ويرتبط المتغير بالخدار الذي يتسبب في شعور زائد بالنعاس أثناء النهار إلا أن دراسات سابقة أوضحت أن حوالي ثلث الأشخاص الذين ثبت أن لديهم هذا الجين يعدون طبيعيين ويتمتعون بنوم صحي.
وقال الباحثون في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا إن الخبراء أرجعوا معاناة الأشخاص الذين يعانون الحرمان من النوم الى الجينات الموجود في كل شخص، فالبعض يشعرون بالإرهاق وعدم الراحة أكثر من أشخاص آخرين قد يتجهون إلى النوم مباشرة دون معاناة.
وقال الدكتور جيفري إلينبوجن، رئيس قسم علاج النوم بمستشفي ماساشيست العام: “إن الحرمان من النوم الذي تفحصه هذه الدراسة، والذي يطلق عليه اسم الحرمان الجزئي من النوم هو شيء يحدث لملايين البشر لأسباب متعددة، ولأن هذا الجين عام، فنحن نتحدث عن ملايين من البشر التي تخصهم هذه الدراسة”.
أما الدكتور نامني جول، الأستاذ المساعد لعلم النفس والطب النفسي بكلية طب جامعة بنسلفانيا بفلاديلفيا، فتقول “إن هذا الجين الذي يحمله حوالي 30% من الشعب الأمريكي قد يمثل علامة حيوية للتنبؤ برد فعل الشخص الذي يحصل على القليل من النوم”.
92 حالة لبالغين أصحاء
وقامت الباحثة جول وفريقها بدراسة 92 حالة لبالغين أصحاء ليس لديهم هذا المتغير الجيني، بالإضافة لـ37 حالة لبالغين لديهم هذا الجين إلا أنهم لا يعانون أي اضطراب في النوم.
في الليلتين الأوليين قضت المجموعتين 10 ساعات في الفراش ونعموا براحة تامة، وفي الخمس ليال التالية حرموا من النوم بشكل جزئي، ولم يسمح لهم سوى بأربع ساعات في الفراش كل ليلة، في الفترة الباقية كانت الأضواء تترك مضاءة، وسمح للمشاركين بالقراءة أو لعب بعض الألعاب المسلية أو مشاهدة التلفاز كي تبقيهم متيقظين.
وخلال الدراسة قام الباحثون بقياس طبيعة نوم المشاركين ونسبة الشعور بالنعاس عند كل شخص، كما قاموا باختبار ذاكرتهم وانتباههم وقدرتهم على مقاومة النوم أثناء النهار، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم هذا الجين يشعرون بالنعاس والإرهاق سواء نعموا براحة تامة أو حرموا من النوم، ووصف نومهم بالمتقطع.
لا اختلاف في الذاكرة والانتباه
وفي الليلة الخامسة من تجربة “الحرمان من النوم”, استيقظ الأشخاص الذين لديهم هذا الجين بمتوسط أربع مرات، بينما الأشخاص الذين ليس لديهم هذا الجين استيقظوا مرتين فقط، واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم هذا الجين كانت لديهم رغبة أقل في النوم أثناء الليالي التي نعموا بها براحة تامة، كما قضوا فترة أقل من النوم العميق عن الأشخاص الذين ليس لديهم هذا المتغير الجيني، سواء في الليالي التي نعموا بها براحة تامة، أو في الليالي التي حرموا فيها من النوم.
كما وجدت الدراسة أنه لا اختلاف بين الفريقين عند اختبار ذاكرتهم وانتباههم بعد حرمانهم من النوم، ولم يكن بينهم اختلاف في قدرتهم على مقاومة الرغبة في النوم أثناء النهار، واعتبر الباحثون أن التفسير البسيط المنطقي لهذا هو أنه ربما كان هناك عامل جيني ينظم الاستجابة النفسية للحرمان من النوم ومعرفة كيفية أداء هؤلاء الأشخاص لعملهم.
وأوضحت جول أنه أحياناً ما يتصور بعض الأشخاص أنهم بخير بينما يكون أداؤهم في العمل مريع أو العكس. وأضافت أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتطبيق هذه النتائج على أشخاص آخرين ومعرفة ما إذا كان هناك علامات حيوية أخرى يمكن أن توضح لماذا يكون بعض الأشخاص مقاومون لتلفيات الحرمان من النوم عن غيرهم.
ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه الدراسة للوصول لعلاج يقلل أو يتغلب على تأثيرات الحرمان من النوم لدى بعض الأشخاص.
المصدر:موقع العربية
Source: Annajah.net