7 قواعد أساسية للتعامل مع الخلافات في موقع العمل

إنَّ الصراعات بين الأشخاص تحدث في كل مجالات حياتنا، وعملنا واحد من هذه المجالات. ليس بالضرورة أن يكون الصراع أمراً سيئاً؛ فقد يكون أمراً جيداً، والمفتاح إلى تحقيق هذ يتلخص في القدرة على التعامل مع الصراعات بالطريقة الصحيحة. ولذلك، تابع معنا قراءة المقال، لتلقي نظرة على الأنواع المختلفة للصراع الشخصي وأسبابها، بالإضافة إلى 7 قواعد أساسية للتعامل مع الصراع بين الأشخاص في العمل.

Share your love

يمكن أن يكون للقدرة على العمل أثناء الصراعات بطريقةٍ هادفةٍ نتائجَ إيجابية كثيرة. لذلك، يجب عليك التصرف بذكاء، إضافةً لوجود بعض القواعد وطرق العمل التي يجب اتباعها حتى النهاية. ولذلك، تابع معنا قراءة المقال، لتلقي نظرة على الأنواع المختلفة للصراع الشخصي وأسبابها، بالإضافة إلى 7 قواعد أساسية للتعامل مع الصراع بين الأشخاص في العمل:

ما هي المسألة الشخصية؟

دعونا نوضِّحُ شيئاً قد يسبب بعض الارتباك: من وقتٍ لآخر، نسمع أو نقرأ عن مصطلحات متشابهة إلى حدٍّ مُربكٍ مثل المسألة الشخصية أو الخلاف الشخصي. وفي الواقع إنَّهما يحملان المعنى نفسه، لذا عندما تسمع مصطلحاً منهما بدلاً من الآخر، لا تدعه يربكك.

بمعنى أوسع، فإنَّ الصراع بين الأشخاص خلافٌ بطريقةٍ ما بين شخصين أو أكثر؛ وقد يكون الخلاف جسدياً أو عقلياً أو عاطفياً.

ونظراً لأنَّنا نتحدث عن الصراع بين الأشخاص في العمل، فمن الجيد توسيع هذا الأمر قليلاً؛ فحدوث الصراع بين الأشخاص في مكان العمل، يمكن أن يقلل من الإنتاجية ويؤثر على الروح المعنوية لفريق العمل. يحدث الخلاف في العمل عندما يقوم شخصٌ واحدٌ أو مجموعةٌ من الأشخاص بإحباط أو عرقلة شخصٍ آخر أو جهود جماعية لتحقيق هدفٍ ما، ولا يتمّ ذلك دائماً عن قصد (كما سنرى)، ولكن رغم ذلك، يمكن أن يكون الخلاف محبطاً للغاية ويسبب الكثير من المتاعب.

أنواع الخلافات الشخصية:

لنلقي نظرةً على أنواع الخلافات الشخصية:

1. تضارب السياسات:

تضارب السياسات خلافات تحدث بسبب اختلاف كيفية التعامل مع موقفٍ يؤثر على كلا الطرفين، ويحدث هذا في مجموعةٍ متنوعةٍ من المواقف؛ لنفترض مثلاً أنَّك أنت وزميلك في العمل تم تكليفكما بإكمال مشروع معاً، عندما تجلسان لمعرفة أفضل طريقةٍ لإكمال المشروع، يصبح من الواضح أنَّك تظنُّ أنَّ إحدى الطرق هي الأفضل، بينما يشعر زميلك في العمل أنَّ طريقةً أخرى هي الأفضل.

لننظر إلى موقفٍ خارج إطار العمل، الزواج مثلاً: ربما تعتقد أنَّك وزوجتك يجب أن تدخروا 10٪ من دخلكما من أجل التقاعد، بينما تعتقد زوجتك أنَّ 5٪ كافية. هذه أمثلة على تضارب السياسات، وفي كثيرٍ من الأحيان، يمكنك الوصول إلى نتيجةٍ أقرب إلى فوز كلا الطرفين، حيث يحصل الجميع على ما يريدونه بالقليل من التنازل.

2. تعارضات القيم:

كلُّ شخصٍ منا لديه مجموعةٌ مختلفةٌ من القيم. وفي حين قد تكون لديك قيمٌ قريبةٌ جداً من قيم شخصٍ آخر، ولكن لكلٍّ منا مجموعةُ قيمه الخاصة. في بعض الأحيان، عندما تتجادل بشكلٍ مستمرٍّ مع شخصٍ ما، فمن السهل أن تعتقد أنَّه عنيد. وعادة، السبب الأساسي هو أنَّه يمتلك مشاعر قوية تجاه شيءٍ ما بسبب قيمه.

