
واشنطن -يعد المرشح الديمقراطي جو بايدن بمحاربة فيروس كورونا المستجد وإنعاش إقتصاد البلاد والعودة إلى اتفاق باريس حول المناخ وإلغاء قرارات بارزة لدونالد ترامب، في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال بايدن (77 عاما) “ستكون لدينا مهمة ضخمة لإصلاح الضرر الذي تسبب فيه”. في ما يلي بعض القرارات التي يعتزم اتخاذها “في اليوم الأول” من ولايته:
بمجرد وصوله إلى السلطة، يريد جو بايدن وضع إستراتيجية وطنية “للمضي قدما” في محابة جائحة كوفيد- 19 من خلال سن قانون رئيسي في الكونغرس لتمويل حملة اختبار وطنية “ستكون نتائجها متاحة على الفور”، وصناعة منتجات ومعدات طبية في الولايات المتحدة وجعل وضع الكمامات إجباري في المباني الفيدرالية وفي وسائط النقل بين الولايات، وتوفير لقاح مجاني “للجميع” في المستقبل.
وأدت الجائحة إلى وفاة نحو 230 ألف شخص في الولايات المتحدة. وقد تجاوز هذا البلد الجمعة عتبة التسعة ملايين إصابة.
ووعد المرشح الديمقراطي بايدن الذي يتهم الرئيس دونالد ترامب (74 عاما) بتقويض سلطة خبراء الصحة الخاصين به، بأخذ نصيحة من كبير الأطباء أنطوني فاوتشي الذي يحظى باحترام كبير في خلية أزمة البيت الأبيض بشأن فيروس كورونا. ويريد “ايصال كلمة خبرائنا حتى يحصل الجمهور على المعلومات التي يستحقها ويحتاجها”.
كما يعتزم إلغاء إجراءات انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية التي أمر بها دونالد ترامب في تموز(يوليو).
ويمثل التصويت على خطة مساعدات ضخمة لإنعاش الاقتصاد أولوية أخرى للمرشح جو بايدن الذي يعتمد على قدرته على إقناع الجمهوريين المنتخبين لكسر الجمود الحالي في الكونغرس.
وقدم خطة طموحة لإنعاش الإنتاج الأميركي بعد أزمة فيروس كورونا بقيمة 700 مليار دولار. ولتمويلها، ستزيد الضرائب على أغنى الأميركيين والشركات الكبرى، لا سيما من خلال مضاعفة الضرائب على الأرباح المحققة في الخارج.
كما تعهد الديمقراطي بالاستثمار بكثافة في مجال الطاقة المتجددة.
ويريد جو بايدن أيضًا إعادة استثمار عائدات الضرائب في البرامج الاجتماعية والتعليم وتحديث البنى التحتية.
ووعد جو بايدن بإعادة الولايات المتحدة التي تواجه عددا متزايدا من الكوارث المناخية، إلى اتفاقية باريس للمناخ التي انسحب منها دونالد ترامب العام 2017.
وفي غضون مائة يوم، سيجمع أيضا قادة الدول الأكثر تلويثا في قمة المناخ حيث ينوي إقناع هذه الدول بزيادة التزاماتها في سبيل المناخ.
وتبنى بايدن أيضا برنامجا طموحا حول المناخ حيث تكون الطاقة النظيفة بنسبة
100 % حجر الأساس وحياد الكربون في الولايات المتحدة بحلول عام 2050.
كما وعد بإلغاء قرارات دونالد ترامب الذي ألغى أو خفف سلسلة كاملة من المعايير البيئية.
وعد جو بايدن بتعيين لجنة وطنية مكونة من أعضاء من كلا الحزبين والتي سيكون عليها اقتراح إصلاحات في غضون 180 يومًا في النظام القضائي الذي أصبح، حسب قوله، “خارج نطاق السيطرة”.
وقال إن “هذا لا يتعلق بزيادة عدد القضاة”، في وقت يشتبه برغبة الديمقراطيين بزيادة عدد القضاة التقدميين في المحكمة العليا، التي يسيطر عليها حاليا التيار المحافظ.
كما يريد التصويت “الفوري” على مشروع الإصلاح القضائي الذي يطور بشكل خاص بدائل للسجن، والتي ستقتصر على المدانين الأكثر عنفاً، من أجل تقليل مخاطر العودة إلى الإجرام.
