6 أسباب تدفعك لأخذ استراحة من العمل وتحقيق إنتاجية

تؤكّد الدّراسات على أنّ الاستراحة تُساعد في تخفيف الإجهاد الذّهني واستعادة المعلومات للعقل، ممّا يُساعد على تحسين الأداء في العمل والرّضى التّام عن النّفس وتحقيق الانتاجية العالية. نقدِّم لك فيما يلي 7 أسباب تدفعك إلى أخذ استراحة من العمل لتحقيق إنتاجية أعلى.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة ستايسي ماكنوت (Stacey MacNaught)، والذي تحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في أخذ استراحة من العمل.

لقد كنتُ أجلس خلف الكمبيوتر من أجل أن “أعمل”، لكنَّني في الحقيقة لم أكن أنجز أي شيء، فقد كان كثيرٌ من وقتي يضيع بين التشكيك بالنفس، والتفكير في أنَّني لا أحب ما أفعل، وتقلُّب الرأي، وخسارة التركيز.

توقفتُ عن العمل وأطفأتُ جهاز الكمبيوتر وذهبتُ في نزهة على الأقدام، قد يبدو هذا الأمر غير متوقَّع، فمن غير الممكن الابتعاد عن العمل والذهاب في نزهةٍ عندما يكون لديك قائمة طويلة من المواعيد النهائية، ولن يكون الوقت لصالحك عندما تقرِّر استئناف العمل؛ لكنَّني كنتُ بحاجةٍ ماسَّة إليها.

بعد ذلك عدتُ إلى العمل على جهاز الكمبيوتر بعد ساعتين وأنهيتُ أهم مهمَّتَين في تلك القائمة خلال وقتٍ لم أكن لأحقِّق فيه أي إنجاز في وقتٍ سابقٍ من اليوم.

لا يعني أن تأخذ قسطاً من الراحة مجرد احتساء القهوة والدردشة مع الزملاء؛ وإنَّما يعني أكثر من ذلك، فالاستراحة ليست نوعاً من الرفاهية؛ إنَّها ضرورة مطلَقة. وبالتالي، فلنتخلص من الشعور بالذنب عند أخذ استراحة من العمل، ونتوقف عن تناول الوجبات الخفيفة في مكاتبنا لمدة 5 دقائق بدلاً من تناول وجبة الغداء فعلاً. سيساعدنا القيام بذلك على العمل بصورةٍ أفضل، وبأن نكون موظفين أو رواد أعمال أفضل، وربما نعيش لمدة أطول.

نقدِّم لك فيما يلي 6 أسباب تدفعك إلى أخذ استراحة من العمل لتحقيق إنتاجية جيدة:

1. لا يستطيع البشر تقديم عملٍ مثمِر عند العمل ساعاتٍ طويلة:

لا يمكِن للبشر العمل بشكلٍ منتِج لساعات متواصلة، على الرغم مما هو مذكور في عقد عملك.

هل يهمك تقدير عدد الساعات التي تكون فيها منتِجاً في اليوم؟ وهل تكون منتِجاً لمدة 6 أو 7 ساعات؟ أم أنَّك تكون منتجاً خلال ساعات العمل الرئيسة كلها؟ تشير الدراسات إلى أنَّك منتج لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في أفضل الحالات.

إذاً، ماذا تفعل خلال الساعات المتبقية التي تجلس فيها أمام شاشتك؟ أنت تعمل بإنتاجية أقل بشكلٍ ملحوظ، وهذا الأمر لا يناسبك ولا يناسب رئيسك في العمل.

ولا يعني ذلك أنَّه يجب أن نعمل لمدة 3 ساعات فحسب؛ وإنَّما تقبَّل أنَّه بعد قضاء بضع ساعاتٍ في العمل المثمر نحتاج إلى أخذ استراحة قبل أن نتمكن من العودة والقيام بذلك العمل مرة أخرى؛ حيث يُعدُّ ذلك بدايةً جيدة.

