11 نصيحة عملية لجعل التعلم المنزلي ناجحاً

عندما بدأت جائحة فيروس كورونا بالانتشار، بدأ الأطفال فجأة تجربة التعلم من المنزل، ولم يكونوا على دراية مسبقة بكيفية استخدامهم الكمبيوتر المحمول، فبدؤوا يتساءلون عن برامج مثل متصفح كروم (Chrome)، ومهام مثل كيفية تحميل الملفات. هذه المقالة مأخوذة عن المدونة جيل دافي (jill duffy)، والتي تحدثنا فيها عن تجربة التعلم المنزلي.

Share your love

ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن المدوّنة “جيل دافي” (Jill Duffy)، والتي تحدثنا فيها عن تجربة التعلم المنزلي.

تقول الأستاذة الجامعية “لي دافي” (Leigh Duffy) عن طفليها اللذَين تتراوح أعمارهما بين 9 و10 سنوات: “إنَّه لأمرٌ مضحك، فلطالما اعتقدت أنَّني أقوم بما هو صائبٌ بخصوص ألَّا يكون أطفالي متعلقين بالأجهزة الإلكترونية؛ فنحن لا نمتلك أيَّ حاسوب مشترك أو جهاز آيباد (iPad)، ونقضي وقتاً محدوداً جداً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، ونستمتع بقراءة الكتب واللعب في الخارج.

لقد اعتقدت في البداية أنَّني كنت أتَّبع معهم أسلوب تربيةٍ ناجح، ولكن تبيَّن فيما بعد أنَّه كان حجر عثرةٍ عرقل طريقنا”.

تُظهِر تجربتها مدى قلة استعداد الآباء لتجربة التعلم المنزلي عندما انتشر فيروس كورونا (كوفيد-19) لأوّل مرة، وكم هي ضخمةٌ هذه المَهمَّة التي تواجهها العائلات عندما يتعلق الأمر بالاستعداد للعودة إلى المدرسة هذا العام؛ فبالإضافة إلى مساعدة طفليها على التعلم في المنزل، تعمل “لي” (Leigh) -والتي سأفصح عن أنَّها تكون أختي- كأستاذةٍ مساعدةٍ في الفلسفة في جامعة ولاية نيويورك في بوفالو (SUNY Buffalo State)؛ ما يعني أنَّها ترى الوضع من وجهة نظر معلمة اضطرت أيضاً إلى نقل دوراتها الجامعية لتعطيها عبر الإنترنت.

عندما أُغلِقت معظم المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية لبقية العام منذ شهر آذار (مارس) أو نيسان (أبريل) 2020، أُتيحت فرصة للآباء والطلاب للتفكير في شأن ما قد يجلبه العام الدراسي 2020-2021؛ فوفقاً للظروف المحلية، قد يعود الطلاب إلى مدارسهم بشكلٍ دائم، أو إلى حين يجبرهم تفشي المرض على البقاء في المنزل مجدداً، أو قد يضطروا إلى أن يداوموا دواماً جزئياً، أو أن يتعلموا من المنزل خلال المستقبل المنظور.

لقد تحدثت مع “لي” بخصوص تجربتها بصفتها معلمة وأُمَّاً لأطفال في سن المدرسة، وذلك لأكوِّن فكرةً عن الأمور التي سارت على ما يرام معها في المنزل، وتلك التي بإمكانها تحسينها في المرة القادمة؛ كما أنَّني تحدثت أيضاً مع “كارولين أوسلي نيزمان” (Caroline Ousley Naseman) التي تلقت هي وعدد من إخوتها معظم تعليمها من المنزل، وقد أنهت تعليمها في عام 2017، وهي الآن شابة لديها بضع سنوات من الخبرة التي تخوِّلها أن تعطي رأيها فيما يجعل من التعلم في المنزل تجربةً ناجحة.

