3 مفاتيح أساسية للنجاح في الحياة

هل تريد برمجة عقلك وتدريب جسمك للبقاء في حالةٍ إيجابيةٍ من العمل على مدار اليوم؟ إذا كان جوابك نعم، فنقترح عليك إذاً مواصلة قراءة سطور مقالتنا هذه؛ إذ سنلقي نظرةً على 3 مفاتيح أساسيةٍ يقوم بها الناجحون، بحيث يمكنك وضع نموذجٍ لبرمجة عقلك لتصل إلى النجاح بدءاً من لحظة استيقاظك، واتخاذ القرارات التي ستقودك نحو ما تريد إنجازه طيلة يومك.

Share your love

أكبر عائقٍ لتحقيق النجاح هو عدم التفكير قبل إنجاز الأمور:

واحدةٌ من أكبر العثرات في المجتمع الحديث: الوقوعُ في فخِّ التصرُّف دون تفكير، وفعل ما يفعله الآخرون دون وعي.

معظمنا مشغولٌ جداً عن التفاعل والاستجابة للبيئة، ولما يحدث حولنا؛ وفي حين يتوجَّب علينا التصرُّف وتولِّي مسؤولية عالمنا وواقعنا، ننسى أنَّ علينا البقاء منتبهين، وننسى أهدافنا.

لذا تعلَّم أن تكون يقظاً، إذ سيقودك كونك أكثر وعياً إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة في حياتك اليومية، لتصل بذلك إلى أهدافك؛ فليكن لديك هدفٌ في الحياة إذاً، وتصرَّف وفقاً لقيمك، ولا تدع الآخرين يُملُون عليك ما تفعل، أو ما يجب أن تكون عليه الأمور.

عندما تبدأ اتخاذَ قراراتٍ واعية، تبدأ التفكير فيما إذا كان هذا سيُقرِّبكَ من تحقيق أهدافك، أم أنَّه سيُبعِدك عنها أكثر.

لماذا تفعل ما تفعله الآن؟ ولماذا تقرأ هذا المقال؟ هل لأنَّه لا يوجد شيءٌ آخر لتفعله؟ أم أنَّك تتصفَّح موقع النجاح نت حتَّى تتمكَّن من اختيار أمرٍ أو اثنين تستفيد منهما في حياتك، وتحسِّن نفسك؟

ما هي أهدافك؟ هل هي التمتع بصحةٍ جيدة؟ أم فقدان الوزن؟ أم التمتع باللياقة؟ أم الحصول على وظيفة أحلامك؟ أم امتلاك منزل أحلامك؟ أم عيش الحياة التي تحلم بها؟ أم الحصول على مبلغٍ معيَّنٍ من المال؟ أم تأسيس عائلة؟

إذا كنت ترغب حقاً في السعي إلى تحقيق هذه الأهداف ورؤيتها تتحقَّق بالفعل، فعليك بدء اتخاذ الإجراءات الواعية.

3 أشياء أساسيةٌ للنجاح في الحياة يمكنك تنفيذها الآن:

1. اكتب أهدافك:

سيحدِّد أول شيءٍ تفعله في الصباح ما سيكون عليه يومك. لذا برمج عقلك ليكون في حالةٍ واعيةٍ منذ لحظة الاستيقاظ، ليكون يومك منتجاً وعظيماً.

الطريقة التي تمكِّنك من القيام بذلك هي كتابة أهدافك كلَّ صباح، ثمَّ وضعُ دائرةٍ حول الهدف الذي سيكون له أكبر تأثيرٍ في حياتك على المدى الطويل، ثمَّ سؤال نفسك هذا السؤال: “ما الإجراءات التي تقرِّبني أكثر إلى هدفي هذا، والتي يمكنني القيام بها اليوم لتغيير كلِّ شيء؟”.

اكتب جميع الإجراءات التي يمكنك التفكير فيها، وضع دائرةً حول الإجراءين الأكثر أهمية، وابدأ تنفيذهما، ولا تتوقَّف حتَّى تنتهي. هذه طريقةٌ فعالة للغاية للدخول في الحالة الصحيحة منذ الصباح؛ فبدلاً من التجوُّل وأنت شبه نائمٍ وقضاء 30 دقيقةً لتستيقظ، فإنَّك تدرِّب عقلك ليصبح منتجاً.

سببٌ ضروريٌّ آخر لكتابة أهدافك هو أنَّ قراءتها ستُحسِّن طريقة شعورك؛ لذا اكتبها كما لو أنَّك قد أنجزتها ووصلت إلى هدفك بالفعل.

