذه المهارات من خلال مشاركة الأفكار والتواصل بطريقةٍ محترمة؛ وهذا سرُّ عضو الفريق الناجح.

قد يساعدك اختبار الشخصية للتقدم في هذا المجال أيضاً؛ فعندما يعمل أعضاء الفريق معاً، يجلب كلُّ عضوٍ مجموعةً فريدةً من المهارات والصفات إلى الفريق؛ وقد أظهرت الأبحاث أنَّ مجموعاتٍ مختلفة من الشخصيات تؤثِّر في كيفيةِ تعاون الفِرَق ومدى إنتاجيتها.

يمكن أن تقدِّم معرفة من تكون وكيف تعمل ضمن فريق، رؤىً جديدة؛ وتفتح الباب أمام عملٍ جماعيٍّ أفضل.

4. الموقف الإيجابي:

لا يمكنك تغيير الكثير من الأمور في مكان العمل، مثل: الأشخاص الذين تعمل معهم، أو بعض الظروف الطارئة التي قد تحدث؛ إنَّما الشيء الوحيد الذي يمكنك تغييره في هذه الحالات هو مدى انزعاجك من هذه الأشياء.

يحبُّ القادة الأشخاص الهادئين والعقلانيين والمتفائلين الذين يبددون التوتر ويزرعون البهجة في مكان العمل، ولا يتذمرون أو يستشيطون غضباً لأيِّ سببٍ كان.

تُظهِر الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يتصرفون بإيجابيةٍ لديهم علاقاتٌ أفضل في العمل، وهم أكثر سعادةً في وظائفهم، ويتخذون قرارات أفضل من أولئك الذين يتذمرون ويشكون؛ كما ويقترح بعضهم أنَّ الموقف الإيجابي يمكن أن يُطيل حياتك؛ ممَّا يعني أنَّه مفيدٌ في كلِّ مجالات حياتك.

ليس من السهل دائماً النظر إلى “نصف الكوب الممتلئ” عندما يكون العمل مُرهقاً، أو عند تراكم المواعيد النهائية؛ ولكن يمكنك القيام ببعض الأشياء للمساعدة في الحفاظ على موقفٍ إيجابي، مثل: الضحك على ظروفك المؤسفة للحفاظ على بيئة العمل إيجابية، وأخذ فترات راحة “عقلانية” للحفاظ على هدوئك في المواقف عالية الضغط.

يبحث المدراء عن موقف عقلي إيجابي لدى عضو الفريق المرشح للترقية، لذلك قد ينفعك الحفاظ على هدوئك في المواقف الصعبة في نيل الترقية التي تريد.

5. أخلاقيات العمل العالية:

يلتزمُ الأشخاص الذين لديهم أخلاقياتٌ عالية بالدور المُناطِ بهم، ويتحملون أصعب المواقف، ويعتبرون التحدي مُلهماً ودافعاً لهم؛ فهم سفراء المنظمة، وسيُنظَر إليهم دائماً على أنَّهم أفضلُ المواهب والمرشحون المثاليون.

عندما تتحلى بهذه الصفات، سيُنظَر إليك كمرشحٍ رائعٍ ومؤهلٍ للحصول على فرصٍ ومناصب جديدة طوال حياتك المهنية.

قد يختلف مفهوم أخلاقيات العمل من شخصٍ إلى آخر؛ لذا عليك -وفي أيِّ مناسبة- طرح أمثلةٍ حول أخلاقيات العمل الفريدة التي تمتلكها، مثل: جلسات تقييم الأداء أو المقابلات. على سبيل المثال، قد تتحدَّث عن:

  • وقتٍ أصرَّيت فيه على مواجهة التحديات ولم تخجل من العمل الشاق.
  • كيف تطوعت للمساعدة في المشاريع رغم أنَّ هذه المهام ليست جزءاً من توصيفك الوظيفي.
  • التعلُّم في مكان العمل، وتحسين مهاراتك وشبكة العلاقات القوية التي بنيتها؛ ممَّا يدل على الطموح والقيادة، حيثُ يتمتع الأشخاص الذين لديهم أخلاقيات عمل عالية بهذه الصفات.
  • كيف تتحمَّل مسؤولية أخطائك دون توجيه أصابع اللوم إلى الآخرين.

