7 عادات بسيطة لتطوير مهارة الانتباه إلى التفاصيل

إنَّ الانتباه إلى التفاصيل أمر هام بحد ذاته، ولكنَّه يمنحك أيضاً فهماً أدقَّ للصورة الكبرى للأمور؛ حيثُ يدعى التفكير بالتفاصيل الجوهرية الخاصة بعمل تقوم به دون نسيان أهميته بالمجمل بالتفكير النظمي. لا تتوقف مهارة الانتباه إلى التفاصيل عند مجال ذكاء الأعمال فحسب؛ ألقِ نظرةً إذاً على أهمية مهارة الانتباه إلى التفاصيل في مجالات العمل الأخرى.

Share your love

لماذا يُعدُّ الانتباه إلى التفاصيل أمراً أساسياً في العمل؟

ينبغي أن يتمتع كل فرد من فريق العمل بمهارة الانتباه إلى التفاصيل كي يُحدِثَ تغييراً إيجابياً في الشركة التي يعمل بها.

إنَّ الأفكار العميقة ليس مصدرها الكلام النظري المُدوَّن في الجداول فحسب؛ إذ يتطلَّبُ انتقاء التفاصيل الهامة استخلاصها، وتحويلها، وعرضها على أداةٍ تحليلية؛ ومهما كان قرار العمل الذي تواجهه، ستتمكن من اتخاذ قرار أفضل عندما تدرك التفاصيل. ولأنَّ أهمية هذه المهارة لا تتوقف عند مجال ذكاء الأعمال فحسب؛ ألقِ نظرةً إذاً على أهمية مهارة الانتباه إلى التفاصيل في مجالات العمل الأخرى:

1. المبيعات:

يتمحور مجال المبيعات بشكل أساسي حول بناء العلاقات؛ وتساعدك مهارة الانتباه إلى التفاصيل في كثير من الأمور؛ كتذكر أسماء أطفال مدير مبيعات هام مثلاً، أو أفراد فريق العمل. 

كما يتطلب فهم شروط العقد بشكل صحيح مهارة الانتباه إلى التفاصيل، بالإضافة إلى فهم لغة الجسد لدى العملاء المحتملين، والمسؤولة – بحسب دراسات متعلقة بلغة الجسد – عن إيصال الرسالة بشكل صحيح.

2. التسويق:

رغم أنَّ حُسنَ سير العمل يسهم في تقليل الأخطاء، لكنَّه ليس بديلاً عن قوة إدراك التفاصيل؛ إذ تتطلَّبُ أمور مثل إصلاح الأخطاء المطبعية في رسائل البريد الإلكتروني، أو متابعة أحدث التوجهات التسويقية بشكل يومي، أو المقارنة بين الكلمات المفتاحية لتحسين محركات البحث؛ عيناً بشرية ثاقبة تقدر على رؤية أدقِّ التفاصيل.

وكي تتمكن من تعزيز إنتاجيتك، عليك أتمتة المهام غير الهامة، وقضاء الوقت الذي وفرته في التعمق بتفاصيل الجوانب الأخرى الأكثر أهمية.

3. الموارد البشرية:

ليس هناك ما هو أهم من الانتباه إلى التفاصيل عند التعامل مع الآخرين؛ فبدءاً من إدخال أرقام الضمان الاجتماعي بشكل صحيح، ووصولاً إلى التأكد من أنَّ كل موظف في الشركة قد استلم راتبه كاملاً في وقته؛ يتطلب كل ذلك الانتباه لكل تفصيل، وإلا فقد يعرِّضُ موظف الموارد البشرية الذي لا يتمتع بهذه المهارة الشركة للمساءلة القانونية، أو يؤدي إلى خوض الموظفين تجربة عملٍ سيئة.

4. المحاسبة:

حتى الأخطاء المالية الصغيرة قد تؤدي إلى أزمات كبيرة في العمل فيما بعد؛ لذا يضمن الانتباه إلى التفاصيل الاحتفاظ بسجلات مالية دقيقة، والتي تسهم في إنجاز عمليات تدقيق دقيقة، وتوقعات مالية سليمة.

يحتاج المحاسبون إلى مهارة الانتباه إلى التفاصيل لمتابعة فواتير العملاء، كما يحتاجونها في الشركات الاستثمارية كي يقدموا معلومات دقيقة للمستثمرين.

5. القيادة:

قد تبدو لك القيادة للوهلة الأولى كمجال يركز على الصورة الكبرى للأمور، أكثر من من الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة؛ غير أنَّ التفاصيل هامة لإحداث التغييرات، فالقادة الذين يبتعدون كل البعد عن تفاصيل العمليات اليومية، غالباً ما يفقدون الكثير من فرص الابتكار التي تختبئ في ثنايا التفاصيل تلك.

إنَّ مهارة الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة هامة للغاية لكل دور وظيفي في الشركة؛ فيبقى السؤال هنا: كيف يمكنك أن تعرف إذا كنت شخصاً يهتم بالتفاصيل أم لا؟

هل أنت شخص يهتم بالتفاصيل؟

يقوم الأشخاص الذين يتمتعون بمهارة الانتباه إلى التفاصيل بأمور معينة لا يقوم بها أولئك الذين يفتقرون إلى هذه المهارة؛ غير أنَّ قيامك ببعض هذه الأمور، كتمييز لهجة أو نبرة صوتٍ معينة أو تذكر الوجوه، لا يعني بالضرورة أنَّك شخص يهتم بالتفاصيل؛ فالجميع بمقدوره فعل ذلك؛ ولكن ثمَّة سمات معينة تدل على أنَّك تتمتع بهذه المهارة، وهي:

1. مساءَلة وتحسين الذات:

غالباً ما يستثمر أولئك الذين يهتمون بالتفاصيل الصغيرة هذه المهارة؛ إذ إنَّهم يبحثون دائماً عن سبل لتحسين أنفسهم؛ ولكنَّ المشكلة الحقيقية قد تظهر عندما ينصبُّ جلَّ تركيزهم على التفاصيل التي لا يحبونها في أنفسهم، لذا يجب أن يعوِّد مثل هؤلاء أنفسهم على رؤية الجوانب الإيجابية في شخصيتهم.

شاهد بالفديو: 10 أفكار مدهشة تساعدك على تطوير ذاتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/CFa9uMDOYZc?rel=0&hd=0″]

2. الذكاء العاطفي:

يتمتع أصحاب مهارة الانتباه إلى التفاصيل بالقدرة على فهم مشاعرهم والآخرين على حدٍّ سواء؛ فهم قادرون على التقاط الإشارات التي غالباً ما يغفل عنها الآخرون، ويضعون النقاط على الحروف لفهم ما يفكر ويشعر به الشخص حقاً.

تعدُّ هذه المهارة غايةً في الأهمية بالنسبة إلى سيرِ العمل؛ فبحسب ما ورد في بحث نُشر في مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” (Harvard Business Review): يمثل الذكاء العاطفي نسبة 90% من أسباب جودة الأداء والنجاح في العمل.

3. العقلانية:

يفكر الأشخاص العقلانيون ملياً في تأثير أفعالهم على المستقبل؛ إذ يتطلب تجاوز التفكير القائم على سيناريوهات مثل “ماذا لو؟” تفكيراً منظماً، إذ إنَّ معرفة الآثار المترتبة على كل تصرف من تصرفاتهم، يتطلب الانتباه إلى التفاصيل لرؤية للصورة الكبرى للأمور.

4. العُصابية:

لمهارة الانتباه إلى التفاصيل إيجابياته وسلبياته كصفة شخصية، ولكنَّها تعود بنفع كبير عليك في مكان العمل، كما أنَّها كفيلة – بالنسبة إلى أولئك الذين يمتلكون صفاتٍ مشابهة كالعُصابية – بتعزيز علاقاتك، ومساعدتك في  تفادي المخاطرات غير الضرورية.

ويبقى السؤال الآن: كيف يمكنك أن تطور مهارة الانتباه إلى التفاصيل؟

قد تعتقد أنَّك لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال هذا الأمر؛ فكيف يمكنك الانتباه لأمور غالباً ما تغفل عنها بشكل طبيعي؟

إنَّ الأمر ليس مستحيلاً، إليك بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على تطوير هذه المهارة؟

1. التنزُّه في أماكن لم تعتد على الذهاب إليها:

جرِّب أن تذهب إلى عملك سيراً على الأقدام؛ وإذا كان مكان العمل بعيداً، اذهب إلى المتجر أو أي مكان آخر قريب؛ فالفكرة هي أن تسير ببطء، وتحاول الانتباه لكل شيء من حولك، بدلاً من التركيز على وجهتك فحسب.

ستدهشك التفاصيل الصغيرة التي لم يسبق أن لاحظتها من قبل، رغم أنَّك تسلك نفس الطريق للذهاب والعودة من العمل منذ عدة سنوات؛ فستنتبه إلى بيوت جديدة لم يسبق لك رؤيتها من قبل، وستسمع زقزقة العصافير، وتشتمُّ رائحة النباتات، وتشعر بقدميك تلامسان الأرض.

2. القراءة بانتظام:

تخيَّل ما سيحدث عندما تعيد قراءة كتابك المفضل للمرة الثانية؛ حيث ستلاحظ أموراً جديدة مثل: الأحداث التي تنذر بما سيحصل لاحقاً، ودوافع الشخصيات، وجوانب من الحبكة التي لم تلحظها عندما قرأت الكتاب أول مرة. وبما أنَّك على دراية الآن بمجريات القصة، ستتمكن من التركيز على التفاصيل الصغيرة التي لم تلقِ بالاً إليها في أول مرة.

3. أخذ استراحات منتظمة:

تعدُّ الاستراحات طريقةً فعالةً للتأني، وخصوصاً في العمل؛ حيث ينصبُّ كل تركيزك على إنجاز مهامك لدرجة أنَّك تنسى مراقبة أفكارك ومشاعرك؛ فإذا كنت تتصبب عرقاً، هل تدرك سبب ذلك؟ هل هو بسبب شعورك بالتوتر من أمر ما، أم بسبب درجة حرارة الغرفة؟

تتمحور مهارة الانتباه إلى التفاصيل حول إتقان مهارة الملاحظة، وليس هناك طريقة أفضل من ملاحظة نفسك ومشاعرك لتطور هذه المهارة.

ثمة حيلة لتخصيص المزيد من وقت الاستراحة لا يعرفها الكثير من الناس، وهي استخدام تطبيق “جوجل كالندر” (Google Calendar)، الذي يسمح لك بإجراء اجتماعات سريعة، ويقلل من وقتها 5 أو 10 دقائق تلقائياً، لتتمكن من زيادة الاستراحات التي تأخذها.

شاهد بالفديو: 7 نصائح تساعدك على قضاء استراحة الغداء بشكل أفضل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/oRuQE8_6Vn0?rel=0&hd=0″]

4. ترك الهاتف جانباً:

يضعف الجلوس أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية تركيزك، ويشتت انتباهك كثيراً، ولن تتمكن بذلك من ملاحظة الكثير من التفاصيل التي كان يسعك رؤيتها لو كنت أكثر انتباهاً.

إنَّ الاستغناء عن استخدام الأجهزة كلياً أمر مستحيل، ولكنَّك تستطيع تخصيص أوقات معينة تبتعد فيها عن استخدامها، مثل قبل مغادرة عملك صباحاً، وقبل إجراء اختبار هام، وفي أثناء القيادة؛ حيث عليك أن تحرص على إبقاء هاتفك في جيبك في مثل هذه الأوقات.

5. ممارسة الألعاب الذهنية:

قد يستغرق تطوير مهارة الانتباه إلى التفاصيل وقتاً طويلاً، ولكنَّك تستطيع أن تجعل التجربة ممتعةً من خلال ممارسة الألعاب التي تتطلب التركيز والدقة لتعثر على أغراض صغيرة في صور تعج بالأشياء المبعثرة التي تدرِّب عينيك على التركيز.

6. كيلُ المديح إلى الآخرين:

يتطلب تقديم إطراء صادق، ونابع من القلب قدراً من الانتباه إلى التفاصيل، لأنَّه يعني أن تنتبه إلى سمة إيجابية موجودة في الشخص، والتي غالباً ما يغفل الآخرون عنها.

لذا تحدَّ نفسك، وابتعد عن الإطراءات السطحية التي تمدح بها الصفات الخارجية للشخص، وركِّز على أساليب أو صفات أو طريقة تفكير الشخص نفسه، والتي تتطلب مستوىً عالياً من مهارة الانتباه إلى التفاصيل لتتمكن من ملاحظتها.

7. تقسيم الأهداف الكبرى إلى أهدافٍ أصغر:

مهما كان الهدف الذي ترغب بتحقيقه، فهو يتضمن العديد من الخطوات الصغيرة التي تتطلب انتباهك الشديد إلى التفاصيل، والتي تقودك إليه في النهاية.

أفكار أخيرة:

قد يتطلب تطوير مهارة الانتباه إلى التفاصيل وقتاً وجهداً طويلاً، ولكنَّه أمرٌ يستحق العناء؛ لذا فكِّر في الأشخاص الذين تكنُّ لهم الاحترام؛ فأنت غالباً تفعل ذلك لأنَّهم يفكرون في الآخرين، ويراعون مشاعرهم ويساعدونهم.

وإذا أردت أن تكون مثلهم في حياتك الشخصية والمهنية، فامنح مهارة الانتباه إلى التفاصيل بعض الانتباه!

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!