10 مواد طبيعية تعزز الدماغ وتحسن الذاكرة والطاقة والتركيز

لقد أُوليَ موضوع تقوية الذاكرة وزيادة التركيز اهتماماً كبيراً مؤخراً، حيثُ لم تُناقَش وظيفةُ الدماغِ بما يكفي في الماضي؛ لكن يبدو أنَّ الاهتمام بها قد بدأ يتزايد بسرعةٍ على مدى السنوات القليلة الماضية. غالباً ما يُشار إلى المواد المُعززة للدماغ باسم "نوتروبيكس" (nootropics)، أو مُنشطاتِ الذهن، أو الأدويةِ الذكية؛ والتي سنغطِّي في هذا المقال الأنواع المُستخدمة منها في علاج اضطراباتٍ أو أمراضٍ عقلية معينة. لذا نقدم إليكَ 10 مواد طبيعية تعزز وظائف الدماغ.

Share your love

نحن ننعم كبشر بتكنولوجيا رائعة تتمثل بأجسادنا، وبكلِّ ما تحتويه من عمليات حيوية وفيزيزلوجية تجعلها تعملُ بشكلٍ مذهل؛ لكنَّنا لا نُمنَح دليلاً لاستخدام هذا الجسد والعناية به.

يؤمن الكثيرُ من الناس بأهمية الحصول على المواد المُغذِّية والفيتامينات من خلال استهلاك الطعام الصحي، وعدم الاعتماد التام على المُكملات؛ ولكن في بعضِ الحالات، تكون المُكملات المصدر الوحيد للحصول على هذه المواد الضرورية التي تُعدُّ في غاية الأهمية لتعزيز وظائفكَ المعرفية، بما في ذلك: الانتباه، والتركيز، والذاكرة (الاحتفاظ بالمعلومات)، والتذكُّر (تَذكُّر المعلومات)؛ وكذلك تعزيز قُدرتِك على بناءِ مساراتٍ جديدة، وإصلاح المسارات العصبية التالفة.

غالباً ما يُشار إلى المواد المُعززة للدماغ باسم “نوتروبيكس” (nootropics)، أو مُنشطاتِ الذهن، أو الأدويةِ الذكية؛ والتي سنغطِّي في هذا المقال الأنواع المُستخدمة منها في علاج اضطراباتٍ أو أمراضٍ عقلية معينة. لذا نقدم إليكَ 10 مواد طبيعية تعزز وظائف الدماغ:

1. الماء:

هذا صحيح، فقد حظي الماء باهتمامٍ كبيرٍ كمُعزِّز للدماغ؛ فهو يُشكِّلُ ما يزيد على 60% من إجمالي جسم الإنسان البالغ.

وفقاً لمجلةِ الكيمياء البيولوجية (Journal of Biological Chemistry): يتكون الدِماغ والقلب من 73٪ من الماء، والرئتان من نحو 83٪ من الماء؛ فإذا كنتَ مُصاباً بالجفاف، أو لا تُزودِ جسمك بمياهٍ عاليةِ الجودة؛ فهل تعتقدُ أنَّ دماغك سيعمل بكفاءةٍ عالية؟

بالطبع لا، إذ مِنَ المُحتمل ألَّا يكون الإنسان المُصاب بالجفافِ في قمَّة أدائهِ في امتحانِ الفيزياء أو الرياضيات المُقبل، أو أيَّ شيءٍ يتعلَّق بهذا.

2. زيت الكريل / زيوت السمك:

رغم أنَّنا ذكرنا زيت الكريل بالتحديد، إلَّا أنَّه يُمكنك تناول أيِّ نوعٍ من مُكملات زيت السمك ذاتِ الجودةِ العالية، مثلَ زيت سمك السلمون البري من ألاسكا؛ كما يُمكِنكَ استهلاك السمك بدلاً من المُكمل، أو الاستفادة مِن كليهما، حيثُ يحتوي كلاهما على دهون مُتعددة غير مُشبعة تُدعَى “الأحماض الدهنية أوميغا 3″، والتي تعدُّ المسؤولة عن فوائدهما للدماغ والصحة العقلية على حدٍّ سواء.

