14 طريقة مُجرَّبة لتحسين مهارات التواصل

يُتقِن القادة الناجحون إجراء عمليات تواصل مجدية مع الآخرين، فقد أثار "ستيف جوبز" الإلهام في نفوس موظفيه وحثَّهم على السعي إلى إنتاج برامج كمبيوتر رائعة، واشتُهِر عن "جيف بيزوس" أنَّه بيَّن بوضوحٍ للموظفين وللعالم القيم الأساسية التي تتحلى بها "أمازون" وجميع هؤلاء القادة يمتلكون مهاراتٍ مميزة في القيادة.

Share your love

إليك 14 طريقة تستطيع من خلالها تعزيز مهارات التواصل لتصبح قائداً أكثر فعالية:

1- تعلُّم أساسيات التواصل غير اللفظي:

وجدت إحدى الدراسات أنَّ نسبة مساهمة التواصل غير اللفظي في قبول الجمهور لمقدمي البرامج تبلغ 55% وهذا يعني أنَّ معظم الرسائل التي يتلقاها الناس منك لا تصلهم عبر الكلمات بل عبر حركات الجسد.

من أجل التواصل بشكل واضحٍ يعكس الصدق دع جسدك يتخذ وضعيةً مناسبة فتجنَّب أن تحني ظهرك، أو أن تقف مكتوف اليدين، أو أن تبدو بحجمٍ أصغر من حجمك وعوضاً عن ذلك املأ الحيز الممنوح لك، وحافظ على التواصل البصري مع الأشخاص الذين تحدِّثهم، وتجول في المكان (إذا كان ذلك ممكناً).

2- بذل أقصى الجهود في عملية التواصل:

في عام 1990 استطاع أحد خريجي جامعة ستانفورد إثبات أنَّ الناس يبالغون في تقدير حجم ما يفهمه المشاهدون في أثناء الاستماع إليهم، حيث طُلِب في إحدى الدراسات التي أصبحت مشهورةً باسم دراسة “الناقرين والمنصتين” (the tappers and the listeners) من مجموعةٍ من المشاركين أن يحاكوا من خلال النقر بأصابعهم نغمات 120 أغنية مشهورة وطُلِب من مجموعةٍ أخرى أن يخمنوا اسم الأغنية.

اعتقَد أفراد المجموعة الذين طُلِب منهم أن يقلدوا نغمات الأغاني من خلال النقر بأصابعهم أنَّ أفراد المجموعة الأخرى سيتعرفون إلى 50% من الأغاني لكنَّ نسبة الأغاني التي جرى التعرف إليها لم تبلغ إلَّا 2.5%. تبيِّن هذه الدراسة مدى أهمية التواصل الواضح وبذل جهدٍ مضاعف في عملية التواصل عند طرح أفكار جديدة، إذ من المرجح، حسبما تشير هذه الدراسة، أن يخفق الجمهور في فهم الكثير من الأمور التي كنت تتوقع أنهم سيفهمونها.

3- تجنُّب الاعتماد على وسائل المساعدة البصرية:

وضع “ستيف جوبز” قانوناً في “آبل” يحظر استخدام جميع عروض (PowerPoint) وكذلك حظرت “شيريل ساندبيرغ” استخدام الـ (PowerPoint) في فيسبوك أيضاً إذ أدرك كِلا القائدين أنَّ عروض الـ (PowerPoint) تعيق عمليات التواصل ولا تساعدها.

كن مستعداً لاستخدام الكلمات، والقصص المؤثرة، وطرائق التواصل الخالية من الكلمات لإيصال أفكارك إلى الجمهور، وتجنَّب استخدام وسائل المساعدة البصرية إلَّا إذا كان ذلك ضرورياً تماماً.

شاهد: 6 دروس ينبغي تعلّمها في الريادة من ستيف جوبز

[wpcc-iframe src=”https://www.youtube.com/embed/CVNm1yb-CT8″ width=”560″ height=”315″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”allowfullscreen”]

4- طلب الحصول على تغذية راجعة صادقة:

يُعَدُّ تلقي تغذيةٍ راجعةٍ صادقة من الأقران، والمديرين، وأعضاء الفريق ضرورياً كمعظم مهارات القيادة من أجل أن تصبح شخصاً صاحب قدرةٍ أفضل على التواصل. فإذا واظبت على طلب التغذية الراجعة سيساعدك الآخرون في اكتشاف الجوانب التي تحتاج إلى تحسين والتي كنت ستغفل عنها ربما لولا هذه التغذية الراجعة.

5- إشراك الجمهور في الحوار:

مهما كان كلام المتحدث مثيراً للانتباه تبقى قدرة جميع الجماهير على تركيز الانتباه محدودة، ومن أجل ممارسة التواصل بشكلٍ أكثر كفاءة دع عمليات التقديم والنقاشات تكون مبنيةً على التفاعل.

اطرح أسئلةً على الجمهور، أو شجع الناس على التعبير عن أفكارهم في أثناء جلسات العصف الذهني، أو اطرح أسئلةً نظريةً على الأقل لتثير انتباه الجمهور.

6- البدء بالنقاط الرئيسة والانتهاء بها:

أتَذْكُر دراسة “الناقرين والمنصتين” التي ذكرناها في الأعلى؟ يُعَدُّ الوضوح في التواصل أمراً ذا أهميةٍ كبيرة، وللتأكُّد من أنَّ الجمهور يفهم خلاصة كلامك كرر النقاط الرئيسة في البداية والنهاية. يمكن القيام بذلك أيضاً من خلال تزويد الحضور بأوراقٍ تتضمن النقاط الرئيسة التي يجب على الجمهور فهمها خلال العرض.

7- استخدم نهج (PIP):

يُعَدُّ نهج (PIP) (وهي اختصار الأحرف الأُوَل من كلمات (purpose) “الغاية”، و(importance)”الأهمية”، و(preview) “المعنى العام”) من الطرائق المشهورة التي يستخدمها خبراء العمل. عند اتباع هذا النهج يذكُر المتحدث أولاً “الغاية” من العرض الذي سيلقيه، ثمَّ يبيِّن سبب “أهميته” من خلال استعراض مضمونه والنتائج المتوقع جنيها من خلاله. وأخيراً يعطي الشخص المسؤول عن تقديم العرض لمحةً عامة عن المواضيع التي ستناقَش فيه.

يُعَدُّ إطار العمل هذا طريقةً رائعة لإثارة اهتمام الجماهير بالعرض ومساعدتهم في تركيز الانتباه على الرسالة والنقاط الرئيسة التي ستُطرَح فيه.

8- تسجيل العروض المهمة من أجل العودة إليها في المستقبل:

قد يحتاج التواصل الفعال إلى وقتٍ وجهدٍ كبيرين، وفي حال كنت ستقدم العرض نفسه مراتٍ متعددة جرب أن تسجله وتعرضه في المستقبل.

تتيح منصاتٌ كـ (Wistia) و(Zoom) لممارسي مهنة الحديث أمام الجمهور تسجيل حديثهم في أثناء إلقاء الخطابات، وتسمح لهم بتحرير الفيديوهات لجعلها أكثر إثارةً وفائدة، وتوفر للمشرفين أيضاً مقاييس للتعرف إلى مدى تفاعل المشاهدين مع الفيديوهات.

يمكن أن تكون العروض المسجلة مفيدةً بشكلٍ خاص للأشخاص الذين يحتاجون إلى تقديم تدريبات بشكلٍ منتظم في شركاتٍ تعيِّن موظفيها بسرعة.

9- إتقان فن تحديد الوقت المناسب:

على الرغم من أنَّ النكات التي يلقونها قد لا تكون مناسبةً لمكان العمل إلَّا أنَّ الممثلين الكوميديين هم بلا شكٍّ أشخاصٌ يمارسون التواصل بشكلٍ فعال، فممثلون كوميديون مثل “كريس روك” و”ديف شابيل” قادرون على تقديم عروضٍ كوميديةٍ مثيرة قد تصل مدة أحدها إلى 90 دقيقة، والسبب في ذلك يعود جزئياً إلى أنَّهم أتقنوا فن اختيار الوقت المناسب.

