تكثر الشكوى من الأمهات – خاصة الجدد – من قلة إدرار اللبن بما لا يكفي احتياجات رضيعهن ، فلنتعرف على طبيعة هذه الشكوى و أسبابها .
دعيني أخبرك أنه – وفي حالات كثيرة – وُجد أن مصدر تلك الشكوى هي مجرد إحساس من الأم ، وأن الطفل بالفعل يأخذ احتياجاته كاملة من لبنها .فما الذي يجعل الأم تقلق بشأن هذا الموضوع ؟
رضيع يبكي باستمرار ، وآخر يرضع بكثرة أو لفترة طويلة ؛ في هذه الحالات لا يتبادر إلى ذهن الأم إلا أن رضيعها جائع و أن لبنها ليس كافياً .أيضاً بعض الأمهات لا تلاحظ اللبن بعينيها ولذلك تصل إلى نفس النتيجة .
هذه الأعراض قد تحدث لأسباب أخرى ، فليس شرطاً أن تكون كمية اللبن غير كافية للرضيع .
لكن – وبما أنك قلِقة – فلا بد من تحديد مصدر هذه الشكوى ، هل بالفعل كمية استهلاك الطفل قليلة ؟ واذا كانت كذلك ، فما السبب ؟ هل بسبب طريقة الرضاعة نفسها ، أم قلة إدرار اللبن ؟
أسباب تمنع الطفل من الرضاعة بشكل جيد
لتعرفي ذلك ،تتبعي طفلك في أمرين : زيادة الوزن وإخراج البول.
- زيادة الوزن : لنحكم على هذا الأمر لا بد من قياس الوزن أكثر من مرة خلال فترة قصيرة . في الطبيعي يقل وزن الرُضع في الأيام الأوَل، معظمهم يستعيدون وزن الولادة في آخر أسبوعهم الأول ، وفي بعض الأحيان في غضون أسبوعين .
إذاً لو وجدت أن وزن طفلك في نهاية أسبوعه الثاني أقل من وزنه عند الولادة ، فهنا يحتاج طفلك للفحص لمعرفة السبب .
يزداد وزن الطفل بمعدل 500 جرام – 1 كيلوجرام كل شهر ، فلو كانت زيادة وزنه قليله فربما يحتاج إلى الفحص أيضاً .
- إخراج البول : يتبول الطفل المعتمِد على الرضاعة الطبيعية بمعدل 6-8 مرات أو أكثر خلال 24 ساعة ، لو قل المعدل عن 6 مرات في اليوم ؛ فهذا يعني أنه لا يتناول ما يكفيه ، خصوصاً إذا لوحظ أن لون البول يميل إلى الأصفر الغامق أو أن رائحته قوية . ولكن يؤخذ في الاعتبار أن هذه العلامة لا يعتد بها في حالة تناول الطفل لمشروبات أخرى غير لبن الأم .
- أيضاً يمكن اعتبار خروج العِقي ( براز أسود لزج ) لمدة 4 أيام بعد الولادة علامة على عدم كفاية الطفل من اللبن .
وهنا نتساءل ، ما الأسباب التي تجعل الطفل لا يأخذ ما يكفيه من لبن أمه ؟
أسباب خاصة بأسلوب الرضاعة :
- التأخر في الإرضاع الطبيعي يجعل إدرار اللبن لا يتناسب مع احتياجات الطفل .
- التعلق غير المحكم لحلمة الثدي .
- قلة عدد الرضعات ، والرضاعة في أوقات محددة ، و عدم الرضاعة ليلاً ؛ كلها أمور تجعل الطفل لا يأخذ كفايته من اللبن ، فلا يجب أن تقل عدد مرات الرضاعة عن 8 مرات يومياً خلال 8 أسابيع الأولى ، وبعدها لا تقل عن 5-6 مرات يومياً .
- الرضاعة لفترة قصيرة ، وهنا لا يأخذ الطفل كل اللبن الموجود في ثدي الأم ، فلا يستفيد من لبن “آخر الرضعة ” الغني بالدهون .
- استخدام الزجاجات أو الحلمات الصناعية .
- إعطاء الطفل أطعمة او مشروبات أخرى غير لبن الأم ، مما يقلل من مرات الرضاعة الطبيعية والذي يؤثر بصورة سلبية على إدرار لبن الأم .
-
أسباب تتعلق بنفسية الأم :
كثيراً ما تعاني الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة ، قلق ، ضغط نفسي ، عدم تقبل لفكرة الرضاعة أو حتى النفور من الطفل ؛ هذه الأسباب لا تؤثر مباشرة في إدرار اللبن ، لكن تؤثر في طريقة التفاعل بين الأم ورضيعها والذي ينعكس بصورة سلبية على معدل رضاعته والذى يؤثر بدوره على إدرار اللبن .
جدير بالذكر هنا ، أن مجتمعنا العربي لا يولي نفسية الأم الاهتمام الكافي وهي في أشد الحاجة إليه ، لذا اطلبي صراحة ما تحتاجينه ، وأخبري طبيبك بما تشعرين به ، فقد تحتاجين إلى بعض الأدوية .
-
أسباب خاصة بطبيعة جسم الأم :
هناك حالات مرضية تقلل من إدرار اللبن مثل فشل الغدة النخامية بعد نزيف شديد أو احتباس جزء من المشيمة .وفي حالات أخرى تعاني قلة من الأمهات – كطبيعة فسيولوجية بحتة – من قلة إدرار اللبن ولسبب غير معروف ، وهنا لا يزيد إدرار اللبن حتى مع مراعاة أسلوب الرضاعة الصحيحة .
من الأسباب التي قد تؤثر أيضاً علي إدرار اللبن : أقراص منع الحمل ، الحمل ، نقص التغذية الشديد ، التدخين وتناول الكحوليات .
-
أسباب خاصة بالطفل :
قلة وزن الطفل أو تناوله لكمية قليلة من اللبن(مما يقلل من إدراره ) قد يكون بسبب ألم يعاني منه الطفل أو وجود عيوب خِلقية مثل خلل في الحنك ( أعلى باطن الفم ) ، أو مشاكل في القلب أو الكلى ؛ لذا تؤخذ هذه الاحتمالات بعين الاعتبار ، فيُفحص الطفل جيداً قبل الجزم بقلة لبن الأم .
وأخيراً ، وطبقاً لإحصائيات كثيرة ، فإن الأسباب الشائعة لعدم كفاية الطفل من اللبن ترجع إلى طريقة الرضاعة نفسها ، التي ما إن تتحسن حتى تختفي تلك الشكوى .