5 أنماط من الأفكار السلبية عليك الابتعاد عنها

إنَّ الأفكار التي تقبع في عقلنا الباطني تساعدنا كقوة دفع تدفعنا إلى الأمام، أو يمكنها أن تكون السبب في التراجع إلى حالة الهزيمة، لذا سنسلط الضوء فيما يلي على أكثر أنماط التفكير غير المثمرة شيوعاً.

إنَّ الأفكار التي تقبع في عقلنا الباطني تساعدنا كقوة دفع تدفعنا إلى الأمام، أو يمكنها أن تكون السبب في التراجع إلى حالة الهزيمة، وذلك بحسب ويلدينج.

التفكير الزائد وارد الحدوث كثيراً؛ إذ من المستحيل تقريباً التخلص من أنماط الأفكار غير المثمرة من عقلك، أشارت ويلدينج في كتابها الجديد “ثق بنفسك” (Trust Yourself) إلى 10 أنماط من الحديث الذاتي السلبي وطرائق التفكير الزائد لدى الناس، وطريقة وضع الأفكار في مسارها السليم؛ لذا سنسلط الضوء فيما يلي على أكثر أنماط التفكير غير المثمرة شيوعاً:

1. مبدأ الكل أو لا شيء في التفكير:

تقول ويلدينج إنَّ طريقة التفكير القائمة على الحصول على كل شيء أو لا شيء هي نمط تفكير غير مثمر يعاني منه الكثير من عملائها، وتقول أيضاً: “يعني ذلك بأنَّك ترى حالة ما بصورتها المطلقة، دون التفكير في أي حل وسط”؛ فأحد الأمثلة على ذلك تفكيرك بأنَّك إذا لم تنجز عملاً ما إنجازاً صحيحاً، فأنت شخص فاشل تماماً.

توضِّح ويلدينج: يبدو الأمر وكأنَّك تدَّعي بأنَّ عليك المراهنة بشكل كامل على شيء ما من أجل أن يكون جزءاً من حياتك، مثال على ذلك ربما لديك هدف شخصي بمشاركة وصفاتك المنزلية الشخصية مع العالم، لكن بدلاً من نشرها فقط على مواقع التواصل الاجتماعي أو البدء بموقع إلكتروني، يجعلك مبدأ الكل أو لا شيء في التفكير تؤمن بأنَّه عليك أن تكون كوتشاً صحياً يمتلك ترخيصاً، أو أن تحصل على شهادة شيف قبل أن تشارك وصفاتك مع العالم.

هذه هي نصيحة ويلدينج لكلا الحالتين: ابحث عن حل وسط.

تقول ويلدينج: “إنَّ المواقف أكثر دقة مما يظن الناس، وليس عليك الذهاب إلى أقصى الحدود لترى شيئاً ما رؤيةً كاملةً”.

2. الإفراط في التعميم:

إنَّ التعميم المفرط هو شبيه لطريقة التفكير القائم على الكل أو لا شيء في أنَّه نمط تفكير سلبي يأخذ الموقف إلى أقصى الحدود، وتوضِّح ويلدينج بأنَّ الفرق هو أنَّ منهج الكل أو لا شيء في التفكير يتعلق بموقف محدد بينما التعميم المفرط يحوِّله إلى نمط، تقول ويلدينج: يشبه الأمر عندما تفكر بأنَّ مجرد إخفاقك في آخر عرض تقديمي يعني أنَّك ستفشل حتماً في العرض القادم.

هذا النمط من التفكير غير صحيح، وكلما ظهرت مثل هذه الأفكار، تقول ويلدينج إنَّه يجب عليك التوقف قليلاً والتفكير في الوقائع، فربما لم تنجح تماماً في العرض التقديمي الأخير، لكنَّ الحقيقة أنَّ ما حدث في الماضي ليس له تأثير بما سيحدث في المستقبل، وتقول أيضاً: “ما نخبر أنفسنا به هو غالباً قصة غير مفيدة؛ لذلك احرص على تغييرها”.

3. استبعاد الأفكار الإيجابية:

تقول ويلدينج إنَّ استبعاد الأفكار الإيجابية هو نمط تفكير غير مثمر آخر شائع بشكل خاص بين أولئك الذين يعانون من ضعف في الثقة بالنفس، “أحد الأمثلة على ذلك هو صعوبة تقبُّل المجاملات”، تقول ويلدينج: “على سبيل المثال إذا عملت بجد على شيء ما وأقرَّ أحد ما بذلك قائلاً إنَّك قمت بعمل رائع، لكنَّك تتجاهل تلك المجاملة قائلاً إنَّه كان عملاً جماعياً، بدلاً من شكره بكل بساطة”.