حيث يُعَدُّ الممثلون الكوميديون العظيمون، كجميع الأشخاص البارعين في التواصل قادرين، على الإحساس بمشاعر الجمهور وتحديد الوقت المناسب للانتقال إلى موضوعٍ جديد أو تكرار الفكرة نفسها.

10- التعامل بأريحية مع الارتجال:

حينما يدافع المحامون عن قضيةٍ ما أمام المحكمة فإنَّهم عادةً يرتجلون كلامهم ارتجالاً فيدوِّن المحامون سلسلةً من المواضيع التي ينوون مناقشتها لكنَّهم لا يحفظون ما سيقولونه كلمةً كلمة. تتيح هذه الطريقة للمحامين الذين سيدافعون عن القضية التطرق إلى جميع النقاط الضرورية لكنَّها تمنحهم في الوقت نفسه مرونةً في التواصل اعتماداً على ردة فعل الجمهور أو أسئلته.

يجب على الأشخاص الذين يمارسون التواصل في أثناء العمل أن يجربوا اتباع أسلوبٍ ارتجالي في الحديث، وعلى الرغم من أنَّ ذلك يحتاج إلى التمرن إلَّا أنَّه سيتيح لهم إضفاء لمسةٍ طبيعيةٍ أكثر على التواصل ويمكن أن يساعدهم في إثارة اهتمام الجمهور.

11- التعرّف إلى الجمهور:

من أجل التواصل بشكلٍ فعال من المهم أن تتعرف إلى الجمهور أولاً إذ يُعَدُّ كل جمهور مختلفاً عن الآخر من حيث الأمور التي يفضلها والعادات الثقافية التي يجب أن تُراعى عند التواصل معه. ومن الجيد من أجل فهم التوقعات وأن تطلب من الجمهور أن يقدموا أمثلةً عن عمليات التواصل التي تسير بشكلٍ جيد داخل المنظمة.

12- استخدام أساليب حديثة لتعزيز قدرة الجمهور على تذكر المعلومات:

كشفت دراسةٌ أُجريَت حديثاً عن أنَّ الناس بشكلٍ عام يحتفظون بقدرٍ أكبر من المعلومات حينما يواجهون مواقف جديدة غير تلك التي اعتادوا على مواجهتها. فمن أجل تساعد الجمهور في الاحتفاظ بالمعلومات جرب أن تقدم في العرض نوعاً من المواد الجديدة كبعض الأمور المضحكة أو أي شيءٍ يصيب الناس بالدهشة.

13- تركيز الاهتمام على كسب الاحترام عوضاً عن تركيزه على إثارة الضحك:

قد يكون من الجميل أن تتبع أسلوباً طريفاً في التواصل مع الآخرين وقد يكون هذا في النهاية طريقةً جيدة لكسب الأصدقاء في العمل، لكن تذكَّر أنَّ أنجح الأشخاص الذين يمارسون التواصل هم الذين يكسبون الاحترام لا الذين يثيرون الضحك. وفي حين أنَّ إلقاء نكتةٍ أو نكتتين للفت انتباه الجمهور قد يكون أمراً مفيداً تجنَّب أن تختم حديثك بكلماتٍ تثير الضحك.

14- تعلُّم الإنصات:

“أنصِت أكثر ممَّا تتكلم”، هذا ما أوصى به “ريتشارد برانسون” رجال الأعمال الذين يريدون التواصل مع الآخرين. فمن أجل ممارسة التواصل بشكلٍ فعال أنصت أولاً إلى ما يقوله الآخرون، بعد ذلك تستطيع تقديم إجاباتٍ مدروسة تُظهِر أنَّك أخذت في الحسبان تلك الأفكار التي قدموها.

ختاماً:

يُعَدُّ الوضوح في التواصل واحداً من أكثر المهارات الفعالة التي من المهم أن تكتسبها حينما تكون مديراً. تذكَّر أن تمارس التواصل باستخدام الكلمات ودون استخدامها، وأن تنصت بعنايةٍ إلى ما يقوله الآخرون، وأن تبذل أقصى جهدك في التواصل باستخدام طرائق جديدة لتضمن أن يبقى محتوى المحادثة عالقاً في أذهان الجمهور.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!