ونتيجةً لهذا، أصدرت “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”، وهي المؤسسة الأميركية الرائدة التي تضع المبادئ التوجيهية للصحة والأمراض المعدية؛ توصيةً جديدةً للناس بارتداء أغطيةٍ للوجه -بما في ذلك أقنعة الوجه المصنوعة منزليَّاً- عندما يغامرون بالذهاب إلى أماكنَ يُشكِّل فيها التباعد الاجتماعي تحدياً كبيراً، أو في المناطق التي تعدُّ نقاطاً ساخنةً لنقل المرض، مثل: المدن التي فيها عددٌ كبيرٌ من الحالات الإيجابيَّة المؤكَّدة.
ونظراً لوجود أكثر من مليون ونصف إصابة مؤكَّدة بكوفيد-19 (COVID-19)، والتي أُبلِغ عنها في جميع أنحاء العالم؛ يعدُّ التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين جيداً، من أكثر الإجراءات الوقائية فعالية، وهو أمرٌ ضروريٌّ حتَّى إذا كنت ترتدي قناعاً قماشيَّاً.
إليك نصائح ذكيَّةً وهامَّةً يجب اتباعها عندما تُضطر إلى مغادرة المنزل للقيام بالمهام الأساسية. وإليك الطريقة المتَّبعة حاليَّاً -في ظلِّ وجود فيروس كورونا- فيما يتعلَّق بتوصيل الطعام والبريد، كإرسال الطرود عن طريق موقع أمازون (Amazon) مثلاً.
1. ارتداء أقنعة الوجه:
مؤخَّراً، عكست “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” (CDC) موقفها حول من يمكنه ألَّا يرتدي أقنعة الوجه في الأماكن العامة. قبل هذا الإعلان الأخير، أكَّدت مراكز السيطرة على الأمراض، وخبراء الصحة الآخرون: أن لا حاجة إلى ارتداء غطاء وجهٍ من قبل عامَّة الناس في الأماكن العامَّة.
ومع ذلك، فإنَّ الانتشار السريع لكوفيد-COVID-19) 19) -المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد- تسبَّب في تغيير منهجيَّة السلطات بشأن الأمراض المعدية. توصي المراكز العلمية الآن الأشخاص الذين يقيمون في مناطق ذات معدَّلاتِ عدوى عالية، وأولئك الذين يذهبون إلى أماكن لا يمكنهم فيها الحفاظ على التباعد الاجتماعي (على سبيل المثال: مسافة 6 أقدامٍ (أو 183سم) بينك وبين شخصٍ آخر، باستثناء أفراد الأسرة الواحدة)؛ بتغطية أنوفهم وأفواههم بقطعة قماشٍ، أو أيِّ نوعٍ آخر من القماش الذي يمكن التنفس من خلاله، بما في ذلك أقنعة الوجه منزلية الصنع.
تتبنَّى “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” هذا الإجراء الصحي الطوعي، وتوصي به. على الرغم من أنَّه ليس قانوناً، إلَّا أنَّ هنالك حراكاً جماهيرياً قوياً قام بتعميم أنماط أقنعة الوجه محلية الصنع لمدة أسابيع؛ بغرض الاستخدام الشخصي، أو التبرع للمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية الأخرى.
بالتأكيد، لا شيء خاطئٌ في ارتداء قناع وجهٍ محليِّ الصنع، طالما أنَّك تغسل يديك أيضاً، وتتقيَّد بالتباعد الاجتماعي – خاصةً بالنسبة إلى المجموعات المعرَّضة إلى الخطر، مثل: كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في جهاز المناعة. فقط كُن على علمٍ بأنَّ أقنعة الوجه محليَّة الصنع قد تكون أفضل في حجب الجسيمات الكبيرة، مثل: العطاس، والسعال؛ بدلاً من الجسيمات الصغيرة التي لا تحجبها سوى أقنعة تنفسٍ خاصّة مثل: أقنعة N95 (المخصَّصة للعاملين في الرعاية الصحية).
خلاصة الكلام: إذا كنت تشعر بأنَّ صحتك جيدة وليس لديك أعراضٌ مرضيَّة، فإنَّ “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” تنصح بارتداء قناع الوجه محليِّ الصنع في الأماكن العامَّة والمزدحمة. الأهمُّ من ذلك، ابقَ على مسافةٍ من الناس، واغسل يديك.
2. كفاك استخداماً لأطراف أصابعك؛ استخدم ركبتيك، وقدميك، ومرفقيك، ومفاصلك، بدلاً من ذلك:
إذا كنت لا تزال تضغط على الأزرار بأطراف أصابعك، فتوقَّف عن ذلك. وفي أيِّ وقتٍ يتعيَّن عليك فيه فتح أحد الأبواب، أو الضغط على أحد الأزرار، أو سحب مقبضٍ، أو التوقيع رقميَّاً على شيءٍ ما؛ استخدم جزءاً مختلفاً من الجسم بدلاً من أطراف أصابعك.
على سبيل المثال: عندما تضغط على شاشةٍ رقميَّةٍ فمن الممكن استخدام مفاصل الأصابع بدلاً من أطرافها، كما يمكنك دفع الأبواب بكتفك أو وركك أو قدمك بدلاً من يدك.
يمكنك -مثلاً- الضغط على مفتاحٍ تشغيل الضوء أو صنبور بالوعة المرحاض بمرفقك أو معصمك، ويمكنك لفُّ كُمِّ السترة أو القميص حول مقبض أيٍّ من الأبواب التي عليك فتحها فعليَّاً. من السهل رمي ملابسك في الغسيل لاحقاً، بدلاً من كشف بشرتك وتلويثها الآن، خاصةً إذا كانت فرص استخدام يديك للمس المواد الغذائية كبيرة (على سبيل المثال: عندما تخرج لتناول الطعام وتفتح باب المطعم).
3. التركيز على التباعد الاجتماعي:
يمكن أن يعني التباعد الاجتماعي أيَّ شيء، مثل: البقاء في المنزل، والامتناع عن رؤية الأصدقاء والعائلة في الخارج، والحفاظ على الحدود بينك وبين الآخرين عند الخروج.
قم بالإبقاء على مسافة 6 أقدامٍ (حوالي 183سم) بينك وبين الناس -من غير أسرتك- في أثناء الانتظار في الطابور في متجر البقالة، كما يمكنك الذهاب في نزهاتٍ وتناول بعض الطعام في أثناء ذلك.
تقوم بعض الدول بفرض التباعد الاجتماعي في متاجر البقالة، وبعض الشركات تفعل ذلك بنفسها. ولكن إذا كنت بحاجةٍ إلى الحفاظ على مسافةٍ أكبر بينك وبين شخصٍ آخر في أثناء المشي أو في المتجر، فخذ خطوةً إلى الوراء وانتظر، أو اطلب من الشخص بأدبٍ أن يمنحك مسافةً أكبر، يمكنك أن تقول مثلاً: “عفواً، أنا أحاول أن أبقى على مسافةٍ بعيدةٍ عن الجميع”.
4. ابحث عن الخيارات الأوتوماتيكية:
تحتوي معظم المباني الحديثة على أزرارٍ تتيح إمكانيَّة فتح الأبواب للأشخاص الذين يعانون من مشاكل حركية. يمكنك بسهولةٍ لمس هذه الأزرار بساعدك، أو باستخدام الورك، أو القدم (بعضها منخفضٌ إلى حدٍّ ما)؛ وانتظر بضع ثوانٍ حتَّى تُفتَح الأبواب.
5. انتبه أين تضع هاتفك:
على الرغم من أنَّنا نبالغ في استخدام مناديل التعقيم على الهواتف، فإنَّ الفكرة الذكية الأخرى هي تجنُّب وضع جهازك على الأسطح بشكلٍ عشوائي من البداية. هل تحتاج حقاً إلى وضع هاتفك على سطحٍ ما؟ ألا يمكنك إبقاؤه في جيب معطفٍ أو محفظة؟
كلَّما قلَّ تعرُّض هاتفك إلى الأسطح المشتركة، قلَّ ما تقلق بشأنه في المقام الأول. إذا وضعت هاتفك على سطحٍ ما، فضع منديلاً أولاً، ثمَّ ضع هاتفك فوقه؛ سيوفِّر عليك هذا الإجراء تعقيم جهازك كثيراً.
6. ضع أكياسك جانباً:
تمنع سياسة المتاجر -بشكلٍ متزايدٍ- إحضار أكياسٍ خارجيةٍ إلى متاجر البقالة، أو على الأقل استخدامها في منطقة التعبئة. وإذا كنت تريد تقليل تأثيرك على البيئة، فأعِد استخدام أكياس المتجر في المنزل.
تستمرُّ المتاجر في توفير السلال والعربات، ويُقدِّم بعضها فقط مناديل صحية. قامت بعض المتاجر الأخرى بتعيين طاقم عملٍ لمسح العربات والسلال باستخدام المطهرات قبل التسوُّق.
7. لا تتعامل مع المنتجات بيديك العاريتين:
في الوقت الذي تنتشر فيه أقنعة الوجه بشكلٍ متزايدٍ في المتاجر لتحقيق أكبر حمايةٍ ممكنةٍ من الفيروس، سيجعل تصرفٌ بسيط -كبعثرة الخضروات لاختيار أفضلها- الزبائن الآخرين يستشيطون غضباً، إليك نصيحةً صغيرة: لا تُثِر غضبهم.
عند فرز الطعام، استخدم قفازاً، أو ضع يدك داخل حقيبةٍ ما -كتلك التي يزوِّدك بها المتجر- واستخدم الوجه الخارجي منها كقفازاتٍ لالتقاط الثوم والموز وتفحُّصِهما، كيلا تلمس كلَّ شيءٍ بيديك العاريتين. ذلك سيجعل الآخرين يشعرون بمزيدٍ من الراحة، ومن المرجَّح أن يُلهمهم ذلك لكي يحذوا حذوك.
8. أيَّاً كان ما تفعله، اللمس ممنوع:
إذا قابلت أيَّ شخصٍ لا يعيش في منزلك، فلا تلمسه. معظمنا يلاحظ تكرار هذه المقولة في الوقت الحالي، فإذا كنت ترى صديقاً أو فرداً من العائلة، فعليك أن تقاوم الرغبة بالمعانقة أو المصافحة أو الاقتراب أكثر من مسافة التباعد الاجتماعي (6 أقدام أو 183سم). يمكنك أن ترسل إليهم قبلاتك في الهواء (لكن من دون زفيرٍ فعليٍّ)، او يمكنك بكل بساطة التلويح لهم من بعيد.
9. اغسل يديك جيداً في كلِّ مرةٍ تصل فيها إلى المنزل:
إلى جانب التباعد الاجتماعي، يُعدُّ غسل يديك جيداً أحد أفضل دفاعاتك ضد الإصابة بفيروس كورونا. افرك يديك فركاً شاملاً في كلِّ مرةٍ تعود فيها إلى المنزل. 20 ثانية هي المدة الموصى بها حالياً، والتي قد تبدو فترةً طويلة جداً، ولكن إذا غسلت ببطء، فسيكون من السهل القيام بذلك.
احسب خمس ثوانٍ طويلةً لغسل كلِّ يد، ثم اغسل بين الأصابع وحتَّى المعصمين، ثم احسب خمس ثوانٍ أخرى لغسل كلِّ يدٍ تماماً لإزالة الصابون (وأيِّ جراثيم ميتة). اغسل حامل الصابون ومقابض الصنابير أيضاً.
يساعد هذا على الشعور بالأمان الكافي للقيام بتنظيف المناطق الأخرى، كتنظيف الأنف وإزالة الأشياء المزعجة من الأسنان.
10. لا تهمل سيارتك أو منزلك:
بعد انتهائك من القيام بمهامك، لا يضرُّ مسح سيارتك أو الأسطح في منزلك، خاصةً إذا كنت تشاركها مع الآخرين. يعدُّ التواصل البدني من شخصٍ إلى آخر الناقل الأكثر شيوعاً؛ لكن تنتشر الفيروسات والبكتيريا من خلال الأشياء والأشكال الأخرى من التواصل البدني غير المباشر.
11. احمل المناديل الإضافيَّة، ومناديل التعقيم، ومناديل الوجه:
إنَّ تعبئة أنسجةٍ إضافيَّةٍ، ومناديل معقمةٍ، ومناديل مبللةٍ، ومنتجاتٍ ورقيةٍ أخرى في الحقيبة عادةُ الكثيرين من الناس، لكن الآن يجب أن نولي اهتماماً إضافيَّاً لكميَّة المناديل الورقيَّة المتوفرة لدينا.
عادةً، يمكن استخدام منديلٍ احتياطيٍّ لمسح يديك بعد وجبةٍ خفيفة. أمَّا اليوم، فيجب أن تكون هذه المنتجات في متناول اليد بشكلٍ دائمٍ لإزالة الجراثيم، أو لتعملَ كحاجزٍ بينك وبين سطحٍ ما. على سبيل المثال: افتح مقبض الباب باستخدام منديل، إن رأيت شخصاً يسعل في يديه قبل أن يدير المقبض.
12. توقف عن إمساك النقود:
رغم الاعتقاد السائد بأنَّ أعلى خطرٍ للإصابة بفيروس كورونا يأتي من انتقاله من شخصٍ إلى آخر، إلَّا أنَّنا نعلم أنَّ الأسطح المشتركة يمكن أن تحتوي على الفيروس أيضاً. يمكنك أن تبقى آمناً عن طريق تقليل استخدامك الأموالَ النقدية في الوقت الحالي، والاعتماد بشكلٍ أكبر على طرائق الدفع التي لا تحتاج إلى تلامس.
يقبل عددٌ كبيرٌ من المتاجر بطاقات دفع غوغل (Google Pay)، وآبل (Apple Pay)، وسامسونج (Samsung Pay). وتذكَّر أنَّه إذا كان التوقيع الرقمي مطلوباً، فيمكنك استخدام مفصل إصبعك بدلاً من السبَّابة نفسها. وللقيام بتوقيعٍ ماديٍّ (توقيعٍ حيّ)، قم باستخدام قلمك الخاص.
13. ترك العناصر المشكوك فيها لفترةٍ طويلةٍ خارجاً:
توصَّلت الدراسات إلى أنَّ فيروس كورونا يمكن أن يتشبَّث بالسطوح، مثل: الملابس والطاولات؛ لمدةٍ تصل إلى تسعة أيامٍ في درجة حرارة الغرفة. ومع ذلك، فقد وجدت “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” أنَّ الحمض النووي للفيروس قد ظلَّ في كبائن السفينة البريطانية “سفينة أميرة الألماس” (Diamond Princess Cruise) حتى 17 يوماً بعد مغادرة الركاب لها.
نحن نعلم أنَّ التنظيف الشامل بالصابون والماء سيقتل بنية الفيروس، ولكن إذا لم تكن متأكِّداً من كيفية تطهير عنصرٍ ما، مثل زوجٍ من الأحذية، فضعه جانباً لثلاثة أو أربعة أسابيع كخيارٍ إضافي.
المصدر