8 طرق بسيطة لتكون يقظاً ذهنياً في العمل

من السهل أن ننشغل بالعالم من حولنا، ونتفاعل مع الأحداث دون التفكير فيما تعنيه لنا، ونحكم على الآخرين دون التفكير ما الذي قد يحدث في عالمهم، ونسمح للمشتتات بمنعنا من القيام بما يجب فعله في تلك اللحظة. تؤدي طريقة التفاعل هذه مع الأحداث والمواقف إلى تعرُّض العديد من الأشخاص للتوتر والارتباك والانشغال.

Share your love

يعني أن نصبح أكثر يقظة ذهنية في العمل أن نتراجع ونتمهل بضع دقائق لنراقب الأحداث ونحلِّل معناها بالنسبة إلينا في الوقت الحالي؛ ممَّا يعني بدوره ألَّا نتفاعل مباشرةً، وبدلاً من ذلك، نتوقف مؤقتاً ونفكر في الموقف ملياً ثم نتصرف.

من الأمثلة البسيطة على هذا، حين نلاحظ أنَّ شخصاً مسناً يعاني من أجل حمل صندوق ثقيل أو حقيبة تسوُّق؛ ومع ذلك، تجد الكثير من الناس يمرون من جانبه وهم منشغلون بعالمهم الخاص المليء بالتوتر والقلق دون أن ينتبهوا إليه. سيكون الشخص اليقظ ذهنياً مدركاً لهذا الشخص فيتوقف ويقدم المساعدة؛ وذلك لأنَّه يدرك محيطه في الوقت الحالي ولا يضيع في الماضي أو المستقبل.

عندما نكون أشخاصاً يقظين ذهنياً، يمكن أن نمتلك القدرة على التركيز تركيزاً أكبر على عملنا، وتجاهُل المشتتات والتركيز على ما هو هام فعلاً وعدم الضياع في الأمور غير الهامة التي غالباً ما تؤدي إلى الشعور غير المُجدي بالانشغال والإرهاق.

ومن خلال إدراكنا لما يحيط بنا ومعرفة ما نحاول إنجازه كل يوم، يمكننا تقييم المدخلات الجديدة، سواءٌ كانت زملاء يقومون بالنميمة أم حالات الطوارئ المكتبية، وتحديد فيما إذا كانت تستحق اهتمامنا الكامل أم لا.

كيف نمارس اليقظة الذهنية ونطبقها في حياتنا؟ سنقدم لك فيما يلي 8 طرائق بسيطة يمكنك استخدامها لتصبح أكثر يقظةً في العمل وتساعدك على التركيز تركيزاً أفضل:

1. البدء بخطة:

معظم الأسباب التي تجعلنا نجد صعوبة في التركيز في أثناء العمل هي أنَّنا نبدأ اليوم دون وضع خطة محكمة له، فعندما لا تمتلك خطة لهذا اليوم، فسوف تتأثر بالأحداث التي قد تجري وأي مشتتات تواجهك.

يعني أن تصبح أكثر يقظة ذهنيةً في العمل أن تعرف ما الذي تريد تحقيقه في اليوم، وأن تمتلك خطة لتحقيق ذلك، ولكن الأهم من هذا أن تفكر ملياً في الأمور الهامة وغير الهامة على حد سواء، وتُقيِّم ماذا يجب أن تفعل لإنجاز الأمور الهامة.

لا تحتاج خطتك اليومية إلى الدخول في التفاصيل؛ وإنَّما معرفة ما الذي تريد إنجازه في اليوم بصورة عامة، فقد يكون إنهاء تقرير كنت تعمل عليه منذ بضعة أسابيع، أو تقديم عرض تقديمي رائع، أو حل مشكلة مع عميل صعب المراس.

يكمن مفتاح ذلك في أن تُراجِع ما حدث معك في نهاية اليوم وتسأل نفسك ما الذي تريد إنجازه غداً، وتدوِّنه في مكان ما بحيث يمكنك أن تراه في اليوم التالي عندما تبدأ عملك.

شاهد بالفديو: 15 طريقة للحفاظ على التركيز أثناء العمل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/wdC9awt65EI?rel=0&hd=0″]

2. بدء اليوم بمراجعة خطتك:

لكي تصبح أكثر يقظةً في العمل يجب عليك إدراك ما الذي تحاول إنجازه وتركيز طاقاتك عليه، وتتمثل إحدى طرائق القيام بذلك في أخذ الخطة التي وضعتها في اليوم السابق، والنظر إليها وتخيُّل إكمالها.

