5 خطوات للتفاوض مع ربِّ العمل حول العمل دائماً من المنزل

لقد أضحت القدرة على العمل من المنزل -التي عُدَّت لوقتٍ طويلٍ امتيازاً استأثر به ألمع موظفي الشركات وقادتها البارزون- في متناول ملايين الموظفين بمستوياتهم كافَّة، وذلك بغية الحدِّ من انتشار فيروس كورونا المستجد. إذا كنتَ من أنصار فكرة العمل من المنزل، لكنَّ ربَّ العمل لديك أعلن مسبقاً عن خططه للعودة إلى المكتب، أو إذا لم يتِّخذ قراراً بشأن ذلك بَعد؛ فالوقت الحالي يُعَدُّ الوقت المناسب لمحاولة تحويل الوضع الحالي إلى وضعٍ دائم. فيما يلي بعض الطرائق التي تستطيع من خلالها أن تفعل ذلك.

Share your love

أعلنت كُبرى الشركات -من ضمنها تويتر وفيسبوك- مع تأقلم الموظفين في مختلف أرجاء العالم مع طريقة العمل الجديدة، عن خططٍ تتيح للموظفين الاستمرار دائماً في العمل من المنزل في حال اختاروا هذا.

لَقِيَت هذه الأخبار ترحيب غالبية الموظفين -الذين ذكروا أنَّهم يفضِّلون تمديد ترتيبات العمل عن بُعدٍ إلى ما بعد انتهاء الجائحة- إذ وجد استطلاعٌ أُجرِي حديثاً على 2050 عاملاً في الولايات المتحدة، أنَّ 68% من هؤلاء العمال الذين يعملون حاليَّاً من المنزل يرغبون في الاستمرار في ذلك حتَّى وقتٍ مُعيِّنٍ مستقبلاً.

إذا كنتَ من أنصار هذه الفكرة، لكنَّ ربَّ العمل لديك أعلن مسبقاً عن خططه للعودة إلى المكتب، أو إذا لم يتِّخذ قراراً بشأن ذلك بَعد؛ فالوقت الحالي يُعَدُّ الوقت المناسب لمحاولة تحويل الوضع الحالي إلى وضعٍ دائم.

فيما يلي بعض الطرائق التي تستطيع من خلالها أن تفعل ذلك:

1. التأكَّد من الرغبة في العمل من المنزل على المدى البعيد:

فكِّر قليلاً في البداية لتفهم النتائج التي ترغب في الحصول عليها بحق من خلال العمل عن بُعدٍ بشكلٍ دائم، واسأل نفسك: هل أَنت من الموظفين الذين تزداد حماستهم حينما يتحكَّمون بالطريقة التي يقضون بها أوقاتهم، ولا يُضيِّعون الوقت في الذهاب إلى العمل والعودة منه؟ وهل تَزداد إنتاجيتك حينما يكون لديك فضاءٌ خاصٌّ لإتمام العمل وتركيز الاهتمام عليه؟ وهل لديك مشكلةٌ في العمل في بيئةٍ تكون طرائق التواصل الوحيدة فيها افتراضيةً، عوضاً عن التواصل وجهاً لوجه؟

فكَّر تفكيراً بعيد المدى في أثناء البحث عن الإجابات، إذ إنَّه لمن الهامِّ أن تكون خياراتك واضحة؛ لكن لا تدعها ترتبط بالظروف.

تختلف تجربة العمل من المنزل في أثناء الجائحة العالمية -بينما جميع الموظفين الآخرين في موقفٍ مشابه- اختلافاً كبيراً عن العمل عن بُعدٍ مدة 6-8 أشهرٍ مستقبلاً؛ وينصحُ الخبراء ألَّا تستخفَّ أيضاً بأهميَّة مكان العمل كمصدرٍ للتواصل الاجتماعي، وهو أمرٌ قد لا يتحقَّق إذا كنت تعمل عن بُعدٍ بينما الآخرون في مكاتبهم؛ حيث يُعَدُّ هذا بكلِّ تأكيد وضعاً مرتبطاً بظروف الجائحة، إذ قد تكون راضياً عن مستوى العلاقات الاجتماعية التي تجمعك بأفراد العائلة والأصدقاء ومجموعات الأشخاص الذين يقاسمونك الاهتمامات نفسها بعيداً عن العمل.

دع أفراد الأسرة الآخرين الذين قد يتأثَّرون بقرار العمل من المنزل بشكلٍ دائم يشاركون في النقاش؛ وفكِّر مثلاً إن كان هذا سيُغيِّر آلية توزيع مسؤوليات الاعتناء بشؤون المنزل ورعاية الأطفال، أو إذا كنت مضطراً إلى تقاسم مساحة العمل مع آخرين في أثناء النهار.

