4 خطوات خاصة تقودك إلى تحقيق النجاح

يحاول جميع البشر تحقيق النجاح الخاصِّ بهم والتفوق في حياتهم؛ ولكي يتحقق النجاح الذي تريده، فلابدَّ من التخلُّص من عاداتك وأمورك السيئة، واستبدالها بالسلوكات والتصرُّفات الجيدة. ربَّما يحتاج هذا التغيير إلى وقتٍ طويل؛ ولكن، يمكن بالصبر والشغف والقوة أن تُبنَى تلك العادات الجيدة بداخلك، وتصبح جزءاً أساسيَّاً من سلوكاتك. سنُطلِعك فيما يلي على 4 خطواتٍ تقودك إلى تحقيق النجاح الذي تريده.

Share your love

سنُطلِعك فيما يلي على 4 خطواتٍ تقودك إلى تحقيق النجاح الذي تريده:

الخطوة الأولى: حدِّد هويَّتك ونجاحاتك التي ترغب بها

علينا أن نرتدي ثوباً نقيَّاً لنكون أشخاصاً ناجحين، ويتمُّ ارتداء هذا الثوب بأَنْ نغرس في قلوبنا كلَّاً من: الحبِّ والفرح والسلام والصبر والأمل والأمان والخير والإيمان والتواضع والاعتدال في كلِّ شيء؛ فليس هناك قانونٌ يقف أمام هذه الأمور. حينما نعظِّم هذه الصفات في عقولنا ونحيا وفقاً لها، نكون قد اكتشفنا القيم الحقيقية في الحياة، وهي تلك القِوى والصفات والسمات التي أنعم الله بها على البشر.

لنْ تشكِّل هويَّتك فارقاً ما لم تكن قناةً أو وسيلةً تُعرَض من خلالها هذه الصفات، وكما يُقال: “كما يظنُّ الشخص في نفسه، يكون”؛ فإيماننا الشخصي ومشاعرنا الداخلية هما المتحكِّمان في حياتنا المادية الملموسة، وستنعكس الصور الموجودة في داخلنا على عالمنا الخارجي. على سبيل المثال: إذا أمكننا التقاط صورةٍ لمعتقداتنا أو انطباعاتنا الموجودة في عقلنا الباطن، فستكون مطابقةً تماماً لانعكاساتها في عوالمنا الخارجية.

تعكس تجاربنا وأحداثنا وظروفنا وأحوالنا قناعاتنا الداخلية عن أنفسنا خصوصاً، وعن الناس والأشياء والعالم عموماً؛ ويعلِّمنا فهم الحقيقة بميراثنا الحقيقي والأخلاقي، ويحرِّرنا من مخاوفنا من الفقر والمرض والشيخوخة والموت، وغيرها؛ فنحن هنا لكي نحيا حياةً رغيدة، ونعبِّر عن سعادة العيش بشكلٍ دائم.

النجاح ما هو إلَّا نجاح العيش، ويمكن لعيش فترةٍ طويلةٍ من السلام والفرح والأمل والسعادة في هذه الحياة، أنْ يُوصَف على أنَّه نجاحٌ بالفعل؛ فالشعور الدائم بهذه الأشياء هو الحياة الحقيقية.

كلُّ الأشياء الحقيقية في الحياة، مثل: السلام، والانسجام، والنزاهة، والأمن، والأمان، والسعادة؛ ما هي إلَّا أشياءٌ غير مادية، حيث تأتي من أعماق أنفسنا، ويمكن أن نرسِّخها في عقلنا الباطن عبر التأمُّل فيها.

الخطوة الثانية: تعرَّف على مواهبك واعمل على تنميتها

تأتي القدرة على تحقيق النجاح من حبِّك لما تعمل، فعلى سبيل المثال: لا يكفي الحصول على شهادةٍ في الطبِّ النفسي وتعليقها على جدار عيادتك أو منزلك لتكون أخصائيَّاً نفسيَّاً ناجحاً، بل يتوجَّب عليك مواكبة العصر الذي تعيش فيه، وحضور المؤتمرات الطبية النفسية، وتعلُّم كلِّ ما هو مفيدٌ وجديد، وقراءة أحدث المقالات العلمية. بعبارةٍ أخرى: يجب عليك أنْ تكون على علمٍ بالأساليب الأكثر تقدُّماً في تخفيف المعاناة الإنسانية، وأنْ تضع مصلحة مرضاك في المقام الأول دائماً.

ربَّما يقول قائل: “كيف يمكنني أنْ أقوم بالخطوة الأولى؟ إنَّني لا أعرف ما ينبغي عليَّ فعله”. في مثل هذه الحالة، اطلب التوجيه والإرشاد من الآخرين، واطلب من الله بقلبٍ سويٍّ أن يكشف لك مواهبك الخفيَّة، ويوجِّهك إلى مكانك الحقيقي في الحياة.

