7 أمور مذهلة تحدث عندما تمضي وقتك وحيداً

نحن نعيش في عالمٍ من التواصل الدائم، وفي مكانٍ أُغفِلَتْ فيه أهمية العزلة، ففضلت المؤسسات المكاتبَ المشتركة والأماكن الواسعة المفتوحة على الغرف الفردية، وأصبح طلاب المدارس يجلسون في مجموعاتٍ بعد أن كان لكل طالبٍ مقعده الخاص. وكأنَّ الرنين الذي لا نهاية له أضحى أبرز ما يُميّز ثقافتنا التي لا تغيب عنها الضوضاء، فيخبرنا على الفور بكلِّ نصٍّ، أو تغريدةٍ، أو إشعار، حتى إنَّ أكثر الأشياء سخافةً، كإعداد العشاء مثلاً، أصبحت جديرةً بالمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

Share your love

لقد نَتَجَ عن هذا الكم من التواصل الاجتماعي أننا أصبحنا نادراً ما نحظى بوقتٍ نجلس فيه مع أنفسنا. وعلى الرغم من أنَّنا نعلم أنَّ هذا التواصل يُعَدُّ أمراً جيداً وأنَّ وجود الناس حولنا ضروريٌّ لحياةٍ مُرْضية، ولكنَّ الإفراط، حتى في الأمور الجيدة، لن يكون أمراً جيداً. حيث يقول الفيلسوف الفرنسي “جين دي لا برويير” (Jean de la Bruyere): “إنَّ تعاسة الناس تنبع من إبغاضهم للعزلة”.

وقد وجدت دراسةٌ أُجريَت على 600 مبرمج في 92 شركة أنَّه على الرغم من ثبات معدلات الإنتاجية نسبياً في كل شركة، إلَّا أنَّها اختلفت كثيراً بين شركةٍ وأخرى. وكان العامل المشترك بين الشركات الأكثر إنتاجاً تخليهم عن المكاتب المفتوحة العصرية لصالح فضاءات العمل الخاصة والتي ضمنت التخلص من المقاطعة في أثناء العمل. وذَكَرَ 62% من المبرمجين الذين أدّوا أداءً جيداً أنهم كانوا يتمتعون بقدرٍ كافٍ من الخصوصية في العمل، بينما شاركهم الرأي 19% فقط من المُصنَّفين ضمن الأسوأ أداءً. وأفاد 76% من المبرمجين الذين عانَوا من ضعف الأداء أنَّه تمَّت مقاطعتهم غالباً في أثناء العمل لدواعٍ غير ضرورية.  

إنَّ العزلة لا تُعَدُّ من الأمور الجيدة على الصعيد المهني فحسب بل تُعَدّ كذلك أيضاً على صَعيدَي السلامة الذهنية والعاطفية. إذ لكي تحقق أكبر استفادةٍ من الحياة يجب عليك أن تتعلم كيف تستمتع بقضاء الوقت مع نفسك. وقد لا يتسع المجال لحصر فوائد العزلة جميعها، ولكن إليك بعضاً من أبرزها:

1- التعافي وتجديد الطاقة:

نحتاج جميعاً إلى وقتٍ للتعافي وتجديد الطاقة، ولا يوجد ما يمكن أن يحقق لنا هذا مثلما يفعل قضاء وقتٍ وحدنا، فالسلام والهدوء والعزلة الذهنية التي نعيشها خلال ذلك تُعَدُّ مهمةً جدَّاً للتخلص من ضغوطات الحياة اليومية.


اقرأ أيضاً:
8 طرق تساعد على شحن نفسك بالطاقة الايجابية


2- تستطيع القيام بما يحلو لك:

لعلك تجد الكثير من التسلية في قضاء الوقت مع الناس، لكنَّ ذلك سيجبرك حتماً على تقديم التنازلات، لأنَّك ستحاول دائماً تعديل أفكارك لتتناسب مع رغبات الناس وآرائهم. لكنَّ العزلة تمنحك حرية القيام بما تريد وقتما تريد، فيمكنك ارتداء ما تشاء من الملابس، وتناول ما تشاء من الطعام، والقيام بالأمور التي تناسبك.