2. توضيح الفوائد التي يقدِّمها العمل عن بُعدٍ لك وللشركة:

حينما تفكِّر في الكلام الذي ستقوله للمدير حتَّى تقنعه بالسماح لك بالعمل من المنزل، ذكِّره أنَّكما تعملان في الفريق نفسه لحلِّ مشاكل مشتركة، وأنَّ طلبك ليس نابعاً من حاجةٍ شخصيَّةٍ فقط؛ وحدِّد بوضوحٍ المشكلة التي تحاول حلَّها، وما تريده من الشركة.

قد تكون المشكلة أنَّك غير قادرٍ على العمل بكفاءةٍ حينما يضيع نهارك في مهام مثل: إحضار الأطفال من المدرسة، أو رعايتهم في فترة بعد الظهر؛ وقد يكون الحلُّ الذي تستطيع الشركة تقديمه لك هو إمكانية العمل بعيداً عن المكتب، بحيث تتمكَّن من تقسيم وقتك بشكلٍ أفضل، وتركيز الاهتمام في أثناء النهار.

حينما تكون أكثر اهتماماً بعملك، تستطيع أن تساعد الشركة في بناء علاقةٍ أمتن مع العملاء الهامِّين، أو إجراء عملية بحثٍ شاملةٍ حول المُنتَج الذي تعكف على تطويره، أو تحقيق نجاحاتٍ أكبر عن طريق بلوغ أيِّ عددٍ من الأهداف المشتركةِ مع الشركة.

احرص في جميع الأحوال على إجراء عملية بحثٍ تستطيع من خلالها التوصُّلَ إلى نتائج تُفسِّر لماذا سيكون الاتِّفاق ذا منفعةٍ مُتبادلة، وحدِّد طلبك خلال عملية التفاوض، وبيِِّن الفائدة التي ستجنونها جميعاً، واحرص على تقديم طلبك بطريقةٍ تتماشى واحتياجات الشركة.

3- التفكير بصورةٍ بعيدة المدى عند طرح قضية الحياة الشخصية:

إنَّه لمن المُحتمَل جدَّاً في العديد من الحالات أن تكون قادراً على العثور على مبررٍ مرتبطٍ بالعمل يدعم رغبتك الشخصية في العمل من المنزل، بينما قد تستمتع شخصيَّاً بعدم اضطرارك إلى الذهاب كلَّ يومٍ إلى مكان العمل والعودة منه. على سبيل المثال: يمنحك هذا في الحقيقة مزيداً من الوقت للتعامل مع المسائل الشخصية، ويُمكِّنك من تركيز مزيدٍ من الاهتمام، والتحلِّي بمزيدٍ من الإنتاجية في أثناء ساعات العمل.

فكِّر حقَّاً فيما تريده قبل تقديم الطلب، ولا تكتفِ بعد ذلك بطرح القضية من وجهة نظرك الشخصية، وقدِّم أدلَّةً تثبت فعالية هذا الإجراء، وأنَّ المسألة ليست مرتبطةً بالراحة الشخصية فقط.

إذا كنت تأمل في ضمان إبرام اتفاقٍ على العمل عن بُعدٍ لأنَّك تنوي الانتقال انتقالاً دائماً من مكانك الحالي، فيجب عليك أن تُفصِح عن ذلك مُسبقاً؛ إذ تَتَّبع بعض الشركات -من ضمنها فيسبوك- سياسة احتساب رواتب الموظفين اعتماداً على الأماكن التي يسكنونها، حيث يعني هذا أنَّه قد يكون من المُتوقَّع تخفيض الراتب إذا انتقلتَ من منطقةٍ تكاليف العيش فيها مرتفعة والأجور التي تُقدَّم فيها عالية، إلى مدينةٍ متوسطة المساحة وتكاليف السكن فيها معقولة.

ستحصل على نتيجةٍ أفضل كذلك إذا دخلت في حوارٍ وأفسحتَ المجال أمام مساهمة الشخص الآخر في اتخاذ القرار، عوضاً عن الدخول في المفاوضات متأمِّلاً أن يظنوا أنَّك تسكن في مكانٍ آخر غير الذي تسكن فيه. لذا اجلس على طاولة الحوار، وبيِّن لماذا ترى أنَّ عملك الحالي مفيد، وأنَّك ترغب في الاستمرار مع الشركة، ولماذا يُعَدُّ من المنطقي بالنسبة إلى ربِّ العمل أن تستمر في أداء عملك عن بُعد، والأمور التي أنت مستعدٌّ للقيام بها من أجل نجاح الاتفاق.

إذا كان قرار الانتقال إلى العمل من المنزل قراراً ستستفيد منه أسرتك بأكملها لأنَّ هذا سيُقرِّبك مثلاً من أفراد العائلة الذين يستطيعون المساعدة في رعاية أطفالك الصغار؛ فقد يعزِّز هذا موقفك أيضاً. قد يكون ثمَّة سيناريوهاتٌ أخرى من الملائم أن تطرح فيها الأسباب الشخصية التي دفعتك إلى تقديم طلبك، وذلك اعتماداً على ربِّ العمل والمدير.

إن كانت الجائحة قد تركَت أثراً ما في منازلنا، فهو: إظهارها أنَّ رعاية الأطفال وتَضارِب الالتزامات (المهنية والعائلية) في حياتنا أمرانِ واقعان؛ لذا تعامل مع مسألة رعاية الأطفال كما كنت ستتعامل معها لو أنَّ لديك فرداً مريضاً بين أفراد العائلة، ولا تشغل مديرك بمسألة الأطفال، فهو لن يأتي إلى المنزل ويعلِّمهم؛ بل بيِّن أنَّ هدفك هو تقدُّمُ هذه الشركة، بطريقةٍ تضمن لك وللأشخاص الذين تحبُّهم دوام النجاح، وأنَّك توصَّلتَ إلى خطَّةٍ تساعدكم في تحقيق ذلك.

ثمَّة شركاتٌ تؤيِّد بشكلٍ عام اتِّباع سياساتٍ داعمةٍ للأسرة، لكنَّها ليست جميعاً كذلك؛ لذلك ينصح الخبراء الموظفين أن يُقدِّموا المقترحات المُحدَّدة الآتية: ابحث عن طرائق تُظهر أنَّك تستطيع -بصفتك موظَّفاً يعمل بساعات عملٍ مرنة، أو شخصاً يعمل من المنزل- ترك أثرٍ مُذهلٍ في الشركة.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح لمن لديهم أطفال ويريدون العمل من المنزل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/7ia2mPqCyh8?rel=0&hd=0″]

4. استعمال أحدث البيانات للتأكيد على أنَّ العمل عن بُعدٍ يمكن أن يكون ناجحاً:

مع وجود ملايين الموظفين الذين يعملون عن بُعدٍ حول العالم خلال الشهور القليلة الماضية، لم يكن الدفاع عن قضية جدوى العمل الدائم من المنزل أسهل قَطُّ ممَّا هو عليه الآن؛ لذا استثمر النجاحات التي أحرزتها مؤخَّراً لإثبات التزامك في الحفاظ على الحماسة في أثناء العمل، حتَّى لو لن تتواجد في المكتب بعد الآن.

على الرغم من أنَّه من الهامِّ أن تُظهِر أنَّك نجحتَ في العمل عن بُعدٍ خلال بضعة شهور، إلَّا أنَّه يجب عليك أن تحرص كذلك على التعامل مع مسألة إظهار الخطة التي تنوي اتِّباعها للمحافظة على الالتزام والإنتاجية والنجاح مستقبلاً في الدور الذي تؤدِّيه داخل الشركة.

يجب عليك أن تدعم رأيك بالأدلة مثلما هو الحال مع أيِّ حوارٍ آخر، وأن تحرص على إظهار أنَّك ستستمر في التحلِّي بالمسؤولية والتعاون؛ فإذا عاد الجميع إلى العمل في المكتب وبقيت أنت تعمل من المنزل، أظهر أنَّك ستكون مُنتِجاً مثل بقية الموظفين تماماً، وفكِّر في أثناء جمع الأدلة التي تؤكِّد جدوى الاستمرار دائماً في العمل من المنزل، في طريقة وضع الأهداف مع المدير، والكشف عن التقدم الذي ستحرزه، وقياس النتائج.

يبيِّن القيام بعملية البحث هذه أنَّك فكَّرت في كيفية جعل هذا الوضع الدائم فعَّالاً على المدى البعيد، وكيف أنَّه يمكن أن يكون أمراً يَصبُّ بشكلٍ مستمرٍّ في مصلحة ربِّ العمل.

5- التفكير في تأثير القرار في أعضاء الفريق:

سيؤثِّر قرار العمل عن بُعدٍ في زملائك، فكُن مستعدَّاً للاعتراف بذلك في جلسة المفاوضات، واطرح حلولاً تخفِّف من وطأة تلك التأثيرات من حيث التعامل مع التحديات الجديدة.

