التغيرات التي طرأت على الطائرات:
كان هناك بالتأكيد الكثير من التكهنات حول التغيرات التي ستطرأ على مجال السفر الجوي بعد عودته إلى العمل عقب جائحة كوفيد 19، وفقاً لـ “ويليس أورلاندو” (Willis Orlando) اختصاصي العمليات الإنتاجية في شركة الخطوط الجوية “سكوتس تشيب فلايتس” (Scott’s Cheap Flights)، العديد من التغييرات التي شهدها المسافرون منذ آذار عام 2020 لن تكون دائمة، خاصة الآن مع ارتفاع نسبة التلقيح وتخفيفها لخطر فيروس كوفيد 19؛ حيث قال لمجلة “ريدرز دايجست” (Reader’s Digest): “حصلت الكثير من التغييرات في ذروة الجائحة على مجال النقل الجوي، لكنَّ خطوط النقل الجوي الآن تحافظ على التغييرات التي تناسبها فقط وتوفر لها النقود، بينما يتراجعون عن بعض التغييرات التي أجروها بدافع الحيطة الزائدة”.
على سبيل المثال، أصبح في إمكانك استخدام المقعد الأوسط مجدداً، وعادت السياسات المتعلقة بالحقائب المحمولة إلى حد كبير إلى ما كانت عليه، بعد أن ذكرت توجيهات “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC) الأخيرة أنَّ الأسطح ليست وسطاً ناقلاً بفاعلية للفيروس؛ حيث أدركت شركات الطيران أنَّها غير مضطرة إلى إنفاق الأموال على تعقيم الحقائب أو ارتداء القفازات في أثناء التعامل معها.
تعاني العديد من شركات الطيران من ضائقة مالية حالياً، والتغييرات الكبيرة غير مجدية اقتصادياً؛ لذا تقضي شركات الطيران هذا الوقت في معالجة المخاوف العاجلة والتخلص من الإجراءات التي لم تكن فعالة من حيث التكلفة منذ البداية، فيقول أورلاندو: “كان الهدف من هذه الإجراءات أخذ الحيطة، ولكن حين أدركت الشركات أنَّها توفر المال استمروا في تطبيقها، لقد مروا بسنة قاسية جداً وهم يحاولون توفير المال بأي طريقة ممكنة”؛ إليك بعض الأشياء التي يعتقد أورلاندو وكذلك “سكوت كيز” (Scott Keyes) مؤسس شركة الخطوط الجوية “سكوتش تشيب فلايتس” (Scott’s Cheap Flights) أنَّك لن تتمكن من القيام بها على متن الطائرات بعد الآن:
1. الصعود على متن طائرة دون ارتداء كمامة:
بدأ استخدام الكمامات يتراجع في الحياة اليومية، حيث قالت “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC) أنَّ الأشخاص الذين تلقوا اللقاح لم يعودوا بحاجة إليها، لكنَّ ذلك لن يؤثر على استخدامها في المطارات، على الأقل خلال المستقبل القريب؛ إذ طالبت معظم المطارات الأمريكية، بما أنَّها أماكن مغلقة يوجد فيها أعداد كبيرة من الناس بالقرب من بعضهم بعضاً، بارتداء الكمامات منذ بداية الجائحة.
وفي كانون الثاني من عام 2021، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن (Joe Biden) أمراً تنفيذياً لإضافة ارتداء الكمامات على متن الطائرات إلى القانون، ورحبت شركات الطيران بهذا القرار وفقاً لأورلاندو، حيث قال لمجلة “ريدرز دايجست” (Reader’s Digest): “شجعت شركات الطيران بشدة هذا القرار؛ وذلك لأنَّهم لم يريدوا أن يكونوا مسؤولين” عن الإصرار على العملاء بارتداء كمامة، فحين أملَت الحكومة ذلك بنفسها، خفف ذلك من عبء المسؤولية الواقعة على عاتقهم، ومن المُقرَّر أن يبقى هذا القرار نافذاً حتى تاريخ 18 أيلول 2021، ولا يتوقع أورلاندو أن يُمدد بعد ذلك؛ كما يشمل هذا القرار مضيفات الطيران.
