7 تقنيات للتخلص من الإحساس بالعجز

هل سبقَ وأن توقَّف عقلك فجأةً عن العمل حينما كنت في أمسِّ الحاجة إليه؟ ربَّما قمت بتحضير فنجانٍ من القهوة وجلستَ لاحتسائه، مُعتقِداً أنَّ نَيل قسطٍ من الراحة سيعيد إلى عقلك نشاطه، لكنَّك لم تحصل إلَّا على مشاعر القلق؛ وربَّما حاولت بعد ذلك أن تنتظر الليل لعلَّ النشاط يعود إلى عقلك، لكنَّك لم تجنِ من هذا الانتظار إلَّا الإرهاق. إليك سبع طرائق مُجرَّبةً لتجنُّب فترات ضياع الوقت والكآبة التي ترافق ضعف الإنتاجية، والتي تُعرَف باسم "العجز"، والعودة بسرعةٍ إلى الطريق الصحيح.

Share your love

قد يكون هذا الموقف مزعجاً إلى درجة أنَّ الكُتَّاب سمَّوه “عقدة الكاتب”، وهذه العقدة بالنسبة إليهم هي العجز عن كتابة أعمالٍ جديدةٍ مُقنِعة. في بعض الحالات، قد يستمرُّ هذا العجز عدة سنوات، مثلما كان الحال مع كُتَّابٍ لامِعِين أمثال: “ستيفن كينغ”، و”هاربر لي”، و”ترومان كابوتي”؛ أمَّا بالنسبة إلى بعض الناس، فقد تكون هذه حالةً مؤقَّتة، لكنَّ الإحباط الذي تثيره فينا لا يَقِلُّ عن الإحباط الذي تثيره فيهم، خاصةً إذا كان بانتظارنا موعدٌ نهائيٌّ هام، وكان قد جفَّ -فجأةً وبشكلٍ غريب- النبع الذي يروي بستان أفكارنا.

ليس ضروريَّاً أن يكون الإحساس بالعجز أزمةً شخصية، لا سيما إن كان لديك بضع أدواتٍ شخصيةٍ في حقيبة أدواتك مخصصة لمثل هذه الأوقات.

إليك سبع طرائق مُجرَّبةً لتجنُّب فترات ضياع الوقت والكآبة التي ترافق ضعف الإنتاجية، والتي تُعرَف باسم “العجز”، والعودة بسرعةٍ إلى الطريق الصحيح:

1. عدم الإصابة بالهلع:

يُعَدُّ الإحساس بالعجز جزءاً من عملية التفكير، وقد يُخيف بعضاً من الأشخاص الذين لا يزالون في مقتبل أعمارهم؛ لكنَّه يجب ألَّا يخيفك. تعلَّم كيف تكتشف أعراض هذا الخوف، فإذا وجدت أنَّك تتصفَّح الإنترنت بلا أيِّ هدفٍ وتتجنَّب إتمام المشاريع التي تعكف على إنجازها، فقد يكون هذا أحد الإشارات التي تَدُلُّ على إحساسك بالعجز؛ أو إذا جلستَ للتفكير ولم تتوصَّل إلَّا إلى عدة أفكار، فقد تكون هذه إحدى الإشارات التي تَدُلُّ على أنَّك تُحِسُّ بالعجز؛ وكذلك إذا طلبتَ عقد اجتماعٍ لمناقشة إحدى المشكلات وساد الصمتُ الأجواء، فهذا يعني أنَّ فريقك مصابٌ بالعجز.

اجلس وحدك واسأل نفسك:

  • لماذا أشعر هكذا؟
  • ما الذي يدور في عملي أو حياتيَّ الشخصية ويساهم في هذه الحالة؟
  • وما الحلول التي نجحَت سابقاً في تخليصي من هذا الإحساس؟

قد يكون النوم جيِّداً في أثناء الليل أبسط الحلول، وقد يكون تركيز الاهتمام على عملٍ آخر مدة يومٍ أو يومين مفيداً أيضاً؛ لكن إذا استمرَّت الحالة، فيجب عليكَ أن تُغيِّر استراتيجيتك، وأن تستمرَّ في تغييرها حتَّى تعثر على الاستراتيجية المناسبة.

2. تغيير البيئة:

ابدأ تغيير البيئة المحيطة بك، ووجهة نظرك، والنهج الذي تتبعه في التعامل مع المشكلات التي تحاول حلَّها؛ وذلك حتَّى تعود إليك القدرة على التفكير. كيف؟ ابدأ تغيير المكان الذي تبحث فيه عن حلٍّ للمشكلة، وغيِّر البيئة المُحيطة بك، مثلاً: اذهب إلى العمل في غرفة الاجتماعات، أو في المقهى الموجود في الشارع، أو اعمل من المنزل.

هناك شخصٌ يقول: “إذا أحسست أنَّني عاجزٌ عن التفكير، أضعُ المشروع الذي أؤديه جانباً، وأخرج للتنزُّه سيراً على الأقدام، أو أزور المتحف، أو أؤجل المشروع إلى وقتٍ لاحق. أنا أتوصل في أغلب الأحيان إلى حلولٍ كاملةٍ مع حلول صباح اليوم التالي، وأحتفظُ بورقةٍ وقلمٍ إلى جانب سريري وفي سيارتي طوال الوقت”.