يحتوي زيت السمك بصورةٍ رئيسةٍ على نوعين من أحماض أوميغا 3 الدهنية، وهما: EPA وDHA؛ حيث تعدُّ هذهِ الأحماض الدهنية ضروريةً لوظيفةِ الدماغ الطبيعية وتطور الإنسان وبلوغه في جميع مراحل الحياة؛ فقد ربطت العديدُ من الدراسات بينَ تَناول المرأة الحامل للسمك أو استخدام زيت السمك، وزيادة تحصيلِ أطفالِهن في اختباراتِ وظيفةِ الذكاءِ والدماغ في مرحلةِ الطفولةِ المُبكرة.

تعدُّ هذهِ الأحماض الدهنية EPA / DHA حيويةً أيضاً للحفاظ على وظائفِ المُخ الطبيعية طَوال الحياة؛ فهي تُوجد بِكثرةٍ في أغشيةِ خلايا الدماغ، وتُحافظ على صحةِ أغشية هذه الخلايا، وتُسهِّل الاتصال بينَ الخلايا العصبية.

قد يُحسِّن استهلاك الأسماك أو زيوت السمك وظائف الدماغ لدى الأشخاص الذينَ يُعانون من مشكلات في الذاكرة، مِثل الأفراد الذينَ يُعانونَ مِن مرض الزهايمر والاضطرابات المعرفية الأخرى.

3. الجلوتامين-ل (L-Glutamine):

يُصنَّف الجلوتامين كثيراً على أنَّهُ “حمضٌ أميني غير أساسي”، ممَّا قد يدفع الناس إلى الاعتقاد بأنَّنا لسنا بحاجةٍ إليه؛ إلا أنَّ عبارة “غير أساسي” تعني ببساطةٍ أنَّ الجِسم يُمكنِه تركيب هذا الحمض الأميني بنفسه، ولا يعني هذا إطلاقاً أنَّه “غير ضروري”.

يُعدُّ الجلوتامين ركيزةً لإنتاجِ كُلٍّ من مُثيرات ومُثبطات الناقلاتِ العصبية: الغلوتامات، وحمض جاما أمينوبوتيريك المعروف باسم “غابا” GABA؛ كما يعدُّ مصدراً هاماً للطاقةِ في الجهازِ العصبي.

إذا كانَ دماغُ الإنسان لا يتلقى ما يكفي من الجلوكوز، فإنَّهُ يعوِّض عنهُ بزيادة التمثيل الغذائي للجلوتامين من أجل الحصول على الطاقة؛ ويعني هذا أنَّ الجلوتامين “غِذاء للدماغ”.

يعدُّ الجلوتامين أيضاً رافعاً للمزاجِ والطاقة؛ إذ كثيراً ما يدَّعي مستخدموه أنَّهم يشعرون بمزيدٍ منَ الطاقة، وبتعبٍ أقل ومزاجٍ أفضل عُموماً بعد تناوله.

4. فطر لبدة الأسد:

فِطر لبدة الأسد الأبيض (Hericium erinaceus)، عبارة عن فطور مُستديرةِ الشكل، وذات أشواك طويلة مُشعرِة تبدو مثل عُرف الأسد؛ والتي يُمكن تناولها أو استهلاكها على شكلِ مُكملاتٍ غِذائية.

يُشير أحد الأبحاث إلى أنَّها تُقدِم مجموعة من الفوائدِ الصحيةِ، بما في ذلك: تخفيف الالتهاب، وتحسين الإدراك وصحةِ القلب.

يعدُّ فطر عرف الأسد (لبدة الأسد) غنياً بمضاداتِ الأكسدة التي تُحارب كُلَّاً من الالتهاب والأكسدة في الجسم، حيث يتسبب الالتهاب في ظهور الكثيرِ من الحالات الطبية، بما في ذلكَ: مرض السكري، وأمراض القلب، وأمراض المناعة الذاتية.

لقد قُيِّمت الإمكانات الطبية لـ 14 نوع منَ الفطور في دراسة أُجرِيت عام 2012، ووُجِدَ أنَّ فطر عُرف الأسد يملك رابع أعلى فعاليةٍ كمُضاد للأكسدة، والتي وصفَها الباحثونَ بأنَّها “مُتوسطة ​​إلى عالية”.

من المُمكن أيضاً أن يُعززَ فطر عرف الأسد الوظائف المعرفية؛ إذ بيَّن بحث أُجرِيَ بصفةٍ رئيسة على الحيوانات (الفئران)، أنَّ هذا النوع من الفطور قد منح الفئران إدراكاً وذاكرةً أفضل.

