9 سمات قيادية للقادة العظماء

القادة العظماء مثل المرايا، فهم غالباً ما يعكسون ما يريدون رؤيته في فريقهم على أنفسهم، حتَّى لو كان ذلك يعني مواجهة الأشياء التي يفضِّلون عدم مواجهتها. حتَّى إذا لم تكن قائداً حالياً، يمكن لهذه السمات التسع أن تُحسِّن نجاحك وسعادتك وصحَّتك.

Share your love

هل يمكن لبعضٍ من سمات القيادة أن تحدِّد كونك قائداً عظيماً أم لا؟ وهل يمكن أن يكون لديك مجموعةٌ من المهارات التي تجعل منك قائداً عظيماً؟ وهل للقائد أن يغيِّر مسار الشركة أو الفريق أو سعادة الفرد ونجاحه؟ وما المشكلة الكُبرى في القيادة إذا لم يكن لديك فريقٌ لقيادته؟

وفقاً لموقع “لينكد إن” (LinkedIn)، فهنالك احتمالٌ بنسبة 76٪ بأن يستمرَّ الموظَّف بالعمل في شركةٍ بعد 12 شهراً، ولكن تنخفض هذه النسبة بحلول السنة الثالثة إلى 48٪، ويعتقد 89٪ من أصحاب العمل -بصورةٍ مثيرةٍ للقلق- أنَّ الموظفين يغادرون بسبب المال؛ في حين أنَّ 12٪ فقط يغادرون لهذا السبب.

علاوةً على ذلك، يُقال أنَّ أكثر من ثلث الموظَّفين يبحثون بنشاطٍ عن وظيفةٍ جديدةٍ في الوقت الحالي، ويُنفِق أصحاب العمل في الولايات المتحدة -وحدها- 2.9 مليون دولارٍ يومياً للبحث عن عمَّال بديلين، ويساوي هذا 1.1 مليار دولارٍ سنوياً.

يمكن للقائد صنع أو تخريب الكثير، بما في ذلك:

  • الإنتاجية.
  • الإبداع.
  • الربحية.
  • الصحة.
  • السعادة.
  • التعليم.

القائمة طويلة، وربَّما تطول أكثر؛ وعندما تُفكِّر أنَّ شخصاً ما سيبحث عن موقف الشركة تجاه سعادة الموظفين قبل أن يبدأ العمل معهم، فيمكنك أن ترى أنَّ القيادة شيءٌ يمكن أن يؤثِّر في الجميع.

حتَّى إذا لم تكن قائداً حالياً، يمكن لهذه السمات التسع أن تُحسِّن نجاحك وسعادتك وصحَّتك:

1. التقدير:

حاول أن تطلب طلباً من شابٍّ مراهقٍ دون احترام. لن يكون بإمكانك -بالتأكيد- إجباره على القيام به؛ فإذا كنت تريد الاحترام، فيجب أن تعطيه أولاً.

يعمل الموظفون الذين يشعرون بالاحترام أكثر، ورغم أنَّه قد يكون من السهل معرفة شكل هذه السمة، إلَّا أنَّه قد يصعُبُ معرفة كيفية تقديمها في بيئةٍ تسير بوتيرةٍ سريعة؛ لذا تساعدك هذه السمات كلُّها في إثبات احترامك للآخرين، وتعلُّمكَ اكتسابه.

2. البصيرة:

إذا كنت تريد أن تكون قائداً عظيماً، فأنت بحاجةٍ إلى مشاركة رؤيتك ومهمَّتك؛ والمفتاح هنا ليس مشاركتها فحسب، بل الاستعداد للسماح لفريقك بإعادة كتابتها، لجعلهم يشعرون أنَّ لهم رأيٌ في المَهمَّة؛ إذ سيؤدِّي ذلك إلى خلق ارتباطٍ عاطفيٍّ أعمق بنتيجة عملهم.

علاوةً على ذلك، يمكن لشخصٍ آخر في بعض الأحيان رؤية طريقةٍ أفضل لإعادة تعريف رؤيتك -لتتحدَّث بشكلٍ أوضح للجميع- من الموظفين والعملاء والمنافسين والمجتمعات.

سُئِلت إحدى الشركات: “ما مهمَّتكم؟”، وبينما كان لدى الجميع فكرةٌ غامضةٌ عمَّا يمثِّلونه، استخدموا كلماتٍ مختلفةً لوصف ذلك. لقد أصبحت الشركة من خلال السماح للجميع بإبداء رأيهم والاستماع إليهم، أكثرَ تركيزاً على توصيل رسالةٍ تردَّد صداها مع عملائها الدائمين، وساعدت الفريق على الشعور بالقرب من جميع النتائج، حتَّى لو لم يكن قسمهم على علاقةٍ مباشرة بالموضوع.