2. فترات الاستراحة المنتظَمة مفيدة للذاكرة:

تشير الأبحاث العلمية إلى حقيقة أنَّ فترات الاستراحة القصيرة المنتظمة يمكِن أن تحسِّن ذاكرتك؛ حيث تعني الذاكرة القوية أنَّه يمكِنك تنفيذ المهام بسرعة وفاعلية أكبر، كما وجدَت إحدى الدراسات أنَّ الاستراحة تساعدك أيضاً في الاحتفاظ بالمعلومات التي تلقَّيتَها مؤخراً.

لذلك، إذا كنتَ تُجري عملية بحث لإعداد تقريرٍوما أو تحضُر اجتماعاً لبضع ساعات، فإنَّ الخروج بعد الانتهاء من ذلك بالفعل وأخذ استراحة لاحتساء القهوة يمكِن أن يساعدك على حفظ الحقائق أو الأرقام أو المعلومات التي تلقَّيتَها للتو على نحوٍ أفضل.

يمكِن أن يكون هذا الأمر أحد الأسباب التي تجعل من تقنية بومودورو (Pomodoro Technique) فعالة بالنسبة إلى معظم الناس، فقد تعني فترات الاستراحة المنتظمة في هذا الأسلوب أنَّك تقوم فعلاً بمعالجة جميع المعلومات التي حصلتَ عليها من عملك جيداً والمضي قدماً في المَهمَّة التالية.

3. تعزيز مستويات الطاقة:

أكَّدَت الأبحاث التي أُجرِيَت في عام 2016 الأمر الذي أعتقد أنَّ معظمنا يشكِّك فيه، وهو أنَّه إذا أخذتَ قسطاً من الراحة، ستتحسن مستويات طاقتك.

لا يوجد شيء يؤثِّر في الإنتاجية مثل الخمول، وأنا شخصياً أعاني من “ركود فترة ما بعد الظهر” المزعج جداً. إذا كنتَ تشعر بالتعب، فلن تتمكن من التركيز جيداً ولن تنجز كثيراً من الأعمال؛ فالأمر بهذه البساطة. تقترح الأبحاث أنَّ أخذ استراحة خلال وقت الغداء – استراحة حقيقة، وليس قضاء بعض الوقت في تصفح الفيسبوك (Facebook) وراء مكتبك وتناول شطيرة – يعزِّز من مستويات طاقتك، وبالتالي يحسِّن تركيزك في فترة ما بعد الظهر.

أعلم أنَّه يوجد أماكن عمل تلزمك بتناول طعام الغداء في المكاتب؛ ولكن إذا شعرتَ بحاجتك إلى مبررٍ تثبتُ به حاجتك إلى أخذ استراحة الغداء كاملة، ففكِّر في هذا الأمر. تؤكد الدراسات بأنَّك ستنجز مزيداً من الأعمال في فترة ما بعد الظهر.

شاهد بالفديو: 7 نصائح تساعدك على قضاء استراحة الغداء بشكل أفضل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/oRuQE8_6Vn0?rel=0&hd=0″]

4. اتخاذ قرارات أفضل بعد أخذ استراحة:

تُعدُّ عملية اتخاذ القرار – سواء كانت هذه القرارات بسيطة أم هامة – جزءاً هاماً من عملنا اليومي. وقد وَجدَت مجموعة من الباحثين أنَّ عدم أخذ فترات استراحة يمكِن أن يؤدي إلى الشعور بالإرهاق المرتبط بعملية اتخاذ القرار.

تُعدُّ القرارات التي يتخذها الأشخاص بحسب مواضيع دراستهم هي بالفعل قرارات تغيير حياتهم أيضاً. لقد تتبعَت دراسةٌ مجموعة من القضاة الذين كانوا يصدرون أحكام عفو عن الأشخاص، وتبيَّن أن احتمال عدم إصدارهم قراراً بالعفو عن الشخص يزداد كثيراً إذا لم يأخذوا فترات استراحة. وقد عزى العلماء ذلك إلى اتخاذ القضاة القرارات الأسهل (عمداً أو دون عمد) في المناسبات التي لم ينالوا فيها قسطاً من الراحة ولم يرتاحوا نتيجةً لذلك.

