8 نظريات مؤامرة جنونية تحيط بفيروس كورونا المستجد

إنَّ فيروس كوفيد-19، أو ببساطةٍ (فيروس كورونا المستجد) كما يفضِّل البعض تسميته، غنيٌ عن التعريف، وحدثٌ مزعجٌ علينا التعامل معه. ظهر الفيروس لأول مرةٍ في الصين، وفي أقلِّ من شهرين انتشر في كلِّ قارةٍ في العالم. إليكَ إذاً أكثر 8 نظريات مؤامرة جنوناً تدور حول فيروس كورونا المستجد.

Share your love

يتفق معظم الناس على أنَّ الفيروس ظهر لأول مرةٍ في سوقٍ للمأكولات البحرية في ووهان في الصين. ومع ذلك، يبدو أنَّ بعض محبي نظرية المؤامرة لا يصدقون هذه القصة، ويعتقدون أنَّها مجرد قصةٍ زائفةٍ قام بنشرها شخصٌ ما للتغطية على أصل الفيروس الحقيقي. فإليكَ إذاً أكثر 8 نظرياتِ مؤامرة جنوناً في هذا الشأن:

1. حكومة الولايات المتحدة:

هناك شائعاتٌ بأنَّ حكومة الولايات المتحدة قد صنعت فيروس كورونا. قُدِّم هذا الادعاء لأول مرةٍ من قبل القناة الأولى في شبكة الأخبار الروسية خلال بثٍ إخباريٍّ مباشر، وقال مذيعٌ صحفيٌّ: “إنَّ حكومة الولايات المتحدة قد صنعت الفيروس لتدمير الاقتصاد الصيني”، وأضاف: “إنَّ الولايات المتحدة ربَّما تكون قد ابتكرته أيضاً حتَّى تتمكَّن من بيع اللقاحات للحكومة الصينية”.

استند مقدِّم العرض في ادعائه إلى حقيقة أنَّ الإكليل يعني التاج بالروسية واللاتينية، وكما نعلم جميعاً، اعتاد الرئيس ترامب أن يكون حكماً في مسابقات ملكات الجمال، وكان أحياناً مسؤولاً عن تتويج الفائزات. قال مقدِّم البرنامج أنَّ هذا هو سبب تسمية “فيروس كورونا” بالفيروس التاجي، بينما يقول العلماء أنَّهم سمُّوا الفيروس بالتاجي بسبب شكله الذي يشبه التاج لا غير.

2. بيل غيتس:

إذا كنت تجد صعوبةً في فهم علاقة بيل غيتس (Bill Gates)، الملياردير الأميركي ومؤسس شركة مايكروسوفت (Microsoft)، بكلِّ هذه الأمور؛ فسنحتاج إلى العودة إلى أكتوبر 2019. في ذلك الشهر، تعاونت مؤسسة بيل وميليندا غيتس (Bill & Melinda Gates Foundation) مع المنتدى الاقتصادي العالمي، و”مركز جون هوبكنز للأمن الصحي” (the John Hopkins Center for Health Security)؛ لاختبار برنامجٍ حولَ كيفية الاستعداد للتعامل مع الأوبئة. والغريب في الأمر، أنَّ فيروس كوفيد-19 (Covid-19) ظهرَ بعد شهرين.

يقول مؤيدو نظرية المؤامرة أنَّ البرنامج كان مقدمةً للوباء القادم الذي خطَّطت له المنظمات الثلاث طوال الوقت. في غضون ذلك، نفى مركز جون هوبكنز للأمن الصحي أيَّ صلةٍ بين الحدث ووباء كوفيد-19.

دعم مؤيدو نظرية المؤامرة ادعاءاتهم بحقيقة أنَّ “مؤسسة بيل وميليندا غيتس” قد قدَّمت في وقتٍ سابقٍ تمويلاً إلى “معهد بيربرايت” (Pirbright Institute) في المملكة المتحدة، والحاصل على براءة اختراعٍ للقاح فيروس كورونا؛ كما يقولون أنَّ “بيل غيتس” تعاون مع المعهد لبدء الوباء حتَّى يتمكَّن من بيع اللقاحات.

لكن ينفي معهد بيربرايت أيَّ علاقة لمؤسستهم بانتشار فيروس كوفيد-19، حيث قال متحدِّثٌ باسم المعهد أنَّهم قاموا فقط بالبحث عن لقاحٍ لفيروس كورونا الذي أصاب الطيور وليس البشر، وأنَّ لقاحاتهم لا تفيد البشر أبداً.

