5 خطوات للتوقف عن التذمر

نادراً ما يحل التذمر أي شيء؛ لكنَّ السؤال هو كيف نتخلص من هذه العادة؟ تبدأ العملية بفهم المشاعر العميقة والتلقائية التي طورناها قبل وقت طويل من إدراكنا لها، ومن ثم تحويل عقليتك إلى عقلية أكثر إيجابية؛ مع فهم أنَّ التخلص من العادات يتطلب وقتاً وصبراً والتزاماً؛ فهل أنت على استعداد للبدء؟

Share your love

يصبح التذمر طبيعياً جداً بالنسبة إلينا، لدرجة أنَّنا لا نلاحظ حتى عندما نفعل ذلك؛ فبالنسبة لأشخاص كثر، قد يكون التواصل من خلال الأمور المشتركة التي لا يحبونها أسهل من التواصل من خلال الأمور المشتركة التي يحبونها؛ فمثلاً: تلتقي بصديق جديد وتتذمر أمامه من الطقس البارد، أو من أنَّك لا تحب ارتداء سراويل الجينز ذات الخصر العالي، وقد يجعلك هذا تشعر بالتذمر؛ لكنَّ للتذمر تأثيرات عقلية وعاطفية وجسدية طويلة الأمد، ولا يستحق الأمر هذا ببساطة.

دعونا نواجه الأمر: نادراً ما يحل التذمر أي شيء؛ لكنَّ السؤال هو كيف نتخلص من هذه العادة؟

تبدأ العملية بفهم المشاعر العميقة والتلقائية التي طورناها قبل وقت طويل من إدراكنا لها، ومن ثم تحويل عقليتك إلى عقلية أكثر إيجابية؛ مع فهم أنَّ التخلص من العادات يتطلب وقتاً وصبراً والتزاماً؛ فهل أنت على استعداد للبدء؟

1. افهم لماذا تشعر بالحاجة إلى التذمر:

التذمر هو آلية تعامل، والخطوة الأولى لاستبدال هذه الآلية غير الصحية بآلية صحية هي تحديد متى ولماذا تظهر؛ فقد يتذمر موظف مرهَق مثلاً بهدف التخفيف من الضغط العصبي، وقد يتذمر الطالب المتعثر لأنَّه لا يعرف كيف يحل المشكلة التي يواجهها؛ لكن يمكن لآليات التعامل أن تكون سلوكاً مُكتسباً أيضاً، حيث يتعامل بعض الناس بهذه الطريقة لأنَّهم نشؤوا في أسرة مكونة من متذمرين، فيصبح فعل التذمر جزءاً من طبيعة الشخص؛ وللتعرُّف على جوهر آليتك للتعامل، عليك مواجهة نفسك بعد كل مرة تتذمر فيها؛ وفيما يأتي بعض الأسئلة التي عليك أن تسألها لنفسك:

  • بماذا أشعر الآن؟
  • هل التذمر بشأن هذا صحيح؟
  • ما الذي يمكنني القيام به لحل المشكلة التي أتذمر بسببها؟
  • هل مِن شخص يمكنه دعمي في حل هذه المشكلة؟
  • هل يتكرر التذمر بخصوص هذه المشكلة، أم أنَّه حدث لمرة واحدة؟

كن حذراً عند مواجهة نفسك، فهذا ليس وقت إطلاق الأحكام أو الحديث الذاتي السلبي؛ إذ يمكنك بمجرد تحديد المصدر الذي نشأت منه آلية تعاملك البدء بالتراجع عن ردود الفعل التلقائية التي تتمثل في التذمر، وتعلم كيف تستجيب لتحقيق هدف ما وبرؤية واضحة.

2. جِد مساحة تعبِّر فيها عن مشاعرك بطريقة صحية:

لا يعني تخليص نفسك من سلوك التذمر أنَّك إيجابي ومُبهِج باستمرار؛ ذلك لأنَّ تطوير هذه العملية يستغرق وقتاً ويتطلب الصبر؛ وإذا كنت تتوقع الكثير في مدة قصيرة جداً، فمن المحتمل أن ينتهي الأمر بك وأنت أكثر إحباطاً وعرضة إلى التذمر؛ لذا عليك إيجاد مساحة للتنفيس بعد مرور المشاعر السلبية، فهذه وسيلة للتعبير عن الإحباط دون العواطف العكسية التلقائية التي تغذِّي سلوك التذمر.