6. الخطابة:

يهاب الجميع تقريباً التحدث أمام الجمهور، حيث يحتل هذا المرتبة الأولى في مخاوف الشعب الأميركي؛ في حين يحتل الموت المرتبة الخامسة، والوَحْدَة المرتبة السابعة من القائمة نفسها.

ومع ذلك، وفقاً لـ “وارن بافيت” (Warren Buffett): يمكنك من خلال إتقان هذه المهارة زيادة قيمتك الشخصية بنسبة 50%، وهي نسبةٌ جديرةٌ بالاهتمام.

إذا لم تكن موهوباً في الحديث علناً، فأنت تقرأ المقال المناسب؛ فقد كان على “بافيت” أن يعمل بجد للتغلب على خوفه من المسرح، حيث انسحب من دورة الخطابة قبل أن تبدأ حتى؛ ذلك لأنَّه كان يخشى التحدث أمام الجمهور؛ حتى أدرك في النهاية أنَّه بحاجةٍ إلى بناء ثقته بنفسه من خلال ممارسة ذلك مراراً وتكراراً أمام مجموعاتٍ صغيرة.

من أجل نهجٍ أكثر تنظيماً، تُدرِّس منظمة “توست ماسترز الدولية” (Toastmasters International) مهارات التحدث أمام الجمهور والقيادة من خلال مجموعةٍ متنوعةٍ من الأساليب، وتدعم العضوية في هذه المؤسسة غير الربحية سيرتك الذاتية جيداً؛ ولكنَّك ستنعمُ بالمردود الحقيقي عندما تضع مهاراتك الجديدة موضع التطبيق في العمل أو في مقابلة التوظيف.

شاهد بالفيديو: تغلب على خوفك من التحدث أمام الجمهور – مترجم (براين تريسي).

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/X_48A60xYSk?rel=0&hd=0″]

7. النزاهة:

من وجهة نظر المدير، فإنَّ مهارتي النزاهة اللتان ستميزانك هما:

  • أن تفعل دوماً ما تقول.
  • أن تتحمل مسؤولية الخطأ بدل إخفائه أو التقليل من شأنه حتَّى عندما لا يكون هناك أحدٌ لمراقبتك.

يتسلق الكثير من الأشخاص المناصب دون التزام بالمبادئ، لكنَّهم ليسوا الأشخاص الذين يثق الآخرون بهم أو يحترمونهم ويدعمونهم عند ترقيتهم.

يُعد التصرف بنزاهةٍ طريقة آمنةً وجيدة لتعزيز سمعتك وتحقيق أهدافك المهنية.

8. إدارة الوقت:

نحن مشغولون اليوم أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، فقد أصبح مكان العمل مبعثاً للتشتت بشكلٍ لا يُصدَّق؛ إذ نضيع ما بين المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والاجتماعات والمراسلات والمشاريع الجانبية والمهام التي لا تُحصَى.

يعتقد الكثيرون أنَّ انشغالنا بالعمل بمثابة وسام شرفٍ يُظهِر مدى إنتاجيتنا وقيمتنا للشركة؛ لكنَّ ما يريده الرؤساء حقاً إنجاز المهام في الوقت المحدد لا غير.

لا تتعلق إدارة الوقت بمُجرَّد التواجد في الوقت المحدد، ولكن بتنظيم وقتك والتركيز على المشاريع الهامة التي تضيف قيمةً إلى الأعمال؛ ويعني هذا تحديد الأولويات بشكل جيد، والالتزام بالجداول الزمنية، والتفويض، وعدم الانشغال بالمهام السهلة وقليلة الأهمية، والتخطيط المسبق، وتعلُّم قول “لا” حين يلزم الأمر.

يمكن أن تكون إدارة الوقت مهارةً صعبةً للالتزام بها، ولكنَّها ليست صعبة المنال؛ لذا راقِب أفعالك لبضع أيام، وأجب عن كلِّ سؤال من هذه الأسئلة: ما المدة التي تستغرقها لإنهاء مهامك؟ وما الذي يقاطعك؟ وما الذي يجعلك تفقد التركيز؟

بمجرد الحصول على إجاباتٍ لهذه الأسئلة، يمكنكَ تحديد جدولٍ زمنيٍّ لنفسك للتأكد من أنَّك تنفق وقتك بحكمةٍ ولا تهدره عبثاً.

