6 نصائح لوضع خطة رعاية ذاتية خاصة

مع كل ما يحدث في العالم الآن، علينا أن نعتني بأنفسنا والمقربين منا أكثر من أي وقت مضى، والأهم من ذلك، علينا أن نتعلَّم الرعاية الذاتية المناسبة إذا أردنا أن نحافظ على صحتنا العقلية والبدنية. إليك بعض النصائح حول كيفية البدء في إنشاء روتينك الخاص.

Share your love

ما هي الرعاية الذاتية؟

دعنا نبدأ بالتعريف الأساسي لمفهوم الرعاية الذاتية: هو أي شيء نقوم به للاهتمام بصحتنا العاطفية والعقلية والجسدية والروحية. ونظراً لأنَّه ذو معنىً واسع، فإنَّ ذلك يمنحنا بعض الحرية في تطبيقه في حياتنا؛ حيث يمكننا أيضاً التفكير في الأمر من منظور هذا السؤال: “كيف تعتني بنفسك؟”.

عندما نُسأل هذا السؤال نبدأ التفكير في احتياجاتنا الأساسية، فالرعاية الذاتية في جوهرها روتين اعتيادي يُمارَس إرادياً ونقوم به للعناية بأنفسنا بشكل سليم، ويُعيد إلينا التوازن حينما نعاني من تقلبات الحياة.

تعمل خطة الرعاية الذاتية كمرساة عندما يغيب التوازن، وتُذكِّرنا بأنَّه لدينا روتين يمكن أن يُعيدنا إلى حالة التوازن‎ تلك.

ما هي فوائد الرعاية الذاتية؟

تذكَّر المرات التي اعتنيتَ فيها بنفسك، كيف شعرت؟ هل شعرت بالراحة، وأنَّك أكثر سعادة، وحضوراً على المستوى الذهني؟

هذه بعض مشاعر الفرح التي يمكنك توقُّعها عندما تنظِّم خطة الرعاية الذاتية؛ فنحن عندما نعتني بصحتنا جيداً، نشعر بالرضا، فالالتزام بروتين الرعاية الذاتية يُقلل من القلق، ويحد من الاكتئاب، ويعيدنا إلى وعينا.

تؤثر هذه التحسُّنات التي تطرأ على عقولنا وعواطفنا تأثيراً كبيراً في صحتنا الجسدية، مثل: انخفاض ضغط الدم، وتحسُّن النوم، والتركيز، وفهم طرائق ممارسة الرياضة والتغذية السليمة بشكلٍ أوضح.

تتيح لنا خطة الرعاية الذاتية أن نعتني بجهاز مناعتنا، ولتوضيح ذلك أكثر، تخيل أنَّ جهاز المناعة هو شاشة لوحة التحكم على جهاز كمبيوتر متطور جدَّاً، فهو الذي يتحكم بكل شيء ونحن عندما نعتني بنظام لوحة التحكم، نعلم أنَّ كل شيءٍ يعتمد عليه يعمل بسلاسة.

وكذلك بالنسبة لجهاز المناعة الجسدي، عندما نعتني بأنفسنا من كافة الجوانب، نجعل جهاز مناعتنا أقوى لمحاربة العوامل المسببة للأمراض، وبالتالي نحافظ على صحتنا لفترة أطول، ويعد هذا في أيامنا هذه أهمَّ من أي وقت مضى.

وضع خطَّةٍ خاصة للرعاية الذاتية:

إليك بعض النصائح حول كيفية البدء في إنشاء روتينك الخاص:

1. لاحظ ما هو غير متوازن:

قد تكون صحتك الجسدية أو حالتك العاطفية غير متوازنتَين، فربما كنت تحت ضغط كبير في العمل وعقلك يحتاج فقط إلى الراحة، راقب شعورك وأين تكمن معاناتك، سيجعلك ذلك ترى بشكلٍ أوضح أين أكثر الجوانب التي تحتاج فيها إلى رعايةٍ ذاتية.

2. ضع مخططاً واضحاً لإعطاء الأولوية لصحتك:

يمكنك إنشاء خارطة طريق لنفسك عندما تدرك ما الذي يحتاج إلى مزيد من الرعاية، وقد يساعدك إنشاء مخطط بسيط على قطعة من الورق، واستخدامه كنقطة انطلاقٍ مُبتكَرة، كما يسمح لك ذلك أن تُحوِّل أفكارك إلى شيء ملموس يمكنك التمسك به، ولتبقى مطلعاً عليها، ألصقها على ثلاجتك أو مرآتك.