رغم عدمِ وجود بحث حالي حولَ فعاليته العلاجية، إلَّا أنَّ بعض الباحثين قد خَلصوا إلى أنَّ هذا الفطر قد يكون لديهِ إمكانية علاجِ -أو منعِ- الأمراض التي تُسبب تدهور الصحة الإدراكية، مثل: مرضِ باركنسون، أو مرض الزهايمر.

وجدت دراسةٌ يابانية قديمة أنَّ الاستهلاك اليومي لمُستخلَص هذا الفطر لمدة 16 أسبوعاً من قِبَل البالغين الذين تتراوح أعمارُهم بين 50 و80 سنة، مِمَّن كانَ لديهِم ضعف إدراكي ومعرفي مُعتدل؛ أدى إلى تحسُّن الوظيفةِ الإدراكية مقارنةً مع مجموعة الأدوية البديلة، وقد تراجع هذا التحسن فور توقف المشاركين عن تناول هذا المستخلَص.

5. الكركم والكركمين:

يعدُّ الكُركم نباتاً، ويعدُّ الكركمين أحد المركبات الموجودة فيه.

يُعِدُّ الكثيرونَ الكركم واحداً من أفضل المُتممات الصحية؛ فهو لا يُحسِّنُ وظائفَ الدماغ فحسب، بل يُساهم في تحسين قدرةِ الجسم المُضادة للأكسدة.

تُظهِر أحدث الدراسات على الكُركم أنَّ الكركمين يُمكن أن يعبر الحاجز الدموي الدماغي، ويساعد في التخلُّص من اللويحات العصيدية.

يُعزِّز الكركمين العامل التغذوي العصبي المُشتَق من الدماغ (BDNF)، وهو نوعٌ من هرمونات النمو التي تعملُ في دماغك، والمرتبطة بتعزيز وظائف المُخ مثل: تحسين الذاكرة، وانخفاض خطر الإصابة بأمراضِ الدماغ؛ كما قد يُساعد أيضاً في منعِ تطوُّر بعض الاضطرابات الدماغية، مثل مرض الزهايمر.

6. مكمل الأشواغاندا:

الأشواغاندا واحد مِن أكثر العلاجات فعالية للقلق والاكتئاب، حيثُ وجد الباحثونَ أنَّهُ يمنع مسار التوتر في أدمغةِ الفئران عن طريقِ تنظيم الإشارات الكيميائية في الجهاز العصبي.

تُظهِر العديد منَ الدراسات على البشر أنَّ الأشواغاندا يُمكن أن يُقلِل بفعالية من الأعراض لدى الأشخاص الذين يُعانون من التوتر واضطرابات القلق.

لقد أفاد الذين تناولوا مُكملاتِ الأشواغاندا في دراسة أُجرِيت على 64 شخصاً يُعانون من التوتر المُزمِن لمدة 60 يوماً، بحدوث تحسنٍ بمقدار ​​69٪ في القلق والأرق، مقارنةً بـ 11٪ ممَّن تناولوا أدوية العلاج البديل؛ في حين أفاد 88٪ من الأشخاص الذين تناولوا الأشواغاندا في دراسة أخرى مُدتها ستة أسابيع، بانخفاض درجات القلق والتوتر لديهم، مقابل 50٪ من الذين تناولوا علاجاً بديلاً.

7. الثيانين-ل (L-Theanine):

حمضٌ أميني موجود في الشاي الأخضر، وقد ثَبُتت آثاره الإيجابية في الحدِّ منَ القلق؛ إذ يُمكن لهذهِ المادة القوية أن تُساعدَ على التهدئة وتحسين الوعي في الوقت نفسه.

يرتبط الثيانين-ل بالمُستقبلات نفسِها التي يرتبط بها الغلوتامات -مُثير الناقل العصبي الأكثر أهميةً في الدماغ- ويحصرُ تأثيرها؛ فيَنتُج عن هذا الإجراء تأثيرات مُثبطِة ومهدئة، ممَّا يُخفِّفُ من حدة القلق.

8. ريسفيراترول (Resveratrol):

ريسفيراترول (3، 4 ، 5 – ثلاثى هيدروكسي ترانس ستيلبين) الذي ينتمي إلى مجموعة ستيلبينوئيد البوليفينول.

