21 طريقة للتَّعامل مع النَّدم

يا ليت، ياليتكَ كنتَ قادراً على العودة بالزَّمن. عندها وعلى الأغلب أنَّك ستقوم مباشرةً بوضع يدك على السَّاعة وتدويرها لتعود بك إلى الواراء، أليسَ كذلك؟ ربما كنت لتفعلَ الكثيرَ من الأمورِ بشكلٍ مختلف، أليسَ كذلك؟ يمكنك عندئذٍ تصحيحُ كُلَّ خطأ ارتكبته على الإطلاق، واغتنامَ كُلَّ الفرص التي تندم عليها.

Share your love

دورةٌ سامَّة

كما تعلم، فإنَّ العارَ والشُّعور بالذَّنب والنَّدم، هم رفاقُ سوء، إلا أنَّهم يرافقونك يوماً بعد يوم. هم ليس لديهم رحمة، إذ سبق وأن أحسَسْتُ بهم فيما سبقَ وهم يوبخونني باستمرار لارتكابيَ الأخطاءَ عينها: ألا وهي الأمور التي لم أقم بها. لهذا السبب سوف يؤذيك شعورك بالنَّدم كل يوم. إذ ستكون قد وقعتَ في خضمِّ دورةٍ سامَّةٍ تُسَمّمُ سعادتك. وهذا فخٌّ لئيمٌ تنصبه الحياة لك. إذ يتركك النَّدم على الدَّوام حبيسَ ذلك الوقت وذلك الموقف، وعالقاً دائماً في حلقةٍ من “إخفاقاتك”. إنَّه واحد من أسوأ الأماكن التي قد تجد نفسك بها. لقد علقتُ في هذا المكان تحديداً لوقتٍ طويل، وشعرت حينها بأنَّني شخص مجنون، غير قادرٍ على المُضي قدماً بعد كل مرة خذلت فيها نفسي. ووجدتُ أنَّني أتصرف بذات الطريقة باستمرار، وذلك لأنَّ أفكاري كانت متعلقةً لأبعد حدٍّ بتلك العادات، ولم أمتلك القدرة على تغييرها.

عيشُ نصفِ حياة

لقد تفاقم الوضع معي لدرجةٍ أنَّني بدأت أشعر بأنَّ ذلك ما كنتُ عليه: شخصٌ لا يحسنُ التَّصرف، شخصٌ لا يملك الدِّفاعَ عن نفسه. شخصٌ كانت حياته سَتَؤول لأن تُصبِحَ بنفس الطريقة التي كان يرى بها نفسه:

  • لا إثارة.
  • لا إنجاز.
  • نكرة.
  • يعيش -في أحسن الأحوال- نصف حياة (يموت باكراً).

في تلك اللحظة بالتَّحديد، شعرتُ بالغضب. رحت أصرخ وأنا أستشيط غضباً. غضبتُ بشدَّة، وبشكلٍ خطير. فقد صفعتني هذه العبارة على وجهي بقوَّة: “نصف حياة”. حسناً، إنَّ نصف حياةٍ لا تستأهل العيشَ مع ألمِ النَّدم والأسف. كما أنَّ الأمر وبكل تأكيد لم يكن يستحق مني أن أتوتر وأتعرق وأنا مقدرٌ لي أن أعيشَ نصف عمري. لذا وجدتُ نفسي أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما: أن أَسْقُطَ أرضاً وألَّا أنهض، أو أن أتعامل مع النَّدم والأسف مرةً واحدةً لا ثانيَ لها. لذا اخترت وعلى الفور، أن أرُدَّ لندميَ الصَّاع صاعين.

