3 طرق قوية لتغيير طريقة تفكيرك خلال أزمة فيروس كورونا وما بعدها

يتطلَّع الناس الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى إلى حلولٍ تحسِّنُ نمط حياتهم ونوعية معيشتهم؛ إذ قد غيَّرت جائحة فيروس كورونا حياة الجميع، سواءً للأفضل أم الأسوأ. إليك بعض الطرائق القوية والبسيطة لتنمية عقليةٍ إيجابية، بغض النظر عن التحديات التي تواجهها.

Share your love

من الآثار الجانبية الإيجابية في أوقات الأزمات: إعادة تقييم حياة المرء، وما يعمل، وما لا يعمل. يمكن أن يساعدك الضغط الناتج عن التغيير الهائل الذي يتجاوز نطاق سيطرتك في إحداث تحولاتٍ كبيرةٍ وثانويةٍ في نمط الحياة.

إذا كان هناك شيءٌ واحدٌ تركِّز عليه خلال وقت التغيير هذا، فركِّز على امتلاك عقليةٍ قويةٍ وإيجابية، إذ سيكون عقلك المرشَّح الذي تقيِّم كلَّ شيءٍ آخر من خلاله، وهو ما يهيئ الناس للنجاح أو الفشل اعتماداً على منظور الشخص.

إليك بعض الطرائق القوية والبسيطة لتنمية عقليةٍ إيجابية، بغض النظر عن التحديات التي تواجهها:

1. إبداع عادة جديدة:

يحبُّ العقل البشري الاتساق والروتين؛ لذلك اغتنم هذه الفرصة لإنشاء روتينٍ جديدٍ يتحوَّل إلى عادةٍ في حياتك اليومية. عليكَ القيام بشيءٍ يبعث على الارتقاء، وليس شيئاً تعتقد أنَّه يجب عليك القيام به، فعلى سبيل المثال: أحد الروتينات اليومية هو تناول كوبٍ من شاي الصباح؛ ففي حين يحتوي الشاي على بعض الفوائد المدهشة للصحة والمزاج، إلَّا أنَّه طريقةٌ للعناية الذاتية تُناسِب وقتك عندما لا تريد التفكير في أيِّ شيءٍ غير مرحبٍ به.

من أجل ترسيخ عادةٍ جديدة، الاتساق هو المفتاح؛ لذا اختر نشاطك الجديد، وحاول القيام به في الوقت نفسه كلَّ يوم، حيث تعتمد المدة التي يستغرقها شيءٌ ما ليصبح عادة؛ على عددٍ قليلٍ من العوامل، ولكن تعتمد في الغالب على مدى ارتباطك العاطفي بها وعدد التصورات الحسية المرتبطة بها مثل: الرائحة، والذوق، والبصر، واللمس، والسمع.

تقول الطبيبة النفسية “جودي أمان” (Jodi Aman): “تثير الخلايا العصبية مساراتٍ معينةً لمشاعر مختلفةٍ مرتبطةٍ بالتجارب والسلوكات والعادات، وعندما يسيرون في المسار نفسه بصورةٍ متكررةٍ بسبب العادة، يصبح هذا المسار فعالاً”. بشكلٍ أساسي، عندما تكون قادراً على ربط مزيدٍ من التصورات الحسية بالتجربة، فإنَّها تصبح متأصلةً بعمقٍ في العقل بشكلٍ أسرع؛ ممَّا يساعد دماغك على تكوين اتصالاتٍ عصبيةٍ جديدة.

2. تجنُّب الأطعمة المصنَّعة ومنتجات الحميات الغذائية:

ربَّما تعرف أنَّ ما تأكله يمكن أن يعزِّز مزاجك ورفاهيتك بشكلٍ عام، ولكن هل تعلم أنَّ مزاجك وعقليتك يمكن أن يتأثرا سلباً إذا تناولت الأطعمة المصنعة ومنتجات الحميات الغذائية؟

بدلاً من تناول الصودا الخالية من السكر، جرِّب بعض الشاي أو الماء أو القهوة؛ إذ تحتوي منتجات الحميات الغذائية على بدائل للسكر مثل الأسبارتام، والذي يخدع عقلك في التفكير في أنَّه سيحصل على مكافأة (أو ما يُعرَف بهجمة الدوبامين) بسبب المذاق الحلو؛ ولا يقتصر الأمر على أنَّ الدماغ لا يحصل على مكافأته، ولكن يمنع الأسبارتام أيضاً إفراز الناقلات العصبية والهرمونات مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي يمكن أن تسبب دماراً في مزاجك وعقليتك وتوقك للحصول على الطاقة، وتتسبَّب بمشاعر مثل القلق والاكتئاب.

للعديد من الإضافات الكيميائية والمواد الحافظة والألوان في الأطعمة المصنعة تأثيراتٌ مماثلةٌ في الحالة المزاجية، ويمكن أن تساهم في مجموعةٍ من المشاكل الصحية، بما في ذلك: الأورام وفرط النشاط وزيادة الوزن والسرطان، وغيرها.

3. إضافة الروائح والهواء النقي:

حاسة الشم هي واحدةٌ من أقوى الحواس البدائية لدينا، حيث تعمل الروائح على تشغيل الجهاز العصبي المحيطي الذي يعدُّه العلماء الجزء الأكثر بدائيةً في دماغنا، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذاكرة والمزاج والعواطف والسلوك، بالإضافة إلى غرائزنا الأساسية.

حقيقةٌ أخرى مثيرةٌ للاهتمام هي أنَّه دون الرائحة لن تتمكَّن من التمييز بين الطعمات المختلفة. جرِّب إضافة العلاج العطري أو الزيوت العطرية إلى يومك، فاللافندر -مثلاً- رائعٌ لتقليل التوتر وزيادة الهدوء والاسترخاء، ومن المعروف أنَّ الورد والياسمين يحسِّنان المزاج.

توجد طريقةٌ سهلةٌ للقيام بذلك، وهي استخدام موزع الزيت أو الزيوت عالية الجودة التي يمكنك وضعها على بشرتك مباشرة؛ إذ يمكن أن يكون للمزاج الجيد الذي تروِّج له تأثيرٌ إيجابيٌّ مباشرٌ على عقليَّتك وسلوكك.

ستحتاج أيضاً إلى تجنُّب الروائح الكريهة قدر الإمكان، وهذا يشمل منزلك أو الشقة التي تعيش فيها، ورغم أنَّك قد لا تشعر أنَّ لمنزلك رائحةٌ كريهة، إلَّا أنَّه من الضروري تعطيره وتهويته بشكلٍ متجدد.

من المعروف جيداً أنَّ جودة الهواء في المنزل أو الشقة أسوأ بكثيرٍ من الهواء الطلق، وقد يساهم ذلك في الإصابة بالمرض، أو عدم الشعور أنَّك بصحةٍ جيدة بشكلٍ عام؛ لذا فكِّر في فتح نافذةٍ وتهويةِ منزلك، أو الحصول على بعض الهواء النقي، مع مراعاة التباعد الاجتماعي. فكِّر في مدى شعورك بالرضا عند الخروج وأخذ نفسٍ من الهواء النقي، وكلَّما استطعت تسخير حاسة الشم والتنفس لصالحك، كان ذلك أفضل.

بفضل التأثير المباشر للجهاز العصبي المحيطي على العقل والمزاج، لا يلزم بذل جهدٍ لإحداث تحولٍ إيجابي؛ فقط خذ وقتك في شمِّ الورود.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!