5 نصائح حياتية من الفلاسفة القدماء

هذا المقال مأخوذ عن الكاتب إريك فاينر (Eric Weiner)، والذي يقدِّم لنا فيه نصائح حياتية من كتابه "رحلة إلى زمن سقراط: البحث عن دروس حياة من الفلاسفة القدماء (The Socrates Express: In Search of Life Lessons from Dead Philosophers).

Share your love

1. لا تبحث عن المعرفة، وإنَّما عن الحكمة:

لقد أغرقَنا كم المعلومات والمعرفة في هذه الأيام ولكنَّها غالباً ما تكون مجردةً من الحكمة، المعرفة هي معلومات منسقة، ولكن تكمن الحكمة في تحليل هذه المعلومات وتسخيرها لمصلحتنا، وعبَّر عن هذه الفكرة الموسيقار البريطاني مايلز كينجتون (Miles Kington) بقوله: “المعرفة هي علمك بأنَّ الطماطم نوع من أنواع الفاكهة؛ إلا أنَّ الحكمة هي عدم وضعها في سلطة الفواكه”، فالحكمة هي مهارة مكتسبة والاعتقاد بأنَّك يمكن أن تكون حكيماً بالحظ، هو كالاعتقاد في إمكانية تعلُّم عزف الكمان بالحظ أيضاً، ومع ذلك فإنَّ هذا مانفعله بالضبط، نحن نتعثر في متاهات الحياة ونأمل في التقاط شذرات من الحكمة هنا وهناك، ولكنَّنا نغض الطرف عن المصدر الحقيقي للحكمة: الفلسفة.

2. أزعج من حولك، فجميع الفلاسفة العظماء كانوا مزعجين:

كان سقراط مزعجاً إزعاجاً هائلاً؛ حيث كان يُعرف باسم “ذبابة الخيل” في أثينا؛ وذلك لأنَّه كان يطرح جميع أنواع الأسئلة على جميع الناس، فعلى سبيل المثال يسأل قائد الجند عن معنى الشجاعة ويسأل شاعراً عن ماهية الجمال، كان يلحُّ ويلحُّ حتى أغضب من حوله؛ وذلك لأنَّهم عجزوا عن منحه إجابات مرضية، فلم يعرف قائد الجند ما هي الشجاعة ولم تكن لدى الشاعر أدنى فكرة عن الجمال، كان سقراط يستفهم عما في أذهانهم ويكشف لهم جهلهم، وكان يرى بأنَّ هذه أول خطوة على طريق المعرفة الحقة؛ إذاً امضِ قدماً وأزعج الناس، لكن ابدأ بنفسك، وضَع افتراضاتك و”معرفتك” موضع الشك؛ كن سقراط نفسك، وأزعج ذاتك أولاً.

3. انظر إلى الأمور من زوايا مختلفة:

نحن نميل إلى المضي في الحياة بخط مستقيم، لكنَّنا سنرى ونعرف أكثر إن نظرنا إلى الأمور من زاوية مختلفة، وخير من يعلم بهذا هو الفيلسوف والشاعر هنري ديفيد ثورو (Henry David Thoreau) الذي كان عازماً ألا تقيده زاوية بصرية واحدة؛ حيث كان ينظر إلى بحيرة والدن (Walden) من زوايا إبداعية عدة: من على سطح الهضبة أو فوق الماء أو حتى تحت الماء؛ لذا يمكننا نحن أيضاً الاستفادة من النظر إلى العالم وإلى مشكلاتنا من زاوية مختلفة، على سبيل المثال في المرة القادمة التي تتمشى بها اسلك طريقاً مختلفاً، فلن تعلم ما ستصادفه.

4. لا تتحكَّم بالظروف، وإنَّما بردة فعلك تجاهها:

يبدأ الفيلسوف الرواقي إبكتيتوس (Epictetus) كتابه “الدليل” (The Enchiridion) بفكرة بسيطة:تُركت بعض الأمور لنا ولم يُترَك بعضها الآخر، وتبدو هذه الفكرة واضحة وضوح القمر في الليلة الظلماء، إلَّا أنَّ معظمنا يظن بأنَّ كل الأمور بيدنا؛ بمعنى أنَّك إن لم تكن ثرياً أو نحيلاً أو جميلاً بما يكفي، فهذا لأنَّك لا تعمل ما بوسعك، وعلى الرغم من أنَّ قلة من الظروف الخارجية مَرَدُّها إلينا، إلَّا أنَّنا قادرون على التحكم بتفاعلنا معها، فنحن نملك دائماً خياراً في كيفية استجابتنا لأي ظرف، وبوسعنا التحكم بحياتنا العقلية والعاطفية، فليست الظروف وحدها من يحدد مقدار سعادتنا، إنَّما استجابتنا لها وهذا الأمر في متناول يدنا دائماً.

5. تقبَّل عبثية الحياة:

إذا شعرت يوماً بعبثية الحياة وعدم جدواها، فأنت لست بمفردك؛ فهذا ما اعتقد به فلاسفة فرنسا الوجوديون؛ حيث يقول الكاتب ألبير كامو (Albert Camus)، مثلاً: بأنَّ الحياة خاوية من أي معنى أو سبب، وشبَّه قدَرَنا بقدر سيزيف (Sisyphus)، ذلك المسكين من الأساطير اليونانية، الذي حُكِم عليه بدحرجة صخرة كبيرة إلى أعلى الجبل لتتدحرج تلك الصخرة عائدة إلى أسفل ذلك الجبل مراراً وتكراراً إلى أبدِ الآبدين، فكيف يمكن أن يكون سيزيف سعيداً؟ يجيب كامو بأنَّه بامتلاك صخرته وتلهفه للعمل وحده دون أن ينتظر نتيجة ذلك العمل، يكون سعيداً، وهكذا يجب أن يكون دأبنا، يجب أن نمتلك صخرتنا وننغمس في عملنا مهما بدا عبثيَّاً وعقيماً.

وامتلك فيلسوف آخر وهو فريدريك نيتشه (Friedrich Nietzsche) نظرية أخرى سمَّاها التكرار الأبدي (eternal recurrence) وهي الفكرة التي تقول بأنَّ الكون بما فيه حياة تتكرر إلى الأبد؛ فإذا وجدت هذا صحيحاً، فما الذي ستفعله؟ إنَّ أفضل إجابة كما يقول نيتشه هي الرقص: عندما تضحك لك الحياة، ارقص؛ وعندما تعبس في وجهك، ارقص أيضاً؛ ولا تقبل بعبثية الحياة فحسب، وإنَّما احتفل بها”.

المصدر 

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!