اخرج من روتينك السَّابق، وابدأ روتيناً جديداً

لنكن صادقين، قد يكون من الصَّعب علينا أن نُغير أنماط سلوكنا. فتلك العادات متجذِّرةٌ فينا ومألوفةٌ لدينا للغاية، لدرجةٍ أنَّنا لن ندركَ على الأغلب أنَّنا لا شعوريَّاً، مازلنا نسير على طول الطريق القديم نفسه. لذا أدركت أنَّني بأمسِّ الحاجة للانتباه لخطواتي من أجل تجنب الوقوع في ذلك الفخ الغادر. وأشكرُ الله على أنَّني قد تألَّمت لإمكانيَّة ألَّا أعيشَ حياةً كاملة؛ حياةً مناسبة وجديرةٍ بالاهتمام. وأنَّني تمكنتُ بقوَّة، من أن أنظرَ إلى سلوكي بنظرةٍ تحليليَّة. لقد تعهدت بأن أقوم بنوعٍ من تقدير الذات على مدار السَّاعة وطوال أيام الأسبوع، وتعلمت أنَّ هناك كمَّاً هائلاً من الأمور لا تتمحورُ حول كيفية خروجي من ذلك الخندق الذي وضعت نفسي فيه فحسب، بل أيضاً حول كيفية سدِّ تلك الفجوةِ ورائي وأنا أسير قدماً. أسيرُ إلى الأمام، وليس إلى الوراء. وأعيشَ اللحظة، لا أن أدفن نفسي في الماضي. أن “أعيش حياتي”، بصورةٍ أدق. “فالوقت الرَّاهن” هو أروع مكانٍ لأَتواجدَ فيه.

وكم أحب أن يكون الوقت الراهن هو المكان الذي تجد نفسك فيه. فأنت تستحق أن تنسى كل عثراتِ ماضيك، وأن تنطلق وتستمتع بالحياة. ولكن كيف؟

1. أضرم بندمك النَّار

دوِّن المواقف التي أفضت إلى شعورك بالنَّدم، وضمِّنها كلَّ المشاعر التي رافقتها. ثم أشعل تلك الورقة بعود ثقاب، وارجع للخلف وشاهد أسفك وندمك مع الألم الذي تَسَبَّبا لك به وهو يتصاعد الدخان منه. أنا لم أجد هذا بمثابة تجربةٍ علاجية وحسب، بل أيضاً بمثابةِ بيانٍ قوي بأنني بتُّ أرفضُ أفكار النَّدم التي تنتابني.

2. اسأل نفسك “ماذا لو”، لكن بطريقةٍ مختلفة

لا تسأل نفسك: “ماذا لو لم أفعل هذا أو ذاك؟”، بل اسأل نفسكَ بدلاً من ذلك: “ماذا لو ظللت آسف على ما قمت به طوال حياتي الباقية؟ هل سيغير ذلك الأسف من وضعي؟”

3. أَدرك أنَّ النَّدم لا يجرُّ إلا المزيدَ من النَّدم

افهم أنَّ الاستمرار في تلك الحلقة المفرغة من التَّفكير بالندم يجرُّ عليكَ ندماً من نوعٍ آخر؛ ألا وهو النَّدم لأنَّك قد أمضيتَ كامل سِنِيِّ حياتك وأنت تشعر بالندم. استخدم هذا كحافزٍ يدفعك لكسر ذلك النَّمط الهدَّام، فقد كان هذا بمثابة حافزٍ قويٍّ لي كلما وجدت نفسي أنزلقُ إلى عاداتيَ القديمة. لذا لم أترك لنفسيَ أيَّ مجالٍ لمزيدٍ من النَّدم!

4. دع الآخرون يعلمون أنَّك نادم

إن كنتَ نادماً على الطريقة التي تصرفت بها تجاهَ أحدهم، أو على ما قد قلته له، فقم بعمل فيديو توضح له فيه لم قمتَ بذلك، وتعتذر في ذلك الفيديو إليه، ومن ثم أرسله له.

5. قم بتعزيز القرار الذي توصلت إليه

بغضِّ النَّظر عمَّا قد يجعلك نادماً، لا تقم فقط بالتَّصرف بشكلٍ مختلف في المرة القادمة، ولكن أيضاً بالتصرف بشكلٍ مختلف وعلى نحوٍ مضاعف. فإذا كنت نادماً مثلاً على عدمِ تعلمك للغةٍ ثانية، فتعلَّم ذلك الآن. لكن لا تكتفي بتعلمها فقط، بل تعلَّم كيف تتكلم بها بطلاقة. لقد أصبحت خيبة أملي بنفسي بسبب إهداريَ سنواتٍ من عمريَ وأنا أعمل بوظائف تافهة لا مستقبل لها، قويةً بما يكفي لإذكاء شجاعتي لأجهرَ عالياً بالمطالبةِ بترقية، لكن وأنا مرفوعَ الرَّأس هذه المرَّة.

6. توقف عن التَّفكير في أنَّ العالم كُلَّه يهتمُّ لأمرك

ركِّز على ستَّةِ ملياراتِ شخص لا يهتمون بما قمتَ أو لم تقم به، ولا تُركِّز على القلَّة القليلة ممن قد يفعلون ذلك. انظر لأفعالك ضمن منظورها الصَّحيح.