لحسن الحظ، أنا شخصياً لستُ مضطرَّةً لاتخاذ قرارات قد تؤثِّر في حياة الناس بهذا الشكل. لكنَّني اختبرتُ نفسي بالتأكيد أنَّه عندما أشعر بأنَّني قد تأخرتُ في أخذ استراحة، فمن المرجَّح أن أختار الطريق السهل حتى لو لم يكن الأفضل. لذلك، أغلِق شاشة الكمبيوتر وابتعِد عن مكتبك وتناوَل الطعام واحصَل على بعض الهواء النقي. ستتمكَّن من اتخاذ القرارات الجيدة بعد قيامك بذلك.

5. تحسين الإبداع:

سواء كنتَ كاتباً أم محامياً أم مسوِّقاً أم أي شيء آخر، فمن المرجَّح أن تحتاج بعض الإبداع في عملك، سواء في حل المشكلات بطريقةٍ إبداعية أم في كتابة الشعارات، يمكن أن يؤدي كل من خيالك وإبداعك دوراً كبيراً في جودة عملك.

لقد وجدتُ أنَّ معظم إنجازاتي الإبداعية تحدُث على الأقل بعد أن آخذ فترات استراحة، ولا تحدُث أبداً عندما أكون في جلسة عصف ذهني أو عندما أكون على اتصال مع أحد العملاء أو عندما أضع خطة لكتابة سيناريو.

في الواقع، وجدتُ أنَّ معظم أفكاري الإبداعية تحدُث في أثناء المشي أو عندما أكون مسترخياً في المنزل. وقد وجدَت إحدى الدراسات أنَّ الإبداع يتحسن عن طريق المشي بدلاً من الجلوس. لذا، بدلاً من الجلوس والتحديق في شاشة الكمبيوتر، كل ما عليك هو الابتعاد عن العمل والخروج والمشي قليلاً.

6. الاستراحات مفيدة لصحتك:

كلما كانت صحتك جيدة، كنتَ منتجاً أكثر. فما من شيء يؤثِّر في إنتاجيتك مثل وجود أزمة صحية.

لا تُعدُّ الاستراحة ضرورية لصحتك الذهنية فحسب؛ وإنَّما لصحتك الجسدية أيضاً. ويُعدُّ هذا الأمر ملحوظاً لاسيَّما لدى موظفي المكاتب والأشخاص الذين يجلسون وراء مكاتبهم وشاشاتهم لفترات طويلة من اليوم. حيث إنَّ كلاً من مشكلات الظهر ومشكلات القلب والأوعية الدموية وزيادة الوزن أو حتى السمنة المفرطة ليست سوى جزء صغير من الضرر الذي يعتقد الخبراء أنَّ الجلوس لفترات طويلة يمكِن أن يسببه.

لذلك، لا تقتصر فوائد أخذ استراحة طويلة على تحسين مستويات طاقتك فحسب؛ وإنَّما يُعدُّ هذا ضرورياً لصحتك الجسدية؛ لذا توقَّف عن العمل وقِف وتحرك وامشِ، وإذا لم تتمكن من الخروج في نزهةٍ طويلة، اذهب في جولة لمدة 15 دقيقة حول مكان العمل، حيث يُعدُّ هذا الأمر مفيداً لك بعدة طرائق مختلفة.

ترتبط صحتنا الجسدية والذهنية ارتباطاً وثيقاً بمدى أدائنا الجيد في العمل. لذلك، لا تشعر بالذنب لإعطاء الأولوية لصحتك؛ فذلك الأمر مفيدٌ لعملك على الأمد الطويل أيضاً.

بعض النصائح لإيجاد وقت للاستراحات:

أنا أمتلك عملي الخاص ولديَّ المرونة في تحديد ساعات العمل التي تناسبني وتناسب أسرتي ومواعيدنا، وأدرك أيضاً أنَّني أكثر إنتاجية في فترة الصباح مما أنا عليه في فترة بعد الظهر، لذلك فأنا آخذ استراحة في فترة ما بعد الظهر في أغلب الأحيان.