3- تعلّم الثقة بالنفس:

الحرية هي أكثر من مجرد القيام بما تريد، فهي قدرتك على الثقة بحدسك والتفكير بوضوح من دون أي ضغوطات أو تأثيرات خارجية. وبقاؤك في عزلةٍ مع نفسك يمكِّنك من فهم من تكون، وما تعرفه، وما المناسب بالنسبة إليك بصورةٍ أفضل، فذلك يعلمك الثقة بنفسك. فحينما تكون محاطاً بالآخرين فستقوم بمراقبة ردود أفعال الناس لتتمكن من ملاءمة مشاعرك وتصرفاتك وتعديلها حتى لو لم تنتبه لذلك، لكنَّك عندما تكون وحدك فكل ذلك تقرِّره بنفسك، فأنت من تطوّر أفكارك وآراءَك بعيداً عن تأثير الآخرين، وحينما تبدأ بالاستمتاع بالعزلة فستكتشف قدراتك الحقيقية بعيداً عن القيود التي تفرضها عليك أفكار الآخرين.


اقرأ أيضاً: 
5 خطوات مهمة لتنمية الثقة بالنفس

 

4- زيادة مستوى الذكاء العاطفي:

يُعرَّف الذكاء العاطفي (EQ) بأنَّه القدرة على اكتشاف عواطفنا وعواطف الآخرين وفهمها والقدرة على استخدام هذا للتحكم بسلوكك وعلاقاتك. فقد أجرت مؤسسة “تالنت سمارت” (TalentSmart) اختباراً شمل أكثر من مليون شخص ووجدت أنَّ نسبة الذكاء العاطفي لدى 90% من الأشخاص الذين يقدمون أداءاً قوياً كانت مرتفعة. ويُعَدُّ الوعي بالذات منبع الذكاء العاطفي، ولن تستطيع رفع مستوى الذكاء العاطفي لديك من دون وعيٍ عميقٍ للذات. وبما أن الوعي للذات يتطلب فهم العواطف وكيفية التعامل مع الأشخاص والمواقف المختلفة، فهو يؤكد على ضرورة التفكر الدقيق في الذات، وأفضل طريقة للتفكر في الذات هي العزلة.

5- تعزيز تقدير الذات:

يُعَدّ الاستمتاع بصحبة الآخرين أحد أكثر الأمور التي تعزز الثقة بالنفس، فإذا شعرت بالملل وعدم الراحة عندما تكون وحدك، فستبدأ تظن أنَّك شخصٌ ممل أو أنك في حاجةٍ إلى وجود أشخاص برفقتك حتى تروح عن نفسك. لذلك فإنَّ تعلم الاستمتاع بقضاء الوقت وحيداً يعزز تقديرك لذاتك، لأنَّ ذلك يُثْبِتُ أنَّ وجودك وحدك يُعَدُّ كافياً.


اقرأ أيضاً:
نصائح تساعدك على تقدير ذاتك


6- تقدير الأشخاص الآخرين بشكلٍ أكبر:

يدفع الغياب القلبَ ليكون أكثر رقة، وبقاؤك وحدك يمكِّنك من رؤية الناس من زاوية مختلفة تماماً، ويساعدك على تطوير الشعور بالتقدير لهم ولأفعالهم بصورة متجددة.

7- رفع مستوى الانتاج:

قيل سابقاً إنَّ نحلةً واحدةً لا تجني العسل، وهو رأي سليم فيما يخص المهام الجسدية، لكنه يصبح مختلفاً تماماً عند الحديث عن المهام الذهنية. حتى أن الحديث عن فعالية العصف الذهني الجماعي يُعَدُّ أقرب إلى الخيال من الواقع، فقد وجد باحثون من “تكساس آي آند إم” (Texas A&M) أن العصف الذهني الجماعي يعيق الإنتاجية بسبب ما يُعرف بـ “الجمود الجماعي” الذي يعني ميل العاملين في المجموعات إلى التمسك بأفكار أفراد المجموعة، وهو ما يقلِّل قدرتهم على ابتكار أو استحداث أي فكرة جديدة، وكلَّما كانت المجموعة أكبر زاد الجمود بينهم أكثر. فقضاء الوقت وحيداً لا يقلل من التشتت فحسب بل يضمن لك ألَّا تواجه المتاعب من “كثرة الطبَّاخين”.

وفي الختام:

من المفيد لنا جميعاً أن ننعزل بعض الوقت، فانتهز الفرصة هذا الأسبوع لقضاء بعض الوقت مع نفسك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!