وعد جو بايدن بإلغاء “من اليوم الأول” لولايته مرسوم الهجرة الذي أصدره دونالد ترامب والذي يحظر دخول مواطني عدة دول، معظمهم من المسلمين، والذي يعتبره خصومه من إجراءات الإسلاموفوبيا.
كما أعلن نائب الرئيس السابق لباراك أوباما أنه سيطلب من الكونغرس تمرير قانون ضد الجرائم العنصرية.
كما تعهد بمعالجة إجراءات احتجاز طالبي اللجوء و”فضيحة” فصل عائلات مهاجرين غير شرعيين على الحدود الأميركية-المكسيكية.
ويريد جو بايدن أيضًا من الكونغرس أن يمرر سريعًا قانونًا “سيضع خريطة طريق للمواطنة” لـ 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة ولما يقرب من 700 الف شاب وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالا وتطلق عليهم تسمية “الحالمون”.
إلى ذلك حطم السباق للبيت الابيض أرقاما قياسية بدءا من أعداد المشاركين في التصويت المبكر والإنفاق على الإعلانات السياسية وغير ذلك.
فقد أدلى نحو 84 مليون شخص بأصواتهم لغاية منتصف الجمعة لتتجاوز النسبة مثيلاتها في التصويت المبكر المسجلة في السنوات السابقة، إذ فضّل العديد من الناخبين ملء بطاقات الاقتراع مسبقا لتجنّب الوقوف في طوابير طويلة يوم الانتخابات التي تجري في ظل وباء “كورونا” .
ويتوقع أن تحسم 10 ولايات رئيسية، نتيجة الانتخابات الرئاسية حيث يبدّل الناخبون ولاءهم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ولعبت بنسيلفانيا ووسكنسن وميشيغان وفلوريدا وأيوا وأوهايو دورا أساسيا في فوز دونالد ترامب عام 2016.
وتظهر الاستطلاعات أنه بإمكان جو بايدن دفع ولايات جمهورية تقليديا مثل جورجيا وأريزونا وكارولاينا الشمالية وتكساس لتبديل ولائها لتدعم الحزب الديمقراطي هذه المرة,.
إضافة إلى التصويت للرئيس، سيختار ملايين الناخبين الأميركيين كذلك أعضاء الكونغرس. وسيتم التنافس على 35 مقعدا في مجلس الشيوخ وكافة مقاعد مجلس النواب الـ435.
ويسيطر الديمقراطيون حاليا على مجلس النواب، وهي ميّزة يستبعد أن يخسروها هذه المرة، بحسب الخبراء.
وإذا انتُخب بايدن رئيساً وهيمن الديمقراطيون على مجلس الشيوخ، فسيسيطر الحزب على أهم أدوات السلطة الفدرالية في واشنطن لأول مرة منذ بداية عهد باراك أوباما الرئاسي.
وتُنفّذ الديمقراطية الأميركية عبر آلية فريدة على الصعيد الوطني: الهيئة الناخبة.
وبدلا من التصويت مباشرة لمرشّحهم المفضّل، يصوت الأميركيون في الواقع لـ538 ناخبا يقومون هم بانتخاب الرئيس.
ومن أجل الفوز في الانتخابات، يتعيّن على المرشّح الحصول على الأغلبية المطلقة من أصوات الهيئة الناخبة، ما يجعل من 270 الرقم السحري.
وهناك 230 مليون أميركي يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية، رغم أن القسم الأكبر منهم لا يشارك فعليا.
لكن الانتخابات الحالية قد تشهد نسبة مشاركة قياسية.
وفيما يتعلق بالانفاق على الحملات الانتخابية فقد سجلات الحملات الحالية أرقاما قياسية إذ تم إنفاق 6,6 مليار دولار من قبل المرشحين للرئاسة، أي أكثر بملياري دولار عن المبلغ الذي أُنفق خلال المنافسة بين ترامب وكلينتون قبل أربع سنوات، بحسب دراسة أجراها مركز “ريسبونسيف بوليتيكس”.
وتفوّقت حملة بايدن من هذه الناحية إذ أغرقت الإذاعات في الولايات الرئيسية بالإعلانات السياسية. وتم بالمجمل إنفاق أكثر من 14 مليار دولار في الفترة التي سبقت الانتخابات، إذ تم تخصيص أكثر من سبعة مليارات دولار من هذا المبلغ لانتخابات الكونغرس.-(أ ف ب)