7. أعطِ لنفسكَ فرصةً أُخرى

يمكنك أن تفعل اليوم ما فشلت في القيام به من قبل. فمثلاً، إن كُنتَ نادماً على عدم وقوفك أبداً في وجه المتنمِّرين، فقم اليومَ بدعم حملةٍ لمكافحة التَّنمر.

8. سخِّر ندمكَ لمساعدة الآخرين

ادعم الآخرين في تحقيق شيء تندم على عدم قيامكَ به. لنقل مثلاً أنَّك تندم على عدم حصولك على شهادة؛ قم عندئذٍ بكفالةِ طفل هنا أو طفلٍ في أحد البلدانِ الفقيرة لكي تساعده على أن يدخل الجامعة، وبذلك تكون قد منحته فرصةً أفضلَ لتحسين مستقبله.

9. تصدَّى لندمك

قُم بإنهاء كُلِّ فكرةٍ قد تنمُّ عن ندم باستخدام عبارةٍ ختاميَّة، مثل: “لكن هذا كان في الماضي. لقد تم وانتهينا منه”. وأعد برمجة تفكيرك مع مرور الوقت. لقد أفادني ذلكَ كثيراً عندما جهرت به بأعلى صوتي. فقد كان ذلك بمثابةِ رسالةٍ قويَّةٍ قتلت كُلَّ فكرةِ ندمٍ لديَّ في مهدها.

10. أدرك أنَّك قد تغيَّرت

أنت الآن جسدياً وعقلياً، شخصٌ مختلف عن الشَّخص الذي تسبب في خلق ذلك النَّدم.

11. تعلَّم أن تعيشَ حاضرك

جرِّب ممارسة التَّأمل أو اليوغا، واكتشف كيف عليكَ أن تعيشَ الآن، وضَعِ الأحداث المحيطة بندمك في خانة الماضي.

12. كَفِّر عن ندمك عندما يكون قد فات أوانُ النَّدم

إن كنت تأسف لعدم وضعكَ حد لعدواةٍ مع أحد أفراد العائلة أو صديق قبل وفاته، فقم بوضع حدٍّ لذلك الآن. ومن باب التَّكفير عن ذلك، خلِّد ذكراه عبرَ قيامك بأمرٍ كان يحب أن يقوم به.

13. اعرف سبب الخلل بعلاقاتك الفاشلة

قد تجد نفسك تنظرُ بعلاقاتك الفاشلة التي قد حدثت بالماضي، وتتخيل كما لو أنَّ كل شيءٍ قد سارَ على أحسن ما يُرام. بدلاً من أن تعيشَ في خيالات الماضي، قرر اكتشاف سبب الخطأ في العلاقة. إنَّ هذا الأمر سَيُسَهِّل عليك تجاوز تداعيات تلك العلاقة، تماماً كما فعلت وحدث معي أنا.

14. تدارك الأسف مع بعض الإبداع

أدرك أنَّ الوقت لم يَفُت بعد. فحتى لو لم تستطع تصحيح الموقف بدقة، يمكنك الاقتراب من ذلك قدر الإمكان.

على سبيل المثال، إذا كنت تأسف لعدم قضاء وقت كافٍ مع أطفالك وكان الوقت قد فاتَ بالفعل، فيمكنك مساعدة الأطفال الآخرين الذين قد حُرِموا من أحد أبويهم.

شاهد بالفيديو: فديو: 6 أخطاء نرتكبها في شبابنا ونندم عليها عندما نكبر

 

15. قم بإنشاء قوائم لـ “الندم والسَّعادة”

مثلها مثل قائمة المزايا والعيوب، قم أولاً بإدراج كل شيء تندم عليه في هذه الحياة، ثم قم بسرد كل شيء تشعر بالسَّعادة لأنَّك قد اختبرته، وكل شيءٍ تفخرُ به. كُن صادقاً، من دونِ تواضعٍ زائف. وتعرَّف على مقدار الوقت الذي تُهدرهُ في تلكَ النِّسبة الصغيرة من السَّلبيات، مقارنة بالإيجابيات. صحح التوازن في ذلك الأمر.