3. اجعل الأمر بسيطاً:

قبل الدخول في التفاصيل الجوهرية، تذكر أن تحافظ على بساطة الأمر، يمكنك الاستفادة من المعلومات عبر الإنترنت وفي كتب المساعدة الذاتية؛ ففي بعض الأحيان، قد نشعر كما لو أنَّنا بحاجة إلى تجديد حياتنا بالكامل لكي نعتني بأنفسنا بالفعل.

في الواقع، تزدهر صحتنا حينما نعود إلى البساطة، وعندما نتمكن من حماية أنفسنا من كثرة العمل والتوتر والمبالغة فيه، نستطيع العودة إلى أساسيات الحياة السعيدة، ويجب عليك وضع ذلك في حسبانك وأنت في طريقك للحصول على السلام والصحة، وتخلص من أي شيء يعيقك.

4. اختر المجالات التي ترغب في منحها مزيداً من الاهتمام:

فكر في المجالات التى تحتاج إلى مزيد من الحب والاهتمام، قد تكون هذه المجالات في العمل أو العلاقات الشخصية أو المال أو الرياضة أو أي شيء آخر مهم بالنسبة إليك.

ومن ناحيةٍ أخرى، إذا أحسست بأنَّ ذلك أسهل، يمكنك سرد ​​المجالات العامة والرئيسة، مثل الصحة النفسية، والصحة البدنية، والصحة الروحية، والصحة العاطفية.

5. كن مبدعاً واسأل نفسك كيف تريد أن تعتني بنفسك:

فكر في الطرائق التي تريد أن تعتني بها بنفسك في كل فئة من الفئات التي ذكرناها (أو التي وضعتها). هذا السؤال يدخل حقاً في صلب الرعاية الذاتية، فالأمر كله يتعلق بما تريده.

إذا كنت مسؤولاً عن تقديم الرعاية لشخصٍ ما أو شخصاً يعطي الكثير للآخرين، فقد يصعب عليك طرح هذا السؤال؛ لذا تمسَّك بذلك، فهو يعلمك كيف تحدد أولوياتك، قد تكون إجاباتك في البداية بسيطة، مثل المشي أكثر في أثناء فترة الغداء بدلاً من الجلوس في المكتب، أو ربما مبالغاً فيها، مثل قضاء عطلة أحلامك أخيراً، ليس هناك إجابات صحيحة أو خاطئة؛ الإجابة المناسبة هي التي تجلب لك الفرح.

6. نفذ أفكارك:

حدد موعداً في تقويمك الخاص أو اضبط منبهاً لتذكيرك بالمشي أو شرب المزيد من الماء؛ فالخطط دون اتخاذ إجراء تجاهها ليست سوى أوراقٍ تملؤها بالغبار، وعندما تنفد أفكارك، فإنَّك تبدأ تدريجياً في تكوين عادات صحية جديدة.

وبمرور الوقت تصبح مهارات مكتسبة ثابتة؛ لذا في الوقت الحالي، فكر في صديق المساءلة الذي يمكنك مشاركة هذه التجربة معه، حيث يمكن أن يساعدك في الالتزام بخطة للرعاية الذاتية وربما حتى الانضمام إليها.

7. لا تقسُ على نفسك:

تجري الحياة بسرعة، ونحن ما زلنا لا نلتزم بروتين الرعاية الذاتية؛ لذا مارس المسامحة فهي أيضاً جزء من خطة الرعاية الذاتية مثل أي شيء آخر، حيث تُذكِّرنا المسامحة بأنَّنا بشر ويجب أن نرتاح قليلاً، وتُخلِّصنا من شعور الكآبة والحزن الذي نعاني منه عندما نسعى لا شعورياً لتحقيق الكمال.

في الختام:

الرعاية الذاتية هي أي ممارسة تُعيد إلينا صحتنا الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية، فعندما نخطط للأشياء التي تجلب لنا السعادة، فإنَّنا نعتني بأنفسنا عناية أفضل، وهذا يعود بالفائدة علينا وعلى الآخرين من حولنا.

بالرغم من الكم الهائل من المعلومات التي يمكننا الحصول عليها عن الرعاية الذاتية، لكن من الهام جداً أن تعرف أنَّنا نحن مَن نضع خطة الرعاية الذاتية، ويمكننا صياغة الروتين الذي يعبِّر عن البساطة والواقعية.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!