يتكون مفهوم التنمية المستدامة من ثلاث نقاط رئيسة: اقتصادية وبيئية واجتماعية، في سبتمبر عام 2015، تبنَّت الأمم المتحدة قرار “تحويل العالم: خطة التنمية المستدامة لعام 2030” مع وضع سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة، حيث إنَّها تهدف إلى جعل العالم مكاناً أفضل، إنَّ الالتزام بهذه المبادئ يمكن أن يفيد روَّاد الأعمال، وسنوضِّح ذلك الآن.
1. ازدياد متوسط المشتريات:
الناس على استعداد لدفع المزيد من المال مقابل الحصول على منتج صديق للبيئة، وفقاً للأبحاث، فإنَّ احتمال قيام جيل الألفية بتغيير عادات استهلاكهم لتقليل تأثيرها على البيئة هو ضعف احتمال قيام جيل طفرة المواليد بذلك 75% مقابل 34%، ونتيجةً لذلك، فهم على استعداد لدفع المزيد مقابل المنتجات المصنوعة من مكونات طبيعية 98% مقابل 61% كما أنَّهم مستعدون لشراء الخدمات من الشركات المسؤولة اجتماعياً 80% مقابل 48%.
على سبيل المثال، تقوم شركة “إتش آند إم” (H&M) بتزويد عملائها بمعلومات حول المواد المعاد تدويرها التي صُنِع منها المنتج، كما أنَّها تُعلمهم كيفية التعامل مع الملابس – غسلها ورميها – بطريقةٍ لا تَضرُّ بالبيئة.
وسط هذا الاهتمام العالمي بكوكبنا، يساعد القيام بالإجراءات المناصرة للبيئة على جذب جماهير جديدة، لم يَعُد الناس راغبين في الشراء؛ فهم بحاجة إلى الشعور بالارتباط بشيء ذي أهميَّة للعالم.
شاهد بالفديو: 10 طرق سهلة لتكون صديقاً للبيئة
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/2hI7AYG5ArI?rel=0&hd=0″]
2. انخفاض التكاليف:
في عام 2005، أكَّدت سلسلة متاجر “وول مارت” (Walmart) أنَّ الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة تماماً في صناعاتها وعدم وجود نفايات تُعَدُّ أحد أولوياتها القصوى، بعد سبع سنوات، وفَّرت “وول مارت” 231 مليون دولار بسبب الإدارة الفعَّالة للنفايات وتخطيط إعادة التدوير لتوفير 150 مليون دولار أخرى بفضل مشاريع مصادر الطاقة المتجددة وبرنامج التخلص من النفايات.
قامت كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك (NYU Stern School) بالبحث في العلاقة بين الأداء المالي وتنفيذ سياسات التنمية المستدامة في الشركات، أكَّد 59% منهم تحسُّن النتائج أو استقرارها مقارنة بأساليب الاستثمار التقليدية، وأعلن 14% فقط عن انخفاض في العائدات المالية للابتكارات.
3. زيادة ولاء الأشخاص المحترفين والموهوبين:
على الأغلب أنَّ موظفيك وعملاءك ينتمون للجيل نفسه؛ تبحث فئة الشباب عن وظيفةٍ ذات مغزى تحقِّق قيمة للمجتمع، ويبحث الموهوبون عن رب عمل لديه رؤية واضحة لمساهمته في الاقتصاد العالمي والاستمرارية، سيؤدي تنفيذ أهداف الأمم المتحدة إلى جذب المواهب والاحتفاظ بها.
تُظهر أرقام الإحصاءات الصادرة في عام 2019 أنَّ من بين ألف أمريكي، شخص واحد شمله الاستطلاع، فإنَّ 70% منهم في سن العمل يتخذون قراراً بشأن عرض العمل بناءً على خطة الاستدامة الخاصة بالشركة، في حين صرح 30% أنَّهم تركوا وظائفهم في السابق؛ وذلك لأنَّ الشركة لم يكن لديها خطة تنمية مستدامة.
4. أخذك على محمَل الجد من قبل المسؤولين المحليين:
إنَّ الشركة التي تصبح جزءاً من النظام البيئي لمنطقةٍ معينة وتستثمر رسمياً الملايين في البنية التحتية العامة – مثل المستشفيات – تحصل على المزيد من المساعدة، وتكتسب الأعمال التجارية سمعةً طيِّبة عندما تمنح المساعدة للمجتمع، هذه السُّمعة ليست فقط بين المجتمع والموظفين، ولكن أيضاً بشكل منهجي على مستوى الدولة.
الشركة القائمة حديثاً ليس لديها مثل هذه السِّمعة، على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تشييد بناء ما، فمن المحتمل أن يُمنَح تصريح البناء لأولئك الذين كانوا يعملون على تحسين البنية التحتية المحلية بصورة منهجية.
5. انخفاض تكلفة التأمين، وسهولة الحصول على التأشيرات:
إذا لم تكن هناك معلومات كافية حول النشاط التجاري، فستقوم شركة التأمين بفرض معاملات عالية الخطورة له، إذا كان أساس هذا النشاط بشكل مشاريع تتوافق مع أهداف الأمم المتحدة في المناطق التي تعمل فيها، سيُعَدُّ شريكاً موثوقاً.
والأمر مماثل عند الحصول على التأشيرات، يتتبَّع موظفو السفارة رؤساء عمل المتقدمين، إذا كانت الشركة تبرز نفسها إبرازاً صحيحاً علناً وتعمل عملاً قانونياً وتقدم مساهمة كبيرة في تنمية البلاد؛ فإنَّ الحصول على تأشيرة يكون أسهل بكثير.
تجعل مشاريع التنمية المستدامة الحياة أسهل، وتسرِّع المفاوضات وبعض المعاملات الرسمية؛ حيث تُعبِّر الاستدامة عن نضج الشركة وتجذب الشركاء والعملاء المعتنقين لهذه الآراء، إنَّ جعل الاستدامة الدَّعامة الأساسية للمجتمع يؤدي في النهاية إلى تحسين العالم خارج الإطار النظري.
المصدر