لا شك إن كل أب وكل أم يريدا أن يكون طفلهما مطيعا لهما ومهذب ولديه حصيله لا بأس بها من الأخلاق والأداب، ولكن بعض الأسر لا تعرف كيف تحقق هذا؟ فهل هناك طرق تجعل الطفل مطيعا دون عناء؟
الطرق التي تجعل طفلكم مطيعا لكم:
هناك عدة وسائل وطرق تستطيع كل أسرة أن تتبعها ينصحنا بها ا.عبد اللطيف بن يوسف المقرن أهمها:
أولاً: التربية على الإستقامة:
مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله وبغض المنكر وأهله، فالطفل كالصفحة البيضاء والوالدين يسطران فيها ما يريدان وهذا يحدث بشكل مباشر وغير مباشر، فالطفل يقلدهم ويسعد بما يسعدهم ويغضب مما يغضبهم.
ثانياً: أدنو منه:
عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه إذا شعرت بقربك من الآخرين فإنك سوف تشعر بالرضا عن نفسك، كذلك الطفل إن شعر بقربك منه سيطيعك ويسمع نصحك.
ثالثاً: قوي العلاقة به:
لابد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها وصيانتها مما يعكر صفوها، فالعلاقة القائمة على الرحمة والشفقة والتقدير والصفح لها أثر كبير، حيث وجد أن العلاقة السامية لها مميزات كثيرة منها:
(سرعة إنجاز العمل، تسهيل الخدمة دون ضرر، الإستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت).
ولها آثار منها: (تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، إكتساب عدد من الأصدقاء).
والعلاقة المؤقتة لها آثار منها: (إنجاز بطيء، عدم الإكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات).
أما العلاقة السيئة فأضرارها: (عدم أداء الخدمة برغبة، عدد قليل من الأصدقاء، ترصد الأخطاء، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي).
رابعاً: قابله بالإبتسامة وبطلاقة وجه:
تبسمك في وجه إبنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب فإن عمل الإبتسامة في نفس الإبن لا حدود له في كسبه وإستجابته لما تريد منه.
خامساً : مارس طلاقة الوجه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق) الحديث، تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما إزدادت دائرتك الإجتماعية معهم أو مع غيرهم، وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً، والدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه:
- تبعث هذه المهارة روح التجديد والنشاط.
- تقضي على التوتر والضغوط النفسية.
- ينجذب إليك الناس.
- تجعلك مقبولا لدى الناس.
- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر، الحسد، الحقد والعناد).
- تضفي روح التواضع.
- تعيد روح الود وتبث روح المداعبة.
- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة.
سادساً: إمنحه المحبة:
غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه، وكل من يحصل عليه يشعر بدفئه وصفائه على من حوله، فليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار إهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال: أنه يحب فلاناً ” هلاَ أخبرته أنك تحبه”، والدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية وأفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه وأبوه يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما، فإن أحبك الناس فإنك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة، فكل طفل يحب أن يكون محبوباً ومُحباً وإلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب.
سابعاً: عليك بالهدوء:
تحلى بالهدوء والحلم والرفق ورد في الحديث (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه)، فلا تجعل جفوة والدك _ إن وجدت _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة إبنك مستقبلا، بل إعطه ما حرمت أنت منه، وكن واثقا من النتائج الجيدة التي ستحصل عليها بعد الصبر.
ثامناً: عامله بالثقة والتقدير والتقبل:
أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك، وبثقتك به، فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً، وإن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً وهكذا فكن واثقاً من نفسك واجعل إبنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً وإيجابياً.
فقد ثبت أن الإيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة! و أقدر على النجاح، لذلك كن متفائلاً..!ّ وواقعياً في توقعاتك ……… وتأكد أن السعداء من الناس لا يحصلون على كل ما يريدون ولكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه، فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحاء النفسي، سواء إعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحالتين، فاجعل إبنك واثقاً من نفسه وفي قدراته ولا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود.
ولكن لا تكن مفرطا في الثقة !! واعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذواتهم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئ.
تاسعا : اجعل لإبنك هدفا في الحياة:
تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي أن يعتقد الإنسان أن هناك هدف في حياته، فبلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الإستقرار في حياتهم.
عاشراً: إحرص على تماسك أسرتك:
فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _إن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ ويرتاح.
إلى هنا ننهي الجزء الأول من حديثنا عن كيفية جعل الطفل مطيعا، وسنكمل إن شاء الله في الجزء الثاني من المقال فانتظرونا، كما نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.