زُر مع أطفالك متجراً للألعاب ودَعهُم يقودونك في جولةٍ داخله، أو زُر المتحف، أو اخرج للتنزُّه في أحضان الطبيعة، أو تجوَّل على الدراجة. الطبيعة هدية الله التي وهبها لنا للتخلُّص من الإحساس بالعجز، فاستخدم هذه الهدية.

3. تغيير النهج:

قد نتجاهل في بعض الأحيان الخطوات المُجرَّبة المُتَّبعة لحلِّ المشكلات إذا حاولنا اتِّباع طرائق مختصرةٍ وإنجازٍ عملٍ رائعٍ على عَجَل. إذا أحسست بالعجز، ففكِّر مرةً أخرى في هذه الخطوات:

  1. تحديد المشكلة.
  2. ووضع الأهداف.
  3. والتفكير في الحلول الممكنة.
  4. وتقييم البدائل.

لا يجري التوصُّل إلى حلول المشاكل والمشاريع الكبيرة -غالباً- حينما نُلزِم أنفسنا بذلك، بل لأنَّنا قضينا بعض الوقت في التفكير في تلك الحلول، وقد كانت هذه الحلول نتيجة المعلومات التي جُمِعَت من الآخرين، والتفكير في البدائل، والسعي إلى الحصول على إلهامٍ يرقى بنا إلى مستوىً أعلى.

من الطرائق التي يتّبعها الناس للتخلُّص من الإحساس بالعجز:

  • “إذا أحْسَسْتَ بالعجز، تحدَّث مع زميلٍ مبدعٍ يعمل في مجالٍ آخر”.
  • “إذا أحْسَسْتَ بالعجز، استخدم لوحاً أبيضاً أو دفتراً للعمل؛ وإذا استمرّ إحساسك بالعجز، انتقل إلى مهمَّةٍ أخرى وأترك الأولى جانباً برهةً من الزمن”.
  • “حينما تُحِسُّ بالعجز، أخرج للتنزُّه واستعادة الصفاء الذهني، ثمَّ اطلب من شخصٍ ما أن يقترح لك أفكاراً. لا يُعَدُّ هذا هيِّنا في الشركة؛ لأنَّه يجب عليك أن تعثر على شخصٍ يمتلك خبرةً كافيةً لفهم الكلام الذي تقوله، ويجب عليه أن يمتلك عقلاً منفتحاً بما فيه الكفاية لسماع أفكارٍ لم تنَل نصيباً كافياً من التفكير”.

4. تغيير وجهة النظر:

إذا أحسستَ بالعجز، فحاول عرض أفكارك على الآخرين وفكِّر بصوتٍ مرتفع. يُعَدُّ تمحيص الأفكار ضروريَّاً؛ لأنَّ عقل الإنسان مُصمَّمٌ للتعامل مع الأمور بكفاءة، وهو يمارس ما يُطلِق عليه علماء الأعصاب: “الطرائق المختصرة الإدراكية” لتوفير الطاقة؛ وهذا يعني أنَّ التوصُّل إلى حلولٍ جديدةٍ فعلاً ليس ممكناً إلَّا من خلال الانتقال إلى أنماط تفكيرٍ جديدة.

بإمكان سنوات الخبرة في مجال عملٍ أو مهنةٍ أو وظيفةٍ أن تمنحك خبرةً لا تُقدَّر بثمن، لكنَّها يمكن أن تكون عائقاً أيضاً. إذا سمعتَ نفسك تقول: “لقد كانت الأمور تسير دائماً بهذه الطريقة”، أو “لقد جرَّبنا هذا من قبل”؛ فإنَّ هذا يُعَدُّ إشارةً تَدُلُّ على أنَّك وفريقك تحتاجان إلى تغيير وجهات نظركم من أجل تجاوز الأفكار التي كانت تعيقكم دائماً، والتوصُّل إلى بدائل ممكنة.

حتَّى تتخلَّص من الإحساس بالعجز وتتوصَّل إلى أفكارٍ جديدة، اطرح أسئلةً مثل: “أتساءل إن كنَّا…”، أو “هل ثمَّة طريقةٌ مختلفةٌ تماماً للتعامل مع هذا الموقف؟ وكيف تبدو هذه الطريقة؟”.

فكِّر في كثيرٍ من البدائل والحلول الممكنة، إذ يحرِّض التشكيك بشكلٍ فعَّالٍ في الافتراض العقلَ على التوصُّل إلى أفكارٍ جديدة.