يستغرق هذا الأمر بضع دقائق فقط، لكنَّك تحتاج القيام بذلك في مكان هادئ، لمراجعة قائمتك، وإغلاق عينيك والتخيل بأنَّك تُكمِل تلك المهام لبضع دقائق؛ تخيَّل كيف ستشعر بمجرد الانتهاء من ذلك، ثم افتح عينيك ببطء وابدأ يومك.

3. وضع روتين تبدأ من خلاله يومك وتنهيه:

يوجد سبب وجيه لوضع روتين صباحي ومسائي؛ فعندما تبدأ اليوم وتنهيه بالطريقة نفسها، فإنَّك تتصرف تصرفاً صحيحاً ومناسباً لك لبدء وإنهاء يومك.

حيث يعني أن تصبح أكثر يقظة في العمل أن تكون أكثر وعياً بنفسك والآخرين، وأن تلتزم بروتين يومي يضعك في الحالة الصحيحة لتكون على علم بما يجري من حولك، كما يساعدك الروتين على أن تكون أكثر وعياً بما تشعر به، وستلاحظ إذا كنت تشعر بالتوتر أو التعب؛ حيث يمكنك أن تسأل نفسك لماذا تشعر بهذه الطريقة، وستلاحظ اختلافات في الطريقة التي تشعر بها.

على سبيل المثال، إذا بدأت يومك بممارسة الرياضة ولاحظتَ أنَّك لا تبذل الكثير من الجهد كما تفعل عادةً، يمكنك أن تسأل نفسك: لماذا يحدث هذا؟ هل أنت مرهق؟ هل تشعر بالتوتر؟ هل يوجد أمر ما يشغل تفكيرك؟

يتيح لك طرح هذه الأسئلة أن تكون أكثر وعياً بشأن حالتك الجسدية والذهنية، ويمكنك بعد ذلك اتخاذ خطوات لتصحيح كل ما يزعجك.

4. القيام بأمر واحد في كل مرة:

يجب أن تدرك أنَّ “تعدد المهام” عبارة عن خرافة غير ناجحة، فنحن عندما نقوم بمهام متعددة في الوقت نفسه؛ فإنَّنا لا نقوم بأمرين في آنٍ واحد؛ وإنَّما نقوم بالتبديل بين المهام باستمرار، مما يعني أنَّ دماغنا ينتقل من تركيز إلى آخر بسرعة عالية؛ وهذه الطريقة غير فعالة بشكل لا يصدق، وتؤدي بسرعة إلى التعب وعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة من الزمن وإلى التقليل من قوة إرادتنا.

يعني تعدُّد المهام أيضاً أنَّنا نتوقف عن الحضور ذهنياً في اللحظة الحالية؛ وذلك لأنَّنا نحاول التركيز على الكثير من الأمور في وقت واحد وعندما يحدث ذلك فمن المحتمل أن نفقد تفاصيل هامة ونرتكب الأخطاء؛ فبدلاً من ذلك اختر عملاً واحداً وأنجزه مستبعداً كل شيء آخر.

لا تفتح نوافذ عديدة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك؛ وإنَّما نافذة واحدة فقط تلك التي تحتاجها للقيام بالعمل الذي اخترته في ذلك الوقت بالذات. وبمجرد الانتهاء من هذا العمل، خذ استراحة قصيرة وتحرك، وعندما تعود إلى مكان عملك، ابدأ العمل على العنصر التالي، وعندما تبدأ بتنفيذ ذلك، ستجد نفسك أكثر تركيزاً ووعياً بما تفعله.

5. إغلاق البريد الإلكتروني وجميع وسائل التواصل الأخرى:

إذا كنت تريد حقاً أن تصبح أكثر يقظة في العمل، فأنت بحاجة إلى القيام بكل ما يلزم لتقليل المشتتات؛ ويعني هذا إيقاف تشغيل الإشعارات وتصفُّح بريدك الإلكتروني ووسائل التواصل الأخرى فقط عندما تقرر أنَّك تريد العمل عليها.

فمن الجدير بالذكر أنَّه إذا كان هناك بالفعل أمر مستعجل وضروري يتطلب انتباهنا على الفور، فلن يرسله أي شخص إلينا عبر البريد الإلكتروني أو برنامج سلاك (Slack)؛ وإنَّما سيأتي إليك شخصياً أو يتصلون بك هاتفياً.

فعلى سبيل المثال، إذا اشتعلت النيران في منزل أحدهم، فلن يرسل جاره بريداً إلكترونياً أو رسالة على سلاك (Slack) ليخبره بذلك؛ وإنَّما سوف يستخدم طريقة أكثر سرعة للتواصل معه.

