14 طريقة لتخلّص دماغك من الفوضى التي تعشش فيه

لا تتوقفُ الفوضى عند الأغراض الماديَّة التي تتواجد في محيطنا، بل تتعداها لتشملَ الأفكار السَّلبية التي تسكن وتعشش في عقولنا مثل: الاستياء والشُّعور بالأذى والغضب والحزن، وطموحاتنا وأهدافنا ومهامنا غير المنجزة. وغيرها من أمورٍ تُشتت تفكيرنا وتصبغُ عقولنا بتشويش لا داعيَ له في أغلب الأحيان.

Share your love

حين يُصبح عقلك في حالةٍ من الفوضى، فإنَّه يهدر وقتك وطاقتك (وطاقته أيضاً)، ويخلق حالةً منَ التَّشتت والإلهاء العقلي وسوء التَّنظيم. والذي سيمنعك من تحديد أولويات واضحة، ومن اتّخاذ قرارات صائبة ومن التَّركيز على الإنتاجية. حينها تكون أشبه بإنسانٍ مُغيِّبٍ عن واقعه، فاقدٍ للتواصل مع نفسه وبيئته وعلاقاته ولحظته الرَّاهنة.

كيلا تقع ضحية لذلك المأزق -أو لكي تُخرجَ نفسك منه على أقلِّ تقدير- إليك 14 طريقة تطرُد فيها من عقلك حالة الفوضى التي تسكن فيه:

1. نم عدد ساعاتٍ كافية:

للنَّوم فوائد عدَّة، ومنها تحسين حالتك الذهنية. فإن كنت لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، سيتعدى أثر ذلك إلى ما هو أكثر من مجرد الشُّعور بالنُّعاس، ليشمل أيضاً ما يسمَّى بضبابيَّة الدِّماغ (عدم القدرة على التَّفكير بوضوح، مصحوبةً مع صعوبةٍ في تَذَكُّرِ أيِّ شيء). كما توصلت الدراسات العلمية إلى أنَّ الحرمان من النَّوم يُعيق عمليةَ التَّواصل بين خلايا الدماغ، مما يتسبب بحالة عجزٍ ذهنيٍّ مؤقتة.

إذا كنت ترغب في وقف تدهور صحتك العقلية وتكوين عادات صحية، فابدأ بذلك من خلال الحصول على قسط وافرٍ من النَّوم المريح.

2. مارس التَّأمل:

لن تتمكّن مطلقاً من تخليص عقلك من الفوضى إن لم تخصص وقتاً كافياً من أجل التأمل والتفكير فيما يبقيك عالقاً في مثل هذه الحالة من فوضى العقل. فمن خلال الالتزام بممارسة التَّأمل، تُوصِلُ عقلك إلى مكان يكون فيه الوضوح أمراً يتم بتلقائية من دون أن تبذل في سبيلِ تحقيق ذلك أيَّ مجهود يُذكر.

حين تمارس التَّأمل، تساعد في تقليل الالتباس في ذهنك من خلال توضيح ماهيَّة أولوياتك، وتصبح أكثر مقدرةً على تركيز انتباهك والحدِّ من المُلهيات التي تَحُول بينك وبين تحقيق هذه الأولويات.

3. حوِّل أفكارك إلى جُمل مكتوبة:

يتَّفق الكثيرون على أنَّ أحد أفضل الطرق لمنع تدهور عقلك هي أن تجمع كُلَّ تلك الأفكار والمهام التي تهيم في عقلك، وتقوم بتدوينها على الورق. فبمجرد تدوين تلك الأفكار تكون قد أخرجتهم فعلياً من رأسك؛ لأنَّ قيامك بهذا يخفف عنك عبء تذكر تلك الأفكار والمهام، مما يؤدي إلى منع تدهور حالتك العقلية.

إذا كنت من المبدعين الذين يولدون أفكاراً جديدة باستمرار، يُفضل أن تبحث عن طريقة لتخزين هذه الأفكار بدلاً من الاحتفاظ بها في رأسك. فذلك سيجعلها تتحول سريعاً إلى أفكارٍ مشتتة لا يمكن تنظيمها.

لذا جرِّب حَملَ دفتر ملاحظات صغير، بحيث تتمكن من تدوين مشاعرك وأفكارك الجديدة. أو دوِّن تلك الأفكار والمشاعر في إحدى خدمات التَّخزين السَّحابي، لا فرق في ذلك؛ فالمهم هنا هو اختيار مكان واحد يُمكِّنُك من الوصول إليهم في أيِّ وقتٍ كان.

4. حدّد أولوياتك وأوفِ بها:

لعلَّك تملك قائمة مهام طويلة لا تعلم لها بدايةً ولا نهاية، وتشعر بالإرهاق لمجرد التَّفكير في المكان الذي يجب أن تبدأ منه بإنجاز تلك المهام. بعد أن تُفَرِّغ تلك المهام عن طريق تدوينها (كما ذكرنا في الفقرة السابقة)، ابدأ بتصنيفها تبعاً لأهميتها.

وإن بدا لك كل ما تدونه أمراً هاماً، قم حينئذٍ بتحديد أكثره إلحاحاً؛ مثل مشروع له مواعيد نهائية صارمة، أو فاتورة تستوجب الدَّفع الفوري، وما إلى ذلك. ومن ثم ابدأ في معرفة قيمة جميع العناصر المهمة الأخرى. سوف يساعدك تحديد الأولويات على أن تكون واضحاً ومنظَّماً. آخر خطوة هي البدء في تنفيذ هذه المهام، وشطبها من قائمة مهامك.

5. ابتعد عن تعدّد المهام (Multitasking):

لا يُعدُّ تعدد المهام من طبيعة البشر، وهو أمر قد يبدو فعالاً إذا ما نظرنا إليه نظرةً سطحية، بيد أنَّ الدراسات قد أظهرت أنَّ تعدد المهام يقلل فعلياً من الإنتاجية، ويتسبب بحِمْلٍ عقليٍّ زائد.

لذلك تَدَرَّج في قائمة أولوياتك، وركِّز على مهمة واحدة في كل مرة، من أجل تجنب الضَّغط على عقلك. كما يمكنك ضبط مؤقتٍ للوقت الذي ترغب في إنفاقه على أيَّة مهمة معينة، وبذلك تضمن إدارة وقتك بشكل جيد.

6. تعلَّم أن تكون حازماً:

إنَّ حياة الشَّخص عبارةٌ عن سلسلة مكونة من خياراته الخاصة. وفي حين تكون بعض القرارات بسيطة، يكون البعض منها قراراتٍ صعبة يمكن أن تُثير حالةً متأججةً من العواطف، مما قد يدفعك إلى تجنُّبِ عملية اتخاذ القرار كُليَّاً؛ فيما يعرف بالمماطلة أو التَّسويف.

المماطلة هي واحدة من أعظم مسببات الفوضى الذهنية، لأنَّها تتسبَّبُ في ملء عقلك بكمٍّ هائلٍ من القرارات المؤجلة التي تستوجب البتَّ فيها. بيد أنَّنا قد لا نكون مذنبين في ذلك أحياناً، فنحن نتعرَّض باستمرار إلى وابلٍ من الخيارات والقرارات التي يتوجب علينا اتخاذها؛ بحيث يمكن أن تتحول عملية اتخاذ القرار بسرعةٍ إلى ما يسمى بالشَّلل التَّحليلي.

7. تغلّب على أفكارك السَّلبية:

قد تُضعِفُ السَّلبية عقلك وتحتلُّ مساحةً كبيرةً منه، إذ يُعدُّ الشُّعور بالحزن وخيبة الأمل أمراً صِحِّياً، لكنَّ التَّفكير السَّام يزيد الأمر سوءاً، ويشوِّه نظرتك إلى الواقع.

أول ما يجب عليك القيام به هو أن تنتبه إلى الطريقة التي تتحدث فيها إلى نفسك. لذا احذر دوماً من الأفكار التي تشكك بقدراتك. فإذا لاحظت أنَّ الأفكار التي قمت بتدوينها -الفقرة الثالثة- عبارةٌ عن أفكارٍ سامَّة، فذلك مؤشرٌ واضح إلى أنَّه بات يتوجب عليك أن تُغيِّرَ عقليتك.

ومن أجل القيام بهذا، يتوجب عليك أن تتحدى أفكارك وتدقق فيها؛ كأن تسأل نفسك مثلاً: “هل ما أفكر به الآن يعكس صورةً دقيقة أم مشوَّهة تجاه الأمور التي تَحدُث في الواقع؟”

وفي كل مرة تثبت فيها لنفسك أنَّ أفكارك السَّلبية عن النَّفس عبارةٌ عن أفكارٍ مغلوطة، سيبدأ عقلك تلقائياً في استبدال أفكارك السَّلبية بأخرى إيجابية. وحين يحدث ذلك، سيتحوَّلُ عقلك من الشُّعور بثِقَلِ وفوضى القيود التي قيَّدته بها الأفكار السَّلبية، إلى الخفَّةِ والسِّعَةِ التي تجلبها الأفكار الإيجابية.

8. خصّص وقتاً من أجل التَّفكير في الأمور التي تُقلقك:

إنَّ الشُّعورَ بالقلقِ هو فطرةٌ إنسانية، فجميعنا نشعرُ بالقلق من وقتٍ إلى آخر. فحين تعترضنا مشكلةٌ ما، نسمح لمخاوفنا باستهلاك عقولنا إلى الحدِّ الذي تتداخل فيه تلك المخاوف مع حياتنا وتؤثر فيها سلباً.

ولن يساعدنا إعادة صياغة نفس الأفكار مراراً وتكراراً؛ كأن نُخضع قراراتنا لعملية تدقيقٍ ونقد، لنخرج بعدئذٍ بقائمة لا قرار لها من المواقف الافتراضية. ولكي تتجنب ذلك، خصص وقتاً -15 دقيقة في اليوم الواحد- تفكر فيه مليَّاً بالأمور التي تثير مخاوفك.

خلال ذلك الوقت، أَخرِج كُلَّ ما في جعبتك من دون تردد. وحين تشعر بالقلق خلال اليوم، ذكِّر نفسك بأنَّك قد حددت وقتاً مخصصاً لذلك، ثم اترك تلك المخاوف تختفي. فمن خلال حصر مخاوفك ضمن وقتٍ محدد، تمنعهم من السَّيطرة على عقلك وحياتك.

9. تقاسم أفكارك مع شخصٍ تثق به:

إن كنت تعاني من عبءٍ عقليٍّ كبير، فحاول تقاسم هذا العبء مع أحد أفراد أسرتك. سواءً أكانَ ذلك الشَّخص زوجتك أم صديقك أم أحد أفراد أسرتك، فإنَّ مشاركة ما يدور في خُلدِكَ مع أحدهم يمكن أن يعودَ عليك بفوائد جمَّة. إذ قد يساعدك التَّعبير عن أفكارك ومشاعرك على اكتساب الوضوح وصفاء الذهن، وكسر عجلة إعادة التَّفكير في نفس الأمور، وتخفيف عبء إبقاء جميع الأفكار في رأسك.

10. تخلَّص من الفوضى التي تحيط بك:

وفقاً لمقالةٍ نُشرت في إحدى الدوريات العلمية، إذا كانت البيئة التي تحيط بك -سواءً أكانت منزلك أم مكتبك- في حالةٍ من الفوضى، فإنَّ هذه الفوضى سوف تسترعي اهتمامك باستمرار، وتحدُّ من قدرتك على التَّركيز ومعالجة المعلومات. وفيما لو كنت تدرك ذلك أم لا، فإنَّ هذه الفوضى تشغل حيِّزاً من عقلك وتُعيقُ قدرتك على التَّفكير والتَّصرف بوضوح.

فإذا كنت ترغب في تحسين حالتك العقلية، فأنت بحاجة إلى تنظيم هذه الفوضى المادية والتَّخلص منها.

11. أمضِ بعض الوقت في أحضان الطَّبيعة:

أظهرت الدِّراساتُ أنَّ الخروج إلى الهواء الطَّلق يُعزِّز الصِّحة العقلية، بما في ذلك تقليل القلق والاكتئاب. حيث تساعد الطَّبيعة على استعادة وإنعاش وتنشيط طاقتك العقلية بطرائقَ شتَّى. لذا في المرة القادمة التي تَشعُر فيها بتثاقلٍ في عقلك، اخرُج في نزهةٍ تُرَوِّحُ فيها عن نفسك، وتصفي فيها ذهنك.

12. قلِّل من وقت تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي:

يتعرض عقلك يومياً إلى وابلٍ من المعلومات الحسِّية. والبقاء نشطاً باستمرارٍ على وسائل التَّواصل الاجتماعي يزيد من حالة الفوضى في دماغك ويؤثِّرُ على صحتك العقلية، ويعرضك لمشاكل نفسيةٍ مثل الشُّعور بالاكتئاب والوحدة. لذا انتبه إلى الوقت الذي تقضيه على مواقع التَّواصل الاجتماعي، وإذا ما لاحظت أنَّك قد صرت مشوشاً بسبب ذلك الأمر، فقد حان الوقت للتوقف عنه.

13. مارس التَّمارين الرياضية:

نعلم جميعاً مدى فائدة التَّمارين الرياضية للصِّحة، بما في ذلك صحة الجسم والعقل. فبالإضافة إلى تقليل القلق والاكتئاب، يمكن أن تساعدك الممارسة المنتظمة للتَّمارين الرِّياضية، على التَّركيز والبقاء متَّقدَ الذِّهن أثناء إنجازك لمهامك.

14. خُذ قسطاً من الراحة:

يحتاج الجميع إلى بعض الوقت من أجل الاسترخاء. لا يجب أن يكون ذلك الوقت بالضرورة على شكلٍ إجازة مدتها أسبوع كامل -على الرَّغم من أنَّ هذا مفيد للغاية- إذ يكون أحياناً صرف 15 دقيقة على القيام بأمرٍ يجعلك سعيداً، أمراً كافياً لاستعادة نشاطك وحيويتك.

أخيراً وليس آخراً، دع هذه النَّصائح تساعدك على تصفية ذهنك. وتذكَّر أنَّ الهدف هنا ليس “تفريغ” عقلك بشكلٍ كامل، وإنَّما مساعدتك على تحسين حياتك وبناء عادات عقلية جديدة من شأنها أن تزيد من إنتاجيتك ووعيك ورفاهيتك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!