3. التواصل:

هناك الكثير ليُقال حول التواصل والقيادة.

تميل العديد من الشركات إلى إنشاء سياسات تواصل، وطرائق محددةٍ بوضوحٍ للقيام بها وضمان أن يُسمَح لأيِّ شخصٍ بالتواصل بكلِّ حرية.

إذا كان لديك أشخاصٌ تعمل معهم، وكانوا يفتقدون الثقة أو الخوف على عملهم؛ فمن الصعب عليهم أن يخبروك: “أعتقد أنَّنا نخطِئ في هذا”، أو “لا أعرف كيف أخبرك بهذا، لكنَّني لا أستمتع بعملي”؛ فقد أصبح الرضا الوظيفي هامَّاً مع ظهور مواقع الويب التي يمكنك من خلالها تقييم أصحاب العمل على تأثيرهم في القرارات المهنية للناس.

تُمكِّن سياسات التواصل القادة من تحقيق المزيد؛ لأنَّهم لا يضطرون إلى إدارة كلِّ قرارٍ إدارةً جزئية، ويُشعِرون الناس من حولهم بالثقة والراحة لاتخاذ المبادرة.

4. الشفافية:

رغم أنَّ القادة العظماء يخشون أن يكونوا صادقين وشفَّافين، إلَّا أنَّهم يجدون طرائق للتغلُّب على ذلك.

إنَّه لمن المثير للاهتمام أن ترى المدراء التنفيذيين يعترفون أنَّهم لا يعرفون الإجابة، أو يعانون من عبء عملهم بدلاً من إشعار فريقهم بالرعب؛ حيث يؤدِّي ذلك إلى مزيدٍ من الصدق من قبل الجميع.

إذا كنت تعلم أنَّ الآخرين يكافحون من أجل ما تكره فعله، فمن المرجَّح أن تتواصل وتطلب المساعدة؛ وستمكِّنك الشفافية والصدق وسياسة التواصل الجيدة من هذا.

5. العاطفة:

يجب أن يشعر القادة بالحماس تجاه النتائج التي يبحثون عن تحقيقها مع فريقهم.

يمكن للقادة أن يكونوا صادقين، وأن يشاركوا نقاط قوَّتهم وضعفهم؛ وعندما يرتبط الأمر بالعاطفة القوية، يمكن أن يُلهِم ويُحفِّز القادة الذين يتواصلون مع ما يؤمنون به، ويُظهِرون إيمانهم بأنفسهم وفرقهم وشركاتهم؛ الفِرقَ على الإيمان أيضاً.

الشغف يخلق الشغف، فمثلاً: بالنسبة إلى الأشخاص الذين ينشِئون الكثير من الفيديوهات المباشرة للناس الذين يواجهون يوماً صعباً، ويبحثون عن الدافع؛ تجدهم يعلمون أنَّه عندما يشاركون شغفهم وإيمانهم بما هو ممكن، فإنَّ الآخرين سيشاركونهم ذلك.

لذا إذا نظرت خلفك واكتشفت أنَّ هناك مجموعةٌ من الأشخاص يتابعونك، فمن المحتمل أنَّهم أحبُّوا شغفك، ويرغبون في معرفة المزيد عنه؛ لذلك اسمح لشغفك بالتألُّق من خلال كلِّ ما تفعله، وثق بالنتائج، وبما يمكنك تحقيقه.

6. القدرة على تقبُّل الفشل:

الفشل هامٌّ جداً للقيادة، ومن الرائع أن نرى قادةً يُلهِمون ويحفِّزون ويتحدَّثون عن منافسةٍ رائعة، إذ يمكنك حقاً اكتشاف القائد العظيم عندما يكون الفشل وشيكاً، فهو لا يخشى الفشل؛ بل يتطلَّع إلى التعلُّم منه.

إنَّه لمن المخيف القيام بذلك، فقد ينتهي الأمر بالشركات في بعض الأحيان إلى إنشاء المقارنات، وإلقاء اللوم على الفريق إذا لم يتعامل مع الإخفاقات جيداً؛ لذلك فإنَّ رؤية قائدٍ يمكنه رفع يديه والقول “أعترف بخطئي” أمرٌ قوي، وبعيدٌ عن الغطرسة وتمجيد الذات والصفات التي يجب ألَّا تكون موجودةً في القائد العظيم؛ كما يؤدِّي انفتاح القائد على الفشل أيضاً إلى اكتشافاتٍ وفرص جديدة.