9. الحزم:

ينقسم الناسُ في مكان العمل وفقاً لطريقة تعاملهم مع النزاعات إلى النماذج الآتية:

  • السلبيون: أولئك الذين يتفادون النزاع تماماً.
  • العدوانيون السلبيون: أولئك الذين يعبرون عن مشاعرهم السلبية من خلال الأفعال بدلاً من الكلمات.
  • العدوانيون: أولئك الذين يستجيبون للنزاع بطريقةٍ عدائيةٍ وقحة، وكلَّ ما يهمهم هو إيصال رأيهم بأيِّ شكلٍ كان، دون احترام آراء الآخرين، وحتى لو لم يُرضي ذلك أحداً.
  • الحازمون: الذين يدافعون عن حقوقهم مع احترام حقوق الآخرين.

يبحث المدراء عن الحزم دون غيره من الصفات الأخرى، لأنَّه يسمح باتخاذ القرارات دون حدوث نزاعاتٍ أو نفورٍ بين أعضاء الفريق.

ابدأ فهم شخصيتك بحيث تتوقُّع ردّ فعلك عندما ينشأ الصراع وتعالج أوجه القصور لديك؛ ثمَّ بعد ذلك، يمكنك التأثير في فريقك إيجابياً لحصد أفضل النتائج، وضمان تقدمك المهني في الوقت ذاته من خلال هذه العملية.

10. التفكير الإبداعي:

حلَّلَ موقع “لينكد إن” (LinkedIn) مؤخراً أكثر من 50.000 مهارة يبحث عنها أرباب العمل عند البحث عن مرشحين لاكتشاف المهارات المطلوبة حالياً، وكان الإبداع الأول في قائمة المهارات المرغوبة لعام 2019؛ والإبداع هو: القدرة على حلّ المشكلات والتفكير خارج الصندوق.

يتعلق الإبداع بجلبِ أفكار جديدة وغير تقليدية إلى الطاولة، ويساعد هذا الشركات على الابتكار؛ إذ لن تدوم الشركات التي تفتقر إلى الابتكار طويلاً.

كُن شجاعاً وشارك أفكارك في أثناء جلسات العصف الذهني الجماعي، وتطوَّع لإدارة مجتمعٍ صغيرٍ أو حَدَثٍ ما أو حملة توظيف، واطرح أسئلةً من نوع “ماذا لو؟” مثل: “ماذا لو أضفنا هذه المعلومات إلى ملف استقبال العملاء؟”، أو “ماذا لو أزلنا الخطوة الثالثة من العملية؟”.

توضِّحُ هذه الأنشطة أنَّك على استعدادٍ للتخلي عن “العمل بشكلٍ تقليدي”، وحلّ المشكلات بشكلٍ إبداعي؛ وهي القدرة التي سوف تخدمك كلَّ يوم طوال حياتك المهنية.

أفكارٌ أخيرة:

يمكن تعلُّم كلِّ عنصر في قائمة المهارات الناعمة هذه، ورغم أنَّك قد تشعر بالنقص في مجالات معينة، إلَّا أنَّ جرد نقاط القوة والضعف لديك سيسمح لك بالتركيز على المجالات التي قد تستفيد من تطويرها.

لذا أنشئ قائمةً لشخصيتك ومهاراتك ومواهبك، حيث سيمنحك ذلك أرضيةً لفهم أسلوبك في التواصل، وموقفك من التغيير، وضميرك؛ ثمَّ حدِّد نقاط ضعفك، وطوِّر استراتيجيات لتحسين مهارات بناء الفريق والحزم ومهارات إدارة الصراع.

يستحق ذلك بذل الجهد، فقد يفتح تطوير مهاراتك الناعمة أمامَك أبواباً للحصول على وظيفةٍ جديدةٍ أو ترقية، ويساعدك على النجاح في موقعك الوظيفي أيَّاً كان.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!