تَوَصَّلْنَا من خلال هذه المحادثات إلى بعض النصائح الموجهة إلى الآباء الذين يحاولون النجاح في تعليم أطفالهم في المنزل، وهي نصائح عامة، وقد لا تكون مناسبة لكلِّ طالب أو أسرة؛ فأنتم وأطفالكم في المنزل على درايةٍ بوضعكم أكثر من أيِّ أحد.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون التحديات أكثر صعوبةً بالنسبة إلى الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أو القدرات المختلفة؛ لذا، عدِّل هذه النصائح وفقاً لاحتياجاتك، وتذكر أن لا أحد يعلم كيفية فعل ذلك “بالشكل الصائب”؛ إذ يبذل الجميع قصارى جهدهم.

1. أفسح المجال للتعلم الفردي:

لكلّ طالبٍ اهتمامات فريدة، ومعدل انتباه مختلف، ومهارة في استخدام التكنولوجيا دون أن يتشتت انتباهه، وما إلى ذلك؛ وبالمقارنة مع التعلم في الصفوف المدرسية، يتيح التعلم من المنزل قدراً أكبر من الفردية.

لقد سَأَلْتُ “كارولين أوسلي نيزمان” (Caroline Ousley Naseman) عن الفارق الذي لاحظته بين طريقة تعليمها وتعليم إخوتها، وقد أجابت قائلة: “لقد ركزنا جميعاً على مواد دراسية مختلفة؛ لذلك كان أسلوب التعلم مصمماً وفقاً لكلٍّ منَّا، وعلى حسب المواد التي كان يدرسها؛ حيث يتفوق أخي في أسلوب التعلم العملي، بينما تفضل أختي اتباع نهجٍ قائمٍ على الكتب المدرسية، وأمَّا أنا فأفضل نهجاً يجمع بين الاثنين”.

يمنح التواجد في المنزل الطلاب مرونةً أكبر أيضاً في كيفية التعبير عن دوافعهم الذاتية؛ فإذا أتقنوا مهارةً أو استوعبوا مفهوماً جديداً بسرعة، فشجِّعهم على تطبيقها بطريقةٍ إبداعية.

يمكن لمواقع التعلم الإلكترونية -كموقع أكاديمية خان (Khan Academy) المجاني- أن تقود الطلاب نحو النجاح عندما تفشل الكتب المدرسية وأوراق العمل في فعل ذلك؛ أضف إلى ذلك أنَّ التعليم الإلكتروني باستخدام الفيديوهات يكلِّف أقلَّ بكثيرٍ من الدروس الخصوصية.

تتيح هذه الموارد للطلاب العمل بالسُّرعة التي تناسبهم، والحصول على مساعدة إضافية حسب حاجتهم، والتعمُّق أكثر في المواد أو الأفكار التي تثير اهتمامهم؛ كما تشكل خدمات تعلم اللغات طريقةً أخرى يمكنك من خلالها تنمية تعليم أطفالك.

2. اطلب المساعدة، وامنحها أيضاً:

تنصح لي دافي (Leigh Duffy) -بصفتها معلمة وأمَّاً- ألَّا تخشى من طلب المساعدة عندما تحتاجها؛ حيث تقول: “أصيب الكثير منَّا بالإحباط في بداية انتشار فيروس كورونا؛ ذلك لأنَّنا شعرنا أنَّ علينا اكتشاف الحلول بأنفسنا للأمر برمته”.

كانت دافي منخرطةً في منزلها في التطبيق العملي بشكلٍ كبيرٍ في أثناء تعلم أطفالها كيفية استخدام جهاز كمبيوترهم المحمول، فقد كان الأطفال يتقنون استخدام جهاز “كروم بوك” (Chromebook) فقط؛ لكونهم يستخدمونه في المدرسة.

وتكمل قائلة: “كنت أشتكي لأحد الآباء عن مدى صعوبة استخدام جهاز ماك (Mac)، فأجابوا قائلين: لقد حصلنا على جهاز “كروم بوك” (Chromebook) من المدرسة. لقد كنت أعتقد أنَّ تلك الأجهزة مخصصة لفئات الدخل المنخفض دون غيرهم، ولكن سرعان ما قال هذا الشخص: لا، ينبغي عليكِ فقط أن تطلبيه من المعلمين؛ وهذا ما فعلناه بالضبط، وسرعان ما طلبته منهم، ووافقوا فوراً”؛ فلو لم تطلب الجهاز، لربَّما ما أعارتها المدرسة إياه أبداً”.

غالباً ما تكون المساعدة متاحة، ولكنَّ الشخص الذي يحتاج إليها لا يعلم بالأمر؛ وهذا ما يحدث مع طلاب “لي دافي” (Leigh Duffy) في الجامعة؛ فعندما يتأخرون في تسليم مَهمَّةٍ ما بسبب سوء الاتصال بالإنترنت، أو لا يشاركون في درسٍ تعطيه عبر بث الفيديو المباشر بسبب قيودٍ متعلقة بأجهزتهم؛ يمكن أن تساعدهم أحياناً من خلال تمديد مواعيد التسليم، أو تقديم إرشادات معينة؛ حيث تقول: “سأكون سعيدةً إذا تمكَّنت من معرفة المشكلة لأساعدهم في حلها”.

تذكر “لي دافي” (Leigh Duffy) أنَّ العديد من المعلمين يتعلمون مجموعةً من المهارات الجديدة التي تتعلّق بالتعليم عن بعد؛ فهم يعتمدون أكثر من أيّ وقتٍ مضى على الآباء والطلاب الذين يتواصلون لطلب المساعدة عند مواجهتهم أيَّ صعوبة.

هل سيعمل أطفالك ضمن مساحة عملٍ خاصةٍ بالتعلم عن بعد لأوّل مرةٍ في حياتهم؟ قد تحتاج إلى إجراء بحثك الخاص حول كيفية استخدام منصة غوغل للفصول الدراسية (Google Classrooms) مثلاً، لكي تساعد أطفالك على الاستعداد؛ كما بإمكانك إعطاء أيِّ نصيحةٍ تجدها لغيرك من الآباء، وربَّما حتى للمعلمين.

3. ركز على المهارات الناعمة والمهارات الصلبة:

تقول “أوسلي نيزمان” (Ousley Naseman): “كانت بعض أفضل الأشياء التي تعلمتها من التعليم المنزلي هي المهارات الحياتية التي لا تُدرَّس في بيئة مدرسية تقليدية بالضرورة، مثل: الانضباط الذاتي، وتحمل المسؤولية، والتعامل مع أعباء العمل دون وجود مواعيد نهائية يحددها شخصٌ آخر”.

يعدُّ التعليم أكثر من مجرد مواد أكاديمية، حيث يتعلّم التلاميذ الصغار المهارات الحركية الدقيقة والتشارك والتناوب، ويعمل من هم أكبر سناً على مزيدٍ من التكيف الاجتماعي ومهارات إدارة الوقت، وما إلى ذلك.

تقول “لي دافي” (Leigh Duffy) أنَّ الشيء المختلف الذي ستفعله في العام الدراسي القادم هو تعلم مزيدٍ من مهارات التنظيم، إذ كان لدى طفلها الصغير ما يقرب من اثني عشر موقعاً مختلفاً كان يحتاجها في أثناء الدراسة عن بعد، وكانت تواجه صعوبةً في تتبعها وتعليمه كيفية استخدامها، وأنَّها ترغب بأن يعرف أطفالها كيف يكونون منتظمين بدلاً من الارتباك في كلِّ مرة يتعين عليهم فيها تسجيل الدخول إلى موقعٍ ما.

4. خصص مكاناً محدداً للتعلم:

إنَّ التعلم في المنزل والعمل من المنزل متشابهان من حيث أنَّه يسهل في أثنائهما الفصل بين حياتك الشخصية أو الحياة الدراسية والعمل إذا أنشأت حدوداً فعلية فيما بينهما.

اختر مكاناً للعمل الدراسي، سواءً كان ذلك مكتباً أم مجرد مقعد معين على طاولة المطبخ؛ وحاول أن تجعله مختلفاً عن المكان الذي يقضي فيه أطفالك وقتاً شخصياً. على سبيل المثال: إذا كانوا يتعلمون على طاولة المطبخ، فاطلب منهم اختيار كرسي خاص للدراسة، وآخر مختلف خاص بتناول الوجبات.

علاوة على ذلك، من المربك للغاية أن تضطر إلى النهوض باستمرار للعثور على قلم رصاص أو شاحن الكمبيوتر المحمول أو كتاب معين، وتتمثل إحدى الحلول لهذه المشكلة في الاحتفاظ بالأشياء في مكانٍ قريب، كوضعها في سلّةٍ أو صندوقٍ على الطاولة؛ حيث يمكن للطلاب بهذه الطريقة أن يضعوا جميع أدواتهم جانباً بسرعة، ويخرجوا من وضعية التعلم عندما ينتهي الوقت؛ فتصبح عملية إخراج وإرجاع الأدوات بمثابة إشارة إلى بداية ونهاية اليوم الدراسي.

يحتوي موقع “مجلة بي سي” (PCMag) على ملخصٍ كاملٍ يضمُّ جميع التقنيات التي يحتاجها الأطفال للعودة إلى المدرسة، مثل: أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وسماعات الرأس العازلة للضوضاء، وبرامج مكافحة الفيروسات، والشبكات الخاصة الافتراضية (VPNs)، والمزيد.

عندما يتعلّق الأمر بتقليل عوامل التشتيت، من الهام إنشاء مساحة افتراضية تساعد على التعلم؛ ففي حين أنَّه لم يكن من المسموح لأطفال “لي دافي” (Leigh Duffy) الصغار قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات، قد تكون حالتك مختلفة، خاصةً إذا كان أطفالك أكبر سناً.

يمكنك التأكد من أنَّ كمبيوترهم المحمول يشكل بيئةً ملائمةً للتعلّم من خلال إنشاء حساب مستخدم منفصل لأطفالك على نظام ويندوز (Windows)؛ إذ إنَّ هذا الأمر هام، خصوصاً في حال أنَّهم لا يمتلكون حواسيب شخصية خاصة؛ إذ يمنعهم إنشاء حساب من الوصول إلى ملفات أيِّ شخصٍ آخر يشارك الحاسوب.

5. اخلق جواً من الاتساق والقدرة على التنبؤ:

تقول “لي دافي” (Leigh Duffy): “أقول هذا بصفتي معلمة وأمَّاً: يجعل الاتساق ووجود جدول زمني الحياة أفضل بكثير”.

إنَّه لمن المؤكد أنَّ المرونة يمكن أن تنقذ اليوم الذي تسوء فيه الأمور؛ ولكن يمنح وجود توقعات واضحة لروتين الأطفال اليومي إحساساً بالحياة الطبيعية، خاصة خلال هذا الوقت الذي أصبح كلُّ شيء فيه غير طبيعي.

عقدت “لي دافي” (Leigh Duffy) بصفتها أستاذة جامعية فصولاً دراسية متزامنة عبر الفيديو للطلاب؛ ورغم أنَّها قالت أنَّها كانت تتبع سياسة حضور مرنة للغاية، إلَّا أنَّ المشاركة في هذه الفصول منحها إحساساً بالاتساق؛ فقد خسر الكثير من طلابها وظائفهم، وكانوا يعيشون بعيداً عن أسرهم، ولم يكن لديهم سببٌ معينٌ لمغادرة مساكنهم أو شققهم يوماً بعد يوم؛ وعلَّقت قائلة: “قال لي بعضهم: لقد منحني الفصل الدراسي سبباً للنهوض باكراً، وأصبح شيئاً أتطلع إليه؛ كما منحني طريقةً للتواصل مع أشخاص في مثل سني”.