يُمكن الكشف عن هذا البوليفينول الطبيعي في أكثر من 70 نوعاً من النبات، خاصةً في قِشر وبُذورِ العِنب؛ بالإضافةِ إلى وجود كمياتٍ مميزة منه في العديد من الأغذية.

يمتلك ريسفيراترول العديد من الأدوار العصبية في مُختلف الأمراض العصبية التنكسية مثل: مرض الزهايمر، وداء هنتنغتون، وأمراض الشلل الرعاشي، والتصلب الجانبي الضموري، والاضطرابات العصبية التنكسية التي يُسببِها الكحول؛ وقد ثبتَ أنَّ آثاره الوقائية لا تقتصرُ على دوره المُضاد للالتهابات والأكسدة فحسب، بل وأيضاً على تحسين وظائف المتقدّرات والاصطناع الحيوي.

أظهرت مجموعةٌ من الدراسات أنَّ ريسفيراترول يُنقِصُ كثيراً من مشعر حالات المزاج (POMS)، بما في ذلكَ: الحيوية والتعب؛ ومع ذلك، ليسَ لهُ أيُّ تأثير كبير في الذاكرة أو الأداء المعرفي؛ وبالتالي، وبينما قد يكون ريسفيراترول حلاً رائعاً للتنكس العصبي، لكنَّه على الأرجح لن يُسفِر عن فوائد مُباشرة للأداء المعرفي.

9. 5-هيدروكسيتريبتوفان (5HTP):

يعمل 5HTP في الدماغ والجهاز العصبي المركزي عن طريقِ زيادة إنتاج مركب السيروتونين، والذي يؤثرُ في كلٍّ من: النوم، والشهية، ودرجة الحرارة، والأداء الجنسي، وإحساس الألم.

بما أنَّ 5HTP يزيدُ من إنتاج السيروتونين، لذلك فإنَّهُ يُستخدَم لعلاج العديدِ من الأمراضِ والوقاية منها، بما في ذلك: الاكتئاب، والأرق، والسمنة، والعديد من الحالات الأخرى؛ وقد اقتُرِح أنَّ هذهِ الحالات تتأثرُ بِشدة بالسيروتونين في الدماغ.

10. الكافئين:

إنَّه لمن المؤكد أنَّ الغالبية يعرفونَ هذه المادة وتأثيراتِها، فقد ثبتَ أنَّ الكافئين يزيدُ منَ الأداء المعرفي عن طريقِ تحسينِ الذاكرة والتركيز.

لابُدَّ من أن نُذكِّر أنَّ الإفراط في استهلاكِ الكافئين يُمكن أن يكونَ ضاراً جداً بصحةِ المرءِ العامة، وذلك من خلال التحفيز الزائد للنظامِ العصبي والغدةِ الكظرية، والذي قد يؤدي بدوره إلى زيادة مُستوياتِ التوتر.

لذلكَ، وعِندَ تناولكَ الكافئين، افعل ذلكَ باعتدال، ولا تتجاوز (300 مليغرام) في اليومِ الواحد، وليكن هَدفُك الواقعي هو استهلاك أقل من (200 مليغرام)، أي نحو 2-3 أكواب منَ القهوة فقط.

نصائح إضافية:

إلى جانب تناول المُكملاتِ الغذائيةِ التي ذُكرِت أعلاهُ، هناك بعضُ العلاماتِ التجاريةِ التي ركزت على طرح منتجاتٍ تدمجُ الكثيرِ من هذهِ المُكونِات معاً.

يُمكنكَ البحثُ عن مُنتج (TransZen)، وهو مُكمِل يحتوي على العديد من المُكونات المذكورة أعلاه، بما في ذلكَ: الكُركم، والكركمين، والأشواغاندا، و5 HTP.

لكن تذكَّر أولاً أن تبحثَ جيداً وتفكِّر بطريقةٍ نقديةٍ عند اختيار المكملات التي تدعي تعزيز الوظائف المعرفية.

الخُلاصة:

نأملُ أن يكونَ هذا المقال قد منحكَ بعض المعلومات القيِّمة فيما يتعلق بكيفيةِ تحسين وظائف دماغِكَ وصحتكَ العامة؛ وإذا كنت راغباً في تجريب أيٍّ من هذهِ المواد، فاختر واحدةً أو اثنتين، ولا تجرِّبها جميعاً في الوقت نفسه؛ حيث يُمكنك بهذهِ الطريقة تحديد أفضلها بالنسبةِ إليك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!