أنا محظوظ أيضاً لأنَّه يوجد بالقرب من مكان عملي ممرات مشي جميلة. لذلك، غالباً ما أقضي بعض الوقت للخروج في فترة ما بعد الظهر والتحدث أو الجري  ممَّا يجعلني أشعر بأنَّني أكثر استعداداً للتعامل مع بقية اليوم.

ولكنَّ الناس لا يعملون جميعاً بشكلٍ مستقل. لهذا السبب، إذا كنتَ تعمل لدى شخص آخر ولساعات محدَّدة، ولا توجد مساحة حول عملك للخروج والمشي، فإليك بعض النصائح للحصول على فترات الاستراحة اللازمة:

  1. تناوَل طعام الغداء بعيداً عن مكتبك كلما استطعتَ، وتوقَّف في الأماكن المخصَّصة لذلك. يُعدُّ تخصيص وقت محدَّد لتناول طعام الغداء كل يوم لأخذ استراحة فعلية طريقة بسيطة لجعل ذلك الوقت جزءاً من وقت العمل المحدَّد مسبقاً.
  2. خصِّص وقتاً للمشي قبل بدء العمل. فعندما تركن سيارتك بعيداً عن مكتبك أو تخرج من محطة النقل، فإنَّك تكسب بضع لحظات ثمينة للمشي وتخفيف الضغط والاسترخاء في أثناء القيام ببعض الأنشطة البدنية. عندما كنتُ أعمل لدى شخص آخر قبل بضع سنوات، أصبح المشي عادةً لديَّ غيَّرَت حياتي وكان تغييراً بسيطاً، فقد كنتُ أصل إلى العمل وأنا أشعر بالنشاط والاستعداد للبدء بالعمل.
  3. توقَّف عن العمل في المنزل. على الرغم من طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه حالياً والذي يتطلب منا الارتباط بعملنا باستمرار، لكن يجب أن تحاول أخذ فترات استراحة قصيرة بعيداً عن العمل. وعندما لا تكون في العمل ويمكِنك أخذ استراحات، فاستفِد منها. تمتلك بعض أماكن العمل ثقافة سامة تتمثل في توقُّع العمل لساعات طويلة، والعمل مساءً، ومطالبة الموظفين بإنجاز مشاريع خلال عطلة نهاية الأسبوع. إذا كنتَ في وضع يساعدك على التراجع والابتعاد عن هذا النوع من العمل، فلا تتردد في القيام بذلك. لا توجد وظيفة تستحق أن تمنعك عيش حياتك الطبيعية بعيداً عن العمل.
  4. حاوِل أن تكون قدوةً للموظفين وتبني ثقافة العمل الذكي. إذا كنتَ قائداً، شجِّع فريقك على العمل بذكاء، وشجعهم على أخذ فترات استراحة لتحسين إنتاجيتهم والسماح لهم بتجربة أساليب أخرى لتحسين الإنتاجية مثل: تقنية بومودورو.
  5. إذا لم تكن عضواً في الإدارة، فحاول التحدث إلى الإدارة واذكر بعض الفوائد المادية لاتباع ثقافة عمل أكثر ذكاءً. يمكِنك استخدام هذه الطريقة لتثبتَ أهمية زيادة الإنتاجية وإنجاز مزيدٍ من الأعمال في يوم واحد إذا أخذ الموظفون استراحة غداء كاملة على سبيل المثال.

الخلاصة:

تُعدُّ فترات الاستراحة من العمل ضرورةً مطلَقة وليست رفاهية، لاسيَّما إذا كنتَ ترغب في العمل بذكاء والاستمرار في تقديم أفضل ما لديك.

إذا كنتَ تمنع نفسك من أخذ استراحة، فربما يجب أن تبدأ بأخذها كل يوم ومعرفة الفرق الذي تحدثه لك ولعملك. وتأكَّد بأنَّ أملك لن يخيب.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!