كانت إحدى الشركات تعاني من أجل بناء علاقةٍ وثيقةٍ في الفريق، وقد تمكَّن الموظفون من خلال إعادة كتابة ما تمثِّله الشركة من المضي قدماً بطريقةٍ قوية؛ والمفارقة هنا هي أنَّ هذا قد أُنشِئ من خلال النظر في بيان مَهمَّة الشركة؛ إذ صاح أحدهم في جلسة التدريب الجماعية: “إنَّهم لا يقولون أنَّهم يهتمُّون”، وقد أدَّى ذلك إلى محادثةٍ رائعة، حيث شرح عضو الفريق -الذي نادراً ما يتحدَّث- كيف أنَّ أحد الأشياء التي أحبُّوها في الشركة هو أنَّهم مهتمُّون بصدق؛ ومع ذلك لم يتحدَّث أحدٌ منهم عن ذلك.

لقد اهتموا دون أن يقولوا أنَّهم مهتمُّون؛ وذلك لأنَّ القائد كان قادراً على أخذ ذلك على عاتقه والسير في اتجاهٍ جديد، ممَّا أدى إلى إيجاد أشياء عظيمة.

7. التشجيع:

يمكِّن القائد المتحفِّز -مثل الكوتش- موظَّفيه من التحدُّث بصراحة، ويمنحهم الإحساس بالتملُّك والمسؤولية، والشعور بالاحترام؛ فالتشجيع على أسلوب الكوتش شكلٌ من أشكال التواصل الذي يتيح مستوىً أعمق من المحادثة، ويكسر المخاوف وانعدام الأمان وقضايا الثقة والحواجز التي تحول دون التغيير.

إذا كنت تريد أن تكون قائداً عظيماً، فكن كوتشاً رائعاً أولاً؛ إذ إنَّه أسلوب تواصلٍ يمكن أن تقوله من القلب، ويمكن أن يؤثِّر في كلِّ اتصالٍ وعلاقةٍ لديك، ويجعلها كلَّها إيجابية. لذا احترم عملية التدريب، وتعلَّم المهارات والأسئلة والاستراتيجيات الرئيسة لإنجاح هذا العمل، حيث يمكن للجميع التدرُّب -إلى حدٍّ ما- مع القليل من التعليم والممارسة والملاحظات.

8. القيادة الموجَّهة نحو الهدف:

عندما تصغي إلى فريقك وتشجِّعه، فإنَّ القدرة على مشاركة الأهداف الواضحة أمرٌ حتمي؛ وسواءً أكنت قائد فريق كرة سلة، أم والداً، أم رئيساً تنفيذياً، أم قائداً؛ فلا يكفي ذلك لإنشاء أهدافٍ تتوقَّع من الجميع الاتفاق عليها.

عندما يشعر فريقك أنَّك تُقِّدر آراءهم، تزداد مشاركتهم، ويؤدي التفاعل إلى الاعتراف، ويؤدي هذا بدوره إلى تسريع النجاح؛ لذا اعترف بقيمة فريقك، وسيقدرون ما ترغب بتحقيقه، ويهدفون إلى مساعدتك في تحقيقه دون حافزٍ ماليٍّ إضافي؛ فكم رأينا من شركات اعتقدت أنَّ الحلَّ الوحيد مزيدٌ من المال، ومزيدٌ من الموظفين، ومزيدٌ من الاستثمار؛ لكن كان الاستثمار الوحيد الذي كان لديهم في الواقع: التدريب، ممَّا مكَّنها وفِرقها وأفرادها من الشعور بأنَّهم هامُّون للوصول إلى النتائج النهائية، ودفعهم إلى العمل بجدٍّ لتحقيق ذلك.

9. القدرة على التكيُّف:

نواجه جميعاً صعوباتٍ وأوقاتاً صعبة، والقائد الذي يمكنه الرجوع خطوةً إلى الخلف والتكيُّف مع البيئات والتحديات والعقبات المتغيِّرة باستمرارٍ هو القائد الذي يريد الناس أن يكونوا معه.

ليس عليك أن تعرف كلَّ الإجابات، ويمكنك من خلال الاستفادة من السمات الثمانية الأخرى، امتلاك المهارات كقائدٍ للتراجع عن أيِّ شيء.

قد تكون في وضع صعبٍ جداً لإثبات أنَّك جرَّبت كلَّ شيءٍ من أجل أن يجتمع الفريق، وتكتشف القوة في هذه الصفات، وتعثر على أكثر طرائق التشغيل الناجحة، وأكثرها إنتاجية، والتي تضمن مستقبل المنظمة.

إنَّ رؤية الكثير من الوجوه الغاضبة التي تُفرِغ إحباطاتها عليكَ بدلاً من قائدهم، أمرٌ مخيفٌ بعض الشيء؛ ومع ذلك، ستتمكَّن باستخدام المهارات المذكورة أعلاه من كسر حواجز التغيير، وإنشاء طرائق جديدةٍ للتفكير والعمل؛ لجعل وظيفة الجميع أسهل بكثير، وخلق السعادة المستمرَّة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!