يضمن لك إعادة قراءة هذه الأهداف وإعادة كتابتها كلَّ صباحٍ أن تكون واسع الحيلة، لتتصرَّف على أساس تحقيق أهدافك؛ فتتخذ قراراتٍ واعيةً تدعمها وتقرِّبَك إليها أكثر.

الأهداف التي لم تُدوَّن هي مجرَّد رغبات، فتعلَّم كيفية وضع أهداف كبيرةٍ وذكيةٍ لإنجاز تغييراتٍ دائمةٍ في الحياة.

2. امتلِك إيماناً راسخ:

اسأل الناجحين عن قاعدتهم الأولى في النجاح، ليقولوا أنَّهم يؤمنون بأنفسهم وبما يفعلونه، ولا يخشون قول ذلك؛ فإذا كنت لا تؤمن بنفسك، فلماذا قد يؤمن بكَ أيُّ شخصٍ آخر؟

عندما يسألك الناس عن أهدافك في الحياة، لا تخف من قولها بصوتٍ عالٍ. قد يضحكون ويسخرون منك إذا كان لديك أهدافٌ كبيرة، لكن إذا كنت واثقاً من نفسك وأهدافك، فلن تعني سخريتهم لك شيئاً؛ أمَّا إذا كنت غير واثقٍ بشأنها، فستتخذ قراراتٍ ليس من المؤكَّد أنَّها ستقودك إلى أيِّ مكان.

اسبح عكسَ التيار وتميَّز؛ فكم من أُناسٍ في العالم يعيشون الحلم فعلاً؟ وكم من هؤلاء سيجيبون بـ “لا أعلم” إذا سألتهم عن أهدافهم؟

كن حازماً وواثقاً بنفسك؛ ليحترمك الناس لامتلاكك الشجاعة للسعي وراء ما تريده حقاً.

هنالك قصةٌ عن رجلٍ يعمل في متجر فيديو، كان يجلب معه مجلَّتين إلى العمل كلَّ يوم، إحداهما مجلة رجال أعمال، والأخرى مجلةٌ تحتوي على سياراتٍ رياضية باهظة الثمن. سأله رئيسه ذات مرَّة لماذا يجلب هذه المجلات معه إلى العمل كلَّ يوم، وكان جوابه: “أنا أختار السيارة التي سوف أشتريها”.

كانت استجابة الرئيس مشابهةً لاستجابة معظم أصحاب العقول العادية الذين فكَّروا أنَّه كان يدمِّر نفسه بالطريقة التي يفكِّر فيها، إذ لن يحصل على تلك السيارة أبداً، وسينتهي به الأمر خائب الظن عندما لا يحدث هذا.

ترك الرجل العمل في متجر الفيديو وسعى وراء حلمه، وعاد بعد بضع سنواتٍ إلى المتجر ذاته لإعادة شريط فيديو، مستقلاً السيارة التي اختارها من المجلة.

استمرَّ الأشخاص نفسهم -الذين كانوا يعملون في المتجر في الوقت الذي كان يعمل فيه- بالعمل هناك في متجر الفيديو، ولكَ أن تتخيَّل وجوههم عندما ظهر في هذه السيارة التي قالوا أنَّه لن يحصل عليها أبداً.

إنَّه شيءٌ لا يُقدر بثمن، وقد بدأ كلُّ هذا من خلال امتلاكِ إيمانٍ راسخ.

الخطوة الأولى لعيش وتحقيق حلمك هي تصديقه وتخيُّل حدوثه، فعندما تؤمن أنَّك قد حقَّقت أهدافك بالفعل، تطوِّر شعوراً بالثقة؛ والذي سيؤدِّي إلى قيامك بخطواتٍ عملية؛ وعندما تعرف ما ستكون عليه النتيجة، يكون من الأسهل بكثيرٍ اختيار الإجراءات اللازمة للوصول إلى هناك.

أنت واثقٌ من أنَّك ستعيش بالطريقة التي تريدها، وفي منزل أحلامك، ومع عائلة أحلامك، ومن أنَّك ستحصل على الوظيفة التي تريدها، وتكسب المال الذي تعتقد أنَّك تستحقه؛ لذا تُنشِئ مساراتٍ عصبيةً في الدماغ من خلال التكرار المستمرّ لصور نجاحك، فلا يستطيع عقلك التمييز بين ما تتخيَّله وبين الواقع.

انطلق وراء أحلامك، وصدَّق وتخيَّل أنَّك تعيشها فعلياً؛ فمن خلال ما يكفي من تكرار، تصبح واثقاً من أنَّ هذه هي النتيجة الوحيدة، وتعمل لإيجاد طرائق لتحقيق ذلك.