تعطي ويلدينج أمثلة أخرى كأن تقوم بعمل جيد لكنَّك تقول لنفسك إنَّ أي أحد باستطاعته القيام بذلك.

تستغرق عملية بناء الثقة بالنفس وقتاً طويلاً، لكن تنصح ويلدينج بأن تخصِّص وقتاً كل أسبوع أو كل يوم لتركز على نجاحاتك، وتكتشف نقاط قوتك؛ حيث تؤكِّد ويلدينج أنَّ هذه النجاحات ليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بإنجازات، على الرغم من أنَّك تستطيع أن تُدرِج ذلك أيضاً.

لحظات القوة هي أوقات المثابرة؛ أي عندما تدير محادثة صعبة أو تدفع نفسك لأن تجرِّب شيئاً ما خارج منطقة راحتك، توضِّح ويلدينج أنَّ الهدف من هذا أنَّك ستبدأ بملاحظة قدراتك بمرور الوقت، الأمر الذي بدوره يوقف استبعاد الأفكار الإيجابية في كثير من الأحيان.

4. التفكير العاطفي:

تقول ويلدينج: “ببساطة، التفكير العاطفي هو عندما تشعر بشيء ما، وبعدها تفكر في أنَّه يجب أن يكون صحيحاً”، موضِّحة نمط تفكير غير مثمر آخر، على سبيل المثال: أن تؤمن بأنَّك غير كافٍ لمجرد أنَّك تشعر بذلك، أو أن تقتنع بأنَّك لا يجب أن تضع حدوداً في علاقتك مع شخص ما، لمجرد شعورك بالذنب لأنَّك فعلت ذلك؛ إلا أنَّ العواطف لا تمثِّلك أو تمثِّل ما يحدث بدقة دائماً.

إليك الطريقة التي تنصح من خلالها ويلدينج الناس بأن يوقفوا التفكير العاطفي عندما يظهر: حدد وقتاً من 90 ثانية إلى 30 دقيقة، تسمح بها لنفسك بالشعور بكل العواطف التي تجتاحك، كالحزن أو الذنب أو التوتر أو غيرها، وبعدها عندما يرن المنبه أكمل ما كنت تفعله، تقول ويلدنيج: “هذه طريقة لتقسيم تلك المشاعر، بحيث لا تأخذ يومك بالكامل”.

5. العبارات التي تبدأ بـ “يجب أن”:

تتمحور هذه العبارات حول التوقعات التي نضعها عن أنفسنا، هل عانيت يوماً من شيء ما وفكرت في سرك قائلاً: “يجب عليَّ أن أكون أفضل بهذا الأمر” يتعلق الأمر بالكفاءة؛ وذلك لأنَّها تتمحور حول الاعتقاد بأنَّه يمكنك القيام بشيء ما.

إدارة العبارات التي تبدأ بـ “يجب أن” تكون بإعطاء نفسك مهلة، وتشجعنا ويلدينج على التفكير في المكان الذي تنبع منه هذه التوقعات التي نضعها عن أنفسنا؛ فهل تستمدها من مديرك أم شريكك أم أحد والديك؟

ذكرت ويلدينج في كتابها: “على الرغم من أنَّه يمكنك العيش وفقاً لمجموعة من القواعد والمعايير، ولكن فكر فيمن وضع هذه القوانين وإن كانت تسمح لك بعيش الحياة الهادفة التي لطالما حلمت بها، بدلاً من التركيز على ما لا تستطيع أن تقوم به حتى الآن، وركز على ما تستطيع القيام به والتقدم الذي تحققه.

تجدر الإشارة مجدداً إلى أنَّ أنماط التفكير غير المثمرة لا بد أن تتسلل إلينا، مثل البعوض الصغير تماماً، وأنَّه لمن المستحيل التخلص منها للأبد؛ ولا يعني هذا أنَّه يمكنها احتلال عقلك؛ بل يمكنك القضاء عليها عندما تظهر، ومع القليل من التمرين سوف تظهر ظهوراً أقل، وستأخذ مكانها الأفكار الإيجابية.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *