5 نصائح لنيل التقدير ذاتياً

يعلم معظم الناس أنَّ أفكارهم تحدد أشكال شخصياتهم، وليس هذا تقليلاً من قيمتهم؛ فأفكارنا تحدد أشكال شخصياتنا، وشخصياتنا تحدد تصرفاتنا، ولكن يترك معظمنا الجزء المتعلق بأفكارنا عن أنفسنا للآخرين؛ أي لعوامل خارجية لا سيطرة لنا عليها. وإليك بعض النصائح التي تضمن لك نَيل التقدير ذاتيَّاً كل يوم.

Share your love

وما يؤكد هذا السلوك هو كمية الوقت الذي يقضيه الناس لتعديل صورهم قبل نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ليحصدوا أكبر قدر من إعجابات الآخرين؛ حيث يُمثِّل كل إعجاب تصريحاً بشيء ما مثل الذكاء أو الجمال.

إذاً، ماذا يحدث عندما لا يحظى المحيطون بك بيوم جيد أو لا يوافقون على ما تريده؟

الجواب هو: إنَّه ليس عملهم وهذا ليس من شأنهم، وهناك أسباب وجيهة لحاجتك إلى صورة ذاتية إيجابية، وإليك بعض النصائح التي تضمن لك نَيل التقدير ذاتيَّاً كل يوم:

1. اعلم أنَّه كلما تقدَّمنا في العمر، زاد تركيزنا على ما ينقصنا:

يشبه العقل في النهاية ساحة معركةٍ يتَّخذ معظم الناس قراراتهم فيها بناء على تجاربهم السابقة والأشياء التي شاهدوها، ولهذا نميل إلى أن نصبح أكثر تشاؤماً كلما تقدَّمنا في السن. لذا فإنَّ عقلك يحتاج إلى إعادة برمجة أفكاره كل يوم تقريباً للتخلص من الأفكار السلبية، كما ينبغي أن تردد في نفسك كل يوم أنَّك جيد وذكي وقوي بما فيه الكفاية، ومع التكرار المستمر والمثابرة سيبدأ عقلك بتصديق ما يسمعه؛ وذلك لأنَّه لا يعرف الفرق بين الواقع واللاوعي؛ وحينما تبدأ في ترديد عبارات إطراء إيجابية ستصدِّقها وترى نفسك تتحول إلى ما تخبر به نفسك؛ وبعبارةٍ أخرى: تظاهر بالأمر حتى يصبح واقعاً.

2. لا تُلغِ نقاط ضعفك:

إنَّنا نقضي وقتاً طويلاً في محاولة التخلص من نقاط ضعفنا والتظاهر بخلاف ما نحن عليه، وهذا تصرف غير صحيح؛ وذلك لأنَّ تقبُّل عيوبك ليس فقط أكثر فاعلية ولكن يمكن أن يساعدك على التغلب عليها.

على سبيل المثال، إذا قيل لك أنَّك عاطفي وحساس للغاية وعليك تغيير ذلك، فذلك يشبه أن تمحو حمضك النووي. إذ إنَّ نقاط الضعف يقابلها نقاط قوة؛ فهما وجهان لعملة واحدة، وتنبع الرغبة في أن تكون كاملاً من الاهتمام بالتفاصيل وبأمورٍ أخرى؛ لذا يتعين عليك أن تقسم ورقة من دفتر يومياتك بخط عمودي وتكتب على الطرف الأول كل عيوبك وأفكارك المُقيِّدة التي تجدها في نفسك وعلى الطرف الثاني ما تظن أنَّه يُقابل تلك العيوب.

تساعد كتابة الأشياء على التصور وتحقيق تلك التصورات، فإذا ظننت أنَّك متسلط جداً فاكتب الصفة الإيجابية المقابلة لها وهي أنَّك تمتلك مهارات قيادية وإذا كنت تنافسياً فالصفة الإيجابية منها هي أنَّك شخصٌ طموح.

فحاول إيجاد التوازن عندما تكتب إيجابياتك وسلبياتك، وفي المرة القادمة التي تتحدث فيها إلى شخص ما انتبه إلى الانطباع الأولي، قد تكون عدوانياً لأنَّك تريد التعبير عن وجهة نظرك؛ لذا خذ دقيقة وذكِّر نفسك بالصفات التي كتبتها على يومياتك.

ربما لن يكون رفع صوتك هو الخيار الأفضل؛ لذا فاسأل نفسك: إذا كنت في موقع القيادة وكان عليك أن تتعامل مع موظفيك، ماذا ستتصرف لو كنت قائداً أو متسلطاً؟ ومن هنا ستجد طريقة ما لتنجز الأمر.

3. ردد عبارات التشجيع كل صباح بصوتٍ مرتفع:

تحدَّث مع نفسك كل صباح عندما تنظر في المرآة؛ فإذا كنت على وشك إتمام صفقة ما فقل لنفسك أنَّه بإمكانك فعلها وبالتالي ستنجح فيما تريد.

قد يبدو هذا سخيفاً لكنَّه يعود بنا إلى النقطة الأولى، فعندما تمدح نفسك بما فيه الكفاية ستبدأ في تصديق ما تعتقد به وعندما تصدق أفكارك فإنَّها تتحول إلى عادات؛ لذا أَخرِج تصوُّراتك إلى الواقع وستتطابق حياتك مع تلك الأفكار في الوقت المناسب.

4. اعلم أن لا فائدة تُرجى من الحسد وكره الذات:

من الغريب أنَّ الناس يرون كل ما في متناول الآخرين وليس في متناولهم جميلاً، والحقُّ أنَّ الذي في متناول الآخرين إن كان جميلاً فذلك لأنَّهم بذلوا جهوداً ليكون كذلك، وأنت لكي تحصل على كل ما تريده وتصبح الشخص الذي تريد أن تكونه؛ عليك أن تبذل جهداً وتعمل بجد، أما مشاعر الحسد وكره الذات فلن تنفعك.

كما تتماشى رغبتك في الحصول على التقدير وحاجتك إلى التحفيز مع وعيك وامتنانك للأشياء الموجودة في حياتك وكم أنَّك محظوظ لكونك فرداً في هذه الحياة. ويمثل كل يوم فرصة للتطور، والنظر بعين التقدير إلى المكاسب التي حققتها والإنجازات التي وصلت إليها هو الإطراء الذي تحتاج إليه لتؤمن أنَّك تستحق كل ذلك.

5. أصغِ إلى كل شيء، لكن لا تتعلق بشيء:

إنَّ النقد جزء أساسي من الحياة ونحن بحاجة إليه لنتطوَّر ونتقدَّم، فحتى الحديقة تحتاج إلى المطر كي تنمو وتُزهِر، ولكن هذا المطر لا يدوم إلى الأبد وإلا لن نستمتع بجمال زهور الصيف والربيع، إنَّها الطريقة التي تعمل بها الطبيعة فمع كل سوء يأتي الخير.

إذا نقدك أحدهم أو أدلى بتعليق سلبي فاسمعه وقيِّمه إذا ما كان مفيداً أم لا، ثم تابع حياتك سواء أكان نقداً من أبويك أم رب عملك فهذا أفضل ما قد تفعله لنفسك.

لا تتمسك بما قيل لك وكم آلمك؛ وذلك لأنَّ هناك دوماً درس تتعلَّمه من الألم فاحرص على الاستفادة منه لتصبح ناضجاً وحكيماً، وواصل المضي قدماً.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!