3. استثمر في نفسك:

سُئِل حكيمٌ ذات مرةٍ عن أفضل استثمارٍ يمكن أن يقوم به شخصٌ ما، فكان جوابه مختصراً وحلواً وبسيطاً: “استثمر في نفسك”.

اسم الرجل هو “وارين بافيت” (Warren Buffett)، وهو معروف بأنَّه أعظم مستثمرٍ في العالم، فقد بلغت ثروته الصافية 73.3 مليار دولار بحسب مجلة فوربس لعام 2020.

لا يكلِّف التعاقد مع مدربٍ شخصي، والمشاركة في صالة الألعاب الرياضية، وشراء الأطعمة الصحية والكتب والتعلُّم الشيء الكثير؛ إنَّها استثماراتٌ في نفسك.

إليكَ بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها اليوم للاستثمار في نفسك:

  • الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والتدرُّب: إذ يحرِّر التدرب البدني الإندورفين، ويجعلك تشعر بشعورٍ رائع، ويزيد من مستويات الإنتاجية والطاقة. ستكون أكثر قدرة على التعامل مع المهام اليومية التي تصادفك في الحياة من خلال استثمار الوقت في صالة الألعاب الرياضية، وكلُّ ما تحتاجه هو 45 إلى 50 دقيقة. إنَّه في الواقع الوقت الملائم لتستثمره في التمرين.
  • تناوُلُ طعامٍ جيّد: اسأل نفسك عندما تذهب إلى محل البقالة بعد العمل: “ما الأطعمة التي تغذي ذهني وجسدي بحيث يكون شعوري وأدائي أفضل؟”، أنت تهيئ نفسك للعظمة، وتُوَعِّي نفسك بخصوص الأطعمة التي ستقويك وتمكِّنك من اتخاذ قراراتٍ أفضل.
  • قراءة الكتب: يشتري الجميع الكتب، لكنَّ القليل منهم يقرؤنها كاملة؛ فلا تكن منهم.
  • التوقف عن قراءة الكتب والبدء بدراستها: قلَّةٌ هم الذين يقرؤون الكتب التي يشترونها، ولكن الذين يتذكَّرون ما قرؤوه أقلُّ حتى؛ لذا توقَّف عن قراءة الكتب، وابدأ دراستها.
  • الدراسة لساعةٍ واحدةٍ على الأقل في اليوم: يقول براين تريسي (Brian Tracy): “سوف تدفعك ساعةٌ واحدةٌ من الدراسة يومياً إلى القمة في مجالك في غضون ثلاث سنوات”.
  • تدوين الملاحظات: لا تغادر المنزل أبداً دون قلمٍ وورقة، فغالباً ما تأتي أفضل الأفكار في الأوقات غير الملائمة. لا تثق بأنَّ عقلك سيتذكَّرها؛ لأنَّه لن يفعل، وستسمح كتابتها على الفور لعقلك بتخزينها والخروج بمزيدٍ من الأفكار أيضاً. يمكنك في الوقت الحاضر استخدام الكثير من تطبيقات تدوين الملاحظات، مثل: تطبيق إيفرنوت (Evernote).
  • تعلُّمُ مهارةٍ جديدة: تعلَّم شيئاً جديداً أو مهارةً جديدةً أو كلمةً جديدة كلَّ يوم، إذ إنَّ اكتساب مهارةٍ جديدةٍ واحدةٍ كلَّ يومٍ يساوي 365 مهارةً جديدةً كلَّ عام، فتخيَّل الآن أين يمكنك أن تكون بعد سنةٍ إذا بدأت بفعل ذلك اليوم.
  • فعل شيءٍ لنفسك: نعم، العمل الجاد هو عاملٌ رئيسٌ للنجاح، ولكن فلتقم بشيءٍ ممتعٍ ولو لمرةٍ واحدةٍ في الشهر على الأقل، شيءٍ صارخٍ وعفويٍّ يجعلك تعيش الحياة. استمتع ومتِّع نفسك.

القاعدة الجوهرية الواجب اتباعها:

آخر نصيحةٍ وقاعدة يجب اتباعها هي: الاستمرّار في فعل ما تفعله.

تصبح الأمور صعبةً أحياناً، ويبدو الطريق طويلاً جداً؛ ولكن يجب عليك مواصلة العمل الذي بدأته.

أعِد النظر في أهدافك، وابدأ تخيَّل أنَّك غيَّرت فجأةً وضعك، وأنَّك على المسار الصحيح الذي سيوصلك إلى العَظمة، واستخدم هذه القواعد الثلاث الأساسية لخلق مصيرك وتحقيق ما تريده في الحياة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!