2. المنع من السفر على متن الخطوط الجوية في حال مخالفة سياسة الكمامات:
لن يُمنع الراكب من الطيران بالضرورة إذا رفض ارتداء الكمامة، ولكنَّ ذلك حصل من قبل وهو بالتأكيد خيار متاح لشركات النقل الجوي، في الواقع، زعمت شركة “دلتا إيرلاينز” (Delta Airlines) أنَّها حظرت 880 مسافراً من الصعود على متن خطوطها الجوية في عام 2020 وحده لخرقهم قاعدة ارتداء الكمامات؛ حيث يقول أورلاندو: “لا تزال شركات الطيران تفرض قاعدة الكمامة بصرامة شديدة، هم يحتفظون بحق رفض بيعك التذاكر في المستقبل”، ومع ذلك، قد لا يكون “الحظر” دائماً، فقد يستمر فقط إلى أن يصبح ارتداء الكمامات غير مطلوب.
3. تناول الوجبات الفخمة:
يقول كيز: “في بداية الجائحة قامت جميع شركات الطيران تقريباً بالحد من الخدمات التي كانت تقدِّمها على متن الطائرة إلى حد بعيد؛ وذلك لأنَّها “نقطة اتصال” غير ضرورية بين طاقم الطائرة والمسافرين”؛ لكنَّها الآن تقدمها مجدداً شيئاً فشيئاً؛ حيث يقول أورلاندو: “عادت بعض شركات الطيران إلى تقديم نوع من الوجبات الكاملة خلال الرحلات الطويلة”، لكنَّه يضيف أنَّ درجة رجال الأعمال هي إحدى المجالات التي لا تزال فيها تغييرات الجائحة سارية؛ حيث يحصل الركاب على وجبة، ولكنَّها تُقدَّم في علب بلاستيكية مختومة عوضاً عن تناولها من طبق جميل لا يمكن التخلص منه بعد الاستعمال مرة واحدة، لكون ذلك ملائماً وآمناً صحياً أكثر.
ويمكن ملاحظة هذا النوع من التغييرات أيضاً في صالات استراحة المطار؛ إذ يقول أورلاندو: “لم يعد بوفيه الصالة النموذجي موجوداً حالياً، ولكنَّ هناك علامات تشير إلى أنَّه سيعود في المستقبل القريب”.
4. قراءة المجلات:
قد لا تتمكن من قراءة المجلات والأنواع الأخرى من المواد المكتوبة التي كانت توجد في الجيب الخلفي لمقعدك بعد الآن، وليس الدافع خلف هذا التغيير هو فيروس كورونا وحده، إذ إنَّ المجلات هي عنصر آخر أعادت شركات الطيران النظر في قيمته في أثناء إجرائها تغييرات كبيرة بسبب الجائحة، فسألت نفسها ما إذا كان من المفيد اقتصادياً تقديمها على متن الطائرات وقررت التخلي عنها؛ إذ وجدت شركات الخطوط الجوية أنَّ فائدتها غير ملحوظة وفقاً لكيز.
على سبيل المثال، قررت شركة “دلتا إيرلاينز” (Delta Airlines) التوقف عن تقديم المجلات منذ بداية الجائحة تقريباً، ولا يتوقع أورلاندو عودة المجلات باستثناء واحد؛ حيث يقول: “تابعت شركة “يونايتد” (United) تقديم المجلات على متن خطوطها الجوية، بعد أن توقَّفت عن ذلك لفترة وجيزة فقط”؛ إذ تقول الشركة عن المجلات إنَّها “جزء قيِّم من علامتها التجارية” يعزز عائدات الإعلانات، بينما اغتنمت شركات الطيران الأخرى ظروف الجائحة كفرصة للتخلص من شيء لم يكن فعالاً من حيث التكلفة بالنسبة إليهم على أي حال، وقدَّمت شركة “ألاسكا إيرلاينز” (Alaska Airlines) بديلاً رقمياً، ويعتقد أورلاندو أنَّ شركات الطيران الأخرى ستحذو حذوها.
5. تسليم التذاكر:
تعمل شركات الطيران على التخلص من نقطة اتصال أخرى هي تسليم بطاقة الصعود إلى الطائرة إلى الموظف عند البوابة؛ حيث يمرر الركاب بطاقاتهم الآن على آلة المسح بأنفسهم في أثناء صعودهم على متن الطائرة عوضاً عن تسليمها للموظف وأخذها منه مجدداً، ويقول أورلاندو: “كانت الأمور تسير على هذا النحو لفترة من الوقت قبل انتشار الفيروس، بسبب حجز العديد من الركاب تذاكرهم رقمياً على هواتفهم، لكنَّ معظم شركات الطيران ستتبع هذا الأسلوب بغض النظر إن كانت تذكرتهم رقمية أم ورقية، وأشك في أنَّ شركات الطيران ستعود إلى الأسلوب القديم في هذه الناحية”.
المصدر