لقد دونت كلَّ الأمور التي اختبرتها مع مارك البالغ من العمر 27 عاماً، مع كل ما اختبرناه سويَّةً، مع كل سقطاتنا الهامةَّ معاً، وكل ما حققناه أيضاً. لم ندرك كم تشوهت وجهة نظرنا تجاه صداقتنا معاً إلى أن رأينا أنَّ الإيجابيات قد بلغت العديد من الصفحات.

16. امنح نفسك فرصة

لا تعامِل نفسكَ كما لو أنَّك أسوأ من مجرم. إذ إنَّ معاقبة نفسك إلى ما لانهاية على أخطائك الحقيقية أو المتخيلة، هو أمرٌ لا إنساني. قرر أنَّك قد نلتَ عقابك وأنَّك تستحق أن تبدأ صفحةً جديدة.

17. غيِّر اسمك

إذا كانت حياتك بالفعل عبارةٌ عن حياةٍ ملؤها النَّدم، فإنَّ الحلَّ الجذري في بعض الأحيان يكون هو الحل الوحيد الفعال. فإذا كنت مسؤولاً عن كل هذه الأخطاء، فاقتل تلك الشَّخصية وأعد تكوين نفسك من دون أسف. ابدأ بتغيير اسمك، وتابع حياتك من هناك.

18. ابن لنفسك متجراً من اقتباساتٍ تدور عن التَّسامح مع الذات

اجمع كل تلك الاقتباسات التي تؤثر فيك إيجاباً، ودع حكمة الآخرين تساعدك على سداد ديون نفسك من أخطائك أو إخفاقاتك السابقة.

19. اكتب لنفسك “بياناً بالأسف”

اكتب بياناً بالأخطاء أو الفشل أو الزَّلات التي تندم عليها، وأتبِعها مباشرةً بوضع خطة عملٍ تُكرس نفسك فيها لتبدأ صفحةً جديدة.

20. اغضَب من ندمك

لا تغضب من نفسك؛ بل كُن غاضباً من ندمك، وذلك عبر النَّظر إليه كَكَيانٍ منفصل. أَدرِك كم يُكلِّفكَ ذلك النَّدم من وقتٍ وراحة بال، واسعَ لكي لا تسمح بذلك بعد الآن. اجعل الأمر شخصيَّاً هذه المرة. يمكنني أن أُشيدَ بذلك، فالغضب قد قضى على ندمي.

21. أَخرِج نفسك من المعادلة

إذا لم تجد في نفسك الرَّغبة بنسيان ندمك وبدء صفحةٍ جديدةٍ في حياتك، فافعل ذلك من أجل أصدقائك وأحبائك. افهم أنَّ أيَّ شخص يستهلكه النَّدم هو شخصٌ يصعب العيشُ معه. ركِّز على الفكرة التي مفادها أنَّك كم ستكون أفضل بالنسبةِ للأشخاص الذين من حولك، إذا ما مضيت بحياتك قُدماً. فالأشخاص الذين يحبونك بحاجةٍ إليك ويُريدون منك أن تعيشَ في حاضرهم.

عندما أدركت من سأكون وكم سأصبح لا أُطاق حتى بالنِّسبة لنفسي، سَهُلَ عليَّ كثيراً الالتزام بنمط سلوكي الجديد.

ابدأ صفحةً جديدة

لقد قيَّد الشعور بالنَّدم حياتك لمدَّةٍ طويلة، لكن من الممكن أن ينتهي كل ذلك.

تخيل تحرير نفسك من ألم الندم، وتخيل أنَّك قد غفرت لنفسك وأنَّ ألمك وندمك قد ذهبا. وتخيل عندها شعورُ السَّكِينَة الذي سوفَ تشعر به. هذا ما قد تكون عليهِ حياتك، لكن على شرط أن تبدأ بعيشِ حاضرك. دعِ الماضي يكون على ما هو عليه، واسمح لنفسك أن تكونَ من تستطيعُ أن تكونه، وليس ما قد كنته. إذ كل ما يتطلبه منك التحَّرر من الأسف، هو بضعُ خطواتٍ صغيرةٍ وبسيطة. لذا جرب الاستراتيجيات أعلاه؛ واحدة أو بعضاً منها في وقت واحد، وتحلَّى بالقليل من الصبر.

ابدأ صفحةً جديدة خاليةً من الشعور بالنَّدم والأسف، واستيقظ وأنت تبتسم، استيقظ وأنت حريص على الخروج من سريرك في سبيل أن تتمكن من الاستمتاع بقضاء المزيد من الوقت مع نفسك مرة أخرى.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!