لنفترض أنَّ لدى أحد زملائك في العمل عادة سيئة تتمثل في مقاطعتك في أثناء الاجتماعات، وقد تنظر إليه عدة نظرات جانبية لكنَّه لا يفهم التلميح، ويجعلك هذا تشعر باستياء أكبر في كل اجتماع؛ لهذا تشكو إلى زميل عمل آخر بعد كل واحد من تلك الاجتماعات، وينتهي بك الأمر بتوجيه ضربات إضافية تتعلق بحالة مكتبه الفوضوية وخلافها من التعليقات الأخرى السلبية؛ ستشعر بعد ذلك بحال أسوأ، وأنَّك مذنب قليلاً، إضافة إلى أنَّك لم تحلَّ مشكلة مقاطعته لك.

تخيَّل ما كان ليحدث لو أنَّك أعطيت لنفسك 10 أو 20 دقيقة لتهدأ قبل التحدث إلى زميل العمل هذا، أو حتى قبل التحدث إلى الشخص الذي يقاطعك نفسه؛ وتخيَّل لو أنَّك قلت: “مرحباً لورا، أواجه مشكلة في الاجتماعات لأنَّني لا أشعر بأنَّه يمكنني إكمال فكرة قبل أن يقاطعني أحد، فماذا تقترحين؟”، أو لو قلت: “مرحباً ستيفن، أقدِّر حقاً آرائك في الاجتماع، وسأكون ممتناً لو منحتني مساحة لمشاركة أفكاري أيضاً”؛ فحتى لو لم تتوصل إلى الحل الذي تأمل به، فستكون قد ألغيت سلوك التذمر وتجنبت الثرثرة السلبية التي ربما لم تقصد القيام بها.

3. اعرف أثر ذلك فيك:

لعل الجانب الأهم في سلوك التذمر هو فهم أنَّك الطرف الذي يشعر بالألم الأكبر؛ فصحيحٌ أنَّ هذا السلوك قد يُشعِرك بتحسن في اللحظة الحالية، لكنَّ عواقب هذا الحديث السلبي وخيمة؛ فقد أثبت العلم أنَّ التذمر يتسبب بإفراز هرمونات التوتر في دماغ كلٍّ من المستمع والمتحدث، وأنَّه يمكن لهذه الهرمونات أن تؤدي إلى تدهور معرفي ومشكلات في القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي.

يُشعِرنا التذمر على المستوى العاطفي بالسوء، لا لأنَّنا غير قادرين على حل المشكلة من خلال التذمر فحسب، بل لأننَّا نطيل الوقت الذي نمضيه مع الأفكار السلبية؛ وبعبارة أخرى، نحن نسرق السعادة من أنفسنا دون أن نجد حلاً للمشكلة؛ لكن لا يزال بمقدورك وفي أي لحظة اختيار تغيير منظورك.

4. تظاهر بالسعادة:

هذا صحيح، ليس عليك أن تشعر بالسعادة لإثارة مشاعر السعادة، حيث أثبت العلم أنَّه يمكن من خلال محاكاة مشاعر السعادة  تغيير الاستجابة العاطفية التي تتبعها، ويُعرَف هذا باسم “فرضية ردود فعل الوجه” (facial feedback hypothesis).

لتعزيز هذه الفكرة، أجرى عالم النفس والدكتور في جامعة ييل “سيجال بارساد” (Sigal Barsade) دراسة وجد فيها أنَّ السعادة مُعدية؛ فعندما يدخل شخص إيجابي إلى الغرفة، تزداد إيجابية المجموعة بأكملها، ويصبح الأداء في العمل أفضل أيضاً.

لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها أنَّك على وشك التذمر، أرغم وجهك على التحول إلى وجهٍ سعيد مهما شعرت بالغرابة، واستند على التأثير الذي ينتج عن قول شيء إيجابي لأول شخص تراه، ودوِّن ما تشعر به بعد بضع دقائق.

شاهد بالفيديو: 8 طرق مثبتة علمياً لنيل السعادة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/Kl-h_JSYlSE?rel=0&hd=0″]

5. تحدَّ نفسك:

اجعل من هدف عدم التذمر تحدياً جديداً، واطلب من صديق أو زميل في العمل أن ينضم إليك لزيادة المساءلة، وتذكَّر كذلك أنَّ هذا ليس الوقت المناسب لعقاب أنفسنا عندما نقصِّر؛ وإذا لم تتمكن من قضاء يوم أو حتى ساعة، فذكِّر نفسك بأنَّ هذه العادة قد ترسخت في داخلك لسنوات، ولهذا فإنَّ التغيير يستغرق وقتاً.

الشيء الهام هو أن تتعرف على سلوك التذمر عندما يحدث وتحدد مصدر آلية التعامل ثم تحول عقلك (ووجهك) إلى نظرة أكثر إيجابية؛ لذا احتفظ بمفكرة يومية خلال خوضك لهذا التحدي، واكتب أفكارك ومشاعرك اليومية، وستتمرن بمرور كل يوم على التخلي عن سلوك التذمر وتكون شخصاً إيجابياً ويرتقي بمن حوله قبل حتى أن تدرك هذا.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!