في حياتك المنزلية، قد تعتقد أنَّه من الأفضل تربية أطفالك بطريقةٍ معينة، بينما تشعر زوجتك بشكلٍ مختلف؛ أما في العمل، فربما يعتقد رئيسك أنَّه لا بأس في اتباع طريقة معينة لدفع الإيرادات، بينما تعتقد أنَّ هذه ليست الطريقة المناسبة للقيام بالأعمال التجارية. وعادةً ما يكون حلّ تعارضات القيم أمراً صعباً جداً لأنَّها متأصلة أكثر.

3. صراعات “الأنا”:

صراعات الأنا صعبةٌ جداً أيضاً، ففي هذه الحالة، يمكن أن يؤدي فقدان الحجة أو التفكير في أنَّها خاطئةٌ إلى الإضرار باحترام الشخص لذاته، وهذا يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ الصراع على السلطة.

لنفترض أنَّك تشعر أنَّ شريكك يختار دائماً المكان الذي تذهب إليه لتناول العشاء، ويبدو أنَّ هذا يحدث لدرجةٍ تشعر فيها بأنَّك تفقد قوتك في العلاقة، لأنَّ الطرف الآخر يبدو أنَّه يتخذ القرار دائماً. لذلك، بدلاً من السماح لزوجتك بمواصلة اختيار المطعم الذي تأكل فيه، ينتهي بك الأمر إلى الجدال حول مكان تناول الطعام.

من السهل رؤية هذا النوع من الصراع يحدث في العمل، فكِّر في جميع الأوقات التي طُلب منك فيها القيام بشيءٍ لا تريد فعله حقاً، أو لا تريد أن تشعر بأنَّه يُفرض عليك، لذلك تجد طريقةً لتفادي العمل، أو إلقائه على كاهل شخصٍ آخر، أو ببساطةٍ تجاهله.

ما الذي يُسبّب الخلافات الشخصية في أماكن العمل؟

هناك قائمةٌ طويلةٌ لما يمكن أن يسبب الخلافات بين الأشخاص؛ ونظراً لأنَّنا نركز على بيئة العمل لدينا، فلنلقِ نظرةً على الأسباب الرئيسة الخمسة للصراع بين الأشخاص في مكان العمل:

1. الإحباط والتوتر:

يميل الأشخاص الذين يشعرون بالضغط والإحباط في العمل إلى المزيد من النزاعات؛ ولأنَّ الناس أكثر انفعالاً في أوقات العمل، يمكنهم أن يُغضِبُوا بعضهم بعضاً أكثر بكثير من الأوقات الأخرى.

يبدأ أفضل مسارٍ للعمل بالوعي بالحالة: عندما ترى أنَّ زملاءك  في العمل محبطون، انظر إلى ما يمكنك القيام به لخفض مستوى التوتر؛ فالمدراء المميزون جيدون جداً في هذا الأمر، ويمكنهم إزالة شعورُ الإحباط عن فريقهم.

2. سوء التفاهم:

هل تتذكر ما يقوله الآخرون عندما تفترض شيئاً صحيحاً؟ من الأفضل دوماً أن تتعرف على المسألة بوضوحٍ أكبر إذا لم تكن واضحاً بشأن التوقعات: هل كان من المفترض أن تتابع مع “فلان” الخطوات التالية في المشروع، أم كان غيرك من يجب أن يفعل ذلك؟

يسهل حدوث سوء الفهم، إنَّ حدوث خلافات بين الأشخاص بسبب سوء الفهم قد يحدث كثيراً، فكلّ شخصٍ يحمل توقعات مختلفة حول وظيفةٍ أو دورٍ أو عمليةٍ ما، أو أي شيءٍ آخر مرتبط بالعمل.

3. غياب التخطيط:

هذا كله شائعٌ جداً أيضاً، حيث تعمل العديد من الشركات أو الإدارات حسب الأزمات؛ أي أنَّهم لا يملكون خططاً لأشياء كثيرة لاحقة، بل يتفاعلون ببساطة مع المواقف والأزمات.

