عرار الشرع
عام بلا شك غير وجه الشرق الأوسط وربما العالم وغير مفاهيم ومصطلحات سياسية للأبد، من أهم الأحداث التي شهدها الثورة الإسلامية الإيرانية، ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، واحتلال المسجد الحرام في مكة المكرمة.
هذه الأحداث التي شهدها العام 1979 ساهمت كل بطريقتها في إنجاب ما تعتبره فئة في العالم إرهابا وما تراه فئة أخرى جهادا وحربا لنصرة الإسلام.
الثورة الإسلامية وشعار الموت لإسرائيل وأميركا أيقظ حماسا شعبيا منقطع النظير رافقه خشية من أنظمة غربية وعربية.
ثورة كانت كفيلة بإطلاق جرس الإنذار في عالم لم يستطع أن يستوعب حجم الحدث أو تداعياته في نفس اللحظة رغم الدلائل التي قدمتها تلك الثورة من إعدامات وقمع ومحاكم ميدانية وصولا إلى التطور الأبرز وهو أزمة الرهائن التي شهدت احتجاز 66 أمريكيًا رهائن بعد اقتحام 3000 طالب إيراني السفارة الأمريكية في طهران.
حدث خلف صراعا مستمرا بين طهران والغرب بزعامة واشنطن عنوانه في أحدث حلقاته “البعبع النووي الإيراني”.
أما معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فقد حيدت أهم قوة في صراع الشرق الأوسط ونقلتها من معسكر إلى آخر معاكس تماما وحولت دور الشقيقة الكبرى إلى المنبوذة الكبرى وأججت نار التنظيمات الإسلامية في مصر التي ظلت لأعوام جمرا تحت الرماد.
وفي السعودية فتحت واقعة الحرم المكي أو ما عرفت بقضية الجهيمان عيون المملكة والخليج على تيار متشدد نما برعاية رسمية، فكان لا بد من تصديره دون الانتباه إلى خطر ارتداده، وكانت الوجهة أفغانستان التي دخلت تحت نير الاحتلال السوفياتي الشيوعي “الكافر”.
ووفقا لتقارير استخباراتية نقلتها تسريبات ويكيليكس “فإن الانتفاضة في مكة حولت المملكة العربية السعودية بشكل دائم نحو الوهابية، مما أدى إلى انتشار عابر للحدود للأصولية الإسلامية”.
ويضيف التقرير “أن غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان دفع السعودية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لإنفاق مليارات الدولارات على المجاهدين ما مهد لاحقا إلى صعود القاعدة”.
التنظيم الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر ما من ثم الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق إلى ظهور تنظيم داعش وحتى خلق مفهوم الحرب العالمية ضد الإرهاب التي اندلعت تحت رايتها حروب وصراعات بعضها مستمر حتى اللحظة.
أحداث ثلاثة هي الأهم وإن لم تكن الوحيدة شهدها العام 1979 دفعت عراب ويكيليكس جوليان أسانج إلى القول: “إذا كان من الممكن القول بأن أي عام هو (العام صفر) في عصرنا الحديث، فهو 1979”.
كاتب اردني
Source: Raialyoum.com