اطلب ذلك من أعماق قلبك بهدوءٍ ورويَّةٍ وإيجابيةٍ ومحبَّة، وبمزيدٍ من الإيمان والثقة؛ وسيأتيك الردُّ بصورة شعورٍ أو حدسٍ أو ميلٍ إلى اتجاهٍ معيَّن، وسيكون واضحاً. عليك أنْ تسأل ببساطة، وسيأتيك الجواب والإلهام وأنت في حالة سلامٍ وهدوء، لا في حالة ارتباكٍ وحيرة.

الخطوة الثالثة: تخصَّص في فرعٍ معيَّن، واعرف عن هذا التخصُّص أكثر ممَّا يعرفه الآخرون

إذا اخترت الكيمياء كمهنةٍ لك مثلاً، فهناك العديد من التخصُّصات في هذا المجال، وعليك أنْ تعطي كلَّ وقتك واهتمامك للتخصُّص الذي اخترته، وأنْ تتحمَّس له بدرجةٍ كافية، وتحاول معرفة كلِّ ما هو متاحٌ حوله؛ وإذا أمكنك الأمر، فاعرف عنه أكثر ممَّا يعرفه الآخرون.

كما يجب أنْ تكون متحمِّساً في اهتمامك بالعمل بهذا المجال، وأن تكون لديك الرغبة في خدمة العالم، حيث أنَّ هناك فارق كبيرٌ بين هذا التوجُّه العقلي، وبين توجُّه الشخص الذي يريد كسب لقمة عيشه أو “الحصول على الكفاف”.

لا يعدُّ الحصول على الكفاف نجاحاً حقيقيّاً، إذْ يجب أنْ يكون دافعك أكبر من ذلك، وأكثر نُبلاً وإيثاراً؛ إضافةً إلى أنَّه يتوجَّب عليك أن ترغب في خدمة الآخرين، لتكسب رزقك ولقمة عيشك بسهولةٍ وكثرة.

الخطوة الرابعة: احرص على إفادة البشرية

هذه هي الخطوة الأخيرة والأهم؛ إذ يجب ألَّا تكون رغبتك أنانيَّةً، بل يجب أنْ يكون الشيء الذي تريد القيام به مفيداً للإنسانية بالكامل. بعبارةٍ أخرى: يجب أن تُخرِجَ فكرتَك بغرض إفادة العالم أو خدمته، وستعود إليك حينها وافرةً وفيَّاضة؛ أمَّا إذا لمْ تُفِد أحداً سواك؛ فلن تكتمل الدائرة.

قد يقول بعضنا: “ولكن هناك شخصٌ ما استطاع تكوين ثروةٍ كبيرةٍ من خلال بيع مخزونه من بضاعةٍ فاسدة”. قد يبدو للشخص أنَّه ربَّما ينجح لبرهةٍ وببراعة، ولكنَّ المال الذي يحصل عليه عن طريق الغش عادةً ما يزول، فما نؤذي به الآخرين، نؤذي به أنفسنا أيضاً؛ فالآخر هو أنت. حينما نسرق من الآخرين، فإنَّنا نسرق من أنفسنا؛ وذلك لأنَّنا نصبح في حالةٍ مزاجيةٍ من الفقر والعجز، والتي قد تنعكس آثارها على جسدنا، أو حياتنا الأسرية، أو شؤوننا الأخرى؛ وعلى الرغم من قدرة المرء على جمع ثروةٍ بالغش، فإنَّه لا يعدُّ ناجحاً؛ فليس هناك نجاحٌ دون راحة البال.

في الخِتام:

يحبُّ الناجحون أعمالهم، ويعطونها كلَّ ما لديهم؛ فلا يعني النجاح مجرَّد جمع الثروات، فالناجحون لديهم فهمٌ روحيٌّ عميق، ويعتمد العديد من رجال الصناعة الكِبار اليوم على هذه القدرة فقط. هناك مَثَلٌ رائعٌ في هذا الصدد، يقول: “لو كان للإنسان مئة نعجة، وضلَّت إحداها، سيترك تسعاً وتسعين نعجة، ويذهب إلى الجبال باحثاً عن نعجته الضالة”.

وكما رأيت عزيزي القارئ، ففي حال تقيَّدت بهذه الخطوات البسيطة التي قدَّمناها إليك، ستحقِّق كلَّ المخططات والأهداف والنجاحات التي تتمنَّاها في حياتك، إذ أنَّ طريق النجاح متاحٌ لجميع البشر. لذا، حاول استثمار وقتك دائماً، واطرح كلَّ ما بداخلك من قِوى وقدرات، حتى يكون بمقدورك الوصول إلى غاياتك الحياتية المراد تحقيقها.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!