6. تحلَّ بالمرونة:

يحدد الاتساق توقعات معينة، ولكنَّ المرونة تمنحك حرية كلٍّ من: استكشاف الأخطاء وإصلاحها، وإنهاء درس ما عندما يتمكَّن الطالب من فهمه، وقضاء مزيد من الوقت في شرح نقطة معينة عصية على الفهم، وقضاء مزيد من الوقت في الفنون والموسيقى وصالات الألعاب الرياضية والمواد الأخرى التي تُلغَى أحياناً في المدارس العامة.

تتيح لك المرونة حلّ المشكلات أيضاً؛ فإذا لم يتمكَّن الطالب من الوصول إلى واجباته المدرسية في الصباح مثلاً، يمكنه ببساطة استبدالها بأيِّ شيءٍ آخر موجود في جدوله المسائي.

بمعنى: يمنحك التعلم من المنزل المرونة لتعيش حياة مختلفة.

تقول “أوسلي نيزمان” (Ausley Nasman): “لقد استفدنا أنا وإخوتي كثيراً من مرونة عروض التعلم المنزلي، وتمكَّنا من السفر على نطاقٍ واسع، ومن تصميم مناهجنا الدراسية بناءً على ما يثير اهتمام كلٍّ منَّا، والعمل في وقتٍ ووتيرةٍ مناسبة”.

قد لا يكون السفر ضمن مخططاتنا هذه الأيام؛ ولكن هناك طرائق أخرى للاستفادة من المرونة لتحصل على تجربةٍ تعلميّةٍ إيجابيةٍ وحياةٍ غنيةٍ في آنٍ معاً.

7. اربط خبرات التعلم بالحياة:

عادةً ما يكون للتعليم في الصفوف المدرسية قيود فيما يتعلق بكيفية ربط ما يتعلمه الطلاب بحياتهم، حيث قالت لي دافي (Leigh Duffy) عندما سألتها عن الشيء الذي تود تغييره في الفصل الدراسي الخريفي بالمقارنة مع الفصل الدراسي الربيعي: “قد أحاول إخراجهم من المنزل ليطبقوا كلَّ ما تعلموه في نشاطٍ عملي؛ وذلك لكي يشعروا أنَّ ما تعلموه له صلةٌ بحياتهم، ويأخذوا استراحةً من الجلوس أمام شاشةٍ لمدة ست ساعات”.

إنَّ هذا الكلام منطقي بالنسبة إلى أطفال يحبون الخروج إلى الهواء الطلق؛ لذا شجع الطلاب على التواصل مع اهتماماتهم وشغفهم وفضولهم.

قدمت “أوسلي نيزمان” (Ousley Naseman) نصائح عامة أكثر فيما يتعلق بهذه النقطة، حيث قد قالت: “أصغوا إلى أطفالكم، واسمحوا لهم بأن يقودوا تجربة التعلم، ولا تستعجلوا الأمور أو تحاولوا إنهاء جميع المهام في عجلة؛ ولكن من الهام أيضاً بصفتكم الوالدين، التدخل من حينٍ إلى آخر، والتأكد من أنَّ طفلكم مُلِمٌّ بالمبادىء الأساسية اللازمة في جميع المواد”.

8. تقبَّل فكرة أنَّه لن يكون كلُّ يومٍ مثالياً:

عندما ينتقل العمل أو التعليم إلى المنزل لأوّل مرة، يمكن أن يكون الناس أقلّ تسامحاً مع أنفسهم عندما يمرون بأيام عصيبة؛ غير أنَّه في الحقيقة، عندما كان الأطفال يذهبون إلى المدرسة، لم تكن أيامهم كلُّها مثالية، ولكنَّ الآباء لم يلاحظوا ذلك دائماً.