3. إنترنت الجيل الخامس (G5):

كانت ووهان واحدةً من أولى المدن الصينية التي حصلت على شبكة إنترنت من الجيل الخامس (5G)، وهي المدينة نفسها التي ظهر فيها فيروس كورونا كوفيد-19 لأول مرة. هل هذه صدفة؟ تقول إحدى مؤيدات نظرية المؤامرة، والتي تدعى “دانا آشلي” (Dana Ashlie)، أنَّها ليست كذلك.

تعتقد “آشلي” أنَّ فيروس كورونا ناتجٌ عن موجات الإشعاع الصادرة عن شبكة إنترنت الجيل الخامس، واستندت في ادعاءاتها إلى ورقةٍ بحثيَّةٍ عمرها عقدين، والتي كشفت أنَّ شبكة الإنترنت من الجيل الخامس خطرةٌ على صحة الإنسان. تقول آشلي إنَّ ما يسمى “بفيروس كورونا المستجد” هو في الواقع تسمُّمٌ بالإشعاع، وتقول أنَّ الأشعة تُضعِف جهاز المناعة؛ ممَّا يجعل الشخص عرضةً للإصابة بالأمراض.

يعتقد معارضو هذه النظرية أنَّ “دانا آشلي” ما هي إلَّا إحدى مروجي نظريات المؤامرة، كما يقولون أنَّ دراسة عام 2000 التي استشهدت بها قد فقدت مصداقيتها من خلال دراسةٍ أُخرى أُجريَت في عام 2005، والتي أثبتت أنَّ شبكة الإنترنت من الجيل الخامس لم تكن خطرةً على البشر. وأشاروا أيضاً إلى حقيقة أنَّ مدينة ووهان كانت مجرد واحدةٍ من 16 مدينةٍ صينيةٍ حصلت على أبراج شبكات الجيل الخامس من الإنترنت في الوقت نفسه.

4. الحكومة الصينية:

يعتقد بعض الناس أنَّ الصين صنعت فيروس كورونا كجزءٍ من برنامجها للأسلحة البيولوجية، ويعتقدون أنَّ الفيروس تسرَّب لاحقاً من أحد المختبرات، ممَّا تسبَّب في الوباء.

المختبر المعني هو “المختبر الوطني للسلامة البيولوجية”، وهو المنشأة الصينية الحكومية الوحيدة القادرة على إجراء أبحاثٍ حول الفيروسات القاتلة، وهو جزءٌ من “معهد ووهان لأبحاث الفيروسات”، والذي يقع في مدينة ووهان (المدينة التي ظهرَ فيها الوباء للمرة الأولى).

نشأت هذه المزاعم بسبب بيانٍ أدلى به الرئيس الصيني (شي جين بينغ) مباشرةً بعد تفشِّي الوباء، قال فيه: “إنَّ سلامة المختبرات قضيةٌ وطنية”. في اليوم التالي، أصدرت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية تعليماتٍ حول كيفية تأمين المختبرات لمنع تسرُّب الفيروسات.

يدعم مؤيدو المؤامرة ادعاءاتهم بفكرة أنَّ الفيروسات تسرَّبت في وقتٍ سابقٍ من المختبرات الصينية، حيث تسرَّب فيروس “متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد” (السارس) المميت مرَّتين (بحسب ادعائهم).

5. الحكومة الكندية:

يعتقد بعض الناس أنَّ الحكومة الكندية بقيادة أستاذ الدراسات الاجتماعية جاستن ترودو (Justin Trudeau) -الذي يظهر في الصورة- قد أنشأت فيروس كورونا في المختبر الوطني للأحياء الدقيقة في مدينة وينيبيغ – كندا. المختبر منشأةٌ تمتلكها الحكومة الكندية، وتُجرى فيه أبحاث حول الفيروسات القاتلة، تماماً مثل فيروس كورونا الذي ظهر في ووهان – الصين.

ويقول أصحاب نظرية المؤامرة هذه أنَّ جاسوسين صينيين قد سرقوا الفيروس وأرسلوه إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات، حيث انتهى به المطاف بالتسبُّب في الوباء. الجواسيس المعنيون هم د. كيدينغ تشينغ (Dr. Keding Cheng) وزوجته د. شيانغكو كيو (Dr. Xiangguo Qiu)، حيثُ عمل الزوجان في المختبر حتَّى تسريحهما -فجأةً- في عام 2019.

