‘);
}

حال المرأة قبل الإسلام

عانت المرأة في الجاهليّة ظلماً وبأساً شديدين واعتداءً من أولياء أمورها دون مبرّرٍ لذلك، وظلّت على ذلك الحال المتردّي حتى جاء الإسلام وحرّرها من كلّ ألوان العبوديّة والذلّ الذي تعرّضت إليه، حيث كان العرب في الجاهليّة منذ أول لحظةٍ يعلمون فيها أنّهم رُزقوا بمولودةٍ أنثى يبدأ سخطهم وشرّهم نحوها، ووصف الله -تعالى- ذلك وصفاً دقيقاً في القرآن الكريم؛ حيث قال: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ*يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُون)،[١] فكان الرجل في الجاهليّة فور سماعه خبر مولودةٍ أنثى يشعر بالخيبة والسوء خشية العار وغير ذلك، ثمّ يدفنها حيّةً خشية أن يلحق به أي مكروه بسببها، فتُحرم الفتاة أبسط حقوقها وهو حقّ الحياة.[٢]

كانت المرأة في الجاهليّة كذلك تُمسَك ضراراً للاعتداء عليها من زوجها، بحيث إنّها لا تعدّ مطلّقة لتصبح سيّدة نفسها، ولا تعدّ متزوّجة سعيدة بالعائلة التي تعيش معها، ومن صور الظّلم أيضاً أنّ المرأة كانت تُعدّ متاعاً كأيّ متاعٍ آخر موجود في المنزل، فكان زوجها يُقامِرُ فيها، فيخسرها إذا خسر الرهان، وكانت المرأة إذا توفّي زوجها تورّث إلى الابن الأكبر لزوجها، كما أنّها محرومة من أيّ إرثٍ، وعانت الزّوجة في طلاقها كما عانت في زواجها أيّام الجاهليّة،[٢] ثمّ جاء الإسلام ليبيّن منزلة المرأة في المجتمع ويرفع من شأنها ويعطيها حقوقها المشروعة، وفيما يأتي تفصيل حقوق ومكانة المرأة في الإسلام.