ينطبق الأمر نفسه على عملك؛ توقف عن القلق بشأن الرؤساء الغاضبين والعملاء المزعجين، فهذا الأمر نادراً ما يحدث وتذكر أنَّك موظف عليك أن تقوم بعملك، وليس عليك أن تكون الأسرع في الرد على الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني، فإذا كانت هناك مشكلة ملحة بالفعل، فستسمع بها بسرعة.

6. قضاء بعض الوقت بمفردك كل يوم:

يعد العالم من حولنا شديد التشتيت والمطالبة، فإذا لم يكن زملاء العمل والعملاء هم من يقومون بهذا، فقد تكون الإعلانات والأخبار هي مصادر جذب انتباهنا لتجعلنا نتفاعل بطرائق إيجابية وسلبية.

مع كل هذه المشتتات، من الصعب جداً الحصول على لحظات من السلام والهدوء؛ ومع ذلك، إذا كنت تريد أن تكون أكثر تركيزاً؛ فأنت بحاجة إلى قضاء بعض الوقت كل يوم للتفكير الهادئ بعيداً عن كل تلك المطالب والضجيج.

سيمنحك قضاء 15-20 دقيقةً بمفردك في غرفة هادئة أو في الطبيعة الوقت اللازم للتفكير والاستمتاع بالهدوء الذي تحتاجه، ويساعدك القيام بذلك على أن تكون أكثر يقظة لما يدور حولك وبما تشعر به، ويمنحك وجهات نظر قد تشتد الحاجة إليها في حياتك.

7. الإصغاء:

عندما نقول “الإصغاء”، فنحن نعني الإصغاء الحقيقي الفعال وليس الاستماع دون اهتمام بما يقال، ففي كثير من الأحيان، نحن لا نصغي كما يجب، وبدلاً من ذلك نحن نفكر في الشيء التالي الذي يجب أن نقوله أو نحكم على ما يقوله الشخص الآخر؛ لذا توقَّف عن القيام بهذا الأمر، فهو لا يفيدك ولا يفيد الشخص الذي تتحدث معه.

عندما تتوقف عن إصدار الأحكام وتبدأ بالإصغاء بفاعلية، سترى وجهات نظر أخرى، وقد لا تتفق مع وجهات نظر الآخرين وآرائهم، لكن تذكر أنَّها مجرد وجهات نظر، ولست ملزماً بالاتفاق معهم أو تغيير وجهة نظر أي شخص آخر، لكنَّك ستجد نفسك تفهم فهماً أفضل سبب تفكير الشخص بهذه الطريقة إذا توقفت عن محاولة تغيير آرائه، من خلال الإصغاء باهتمام إلى ما يقوله.

نحن نعلم أنَّ هذا الأمر صعب؛ وذلك لأنَّنا نرغب بطبيعة الحال أن يتفق الآخرون مع وجهات نظرنا حول العالم من حولنا؛ لكن يوجد جانب يجعل البشر فريدين من نوعهم، وهو أنَّنا نمتلك جميعاً وجهات نظر مختلفة عن العالم، وهذا ما يجعلنا مُميزين، ولن يكون العالم جميلاً إذا توافق الجميع بنفس النظرة إلى العالم والأحداث الذي تجري فيه.

8. ممارسة التأمل:

سيساعدك منح نفسك بعض الوقت للتأمل كل يوم على أن تصبح أكثر يقظة وتركيزاً؛ فالتأمل هو شكل من أشكال تدريب العقل على التوقف عن التفكير وأن يكون على طبيعته ويعيش اللحظة الراهنة بكل تفاصيلها.

ليس بالضرورة أن تمارس التأمل كل يوم لفترة طويلة؛ حيث يمكنك ممارسته لمدة 10 دقائق، ويفضِّل بعض الأشخاص القيام بجلستين في اليوم لمدة تتراوح بين 15-20 دقيقةً في الصباح والمساء.

لا يهم كم من الوقت وكم مرة تقوم بالتأمل؛ حيث تساعدك ممارسته لبضع دقائق كل يوم على تحسين تركيزك، وذلك من خلال تدريب عقلك على التوقف والتركيز فقط على تنفسك أو أي أمر آخر، مما يساعدك على تطوير قدرة فعَّالة على التركيز.

فكرة أخيرة:

قد يكون من الصعب جداً التركيز في هذا العالم النشط الذي نعيش فيه اليوم، ولكن إذا كنت ترغب في أداء أفضل ما لديك وأن تصبح أكثر يقظة في العمل؛ فكن على علم باحتياجات الأشخاص من حولك، وعِش حياة مُرضية وخالية من التوتر.

يُعدُّ أن تصبح أكثر يقظة ذهنياً ووعياً بنفسك والآخرين طريقة رائعة لتصبح أكثر تركيزاً وأقل توتراً وأكثر سعادةً في نهاية المطاف.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!