عندما يحدث ذلك، اعترف بأنَّ يومك كان سيئاً، وكن على استعدادٍ للمُضِيِّ قُدُمَاً، وخذ إجازات مرضية عند حاجتك إليها.

عندما كتبتُ: “حان الوقت لتفضيل الرعاية الذاتية على الإنتاجية” (It’s Time to Put Self-Care Before Productivity)، كنت أقصدُ البالغين؛ ولكن يمكن كذلك تطبيق هذه النصائح على الأطفال الذين يتعرضون إلى ضغطٍ إضافي بسبب الجائحة، مثلهم مثل البالغين تماماً.

9. حدد فترات استراحة:

كانت دافي تبدأ اليوم الدراسي بنزهةٍ صباحيةٍ خلال فصل الربيع، حيث كان ذلك مشابهاً للوقت الذي كان يقضيه أطفالها عادةً في المشي إلى المدرسة؛ ومن ثمَّ كانوا يبدأون التعلّم في تمام الساعة التاسعة، وبعدها يأخذون استراحةً عند الظهيرة.

تقول دافي: “كانوا يتطلعون إلى وقت الظهيرة ليتسنى لهم الخروج لمدة نصف ساعة، كما أنَّهم كانوا يتطلعون إلى الساعة الثانية ونصف؛ ذلك لأنَّهم يعلمون أنَّهم سينهون عملهم ويتوجهون إلى الخارج مرة أخرى”.

يمكن أن يساعد وجود فترات استراحة محددة الأطفال في إدارة وقتهم واهتماماتهم، ويمنحهم ذلك الوقت ليستعيدوا نشاطهم ويفكروا، والذي يعدُّ أمراً هاماً جداً؛ إذ يمكن أن تخفف فترات الاستراحة من التوتر وتزيد من الإنتاجية بالنسبة إلى الأطفال أيضاً.

10. ادرس من ساعتين إلى أربع ساعات، فهذا كافٍ:

تحثُّ المدربة التعليمية “آنا هومايون” (Ana Homayoun) خلال حلقةٍ من برنامج “لايف كيت” على الإذاعة الوطنية العامة (NPR Life Kit) الآباء والمعلمين الآخرين ممَّن يعملون من المنزل على “إعطاء ساعتين إلى أربع ساعات من الدروس المفيدة” يومياً؛ فبمجرد أن تحدد فترات الاستراحة والغداء وأوقات الراحة للتلاميذ الصغار، والمشتتات الأخرى كذلك؛ قد تجد أنَّ جدولة يومٍ يتألف من ست ساعات سيؤدي إلى ثلاث ساعات ونصف أو أربع ساعات من التعلم، والذي يعدُّ كافياً تماماً.

11. تذكَّر أنَّنا جميعاً نبذل قصارى جهدنا:

عندما انتقل تعليم طِفْلَي “لي دافي” (Leigh Duffy) من المدرسة إلى المنزل في بداية الأمر، وأدركَتْ أنَّهما يجدان صعوبةً في مهارات الحاسوب؛ أعادت النظر بشأن الوقت المخصص الذي يقضونه أمام الشاشات الإلكترونية.

تقول: “يملك كلاهما الآن بريداً إلكترونياً في المنزل، كما أنَّهما يلعبان لعبة ماين كرافت (Minecraft)، ولا يزال الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة محدوداً للغاية، ولكنَّه يكفي ليشعروا بالراحة عند العمل على الحاسوب”.

في الوقت الذي تتغير فيه التوقعات باستمرار، أصبح التنبؤ بشكل الحياة بعد شهرٍ أو عامٍ من الآن أصعب من أيِّ وقتٍ مضى؛ وعندما لا نتمكَّن من توقع ما قد يحدث، لا يمكننا التخطيط جيداً أيضاً. لذا، كونوا مستعدين للتكيف، وتذكروا دائماً أنَّنا جميعاً نبذل قصارى جهدنا.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!