لا يبدو أنَّ الأشياء تتحسن أبداً لأنَّهم لا يضعون خطةً لتحسين الأشياء؛ الأمر كما لو أنَّهم مشغولون للغاية في الجري لأنَّ شعرهم يحترق، وعندما ينطفئ الحريق، يسترخون لمدة يومٍ أو يومين حتى يندلع الحريق التالي. يمكن أن يسبب هذا الكثير من الصراعات وتوجيه أصابع الاتهام.

4. سوء اختيار للموظفين :

هذا يظهر جلياً في مجالين:

  • في عملية التوظيف الأولية: عندما يتمُّ تعيين شخص في دورٍ ما ولا يفعل المطلوب منه فعلاً، فيتوجب على شخصٍ آخر أن يتولّى زمام الأمور ويتعامل مع الركود الذي حدث نتيجةً ذلك. ويمكنك أن تراهن على أنّ الأشخاص الذين يقومون بذلك كلَّ مرّةٍ سيغضبون ويستاؤون عاجلاً أم آجلاً.
  • الناحية الأخرى التي تؤثر على الفريق: حين يميل بعض الناس بشكلٍ طبيعيٍّ للقيام بأكثر من واجباتهم، بينما يميل آخرون إلى القيام بأقلَّ من حصتهم العادلة من الواجبات، عندها يمكن للطرفين إزعاج بعضهم بالطريقة الخاطئة وينشأ الخلاف نتيجة لذلك.

5. ضعف التواصل:

قد يؤدّي ضعف التواصل إلى العديد من المشاكل، كما أنَّ الصراع بين الأشخاص في العمل مشكلةٌ كبيرة. ومن المؤكد أنَّك تستطيع التفكير في العديد من الأمثلة عندما يؤدي سوء التواصل إلى الخلاف في أماكن العمل:

  • “ألم تتلق الرسالة الإلكترونية التي شاهدها الآخرون؟ أتساءل لماذا!”.
  • “نُقِل الاجتماع إلى وقتٍ وموقعٍ جديدين -ألا تعرف ذلك؟”.
  • “أخبرني المدير أنَّه من المفترض أن نعمل مع فريق الشراء في هذا الشأن، ألم يُخبرك؟”.

وقس على ذلك؛ وهذا كثير جداً.

7 قواعد أساسية للتعامل مع الخلافات بين الأشخاص في العمل:

الآن، وبعد أن راجعنا ما هي النزاعات الشخصية، وكذلك بعض أنواعها وأسبابها، فلنوجِّه انتباهنا إلى كيفية التعامل معها؛ إليك 7 قواعد أساسية للتعامل مع الصراعات الشخصية في العمل:

1. الاعتراف بالخلاف:

الخطوة الأولى في حلّ أيِّ مشكلةٍ هي الاعتراف بوجودها، وكلما طال تجاهلك للمشكلة لفترةٍ أطول وتظاهرت بعدم وجود صراع، ازداد الخلاف سوءاً.

بمجرد الاعتراف بالخلاف، ألقِ نظرةً عليه بموضوعيّة. كُن منفتحاً وصادقاً مع نفسك بشأن الجزء الذي كنت طرفاً فيه، وانظر إليه من زوايا مختلفة، وليس من وجهة نظرك فقط، وانظر إلى ما يمكنك القيام به للمساعدة في حَلِّه.

2. فتح خطوط التواصل:

فكر في نفسك باعتبارك الشخص الذي يقدم غصن الزيتون، ويريد إحلال السلام. وبمجرد الاعتراف بوجود صراع، كن الشخص الذي يفتح خطوط التواصل.

تواصل مع الشخص أو الأشخاص الآخرين واعقد اجتماعاً لمناقشة الخلاف، وتعامل مع التواصل القادم بروح التعاون؛ وتذكر أنَّكم جميعاً تعملون من أجل نفس الهدف، فلا بأس في الاختلاف بالطريقة، لذا اعمل على خلق حسِّ الفريق.

3. التركيز على المشكلة وليس على الشخص الآخر:

حاول ألا تأخذ الأمور على محملٍ شخصيٍّ عند معالجة هذه الخلافات، من السهل أن نسلك مسار التفكير في أنَّ شخصاً ما يفعل شيئاً لك، بينما يكون هذا الأمر في الواقع ليس صحيحاً.

أبقِ تركيزك على المشكلة وليس على الشخص أو الأشخاص الآخرين، وتذكر أن تركز على حلِّ المشكلة الفعلية، لا على أن تجعلها مشكلةً مع شخصٍ آخر، فمن غير المحتمل أن تتمكن من تغيير الآخرين، لذلك: ابحث عن طرق للعمل معهم للتوصل إلى حلٍّ يناسب الجميع.

4. التمسك بالحقائق:

هذا مشابهٌ للتركيز على المشكلة وليس على الشخص، لكنَّه يتخذ منحىً أعمق؛ وعند النظر في سبب حدوث نزاعٍ معين، ابذل قصارى جهدك للالتزام بالحقائق.

على سبيل المثال، ربما يكون الصراع هو أنَّ “فلانة” لا تجيب على رسائل البريد الإلكتروني المهمة في الوقت المناسب، وأغلب الظنِّ أنَّها تفعل ذلك فقط لإثارة غضب الآخرين. يمكن أن يكون لديها حجة مقنعة، كأن يكون لديها الكثير من الأشياء التي يجب أن تقوم بها، وهي ببساطة غارقة في العمل. فما الذي يمكن نقله من قائمة مهامها حتى تتمكن من التركيز على أهم الأشياء؟ هل هناك عمليات يمكن تنفيذها لتساعد على تحريك الأمور بشكلٍ أسرع؟ تمسك بالحقائق دائماً.

5. اللقاء وجهاً لوجه:

من الصعب معالجة النزاع فعلياً، ولا يبدو أنَّ الرسائل الإلكترونية هنا وهناك تصل إلى جوهر الأمر معظم الوقت. كما أنَّه ليس من المفيد جداً أن يكون لديك اجتماعٌ مدته 10 دقائق في مكتب شخصٍ ما عندما يرنُّ هاتفه دائماً وتواصل عيناه متابعة التدفق المستمر للرسائل الإلكترونية الواردة.

حدد وقتاً ومكاناً للقاءٍ شخصيٍّ بعيداً عن عوامل التشتيت، وبهذه الطريقة، يمكنك أن تأخذ الوقت والتركيز اللازمين لمعالجة الصراع؛ ناهيك عن أنَّ الجلوس على الطاولة مع شخصٍ ما، يقطع شوطاً طويلاً نحو تعزيز العلاقة معه.

6. اختر معاركك:

من السهل جداً انتقاد كلِّ شيءٍ تقريباً، خاصة إذا لم تكن الشخص الذي يفعل ذلك. وبشكلٍ عام، نميل جميعاً إلى الاعتقاد بأن هناك طريقة صحيحة للقيام بالأشياء، وعادةً ما تكون هذه الطريقة طريقتنا. وأنَّ هناك دائماً طريقة خاطئة للقيام بالأشياء، وعادةً ما تكون طريقة الآخرين.

إذا كنت تشعر بالإحباط بسبب بعض أوجه القصور في عملك، بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين يعملون في تلك الأقسام، فليس من المنطقي أن تعتبر أن هذه الصراعات تمنعك من التعامل مع أوجه القصور هذه. هناك أشياء كثيرة خارجة عن إرادتنا وبصراحة فإنَّها لا تستحق صرف الكثير من الوقت في فهم سبب حدوثها.

إذا كانت مجرد إزعاج، فانْسِهَا وركز على الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لك.

7. اتخاذ قرار والعمل عليه:

أخيراً، بمجرد معالجة النزاع مع الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى، فقد حان الوقت لإبرام الصفقة؛ وعندما تتوصل إلى قرار بشأن كيفية التعامل مع الصراع، ضع خطة عمل؛ والأهم من ذلك: نفذها.

لا يفيد تضييع الوقت وهدر الطاقة في حلّ الصراع بين الأشخاص، ومن ثم عدم القيام بأيّ شيءٍ حيال ذلك، لذا، وبمجرد تحديد ماهيَّة المشكلة، اتخذ الخطوة النهائية، واتخذ الإجراء اللازم لحلها.

الخاتمة:

إذن، لقد تعلمت الآن ما هو الصراع بين الأشخاص وأنواعه المختلفة. كما قد فهمت أيضاً بعض الأسباب الأكثر شيوعاً للنزاعات الشخصية في العمل؛ والأهم من ذلك، لقد تعلمت القواعد الأساسية السبع للتعامل مع الصراعات بين الأشخاص في العمل.

تذكر هذه القائمة وعُدْ إليها في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تواجه صعوبات في التعامل مع الآخرين في العمل. يساعدك وضع خطة عمل استناداً إلى هذه القواعد الأساسية، على إيجاد بيئة موجهة نحو الفريق في العمل؛ حيث يمكن للجميع أن يتميزوا ويثبتوا أنفسهم.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!