5. تجنُّب استغلال الضغط الناجم عن المواعيد النهائية في تحفيز الإبداع:

درستَ إحدى الأستاذات في جامعة هارفارد الإبداعَ في العمل، حيث طلبَت من المشاركين في نهاية كلِّ يومٍ الحديثَ عن تجربتهم مع الإبداع عن طريق الكتابة عن ذلك في مذكَّراتهم. بعد الاطلاع على أكثر من 12 ألف يوم من يومياتهم، توصَّلت الأستاذة إلى اكتشافٍ مُذهِل، حيث وجدَت أنَّ الناس في مختلف أرجاء العالم يعتقدون أنَّهم بلغوا أقصى درجات الإبداع حينما عملوا تحت ضغط المواعيد النهائية الصارمة؛ لكنَّ يوميات هؤلاء أظهرت عكس ذلك، إذ إنَّهم كانوا أقلَّ إبداعاً حينما كانوا يسابقون عقارب الساعة. يُثبِّط الضغط الناجم عن الوقت الإبداع؛ لأنَّ الناس لا يستطيعون عندئذٍ التعمُّق في التعامل مع المشكلة، حيث يحتاج الناس إلى الوقت لفهم المشكلة والتوصُّل إلى أفكار.

لقد استخدمنا جميعاً الوقت لتحفيزنا على الإبداع، لكن فلنفترض أنَّك انتظرت حتَّى آخر لحظة، وأحسست في تلك اللحظة بالعجز عن التفكير، ما الذي سيحدث؟ يشير البحث إلى أنَّ هذه تُعَدُّ عادةً سيئةً يجب عليك التخلُّص منها.

6. تعزيز الإبداع:

ما زالت كثيرٌ من الدراسات تُجرَى على العادات التي تَنُمُّ عن الإبداع، والتي يمارسها أكثر المبتكرون تحقيقاً للنجاحات في المنظمات التي يقودونها. لوحِظ أنَّ هؤلاء يطوِّرون إبداعهم بشكلٍ مستمر، أي أنَّهم يتَّبعون عمليةً مدروسةً للمعالجة بشكلٍ مستمر، ويستخدمون سلسلةً من التصرُّفات الروتينية والعادات والتقنيات، حتَّى تستمر عقولهم بالعمل بأقصى طاقاتها يوميَّاً.

من الطرائق التي يتبعها بعض الأشخاص المبدعون للتفكير -سواءً أكانوا يحضِّرون اجتماعاً، أم يجلسون للاسترخاء مع عائلاتهم، أم يتجاذبون أطراف الحديث مع زملائهم- تدوين الأفكار ما أن تقفز إلى أذهانهم.

حينما تجلس في اجتماعٍ ما، قد يُذكَر أمرٌ مرتبطٌ بمشروعٍ تعكِف حاليَّاً على إنجازه؛ لذا دوِّن الفكرة التي ذُكِرَت أمامك، وبهذه الطريقة ستكون دائم البحث عن طرائق جديدةٍ لإنجاز مهامك.

ركِّز اهتمامك خلال النهار على الأفكار، وابحث عن الأفكار في كلِّ مكان، واجمعها من خلال مراقبتها والتحلِّي بالفضول.

7. أن تعرف متى تمارس عدة مهامٍ في وقتٍ واحد، ومتى تركِّز الاهتمام على مهمَّةٍ واحدة:

من الهامِّ أن تعرف الفارق بين الإحساس بالعجز ومجرَّد الإصابة بالتشتت الذهني. قد نظنُّ أنَّنا نحقِّق إنجازاتٍ أكبر حينما نُنفِّذ عدة مشاريع في الوقت نفسه، لكنَّ الأبحاث أظهرت عكس ذلك؛ فمن خلال المقارنة بين أشخاصٍ يؤدُّون عدة مهامٍ في الوقت نفسه، وأشخاص يؤدُّون كلَّ مهمةٍ على حدة، استنتج أحد الأساتذة في جامعة ستانفورد أنَّ النوع الأوّل من الأشخاص قد قدَّموا أداءً سيئاً في مجموعةٍ متنوعةٍ من المهام، وتشتت أذهانهم بسهولة، وواجهوا صعوبةً في تركيز الانتباه.

من الصعب أن تتوقَّف عن عادة أداء عدة مهامٍ في الوقت نفسه، حيث يُحِسُّ الجميع أنَّهم أكثر إنتاجيةً حينما يتمكَّنون من حمل عدة كُراتٍ بيدٍ واحدة؛ لكنَّ الاستمرار لوقتٍ طويلٍ في إنجاز عدة مهامٍ في الوقت نفسه يمكن أن يؤدِّي إلى الإرهاق، ويزيد خطر الإحساس بالعجز عن التفكير.

لذلك، إذا كنت تمارس أعمالاً روتينية، فمارِس تعدُّد المهام؛ لكن حينما تؤدِّي عملاً هامَّاً غير روتيني، فحاول التخلُّص من مصادر تشتيت الانتباه، وتنفيذ كلِّ مشروعٍ وحده، وخلال ذلك ضع هاتفك على الوضع الصامت، وأغلِق جميع متصفِّحات الإنترنت، وأغلق باب غرفتك. حتى حينما يتشتت انتباهك، تذكَّر أهمية التمسُّك بتركيز الاهتمام عوضاً عن تشتت القوة الذهنية في أداء عديدٍ من المهام.

استعرضنا في هذا المقال عدداً من الطرائق المختلفة للتخلُّص من الإحساس بالعجز، جرِّبها جميعاً، واختر التي تَجِد أنَّها ملائمةٌ لك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!