يقول أصحابُ النظرية هذه إنَّ الثنائي طُرِد بسبب سرقة عيناتٍ من الفيروس وإرساله إلى الصين، بينما قالت شرطة الخيالة الملكية الكندية أنَّهم طردوا العالِمين بسبب قضايا سياسيةٍ وإدارية. فمن إذاً يقول الحقيقة؟

6. انفجار نيزك أكتوبر 2019:

حدث شيءٌ لا يصدَّق في شمال شرق الصين في الساعات الأولى من 11 أكتوبر 2019، حيث انفجر نيزكٌ في السماء بعد منتصف الليل مباشرة، ممَّا تسبَّب في وميضٍ شديدٍ جعل سماء الليل مشرقةً مثل النهار. قفز محبو نظرية المؤامرة الآن إلى هذا الحادث، حيث يعتقد أصحاب هذه النظرية أنَّ النيزك أحضر فيروس كوفيد-19 من الفضاء.

يقول العلماء أنَّ هذا غير مرجَّح؛ لأنَّ النيزك لم يصطدم بالأرض. وحتَّى لو حدث ذلك، فإنَّهم لا يعتقدون أنَّ الفيروس يمكن أن يتحمَّل درجات الحرارة القصوى للاصطدام، حيث يمكن أن تصل درجة حرارة الشهب التي لا تحترق في الغلاف الجوي إلى 1,198 درجة فهرنهايت (حوالي 647 درجة سيليسيوس) عند لمسها الأرض، وهذا أكثر من كافٍ لقتل الفيروس عدَّة مرات.

وأضاف أخصائي الأمراض المعدية، الدكتور دومينيك سباركس (Dr. Dominic Sparkes)، أنَّ فيروس كوفيد19 قد نشأ هنا على الأرض؛ لأنَّه يشترك كثيراً مع متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).

تنتمي جميع الفيروسات الثلاثة إلى مجموعةٍ من الفيروسات تسمَّى: “الفيروسات التاجية”. نحن نعلم أنَّ “السارس” و”ميرس” نشآ هنا على الأرض، لكن ماذا عن فيروس كورونا؟ قد نكتشف ذلك مع مرور الوقت.

7. امرأة صينية تأكل حساء الخفافيش:

هناك تكهُّناتٌ بأنَّ البشر أُصيبوا بفيروس كوفيد 19 من الخفافيش، في حين أنَّ العلماء لم يتحقَّقوا من صحة هذا الادعاء بعد. يعتقد بعض الناس أنَّه انتقل إلى البشر بعد أن تناول أحدهم خفاشاً مصاباً، والمتهمَّة هنا هي المدوِّنة الصينية، وانغ مينغيون (Wang Mengyun).

أصبحت “مينغيون” ضحيةً لنظرية المؤامرة بعد أن انتشر فيديو لها وهي تتناول خفاشاً، وقد اتُهِمت بإصابتها بالفيروس ونقله إلى أشخاصٍ آخرين.

وأجبرت الحكومة الصينية الاشتراكية “مينغيون” في وقتٍ لاحقٍ على الاعتذار عن أكل الخفاش، وأضافت أنَّ الفيديو تمّ تصويره عام 2016، أي قبل ظهور فيروس كوفيد 19 بثلاث سنوات، كما أنَّ الفيديو لم يُصوَّر في الصين ولكن في بالاو، وهي جزيرةٌ في المحيط الهادئ.

8. فيروس كورونا طوَّرَه شخصٌ -أو مجموعةٌ غير معروفة- من فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز):

لا تملك كلُّ نظريات المؤامرة اسماً محدَّداً لتلقي اللوم عليه، حالها حال النظرية التي اقترحتها مجموعةٌ من الباحثين الهنود. يقول الباحثون أنَّ فيروس كوفيد 19 يشبه إلى حدٍ ما فيروس نقص المناعة البشرية (HIV-1)، وزعموا أنَّ هذا ان دليل كافٍ لإثبات أنَّ شخصاً ما قام بتعديل فيروس نقص المناعة البشرية لصناعة هذا الفيروس الجديد.

نشرَ الباحثون الورقة على موقع “بيو أرشيف” (bioRxiv)، وهو موقعٌ إلكترونيٌّ للأوراق البحثية غير المُثبتة، دون أن يذكروا أيَّ أسماء؛ لذا لا نعرف الأشخاص المسؤولين عن ذلك. تسبَّبت الورقة بجدلٍ محمومٍ، ما دفع الباحثين إلى إزالتها.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!