سواءٌ كنتَ تعمل وحدك، أم كنت مديراً؛ تناقش مع الزملاء الذين تتواصل معهم، للنظر في المخاوف التي تراودهم بشأن الفريق الذي يضمُّ مزيجاً من الأعضاء الذين يعملون عن بُعدٍ والذين يعملون من المكتب، واستمع إلى الحلول التي لديهم.

بإمكان جلسات النقاش الجماعية هذه أن تُمكِّن الآخرين من تولِّي مسؤولية تحديد الطريقة التي يرغبون في اتِّباعها للاستمرار في العمل مستقبلاً، وأن تساعدهم في عرض هذه النقاشات على المديرين، والتوصُّل إلى حلٍّ يراعي الجميع.

من النصائح التي تُوجَّه إلى الموظفين: أن يُطالَبُوا بتطبيق أنظمةٍ عوضاً عن المطالبة بتطبيق آراءٍ فردية، بحيث يتمكَّن الفريق كلُّه من التعاون على تحديد برنامج عملٍ يناسب الجميع. صارِح مديركَ، وقُل له: “أعلم أنَّ هذا جزءٌ من حلٍّ توصَّلنا إليه جميعاً، وأنا هنا مع الفريق للتأكُّد من أنَّه يناسبكَ والجميع”.

ماذا لو لم تَنَل الموافقة مباشرةً على طلبك؟

إذا كنت مهتمَّاً بالعودة إلى العمل من المنزل بشكلٍ عام، فيجب عليك أن تُجري حواراً صريحاً مع ربِّ العمل، ثمَّة عددٌ من الأسباب التي يمكن لأجلها أن ينال طلب العمل عن بُعدٍ الموافقة اللازمة، مثل: عدم وجود أيِّ خيارٍ للوصول إلى العمل سوى ركوب المواصلات العامَّة، أو معاناة مرضٍ ما، أو وجود فردٍ من أفراد العائلة مُعرَّضٍ بشدةٍ إلى خطر الإصابة بمرضٍ خطير.

فيما عدا ذلك، فكن مستعدَّاً -مثلما هو الحال مع أيِّ مفاوضات- للتنازل، والتعامل مع النقاش كنقطة انطلاقٍ لجلسات تفاوض أخرى.

ينصحك الخبراء بأن تسأل المدير عن الأمور التي تثير قلقه، حتَّى تتمكَّن من تحديد العقبات والتعامل معها مباشرةً؛ فقد يكون ما يثير قلق المدير عدم وجود عددٍ كافٍ من الموظفين في المكتب على سبيل المثال، لذا تستطيع في هذه الحالة أن تُبيِّن للمدير في أثناء التفاوض أنَّك ناقشت الوضع مع الزملاء، وأنَّك تعلم أنَّ عدداً مُعيَّناً من الموظفين ينوون البقاء في المكتب للتعامل مع هذه المسائل؛ أو ربَّما فكَّرت فعلاً في حلولٍ رقميَّةٍ حتَّى تتمكَّن من إجراء اللقاءات الشخصية في أثناء التواجد عن بُعد.

إذا كان المدير متردداً بشأن السماح لك دائماً بالعمل عن بُعدٍ في أثناء إعادة افتتاح المكتب، فيمكنك اقتراح إجراء فترةٍ تجريبيةٍ تبقى فيها بعيداً في الشهر الأول من عملية إعادة الافتتاح؛ وإذا تمكَّنت خلال هذه الفترة من إثبات أنَّك تؤدِّي عملاً مثمراً في أثناء عودة الآخرين إلى المكتب عن طريق النتائج القابلة للقياس، فقد تكون قادراً على تمديد هذا الاتفاق.

تستطيع التفكير في الاتفاق من ناحية النهج المرحلي الكُلي المُتَّبع من قِبَل الشركة، فإذا كانوا يخطِّطون مثلاً لعودة 30% من الموظَّفين، فحاول المطالبة بأن تكون جزءاً من الموظفين الذين سيبقون في منازلهم في حال احتاج الباقون إلى الدعم، وعبِّر عن رغبتك في تولِّي الأعمال التي يقوم بها الآخرون إذا شهدت حالات فيروس كورونا موجةً أخرى من الارتفاع في أثناء إعادة الافتتاح.

سواءٌ نِلت الموافقة على العمل دائماً من المنزل، أم اتفقت مع المدير على إجراء فترةٍ تجريبية؛ ينصحك الخبراء أن توثِّق الاتفاق مثلما توصَّلتما إليه حرفيَّاً، بحيث يتأكَّد الجميع في هذه الحالة من أنَّ الاتفاق يمكن أن يستمر، بغضِّ النظر عن الشخص الذي يتسلَّم الإدارة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!