أحلام المصريين من الدستور إلى سد النهضة… كلاشيهات عمرو موسى في معرض الكتاب

القاهرة ــ «القدس العربي»: ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 47، وتحت مُسمى اللقاء الفكري، أقيمت في القاعة الرئيسية ندوة لوزير الخارجية الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ورئيس لجنة تعديل الدستور المصري عمرو موسى، التي حاول خلالها مناقشة ما تمر به مصر الآن من أحداث، أو ما تعانيه بمعنى أدق. جاءت كلمات موسى إنشائية إلى حدٍ كبير، وأشبه بالحوارات الرسمية في أجهزة إعلام الدولة. تناول موسى معظم القضايا المطروحة، بداية من الدستور الأخير وصولاً إلى مشكلة سد النهضة، مع التأكيد على الحلم بالتقدم! جاءت عبارات موسى في الأغلب تسبقها (يجب أن) هذه البداية التي توحي برؤية مغايرة لما يسير عليه النظام السياسي الآن، وكأن الرجل لم يشترك في إرساء بعض من دعائمه، أو أنه بمنأى عما يحدث ولو بنسبة ما. لذلك جاء الحوار وكأنه كلاشيهات قديمة يدور في فلكها الساسة كلما طالعونا، أو طالعناهم مصادفة من بعيد.

أحلام المصريين من الدستور إلى سد النهضة… كلاشيهات عمرو موسى في معرض الكتاب

[wpcc-script type=”5eae54793427e55d108ee4e0-text/javascript”]

القاهرة ــ «القدس العربي»: ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 47، وتحت مُسمى اللقاء الفكري، أقيمت في القاعة الرئيسية ندوة لوزير الخارجية الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ورئيس لجنة تعديل الدستور المصري عمرو موسى، التي حاول خلالها مناقشة ما تمر به مصر الآن من أحداث، أو ما تعانيه بمعنى أدق. جاءت كلمات موسى إنشائية إلى حدٍ كبير، وأشبه بالحوارات الرسمية في أجهزة إعلام الدولة. تناول موسى معظم القضايا المطروحة، بداية من الدستور الأخير وصولاً إلى مشكلة سد النهضة، مع التأكيد على الحلم بالتقدم! جاءت عبارات موسى في الأغلب تسبقها (يجب أن) هذه البداية التي توحي برؤية مغايرة لما يسير عليه النظام السياسي الآن، وكأن الرجل لم يشترك في إرساء بعض من دعائمه، أو أنه بمنأى عما يحدث ولو بنسبة ما. لذلك جاء الحوار وكأنه كلاشيهات قديمة يدور في فلكها الساسة كلما طالعونا، أو طالعناهم مصادفة من بعيد.

التفاؤل

بدأ موسى الكلمة مُشيراً إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب فرصة جيدة للديمقراطية وتبادل الرأي، ومناقشة أحوال مصر، سواء بالنسبة للمنطقة أو العالم. وهو بالتالي مجال للحديث الصريح. ولا أحد يستطيع أن ينكر ــ يقول موسى ــ «إن المزاج العام في مصر مُتعكر ومُحبط للغاية، ومن يقول عكس ذلك يكون غشاشا ومخادعا، ورغم ذلك يجب أن نحتفظ بقدر كبير من التفاؤل في المرحلة المقبلة، وفي ظل ذلك يجب على النظام أن يعمل وأن يجعل الشعب مُشاركاً معه في تحقيق الأمل. ولزيادة جرعة الأمل يضيف الأمين الأسبق لجامعة الدول العربية قائلاً، «أنا مستوعب أن مصر حدث فيها خلل كبير لكنني دائماً أستبشر خيراً بأن هناك خريطة اتفقنا عليها للعمل والتحرك من خلالها، وبالفعل تم صدور الدستور وانتخابات مجلس الشعب حتى نعد الوطن للتعامل مع المستقبل».

الوضع الإقليمي

وفي ما يخص الوضع الإقليمي أوضح موسى، أن صحة مصر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع الإقليمي في الشرق الأوسط. ويُرجع حالة الفوضى التي يشهدها العالم العربي الآن إلى غياب مصر عن دورها الريادي، والعودة لممارستها هذا الدور مرتبطة برجوع صحتها واسترداد عافيتها، وهذا لا يأتي عشوائياً، ولكن بوضع برنامج للسير عليه، فالشعب المصري بحاجة إلى إنجازات فعلية على أرض الواقع. فالعبارات تحمل قدراً من البلاغة الدبلوماسية عديمة المعنى، ولكن الرجل يحاول أن يتكلم بوضوح، وأن يحدد المشكلة ورؤيته لها عند الحديث عن (سد النهضة) على سبيل المثال، بأن علينا التفكير في إحياء قناة الكنغو، وتحلية مياه البحر، وتخليق مياه جديدة، وإصلاح خريطة المحاصيل الزراعية وإيجاد طريقة الري الحديث، وتنقية مياه الصرف، والبحث عن المياه الجوفية التي تعتبر مخزونا إستراتيجيا لمصر! سنترك التعليق للقارئ، خاصة أن هذه التوصيات تأتي أشبه بتوصيات الكتاب المدرسي عند نهاية كل فصل من فصوله. الأمر هنا يوضح أهمية التخطيط السليم، وقد أوضح موسى أن الخلل في مصر بدأ منذ السنوات الأخيرة في حكم الملك فاروق وحتى هزيمة 1967، نتيجة انعدام التخطيط، الذي أدى لانفجار ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، حيث كانت كل المؤشرات في ذلك الوقت، تؤكد هذه اللحظة الثورية، التي يُطالب فيها الشعب بالتغيير الجذري في المسلك السياسي والاقتصادي. لكن الرجل لم يُشر إلى أي مدى تحقق هذا المطلب بالتغيير، هنا يصبح الحديث عن أشياء أخرى لا تختلف عن حكايات وسائل الإعلام.

التربص بالدستور

وحتى يكف الحديث عن تعديل الدستور، يرى عمرو موسى الذي كان يترأس اللجنة الأخيرة (لجنة الخمسين) أن الإعلام والأحزاب الآن كل منهما يتحدث عن تعديل الدستور، قبل حتى أن يطبق الدستور. هذا الدستور الذي يُعد الوثيقة الأساسية لضبط حياة الأفراد وحقوق المواطنين، وهو الذي أيده الشعب بالأغلبية، والذي يأتي مواكباً مصر الجديدة/مصر المستقبل، لذا فهو ينص على الحقوق، الفصل بين السلطات، وينص بالحرف الواحد على ضرورة الميزانية المتعلقة بالتعليم والصحة، إضافة إلى أهداف التنمية الاقتصادية. فالمطالبة بالتعديل يعتبرها موسى دليلاً على الفكر غير المنضبط، وأن كل الإنجازات التي جاء بها الدستور، كتشكيل مجلس النواب على سبيل المثال، تؤرق وتقلق البعض، الذي لا يريد لمصر أن تنطلق. يتناسى الرجل المواد المراد تعديلها، والفارق الشاسع بين النصوص الدستورية وتطبيقها على أرض الواقع، وتأثيرها على حياة المخاليق.

يجب أن

وتتوالى الوصايا الحكيمة، بأنه إذا أردنا فـ (يجب أن) وهو عنوان كبير يصلح دوماً لمثل هذه المناسبات، وتتواتر العبارات فيقول.. علينا لكي ننجح في الزراعة والصناعة، أن يكون لدينا برنامج نجاح يتمثل في إنجازات مختلفة أولها يتعلق بالإنسان المصري وخدماته، والإنجاز الثاني في التعليم والثقافة والمعرفة واستثمار التكنولوجيا. إضافة إلى الحرية في قول ما نشاء لكن في حدود القانون، فالديمقراطية أهم عنصر من عناصر تقدم الدول، ونحن ــ حسب قوله ــ نعيش مرحلة التغيير ولن تعود الدولة إلى سنوات سابقة، لابد أن نتقدم ونعمل في أسس مجتمع فيه عناصر التحديث والجدية والكفاءة. وفي الأخير فالسيد عمرو موسى لا يعرف مصر إلا من خلال صحافتها الحكومية وإعلامها الرسمي، أو هكذا يريد أن يبدو.

محمد عبد الرحيم

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *